هل لك ما تقوله على خسارة أمريكا والإقصاء من الدور الأول في “المونديال”؟ أنا مصدوم بعض الشيء من السيناريو الذي عشناه اليوم (الحوار أجري بعد المباراة) لأننا لعبنا بطريقة جيدة، غامرنا في الهجوم كثيرا، خلقنا عدة فرص للتهديف وكنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز لو جسدنا ولو فرصة واحدة من الفرص الصريحة التي أتيحت لنا، لأن الفرص كانت ستتاح بعدها لنا من أجل قتل المباراة، للأسف الشديد أن الفعالية خانتنا من جديد، وهو أمر يجعلنا لا نندم بعض الشيء لأننا قمنا بواجبنا على أكمل وجه، حاولنا، اندفعنا في الهجوم، غامرنا، وصلنا إلى منطقة المنافس، هددنا مرماه لكن الحظ خاننا، وفي نهاية المباراة تعقدت أمورنا وكان من الصعب أن نسجل هدفين. لماذا انتظرتم حتى هذه المباراة لتغامروا في الهجوم، ولم تفعلوا ذلك في السابق؟ كلّ مباراة ومعطياتها، اليوم كان من الضروري أن نفعل ذلك لأن الحاجة إلى التهديف من أجل كسب النقاط الثلاث كانت إجبارية، لذلك غامرنا وهاجمنا وخلقنا الفرص السانحة للتهديف بالجملة، لكن الفعالية غابت ومن الطبيعي في النهاية أن تنتهي المباراة بذلك السيناريو، حيث تمكن المنافس من تسجيل هدف الفوز والتأهل بعدما استغل اندفاعنا بأعداد كثيرة من اللاعبين في الهجوم. ما الذي كان ينقصكم لتصلوا إلى الدور ثمن النهائي؟ أعتقد أننا افتقدنا إلى التهديف، وإلى القوة اللازمة في كافة المباريات، لكننا ومع ذلك أظهرنا أمورا إيجابية كثيرة وأثبتنا للعالم أننا منتخب يلعب كرة قدم بطريقة جيدة، يلعب كرة حديثة رغم أن معدل عمر كافة اللاعبين لا يتعدى 24 أو حتى 25 سنة. تريد أن توصل لنا فكرة أنّ التشكيلة شابة وقادرة على رفع التحدي مجددا؟ نعم، كل المستقبل أمامنا لأننا وفضلا عن أننا منتخب شاب فإننا نلعب بطريقة جيدة، وما فعلناه حتى الآن ليس سهلا، ودون مبالغة أعتقد أن منتخبات عدة لن تكون قادرة على البروز في الساحة بالسرعة التي برزنا بها نحن، في ظرف قصير أعدنا الجزائر إلى الساحة الدولية والعالمية وعدنا للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا واحتللنا المرتبة الرابعة، وأهّلنا الجزائر إلى المونديال بعد غياب دام 24 سنة، كما قطعنا مشوارا طيبا هنا ورفعنا التحدي أمام منتخبات عملاقة مثل المنتخب الإنجليزي مثلا، هل هذا بالأمر السهل؟ هل هذا قليل؟ أكيد لا، وثق أننا لن نتوقف عند هذا الحد لأننا عازمون على المضي قدما من أجل رفع الراية الوطنية أينما ذهبنا، وبالتشكيلة التي نمتلكها سيكون لنا شأن عظيم في المستقبل. هل من أمر ندمتم عليه في هذه الدورة، مثل عدم التسجيل أو الخسارة أمام سلوفينيا مثلما قال بعض زملائك؟ لا يمكننا أن نندم على عدم التسجيل لأننا لو لم نحاول ولم نهدد مرمى المنافسين لكان هناك مجال للندم، لكن أن نلعب بطريقة جيدة ونخلق فرصا للتهديف ونضيعها فهذا ما لا يجعلنا نندم، ربما نتحسر على تضييع تلك الفرص ونلوم الحظ الذي عاكسنا ولم يبتسم لنا، وبخصوص خسارة سلوفينيا لا أدري إن كان من الضروري أن نندم عليها أم لا، لأن السيناريو الذي حدث لهذا المنتخب اليوم غريب، إذ أنه كان في الوقت البدل الضائع متأهلا قبل أن يجد نفسه بعد هدف أمريكا خارج المسابقة رغم الأربع نقاط التي يحوزها، وأضيف أمرا. تفضّل... علينا أن نضع السلبيات جانبا، وألاّ نندم لأن لا مجال للندم بعد انتهاء الدورة، وأن نفتخر بعودة الجزائر إلى المشاركة في المحافل الكروية العالمية بعد غياب دام 24 سنة. ما هو الأمر الذي استفدتم منه من خلال هذه المشاركة؟ أمور كثيرة جدا، لقد تأكدنا الآن ما هو معنى المستوى العالي، وذلك من خلال الاحتكاك بمنتخبات قوية مثل إنجلترا وغيرها، كما اكتسبنا خبرة ستفيدنا كثيرا في المستقبل، لأن المستوى القاري ليس نفسه المستوى العالمي، ولذلك سنوظف ما خرجنا به من هذه المشاركة في مختلف التحديات والمواعيد التي تنتظرنا مستقبلا . بداية باقصائيات كأس إفريقيا المقبلة؟ نعم بداية منها، حيث لم يعد يفصلنا عنها سوى وقت قصير، ولا بد أن نكون جاهزين لها حتى نضمن وصولنا للمشاركة لثاني مرة على التوالي في “الكان”. والتفرّغ بعدها للتواجد في البرازيل سنة 2014؟ بعدما نتأهّل إلى “الكان“ ونضمن مشاركة جيدة هناك، سيكون الوقت كافيا لنا لنقود المنتخب مجددا إلى المونديال المقبل بالبرازيل.