في تقييمه للمشاركة الجزائرية في المونديال، تأسف صايفي على الخروج المبكر ل”الخضر“ من عرس جنوب أفريقيا. واعترف بأن المنتخب الجزائري لا يقل قيمة عن المنتخبات الأخرى التي تأهلت إلى الدور الثاني، وأنه كان في وسعه تحقيق نتائج أفضل لو آمن بحظوظه أكثر وتمكن من قهر عقدة النقص، التي طالما لازمت المنتخبات العربية والإفريقية في مثل هذه المواعيد الكبيرة. وعاد صايفي ليقول إن الجزائر خرجت مرفوعة الرأس من مونديال جنوب أفريقيا، ويجب نسيان هذه المشاركة والتفكير في المستقبل لاسيما أن “الخضر“ تنتظرهم مغامرة جديدة بعد شهرين، في إشارة إلى تصفيات كأس أمم أفريقيا لسنة 2012، ومن واجبهم استخلاص العبر من تجربة المونديال حتى تكون الجزائر جاهزة خلال هذه التصفيات. “حان الوقت لترك الفرصة للشباب“ وفي رده على سؤال للصحفية الجزائرية ليلى سماتي، التي بدت متعاطفة جدا مع أحد أبرز اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية في السنوات العشر الأخيرة بخصوص مستقبله مع “الخضر“ لاسيما بعد بلوغه سن الخامسة والثلاثين، لمح اللاعب السابق للمولودية أن تجربة المونديال هي الأخيرة له مع المنتخب الوطني، وأنه حان الوقت لترك الفرصة للاعبين آخرين خاصة بعض المواهب التي كشفت عنها المشاركة الجزائرية في كأس العالم، وظهور جيل جديد من اللاعبين الشباب بقيادة نجم سوشو رياض بودبوز. وهو الجيل الذي أكد صايفي أنه قادر على تشريف الراية الوطنية وتحقيق نتائج تليق بسمعة الكرة الجزائرية وتطلّعات أنصارها الأوفياء. وفيما يشبه كلمة الوداع استطرد صايفي بالقول إنه قدم كل ما لديه للمنتخب الجزائري ولم يبخل يوما عليه حيث عاش فيه لحظات رائعة وأخرى صعبة، ولم يبق أمامه الآن وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، سوى أن يتمنى للجيل الجديد التوفيق والنجاح خلال المواعيد المقبلة، التي تنتظر “الخضر“ بداية بتصفيات كأس أمم إفريقيا. “سأستريح قليلا وبعدها سألتحق بالخور القطري“ وعن مستقبله الكروي بعد نهاية فترة إعارته لنادي “إيستر“ الفرنسي، أكد صايفي أنه سيحاول نسيان كرة القدم خلال الأيام المقبلة بقضاء عطلته مع العائلة والأصدقاء بعد موسم ماراطوني متعب. وقال صايفي : “سألتحق مجددا بنادي الخور القطري الذي مازال يربطني به عقد موسما آخر. علاقتي بالنادي القطري ومسؤوليه جيدة وأنا واثق من العودة إليه”. وجاء كلام صايفي ليفنّد ما قيل مؤخرا عن رفض بعض أعضاء إدارة الخور عودة صايفي واعتراضهم على تسديد بقية المستحقات التي ستنجم عن بقائه موسما آخر. ---------------- صايفي: “لو فزنا في اللقاء الأول لكانت الأمور مختلفة، لكن تبقى مشاركتنا مشرّفة جدا“ كيف تقيّم مشاركتكم في هذا “المونديال“ بعد إقصائكم من الدور الأول؟ يمكن القول إن مشاركتنا في هذا “المونديال“ الذي نظمته جنوب إفريقيا، جيدة جدا لاسيما من حيث الأداء العام للاعبين فوق أرضية الميدان، الكلّ يشهد أن مستوانا تحسّن كثيرا مقارنة بما كنا عليه من قبل، حيث أن كلّ المباريات التي خضناها ظهرنا فيها بوجه جيد جدا، واعتقد أن هذا الأمر إيجابيا بالنسبة للمنتخب الجزائري. على العموم أدينا واجبنا كما ينبغي فيه إلى غاية الدقيقة الأخيرة. ما الذي كان ينقصكم للمرور إلى الدور الثاني لاسيما أن حظوظكم كانت قائمة إلى غاية المباراة الجولة الثالثة أمام المنتخب الأمريكي؟ الشيء الذي كان ينقصنا لكي نتأهل إلى الدور الثاني هو الفوز، يمكن القول إننا ضيّعناه في المباراة الأولى أمام المنتخب السلوفيني، تعرفون جيدا أن القاعدة في مثل هذه الأدوار تقوم على مبدأ جمع أكبر عدد من النقاط منذ البداية، وهو ما لم نطبقه نحن، فلو أحرزنا الفوز في المباراة الأولى لكانت الأمور مختلفة في نهاية المطاف، ولن نكون مضطرين لانتظار نتائج المباراة الأخرى، وكذا لتسجيل هدفين في مرمى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن الضغط علينا كان شديدا أيضا، وعدم فوزنا أمام سلوفينيا جعلنا نضيّع فرصة التأهل إلى الدور الثاني رغم التعادل الذي أحرزناه أمام المنتخب الإنجليزي. ماذا يمكن أن تقول على مجموعتكم بعد المواجهات الثلاث التي خضتموها أمام سلوفينيا، إنجلترا وأمريكا على التوالي؟ صراحة، المجموعة التي كنا نتواجد فيها والتي ضمّت إنجلترا، سلوفينيا والولاياتالمتحدةالأمريكية صعبة جدا عكس ما يعتقد البعض أنها سهلة، المنتخبات الأربعة التي تضمّهم هذه المجموعة كشفوا إمكانات كبيرة جدا، بعد الظهور المميّز لهم، وتأهل المنتخب الإنجليزي والأمريكي إلى الدور الثاني مستحقّ للغاية بالنظر إلى أدائهما. وأريد أن أضيف شيئا. ما هو؟ المنتخب الأمريكي كان ظهوره قويا منذ انطلاقة الدورة وأتوقع أن يذهب بعيدا في هذا “المونديال“. الجميع اعتبر أن المشاركة الجزائرية مشرّفة بالنظر إلى ما كانت عليه في السنوات القليلة الماضية أين كانت تعاني حتى للتأهل إلى كأس أمم إفريقيا، فماذا يمكن أن تقوله؟ صحيح أن مشاركتنا في هذا “المونديال“ كما سبق أن قلت مشرّفة جدا، وعلى الجميع أن يعود إلى سنتين قبل هذا “المونديال“ ويتذكر أين كان المنتخب الجزائري وأين أصبح اليوم، اعتقد أننا كنا في مصاف الكبار هذه المرّة وأعدنا له هيبته، نقول فقط الحمد لله، لأن ذلك جاء بعد المجهودات الكبيرة التي بذلها الجميع في سبيل قيادة المنتخب الجزائري إلى كوكبة من المنتخبات القوية. كيف ترى مستقبل هذا الفريق؟ مستقبل زاهر ينتظره، لكن لا ينبغي أن ننسى أن عملا كبيرا في انتظاره أيضا، يجب علينا أن نقوم بانطلاقة قوية منذ الآن فيما يخصّ المواعيد الكبرى التي تنتظره، خاصة أن الإمكانات لقيادته إلى أعلى المستويات موجودة، ولهذا علينا أن نفكّر في المستقبل منذ الآن، وإن شاء الله المنتخب سيبقى واقفا وقويا أيضا. ------------ أكبر لاعب بعد المونديال عمره 29 سنة... بزاز، زياني، عنتر، بوڤرة وبلحاج سيرفعون اللواء اختتم مشوار “الخضر” في كأس العالم، وانتهت معه أحلام بعض اللاعبين الذين تجاوزوا عتبة 30 سنة، انتهت مغامرة مثلما قال اللاعب التونسي السابق سمير السليمي وبدأت مسيرة طويلة لمنتخب شاب، لن يتوقف عند الإنجازات التي حققها منذ تأهله الى كأس العالم، خاصة أن النواة الأساسية متوفرة وممثلة في العناصر الشابة التي سترفع اللواء وحدها حتى من دون صايفي، منصوري والحارس ڤاواوي الذين بلغوا سن التقاعد الكروي، خاصة أنهم لم يتمكنوا حتى من فرض أنفسهم في مونديال 2010 فما بالك بالمواعيد القادمة. أكبر لاعب في المنتخب مستقبلاً لن يتجاوز عمره 29 سنة ويتوجّه هؤلاء اللاعبين الثلاثة الى الإعتزال دوليا بحكم أن سنهم لا تساعدهم على المواصلة ولا على تقديم شيء أكثر مما منحوه للمنتخب الوطني خلال السنوات الماضية وهم مشكورون على ذلك، وهو الأمر الذي من شأنه أن يجعل معدّل عمر التشكيلة الوطنية بعد كأس العالم يتراجع من 26 سنة ونصف الى أقل من ذلك بكثير، كما أن اعتزال الثلاثي سيجعل تعداد المنتخب الوطني يفتقد الى أي لاعب فوق عتبة ال 30، أين سيكون اللاعب الأكبر سنا يبلغ من العمر 28 سنة أو 29 سنة في أسوأ الحالات إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عودة بزاز، وهو أمر كافٍ وحده للقول فعلا أننا نملك منتخبا مستقبليا يراهن على المواعيد