قبل الأرجنتيني هكتور هنري كوبير، الذي أختير عام 1999 أحسن مدرب في البطولة الإسبانية “الليڤا”، بصدر رحب الإجابة عن أسئلتنا... مساء الخير السيد كوبير، أنا صحفي جزائري من جريدة “الهدّاف“، بودي طرح بعض الأسئلة عليك إن رغبت في ذلك؟ آه، صحفي جزائري في سالونيك، هذا أمر غير عادي، تفضّلوا أنا تحت تصرفكم، لكن بسرعة لأني مستعجل. قبل عدة أشهر، أكدت الصحافة اليونانية أن مسؤولي من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم اتصلوا بك من أجل تولي الإشراف على الفريق الوطني الجزائري بعد مونديال جنوب إفريقيا، هل تم فعلا ذلك؟ في الحقيقة كانت هناك مجرد اتصالات أولية بين المكلف بأعمالي ومسؤولين من الاتحادية الجزائرية وذلك قبل عدة أشهر، لكن ليس هناك أي شيء رسمي، والأمور توقفت عند هذا الحد ولم يطرأ أي جديد منذ تلك الفترة. إذن، تؤكدون هذا الاتصال من طرف “الفاف“... اسمع، لا يمكن إعطاء هذا الاتصال صبغة رسمية ما دام أنه لم يتم مباشرة مع أي مسؤول جزائري، لأن المكلف بأعمالي هو الذي يتولى تدبير شؤوني. حاليا ليس هناك أي ملموس. ولو يتم الإتصال بك مجددا في الأيام القادمة، هل ستكون مستعدا لأجل تولي هذه المهمة؟ (يضحك)... أنتم تعلمون أن تدريب منتخب مثل الجزائر يبقى تحديا جديرا بالاهتمام ويستهويني، لكن مثلما سبق لي أن أشرت إليه، ليس هناك أي ملموس في الوقت الحالي، ولا يمكن الغوص بعيدا في هذا الموضوع، ولما يتم الاتصال بي سنرى. لنتحدث عن مستقبلك، هل ستواصل تدريب نادي “آريس“؟ حاليا، أفكر في البقاء هنا في سالونيك أين وجدت راحتي وأرغب في مواصلة المغامرة مع النادي، كما بقي لي عاما آخر في العقد الذي يربطني به، لكن كل شيء قد يتغيّر إلى ذلك الحين. ------------ كوبير يؤكد إتصال “الفاف“ قبل عدة أشهر، تطرقنا إلى أن عدة صحف يونانية أشارت إلى أن إتفاقا تم التوصل إليه بين الإتحادية الجزائرية لكرة القدم والمدرب الأرجنتيني لنادي آريس سالونيك اليوناني. هذا الإتفاق ينص على تولي كوبير العارضة الفنية ل”الخضر“ خلفا للمدرب الوطني رابح سعدان بعد انتهاء منافسات كأس العالم بجنوب إفريقيا. ورغبة منا في استغلال فرصة تواجدنا بملعب “هاريلاو“ بسالونيك الأسبوع الماضي لحضور المباراة المحلية التي جمعت الفريقين القويين للمدينة في إطار البطولة اليونانية، اقتربنا من المدرب الأرجنتيني بعد نهاية الندوة الصحفية التقليدية عقب المباراة لمعرفة رأيه بخصوص الاتصال مع “الفاف“، وبابتسامة عريضة لها أكثر من دلالة أكد لنا كوبير الاتصالات الأولية بين المكلف بأعماله ومسؤولين من “الفاف“ في وقت سابق دون أن تكون هناك متابعة جدية. المدرب السابق لفالانسيا وإنتير ميلان أوضح لنا أنه لم يكن هناك أي اتصال رسمي ومباشر مع مسؤولي الاتحادية الجزائرية بخصوص احتمال تولي العارضة الفنية ل”الخضر“. وردا عن سؤال يتعلق بمدى استعداده لقبول هذا العرض لو يتجدد الاتصال في الأسابيع القادمة، أكد لنا كوبير أنه مستعد للتفاوض ولن يعارض الفكرة لكن –حسبه- تدريب المنتخب الجزائري يبقى تحديا جدير بالاهتمام. لهذه الأسباب تراجعت “الفاف“ عن الفكرة يمكن التساؤل عن الأسباب التي أدت بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى قطع الاتصالات مع كوبير وعدم رغبتها في مباشرة التفاوض معه، بعد أن فكّروا في جلبه في أول الأمر. ويبدو أن السبب الرئيسي في تغيير الموقف، يعود للغة التي يتحدث بها كوبير وهي الاسبانية التي قد تشكل عائقا بينه وبين اللاعبين ما يعني الاستعانة بمترجم في مثل هذه الحالات، وهو ما لا يسهل الأمور. من جهة أخرى، خشيت “الفاف“ أن تحدث مشاكل بينه وبين اللاعبين في حال تعيينه، خاصة أن كوبير معروف لدى الجميع بصرامته وشخصيته القوية التي لا تقبل النقاش. لهذه الأسباب فضّلت الاتحادية وعلى رأسها محمد روراوة التخلي عن فكرة جلب كوبير وتفضيل وجهة فرنسية. ^ “أنت جزائري، سأمنحك إمتيازا خاصا“ قبل الحصول علة موافقة إجراء الحوار مع هكتور كوبير، قال لي بعض الصحفيين اليونانيين المتواجدين بقاعة المحاضرات بملعب “هاريلاو” إنه من الصعب الحصول على موافقته لإجراء حوار حصري وعلى انفراد، مؤكدين لي عدم الاتصال به، لكن لما تقدمت إليه وكشفت له عن جنسيتي، ابتسم لي المدرب الأرجنتيني وأبدى، أمام دهشة الحاضرين، استعداده للإجابة عن أسئلتي طالبا مني الإسراع، خاصة وأن الساعة كانت تقارب منتصف الليل وأنه يريد الدخول إلى بيته. “آه، أنت صحفي جزائري، وليس من عادتي قبول الحوارات خارج الندوة الصحفية، سأمنحك امتيازا خاصا لأنك جئت من بعيد كما أني أحب الجزائريين، لكن أنا مستعجل، أسرع في طرح أسئلتك” قال المدرب، الذي قاد فالانسيا مرتين لنهائي رابطة الأبطال الأوروبية عامي 2000 و2001.