كما كان متوقعا، حظي “الخضر“ بدعم معنوي كبير في المباراة الحاسمة أمس أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية من طرف الجنوب إفريقيين بفعل التاريخ الذي يربط الشعبين. فلا ننسى أن الجزائر آوت الزعيم مانديلا في 1960 وساهمت في القضاء على العنصرية، ما جعل “الخضر“ أمس يدخلون بدعم كبير في المدرجات صنعه الجزائريون وكل عشاق “الخضر“، وهذه المرة من أهالي “الزولو“ الذين أعلنوا ولاءهم لممثل إفريقيا وأملهم الوحيد في التأهل إلى الدور المقبل. تنقلوا من “دوربان“ إلى “بريتوريا“ وكان سكان “الزولو“ أعلنوا وفاءهم للجزائر منذ بداية “المونديال“ وحضروا كل مبارياتها أمام سلوفينيا، إنجلترا وحتى أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية. ورغم بعد المسافة من مدينة دوربان إلى مدينة بريتوريا، إلا أن هذا لم يكن حائلا أمامهم ليتنقلوا بقوة لمساندة الجزائر في المباراة الحاسمة والصعبة. حيث غصّت أمس مدرجات ملعب “لوفتس فيرفسفيلد“ الذي امتزج بألوان العلم الجزائري والمغاربة والعرب والعلم الجنوب إفريقي، الذي كان بقوة من الجنوب إفريقيين وأهالي “الزولو“ الذين تابعوا كل مباريات الجزائر، وفي كل مرّة يتنقلون من دوربان إلى بولكوان، جوهانسبورغ وإلى بريتوريا دون أن يكلوا أو يتعبوا. صنعوا أجواء رائعة صبيحة المباراة ولم تكن المسافة البعيدة حائلا أمام “الزولو“ ولم تعجزهم في التنقل إلى بريتوريا من الساعات الأولى من صبيحة أمس، حيث سجلنا حضورا قويا لأهالي دوربان الأوفياء ل “الخضر“ حاملين الرايتين الجنوب إفريقية والجزائرية. وصنع “الزولو“ أجواء رائعة حين هتفوا بالجزائر وخلقوا أجواء غير عادية في الساعات التي سبقت المباراة وجعلوا بريتوريا تعيش “المونديال“ بنكهة جزائرية. حيث سجلنا حافلات كثيرة وسيارات وصلت إلى بريتوريا نقلت العشرات من “الزولو“ حتى يكونون في الموعد ساعة المباراة. جلسوا مع الجزائريين وهتفوا “وان، تو، ثري ... فيفا لالجيري“ وإذا كان الأنصار الأمريكيين هم الكثر مقارنة بالجزائريين الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا (قرابة خمسة آلاف جزائري)، فإن الكفة سرعان ما رجّحت للجزائريين بفضل “الزولو“ الذين غصّت بهم مدرجات ملعب “لوفتس فيفرسفيلد“ لنصرة الجزائر في مباراة كانت صعبة للغاية. ويبدو أن عبارة “وان، تو، ثري... فيفا لالجيري“ كسرت كل الحواجز بعدما تبناها “الزولو“ الذين هتفوا بقوة بهذه العبارة قبل وأثناء المباراة، وهو ما زاد حماسة اللاعبين الجزائريين الذين حاولوا الدخول بقوة في أطوار المباراة. كلّ آمالهم مع الجزائر بعد خروج جنوب إفريقيا وباستثناء غانا، كان المنتخب الوطني الأمل الأخير للأفارقة عقب خروج نيجريا، الكاميرون وكوت ديفوار وآخرها منتخب جنوب إفريقيا، ما جعل الجنوب إفريقيين يعتبرون الجزائر فريقهم الثاني في “المونديال“. حيث علق الجميع آمالهم على “الخضر“، حتى أنهم أكدوا قبل المباراة أنهم سيناصرون الجزائر حتى النهاية وهو ما كان عليه الحال في المدرجات، وحتى في شوارع بريتوريا التي احتضنت الجزائريين طيلة الأيام الماضية وناصرت “الخضر“ في كل مبارياته في “المونديال“. ومع ذلك لم تنفع تشجيعاتهم وأقصي المنتخب الجزائري أيضا من المنافسة.