كانت علامات التأثر بادية على لاعب المنتخب الوطني في فترة الثمانينيات مصطفى كويسي الذي كان يأمل مثل كل جزائري في أن يحقق “الخضر“ الفوز أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية والتأهل بذلك إلى الدور الثاني.. لكنه كان راضيا في الوقت نفسه عن الوجه الذي ظهر به أشبال سعدان في هذا اللقاء حيث قال: “في حقيقة الأمر من الصعب تقبّل هذا الإقصاء لأن منتخبنا الوطني يملك إمكانات عالية وكان ينقص اللاعبين بعض الثقة في النفس فقط، ولكنهم مشكورون على كل المجهودات التي بذلوها لأن اللاعبين بالنسبة لي قدموا كل ما لديهم ولم يدّخروا أي مجهودات وحتى المناصر الجزائري الذي يعرف كرة القدم جيدا لا يلومهم وسيتفهمهم جيدا لأنهم أدوا مباريات في المستوى وحتى أمام أمريكا كانوا قادرين على تحقيق الفوز لولا سوء الحظ في عديد المناسبات”. “من الصعب تسجيل الأهداف بمهاجم معزول واللياقة البدنية خذلتنا” وواصل محدثنا الحديث عن اللقاء الأخير للمنتخب الوطني، حيث تطرّق لطريقة اللعب والسبب الحقيقي وراء هذه الخسارة إذ قال كويسي: “المباراة كانت صعبة على الطرفين وأنا أقسّمها إلى قسمين المرحلة الأولى كنا جيدين ودخلنا بقوة وكاد جبور أن يفتتح باب التسجيل ولكن المنتخب الأمريكي استعاد زمام الأمور وسيطر على مجريات اللقاء. أما في المرحلة الثانية فلم نكن محظوظين جدا بالإضافة إلى أنه من الصعب تسجيل الأهداف بمهاجم معزول، فحتى التغييرات لم تأت بثمارها لأنها منصب بمنصب، بالإضافة إلى ذلك فإن اللياقة البدنية خذلتنا في الشوط الثاني وشاهدنا كيف عانى لاعبونا من الإرهاق”. “كان بإمكان منتخبنا تقديم مستوى أحسن بكثير” ثم عرّج كويسي إلى نقطة مهمة، وهي، أن الأداء الذي قدمه منتخبنا الوطني في هذا اللقاء كان في المستوى العالي بفضل السرعة في اللعب والتنظيم التكتيكي، وأضاف: “صحيح أننا شاهدنا مستوى مقبولا إلى أبعد الحدود بل مستوى عالميا بأتم معنى الكلمة وهذا شرف بأن تعود الجزائر للظهور بهذا المستوى من جديد. ولكن من جهتي إذا كنت معلما في المدرسة فإنني كنت سأقول لتلاميذي في المنتخب الوطني أن يقدموا أكثر من هذا وتقديم مستوى أحسن بكثير في حال وضعوا الثقة أكثر في أنفسهم لأنهم يملكون الإمكانات لذلك ولا يزال عمل كبير ينتظرنا بما أن ملامح منتخب قوي تلوح في الأفق”. “مبولحي رسّم نفسه أحسن لاعب في المنتخب في هذا المونديال” لم نرد تفويت فرصة الحديث مع كويسي دون التطرق لحارس المرمى مبولحي الذي كان من بين أحسن العناصر فوق المستطيل الأخضر بشهادة الجميع، حيث قال عنه محدثنا: “مبولحي أبهر الجميع بالمستوى الذي ظهر به وهو حقا يستحق التواجد في ناد أوروبي قوي وعن الوجه الذي ظهر به فإنه رائع ومنح الثقة أكثر للمدافعين لأن الأمريكان ضيّعوا فرصا سهلة للتسجيل بفضل يقظة وحنكة هذا الحارس الجزائري الذي سيكون له شأن عظيم في المستقبل بإذن الله... وما يمكنني قوله كذلك أن مبولحي نصّب نفسه الآن أحسن لاعب في المنتخب الوطني في هذا المونديال”. “الجزائر قدّمت دورة مشرّفة ولم تخيّب رغم الإقصاء” وفي الأخير طلبنا من كويسي أن يمنحنا صورة عامة عن الوجه الذي ظهر به المنتخب الوطني في هذا المونديال ومبارياته الثلاث أمام سلوفينيا، إنجلتراوالولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث قال: “على الرغم من هذا الإقصاء في الدور الأول إلا أن الجزائر قدمت دورة مشرّفة للغاية ولا أحد كان يتوقع أن يظهر لاعبونا بهذا الوجه خاصة بعد المشاكل العديدة التي عاشها المنتخب قبل انطلاق المونديال، بالإضافة إلى الشلل الهجومي واستقدام عدة لاعبين قبل شهرين من المونديال، كل هذه المؤشرات كانت توحي بأن مهزلة ستحدث في المونديال لكن العكس حدث ونشكر الجميع على كل ما قدّموه لأنهم شرفوا الجزائر في كأس العالم الحالية وتحدوا كل الصعاب”.