اللاحقة. بزاز، زياني، عنتر، بوڤرة وبلحاج وصلوا إلى النضج وأصبحوا مؤطرين اعتزال الثلاثي صايفي، منصوري وڤاواوي الذي بات وشيكا سيمنح الفرصة للاعبين آخرين أقل منهم سنا لكن لا تنقصهم الخبرة لحمل اللواء باسم الأقدمية، ويتعلّق الأمر ببزاز (19 جويلية 1981) المصاب الذي بعد شفائه سيكون قادرًا على العودة وتقديم المزيد للمنتخب، بالإضافة الى رباعي سنة 1982 ويتعلّق الأمر بكل من الأساسيين : عنتر يحيى (21 مارس)، بلحاج (18 جوان)، زياني (17 أوت)، وبوڤرة (7 أكتوبر). وهي المجموعة التي بلغت نضجا كبيرا ولعب كل منهم أكثر من 40 مقابلة دولية مع المنتخب، وهو أمر يكفي للتأكيد أن هذا الخماسي سيحمل مشعل الكرة الجزائرية في السنوات القادمة، باعتبار أنهم لم يعودوا بحاجة الى تأطير من لاعبين أكبر منهم سنا بل سيكونون مؤطرين لبقية اللاعبين بخبرتهم. إذا أكملوا حتى سن اعتزال صايفي سيلعبون إلى غاية 2017 اللاعبون الذين سيكونون أعمدة المنتخب الوطني مستقبلا، سيكون أمامهم في هذه السن (28 و29 سنة) سنوات طويلة لمنح المنتخب أشياء كثيرة وربما أكثر مما منحوه من قبل، وإذا أخذنا بعين الإعتبار السن التي هو فيها صايفي الآن (35 سنة) أي بفارق 6 سنوات عن بزاز، فإنهم سيتوقفون عن خدمة المنتخب عام 2016 و2017 إن شاء الله، في الوقت الذي سيكون فيه لاعبون آخرون على غرار بودبوز، عبدون، مبولحي وحليش لا زالوا في قمة مجدهم الكروي. حتى الجُدد الذين سيلتحقون سيكونون شبانًا وبالإضافة الى هذا الأمر فإن الإتحادية التي تفكّر في انتداب لاعبين جدد للمنتخب الوطني بعد كأس العالم لإعطاء دماء جديدة للمنتخب، من المهم التذكير أن شرطها الوحيد بالنسبة لهؤلاء اللاعبين بالإضافة الى الإمكانيات الفنية وضرورة تقديم الإضافة هو السن، حتى يتمكنوا من الدخول في استراتجية “الفاف” التي تريد فريقًا قادرًا على فرض نفسه إفريقيًا وحتى عالميًا في السنوات الأخيرة مستفيدًا من القدر الذي اكتسبه بعض اللاعبين من الخبرة في التصفيات الأخيرة، وفي كأس إفريقيا وحتى كأس العالم. فغولي، براهيمي، طافر، بلفوضيل وبن يحيى أكبرهم لا يتجاوز 21 سنة وعلى الرغم من الموقف الغامض لبعض اللاعبين إلا أن الحديث عاد من جديد على مستوى مناصب الهجوم عن بعض اللاعبين مزدوجي الجنسية، لأن الآمال لا زالت معلّقة للحصول على براهيمي وفغولي القادرين على تقديم إضافة نوعية، بالإضافة الى الشابين طافر وبلفوضيل لاعبي أولمبيك ليون ومنتخب آمال فرنسا، كما يوجد الى جانب هؤلاء لاعب آخر هو صانع ألعاب نادي بروموبجكارنا في القسم الممتاز السويدي دليل بن يحيى الذي يبلغ من العمر 20 سنة، ويقال الكثير عن إمكانياته أين يحمل ألوان منتخب آمال السويد (مزودج الجنسية وأصله من جيجل)، ليبقى القاسم المشترك بين كل هؤلاء الموجودين في المفكّرة أن أكبرهم لا يتجاوز 21 سنة. هكذا فعلاً يمكننا الهيمنة مستقبلا على إفريقيا وفي الوقت الذي بدأ جميع الأخصائيين يؤكدون أن المنتخب الوطني سيكون قادرًا على السيطرة على الكرة الإفريقية لسنوات طويلة بفضل الفريق الذي يملكه، فإن الحقيقة أنه من حظ الجزائر أنها ليست مثل فرنسا ولا إنجلترا ولا حتى كوت ديفوار أو الكامرون، وهي المنتخبات التي تملك لاعبين أغلبهم تجاوزوا سن 30 سنة، وهي المنتخبات التي ستكون بحاجة الى دماء جديدة مستقبلا، عكس “الخضر” الذين لا ينقصهم إلا تعديلات طفيفة على مستوى وسط الميدان الهجومي والهجوم، والمحافظة على المنتخب والإهتمام به أكثر، ووضع كل الإمكانيات تحت تصرفه مثلما حصل قبل كأس العالم، ربما بدرجة أكبر مستقبلا بعد أن اقتنعت السلطات العليا أن الاحتراف أموال.