مثلما تريدون وأنا تحت تصرفكم، لكن سأجيب حسب معرفتي (يضحك). بداية نتكلم بالعربية أم بالفرنسية؟ مثلما تريدون وأنا تحت تصرفكم، لكن سأجيب حسب معرفتي (يضحك). ما هو إحساسك وأنت متواجد في زيغود يوسف بولاية قسنطينة مسقط رأسك؟ شعور خاص لا أحس به إلا عندما أكون هنا، أشعر بالاعتزاز عندما أزور العائلة والأصدقاء. بصراحة أنا سعيد لأنني لم أكن أنتظر أن أجد كل هذه الحفاوة، سأزور أيضا الحروش وبلدية الدغرة قبل أن أعود الى جنيف للمكوث قليلا مع عائلتي. متى ستبدأ التدريبات؟ حقيقة لا أدري، وصلت اليوم (الحوار أجري مساء أمس)... سأرتاح قليلا، ثم أزور عائلتي الصغيرة في سويسرا وعندما يتصلون بي سألتحق لبدء العمل تحسبا للموسم الجديد في إيطاليا. إذن قررت البقاء رسميا؟ هذا لا يحتاج الى قرار لأنني أصلا مرتبط بعقد وفريقي بحاجة إليّ، وحتى أنا سعيد بمواصلة المشوار خاصة أننا سنلعب في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل، وهذا شرف لي. نعود إلى تجربتك في كأس العالم، كيف تُقيّمها باعتبارك لاعبا في المنتخب؟ الأمر الإيجابي في تجربتنا أننا شرّفنا الجزائر أمام منتخبات قوية، وهذا هو أهم أمر في الحصيلة، في رأيي كل الأمور كانت إيجابية، هناك فقط نقطة واحدة نتأسف عليها وهي مباراة سلوفينيا، لقد ضاعت منا بطريقة غريبة، لكن في رأيي قمنا بكل شيء والحظ لم يكن معنا، ومع نهاية مشاركتنا نبقى نقول “آه لو فزنا على سلوفينيا” لكن التحسر لا يفيد، والعزاء بالنسبة لنا أننا قدمنا كل ما لدينا ولم نبخل بشيء. ما عدا هذا الأمر، ما هي الأمور الأخرى التي تجعلكم تندمون؟ أردنا التأهل ودخول التاريخ لأول مرة بالمرور الى الدور 16، وتحقيق أمر تبقى الجزائر تفتخر به طويلا، لعبنا جيدا وقدمنا كل ما علينا، لكن الكرة رفضت أن تجاملنا وأحترم المنطق في مجموعتنا بمرور إنجلترا وأمريكا مثلما رشح البعض قبل بداية المنافسة. هذان المنتخبان قويان بتاريخهما وبما يملكان من لاعبين وطاقات، وفي رأيي الجزائر كافحت أمامهما وقدمت مستويات مشرفة، لهذا السبب لا يوجد في نظري أمر يدعو للندم، ما عدا مباراة سلوفينيا التي كان في رأيي يمكن الفوز بها. ماذا نقص الفريق الوطني لتحقيق التأهل الى الدور الثاني؟ لم ينقص أي شيء، لدينا أفضل تعداد مقارنة بأي وقت مضى، مع كل النجوم التي يضمها الفريق في كل الخطوط، حتى في الهجوم، صحيح أن الكرة أدارت لنا ظهرها في لقاء سلوفينيا الذي كان حتى التعادل ظالما بالنسبة إلينا فما بالك بالخسارة، حيث تعرضنا إلى سرقة 3 نقاط أمام أنظارنا، لكن في نظري المنطق احترم في اللقاءين الآخرين. وأمام أمريكا، هل كانت الهزيمة منطقية؟ دون عاطفة نعم كانت منطقية، ليس لأننا لم نكن في الموعد ولكن لأننا واجهنا فريقا منح كل شيء على أرضية الميدان، وكان مستواه البدني عاليا جدا، ثم لا تنسوا أن مبولحي الرائع كان في يومه وأنقذ الفريق من عدة أهداف حقيقية. على ذكر مبولحي، أنتم اللاعبون الجدد، هل أحسستم أنكم قدمتم الإضافة اللازمة؟ أحسننا بذلك، اللاعبون السبعة الذين تم استدعاؤهم قبل كأس العالم منحوا الإضافة على الميدان وخارجه بتصرفاتهم، كما قدم البعض من الذين أتيحت لهم الفرصة للعب أفضل ما يمكن، مثل الحارس مبولحي الذي كان ممتازا دون أن أنسى قادير وحتى بودبوز. عندما دخلتم أنتم الجدد المجموعة، بماذا أحسستم وانتم الذين لم تلعبوا أي لقاء تصفوي؟ بصراحة ودون أن أقول أي شيء مناف للحقيقة، لقد تكفّل بنا بقية اللاعبين وأدخلونا وسطهم ولم ينقصنا أي شيء، شعرنا أن هناك علاقات قوية بين اللاعبين قبل أن ننضم، ومع التربصات توطدت أكثر، وعندما التحقنا ربما تصوّرنا أن الأمور ستكون صعبة لفرض أنفسنا، لكن على العكس من ذلك تماما تكفّلوا بنا وسهّلوا لنا المهمة وأنا أتحدث عن كل اللاعبين القدامى، لهذا أشكرهم على هذا الدعم المعنوي. وهل حصلت على أرقام زملائك الهاتفية، ومن أصبح صديقك أكثر من القدامى؟ نعم حصلت على هواتف أغلب اللاعب، الكل يوم أصدقائي، في وقت جئت وأنا لا أعرف سوى زياني في لوريون، لكن اليوم ال 23 لاعبا أصدقاء وحتى مغني، ومن القدامى من صار صديقي (يفكر) الكل.. خاصة غزال وعنتر يحيى، بصراحة هناك أمر لا بد من قوله. ما هو؟ لا توجد حواجز بين اللاعبين، الجميع سهّل لنا المهمة، كنا بمثابة عائلة واحدة والتصرفات كانت مثالية للغاية، كيف لا ونحن كلنا نلعب لتحقيق هدف واحد وطموحنا مشترك مهما اختلفت الفرق التي جئنا منها، وهو تشريف الجزائر وتأدية مونديال طيب. والهجوم، ماذا تقول عنه، الكثير من الفرص مقابل 0 هدف؟ فعلا الكثير من الفرص، لكن خلال المباريات الثلاث خلقنا فرصتين حقيقيتين فقط لجبور وحليش، بالإضافة إلى فرصة زياني إن احتسبناها أمام أمريكا، لكن رغم ذلك المشكل في رأيي ليس مشكل فعالية ولا هجوم ويجب عدم التحامل على غزال وجبور وإنما مواصلة وضع الثقة في هؤلاء اللاعبين لأنهم ممتازون. لدينا مشكل ربما على مستوى آخر 30 أو 40 م سنعمل مع الطاقم الفني في المواعيد اللاحقة، وبإذن الله سيكون كل شيء على ما يرام. لنعد إليك، لعبت لقاء واحدا وشاركت في (د89) مع احتساب 3 دقائق وقت بدل ضائع أمام إنجلترا، ألم تتمن أن تلعب أكثر؟ نعم دون شك بما أني لاعب طموح تمنيت أن ألعب أكثر، لكن في الحقيقة هناك خيارات ولاعبون يقومون بدورهم على الميدان منذ سنوات حتى قبل أن آتي أنا إلى الفريق الوطني، ومجرد الإستدعاء الى المنتخب قلتها وأعيدها يعتبر شرفا لي، ليس لدي مشكل عندما أدخل دقيقة واحدة، المهم أنني موجود مع المنتخب. وعلى كل حال 3 أو 4 دقائق أفضل من لا شيء، وسأبقى أحتفظ بها في ذاكرتي 10 أو 15 سنة. إذن لن نتأهل الى كأس العالم 2014؟ (يضحك)... لا، لا سنتأهل بإذن الله. كيف كان شعورك قبل أن تدخل لقاء إنجلترا؟ كانت النتيجة (0-0) ولم أكن بحاجة إلى ارتكاب أي حماقة، لهذا كنت مركزا كثيرا حتى لا أرتكب أي خطأ والحمد لله حققنا تعادلا بمثابة فوز، وبالنسبة لي فهو شرف أن أتنافس مع لاعب مثل بلحاج الذي أدى دورة رائعة، ويبقى في نظري نجما له مستوى رائع، قدّم الكثير للجزائر ولا زال قادرا على تقديم أكثر. ما دام بلحاج يتألق من الصعب أن تلعب أنت؟ حتى أنا لا زال أمامي 6 أو 7 سنوات في المستقبل، وعندما يحتاجونني أنا هنا. من المهم أن أحافظ على مكانتي في المنتخب الوطني، وبعد ذلك التنافس سيكون شريفا بيننا. ماذا قدم لك المنتخب الوطني؟ شرف عظيم لي ولعائلتي، بفضل المنتخب شاهدت المستوى العالي عن قرب، وحظيت بشرف لعب المونديال وهذا أمر لا يُتاح لكل لاعب. عائلتي تشرفت بي وفرحت لأجلي، وبلدية زيغود يوسف أيضا التي أنا فخور أنني أنتمي إليها. مغامرة صعبة تنتظر “الخضر” في تصفيات كأس إفريقيا القادمة، كيف تتصوّر أن تكون المهمة؟ في رأيي سيكون التنافس شديدا مع المنتخب المغربي على ورقة التأهل والمرور الى الدور الثاني، لكن يجب أن لا نقصي المنتخبات الأخرى الإفريقية حيث سيكون من الصعب مواجهتها على ملاعبها، سنبقى بالتعداد نفسه والحماس نفسه وهو ما نحتاجه لاحقا، وفي اعتقادي ما قدمه المنتخب أمام مصر يعطينا الكيفية المناسبة للإطاحة بالمنتخب المغربي. هل أنت مع التدعيم بلاعبين جدد على مستوى الهجوم أم لا؟ أعرف كل اللاعبين المحترفين في أوروبا، ولا أظن أن مهاجما خارقا سيظهر في ظرف 6 أشهر، الفريق الوطني حاليا يضم أفضل اللاعبين، ومن المهم وضع الثقة في من كانوا من قبل على غرار جبور، غزال وبودبوز، وأعدكم أنهم سيقدمون الأفضل.