تأكدت السلطات الجنوب إفريقية أن مواجهة الولاياتالمتحدة أمام الجزائر أكبر من أن تكون مباراة كروية عادية،وإذا كانت الأجواء في مدينة “إيشوان بريتوريا” تبدو عادية خلال الأيام التي سبقت المواجهة، فإن الجو تغيّر تماما من الناحية الأمنية أمس ومنذالصبيحة. منطقة الملعب وحي “هاتفيلد” مغلقان ومنذ الصبيحة أمس تغيّرت الأمور وكانت المدينة على موعد مع إجراءات غير عادية تماما، ميّزها خاصة الإنتشار غير العادي للشرطة الجنوب إفريقية وغلق كل المنطقة المحيطة بالملعب على بعد أكثر من 3 كلم، أو ما يُسمّى بحي “هاتفيلد“. ممنوع دخول السيارات والمرخصة تُفتّش من أهم الإجراءات التي قامت بها السلطات الجنوب إفريقية ولم يتم العمل بها من قبل، هي منع السيارات تماما من الدخول إلى محيط الملعب بعد إغلاق كل الطرق بالحواجز الإسمنتية وكان يسمح فقط للسيارات المرخص لها من “الفيفا“ والتي تملك إشارة العبور الرسمية بالمرور، لكن بعد إخضاعها إلى تفتيش صارم. الأنصار يخضعون إلى التفتيش بعيدا عن الملعب أما بالنسبة إلى أنصار المنتخبين، فلم يقتصر تفتيشهم كالعادة على مستوى مداخل الملعب فقط، بل أن تفتيش كل الأنصار كان يتم على مسافة بعيدة من الملعب قبل أن يخضعوا إلى التفتيش الرئيسي على مستوى مداخل الملعب. أعوان وكالة الإستخبارات الأمريكية شاركوا في التفتيش ولم يكن أفراد التفتيش على مستوى المداخل الطرقية البعيدة في الملعب من الشرطة الجنوب إفريقية فقط، ولكن كذلك أفراد من وكالة الإستخبارات الأمريكية الذين كانوا أكثر صرامة في التفتيش. المأكولات، القارورات وكل شيء ممنوع إدخاله كما تم منع الأنصار من إدخال المأكولات والقارورات وطلب منهم التخلّص منها قبل السماح لهم بقطع المسافة الفاصلة بين نقطة التفتيش الأولى ومداخل المدرجات. حتى الرايات فُتّشت وتم قراءتها والأكثر من ذلك أن أنصار “الخضر” تعرضوا إلى تفتيش راياتهم وقراءة الشعارات الموجودة فيها، وهذا تفاديا لأي شعارات سياسية مسيئة للولايات المتحدةالأمريكية، في إجراء لم يتم العمل به من قبل في أي من المواجهات التي كانت في هذا المونديال. إجراءات أمنية لم تُطبّق حتى عندما لعبت جنوب إفريقيا وتبقى هذه الإجراءات بالسابقة، لأنها لم تطبق في “بريتوريا“ حتى عندما لعب منتخب البلد المنظم جنوب إفريقيا في هذا الملعب أمام الأوروغواي في الجولة الثانية. البارحة فقط عرفت معنى الولاياتالمتحدة وبالتأكيد أن كل مناصر جزائري وصحفي جزائري لا يمكنه أن يصف صرامة الإجراءات الأمنية التي طُبقت أمس من أجل المنتخب الأمريكي وأنصار المنتخب الأمريكي، بطريقة جعلتني أعرف للمرة الأولى في حياتي معنى الولاياتالمتحدةالأمريكية من الناحية السياسية. مناشير بالعربية من أجل الولاياتالمتحدةالأمريكية وُزعت في المداخل وأكثر من ذلك أنه عندما تعلق الأمر بالولاياتالمتحدةالأمريكية، فإن اللجنة المنظمة للمباراة طبعت الآلاف من المناشير باللغتين العربية والإنجليزية ووزعتها في الخارج على أنصار الفريقين معا من أجل المحافظة على النظام العام. تحمل منع كل أنواع اللافتات، الشعارات والشهب النارية وقد حملت المناشير الموزعة على أنصار الفريقين (بالأصح أنصار الفريق الجزائري) منع كل أنواع الرايات التي تحمل عبارات سياسية أو إشهارات أو تغطية إشهارات الملعب أو حمل الشهب النارية أثناء لقاء الجزائر - الولاياتالمتحدةالأمريكية. ... وتهديدات بالتوقيف والسجن في المنشور والأكثر من ذلك أن المنشور الموزع بكثرة خارج الملعب حمل أيضا تهديد صارم في نهايته بقيام رجال الشرطة بتوقيف كل من يخالف هذه التعليمات ويحمل شعارات سياسية، وأن المخالف سيتعرض إلى المتابعة القضائية والسجن. من أجل أمريكا طُبع منشور بالعربية... وفي الحافلة سطر لم يتمكنوا منه ويبقى المميّز أنه ليس ما جاء في المنشور ولكن أن طبع منشور كامل بالعربية (ورقة 21 على 27) في جنوب إفريقيا ومن قبل اللجنة المنظمة يعتبر أمر غير عادي، لأن اللجنة المنظمة نفسها لم تجد حتى كيفية كتابة سطر واحد بالعربية في حافلة المنتخب الوطني الجزائري، وجاءت عبارة: “نجمة وهلال من أجل هدف واحد النصر” غير ملتصقة الحروف ببعضها البعض في كل حافلات المنتخب الجزائري بكل المدن التي مر بها بجنوب إفريقيا بسبب عدم إيجاد اللجنة المنظمة ل “وورد” بالعربية، لكن من أجل أمريكا تم طبع صفحة كاملة. التلفزيون الجزائري أعد روبورتاجا عن زنزانة مانديلا استغلت إحدى فرق التلفزيون الجزائري فرصة التنقل إلى “كيب تاون“ في المواجهة الثانية من أجل إعداد روبورتاج في الجزيرة المسمّاة “روبي نيلدا” والبعيدة نصف ساعة في السفينة عن ساحل مدينة “كيب تاون“، وهي الجزيرة التي أعتقل فيها الزعيم نيسلون مانديلا 18 سنة كاملة. دفع 450 أورو لأجل تصوير الزنزانة ولأن القوانين التي وضعتها سلطات جنوب إفريقيا بخصوص زيارة زنزانة مانديلا لا يسمح بالتصوير سوى بالآلات الخفيفة، مثل كاميرات الفيديو، الهواتف النقالة والآلات التصوير العادية، فقد اضطر التلفزيون الجزائري إلى دفع مبلغ 450 أورو من أجل تصوير هذا المعلم التاريخي العالمي، مثلما تنص عليه القوانين الخاصة بالتصوير المحترف. ... ووجد عائلة جزائرية هناك ولأن الجزائريين أين تذهب تجدهم، فقد وجدت فرقة التلفزيون الجزائري أثناء تواجدها في هذه الجزيرة عائلة جزائرية قادمة خصيصا من الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل حضور المونديال، وهي العائلة التي قامت بالتبادل مع عائلة من جنوب إفريقية (كل عائلة تركت منزلها للأخرى) إلى غاية نهاية المونديال.