“سنُحقق المفاجأة أمام إنجلترا لأننا منتخب التحدّيات في الأوقات الحرجة” هل من تعليق على الخسارة المرّة التي تكبدتموها أمام منتخب سلوفينيا؟ السؤال الموجّه لي يحمل نصف الإجابة، إنها فعلا خسارة مرّة ومن المستحيل تجرّعها بالسهولة التي قد يتصوّرها البعض لأننا بكل بساطة لا نستحقها بالنظر إلى مجريات المباراة التي سيّرناها بذكاء، قبل أن نسقط في آخر المطاف عن طريق تصويبة وليس عن طريق عمل جماعي منسّق بين لاعبي المنافس. لو نعد إلى مجريات اللقاء، ما الذي جعلك تقرّ بأنّكم لا تستحقون الخسارة؟ لأننا كنا الأحسن فوق الميدان ولأننا صنعنا فرصا للتهديف أكثر منهم وللأسف الشديد أننا لم نعرف كيف نستغلها ولم نترجمها إلى أهداف، عكس المنافس الذي كان واقعيا للغاية وترجمة قذفة إلى هدف سمحت له بتحقيق الفوز. وعن مجريات اللقاء، أعتقد أننا نملك طريقة اللعب نفسها والتفكير والمنهج نفسيهما، حيث كان كل منتخب منا ينتظر الآخر وكان الواحد منا يتربص بالآخر ليشن عليه هجوما مضادا، ما جعلنا لا نحضر مباراة إستعراضية كبيرة كتلك التي كانت الجماهير تنتظرها. ربما ما يزيد الخسارة مرارة أنكم تشعرون بأنكم لعبتم بطريقة جيدة، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، سيرنا المباراة كما يجب وتحكمنا في زمام الأمور بصورة جيدة وكنا في منأى عن أي خطر من المنافس الذي لم يهدّد مرمانا سوى عن طريق التسديد من بعيد، لكننا للأسف الشديد لم نكن حاضرين فوق الميدان 100 % حتى نظفر بالنقاط الثلاث. المباراة لعبت على تفاصيل صغيرة لأن الخسارة جاءت على إثر خطأ فادح لا يُغتفر . صحيح، لعبت على تفاصيل صغيرة بعد خطأ فادح، لكن علينا الآن ألا نلوم الشخص الذي إرتكب ذلك الخطأ (يقصد شاوشي) لاسيما أن أي لاعب في كرة القدم معرّض لإرتكاب مثل هذه الأخطاء، وأضيف شيئا. تفضّل ... علينا أن نبقى متضامنين معه لأننا بفضله فزنا بمباريات في السابق وبفضله أيضا سنفوز بمباريات أخرى مستقبلا، علينا الآن أن نحافظ على روح المجموعة وأن نرفع رؤوسنا وننسى هذه الخسارة بسهولة لأننا لا زلنا في السباق رغم هذه الهزيمة، وعلينا الآن أن نركز على المباراة القادمة التي تنتظرنا أمام منتخب إنجلترا. قبل التطرّق إلى تلك المباراة ألا ترى أنّ اللعب بعشرة لاعبين أمام السلوفينيين بعد طرد زميلكم غزال صعّب مأموريتكم كثيرا؟ بعد أن صرنا بعشرة لاعبين حاولنا أن نسد المنافذ في وجه المنافس وأن نحافظ على ذلك التعادل لكننا للأسف الشديد فشلنا في ذلك بما أن المنافس لجأ إلى التسديد من بعيد وتمكّن إثر هفوة من الوصول إلى مرمانا، والآن علينا ألا نبحث عن المذنب لأننا وكما قلت لك منذ قليل علينا أن نشجع ونساند أي واحد منا إرتكب أخطاء عوض أن نلقي اللوم على فلان أو فلتان، وعلينا خاصة أن نحافظ على روح الجماعة التي لطالما كانت السلاح الذي تفوّقنا به على كافة منافسينا في السابق. عجزتم عن الظفر بالنقاط الثلاث الممكنة أمام منتخب ليس في مستوى منافسيكم القادمين، ألا تتوقع أن تكون مهمتكم مستحيلة في لقاء إنجلترا المقبل؟ لا أنكر أنه لقاء صعب للغاية بما أنه سيجمعنا بأحد المرشحين لبلوغ الدور الثاني بل وإلى الوصول إلى أدوار متقدمة، ولعل ما سيزيده صعوبة هو تعثر منتخب إنجلترا في الجولة الأولى أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث سيحاول أن يتداركه ويحقق إنطلاقته الحقيقية، لكن المخطئ فقط من يعتقد أننا سنكون لقمة سائغة له لأننا لدينا ورقة سنلعبها إلى آخر رمق، لن نتوانى للحظة واحدة في الدفاع عن حظوظنا من أجل بلوغ الدور الثاني مهما كانت قيمة المنافس وسنلعب بكل إمكاناتنا. رغم أنّ الأمر يتعلّق بمنتخب قوي من طينةإنجلترا؟ أجل رغم أنّ الأمر يتعلق بمنتخب قوي من طينةإنجلترا، نحن منتخب التحديات وأثبتنا ذلك في أكثر من مناسبة وكنا دوما حاضرين في المواعيد الكبرى وسنكون كذلك يوم الجمعة القادم. نفهم من كلامك أنكم ستلعبون من أجل الفوز. نحن قادرون على تحقيق المفاجأة وسنخوض مباراة كأس حقيقية تحت شعار يا غالب يا مغلوب، ليس لدينا ما نخسره الآن بعدما فشلنا في أول موعد وعلينا أن نتخلّى عن الحسابات وأن نخوض المباراة القادمة بقوة من أجل إنعاش حظوظنا في التأهل إلى الدور القادم. ما هي العوامل التي جعلتك تصر على أن المنتخب قادر على تحقيق المفاجأة أمام منتخب إنجليزي قوي؟ لا توجد هناك عوامل بل هناك عامل رئيسي وهو صلابة المجموعة التي نملكها وقوة الروح التي تسودها، في السابق نجحنا في جميع رهاناتنا لأننا تحلّينا بتلك الروح القتالية في جميع التحديات التي خضناها وهذه المرة سنرفع التحدي مجددا وسنقول كلمتنا أمام الإنجليز. في الأخير هل من رسالة توجهها إلى الشعب الجزائري الذي لم يستفق بعد من صدمة الخسارة المفاجئة أمام منتخب سلوفينيا؟ نحن مثلهم صُدمنا ولم نتمكن حتى الآن من تجرعها لأن التعادل على الأقل كان في متناولنا، الآن عليهم أن ينسوا مباراة سلوفينيا وأن يجدّدوا الثقة فينا خلال مباراة إنجلترا التي سنبذل قصارى جهودنا فيها من أجل إسعادهم.