لم يتردّد كارل مجاني في التعبير عن سعاتدته في أول زيارة له لأرض الوطن وعن الأجواء التي يعيشها وسط أفراد العائلة والاستقبال الذي حظي به من طرفها وكذا من محبي المنتخب الوطني. كما لم يفوّت الفرصة للحديث أيضا حول مشوار المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا وأمور أخرى تخصّ جانبه الشخصي. مرحبا بك ثانية في الجزائر؟ أشكركم على ذلك وأنا جد سعيد لتواجدي في وطني الجزائر وسط أفراد عائلتي. تمنينا لو التقينا بك بشكل مباشر. في البداية، شعورك في أول زيارة لك إلى أرض الوطن؟ لا يمكنني أن أصف لك شعوري وأنا متواجد في أرض الوطن العزيز الجزائر، فسعادتي كبيرة منذ أن وطأت قدماي المطار، ولهذا لا أودّ تفويت هذه اللحظات السعيدة التي لن تمحى حتما من ذاكرتي. ربما ما زادك سعادة الاستقبال الرائع للأنصار؟ هذا أكيد، فلم أكن كغيري من لاعبي “الخضر“ ننتظر ذلك الاستقبال الرائع وفي تلك الساعة المتأخرة من الليل من طرف أنصار المنتخب وهم يسجلون حضورهم بقوة في المطار من أجل تحيتنا وتشجيعنا، إنه أمر رائع لم يسبق أن شاهدته. خاصة أنكم أقصيتم من الدور الأول في “المونديال”؟ أجل، هذا ما زادني دهشة فقد بدأنا نتحدّث نحن اللاعبين ونتساءل كيف سيكون الاستقبال لو تمكنا من التاهل للدور الثاني من “المونديال“، ونأسف كثيرا على عدم تحقيق ذلك وإسعاد أنصارنا أكثر. صراحة يستحقون أكثر من التأهل للدور الثاني. ماذا عن أجواء الاستقبال لدى أفراد العائلة؟ أنا حاليا أقيم عند أفراد عائلتي بحي “بلفور“ بالحراش، وقد لقيت أفضل استقبال من طرف العائلة. فالدعوات تتهاطل يوميا عليّ وهذا ما يجعلني سعيدا، وأنا بصدد تلبية دعوات العائلة. ماذا عن الأنصار؟ من هذه الناحية مازلت لم أعش نفس لحظات المطار، وربما أمر تواجدي في الحراش لم ينتشر بعد رغم أني هنا منذ يومين (الحوار أجري أمس). لكن لحدّ الساعة لم ألتق سوى أفراد عائلتي وبعض الجيران الذين تحدثوا معي وقدّموا لي التهاني، وهو ما أفرحني كثيرا. أكيد أن الخبر إذا انتشر ستصنع الحدث؟ هذا ما سمعت، ولكني سعيد بتواجدي في الجزائر وزيارة بلدي لأول مرّة. أليس هناك بعض الندم لعدم المجيء في وقت سابق؟ هذا صحيح، فرغبتي في زيارة الجزائر كانت منذ فترة طويلة، لكن القدر لم يشأ لذلك وها أنا حاليا في وطني، وأريد أن أستغل كل لحظة في زيارة بلدي والتمتع بجماله. الوالد غادر أمس، أليس كذلك؟ (الحوار أجري أمس) نعم، لقد غادر والدي الجزائر عشية أمس وكنت في توديعه، لقد كان يتمنى البقاء لفترة أطول. وأنا حاليا مع أفراد العالة الذين يلبّون طلباتي في تعريفي ببعض المناطق. ماذا زرت لحدّ الساعة؟ أنا في الجزائر منذ يومين فقط وأغلب الوقت كان بالتنقل بين أفراد العائلة بسبب الدعوات التي وصلتني، فالكل يرحب بي ويريدني أن أزوره، وهذا ليس غريبا على كرم الجزائريين، إلى جانب ذلك أريد التمتع بالبحر وجماله. هل هناك مكان معيّن تودّ زيارته؟ البحر هو أكثر ما أثار إعجابي وأنا حاليا في هذه اللحظة التي أكلمك فيها في البحر مع أحد أفراد العائلة يدعى “عزيز“. فنحن نتجوّل ولا أودّ أن تمرّ العطلة دون أن أستغلها، فالجزائر جميلة ويجب التمتع بسحرها وجمالها. هل ستتنقل إلى بجاية؟ صحيح أن بجاية المنطقة التي ينحدر منها أجدادي ولم يسبق لي زيارتها، وأتمنى أن أقوم بذلك، ولكن كل شيء مرتبط بالوقت. وصراحة أودّ أن أزور كل المدن. إذن لن تبقى لفترة طويلة؟ من المنتظر أن أعود إلى فرنسا نهاية هذا الأسبوع حتى أباشر التحضيرات مع أجاكسيو تحضيرا للموسم المقبل بداية من الأسبوع القادم، وتمنيت لو بقيت لفترة أطول. هل تناولت الكسكسي؟ (يضحك)... بكل تأكيد، ليس الكسكسي فقط وإنما كلّ الأطباق الجزائرية خاصة الفلفل الذي أعجبني وأطباق أخرى. وأصارحك أن وزني زاد خلال هذين اليومين بثلاثة كيلوغرامات. ماذا فعلت أيضا؟ لقد تعاقدت مع حلاق جديد من العائلة قام بحلاقة شعري فور وصولي، وأصبح حاليا حلاقي الخاص... (يضحك) إذا عدنا وتحدّثنا عن مشاركة “الخضر“ في “المونديال“، كيف تقيّمها؟ بالتأكيد، مشاركتنا كانت مشرّفة وكنا قريبين من تحقيق إنجاز تاريخي والتأهل للدور الثاني، لكن للأسف الحظ لم يحالفنا. واعتقد أن الخسارة أمام سلوفينيا هي التي لعبت دورا في عدم تأهلنا. لكن على العموم تبقى مشاركة مشرّفة ويجب النظر من خلالها للإيجابيات. ما هي الإيجابيات؟ نحن نمتلك منتخبا شابا وله مستقبل زاهر ويجب وضع الثقة في هذا المنتخب رغم أننا متأثرون من الإقصاء من الدور الأول، لأننا كنا قادرين على التأهل. ندم بعد مشاهدة ما حدث بين غانا والولايات المتحدةالأمريكية، إنجلترا وألمانيا؟ أجل، هذا صحيح. عندما نشاهد ذلك نتحسّر أكثر لأننا كنا نودّ أن نقدّم شيئا لأنصارنا وتأهل تاريخي، لكن الأمور لم تسر بالشكل الذي تمنيناه. كثر الكلام حول مستقبل المدرب رابح سعدان حول بقائه أول رحيله، فما هي نظرتك؟ أكيد، أتمنى بقاء الطاقم الفني الحالي للمنتخب على رأس العارضة الفنية نظرا للعمل الجبّار الذي قام به، وأنا أيضا سمعت بالكلام الكثير حول مستقبل المدرب رابح سعدان، وأتمنى بقاءه من أجل الاستمرار. لكن يبقى هذا مجرّد رأي لأن القرار ليس من صلاحياتي، فأنا لاعب وفقط وأمثل المنتخب الوطني. تقول هذا رغم أنك لم تلعب ولو دقيقة في “المونديال“؟ يجب النظر للأمور بشكل احترافي، فالقرار دائما يعود للمدرب وأنا لم أحتجّ أبدا على عدم إشراكي في “المونديال“ كما لا يجب أن ننسى أن سعدان هو من كان وراء استدعائي للمنتخب الوطني . من دون شك تنتظر بفارغ الصبر اللعب مع “الخضر“ وفي ملعب 5 جويلية؟ أيّ لاعب يتمنى اللعب في 5 جويلية بين أنصار المنتخب الوطني، فبعد الاستقبال الذي حظينا به أكيد أن الحضور الجماهيري في اللقاءات سواء الرسمية أو الودية سيكون قويا، وأتمنى أن أعيش تلك اللحظات. إذن توّد اللعب؟ أنا حاليا مع المنتخب فهو ليس حكرا على أحد أو ملكا له، بل ملك كلّ الجزائريين وأتمنى دعوتي والمحافظة على مكانتي في المنتخب، وحتى إن لم أشارك لحد الساعة فأنا أنتظر الفرصة بفارغ الصبر من أجل لعب عشرة دقائق على الأقل، وحتى أبرهن على إمكاناتي وأحقيتي بحمل الألوان الوطنية. فعندما أحصل على الفرصة سأكون مطالبا بالدفاع عنها. ماذا عن مستقبلك مع ناديك “أجاكسيو“، هل ستبقى أم ستغادر؟ مازلت مرتبطا لموسم آخر مع “أجاكسيو“، وقد أكد لي المكلف بأعمالي وجود بعض العروض من مختلف الأندية، ولكن لحدّ الساعة لا يوجد أي شيء رسمي، وبالتالي لا يمكنني الحديث عن ذلك. والأكيد إن ترسّمت أودّ خوض تجربة جديدة. هناك تساؤل حول اسمك “كارل“، هل يمكن أن توضح للأنصار كلّ شيء؟ لقد سبق وتحدثت عن الموضوع، فأنا من والد جزائري وأم فرنسية واسمي “كارل مجاني“، وسبب هذا الاسم مرتبط بالعداء الأمريكي والأسطورة “كارل لويس“، فأنا من مواليد 1985 ووالداي كانا يعشقان هذا العداء بعد تألقه في أولمبياد 1984 ب “لوس أنجلس“، وبعد ولادتي أطلقا عليّ اسم “كارل“. إذن “كارل“ جزائري؟ لا يمكن لأحد أن ينكر انتمائي لموطن والدي الجزائر، كما أني لا يمكن أن أتنصّل من والدتي الفرنسية. صحيح أنا تربّيت بالطريقة الأوروبية، لكني جزائري وفخور بذلك. حبّ شديد بداخلك للجزائر، أليس كذلك؟ أنا أحب وأعشق الجزائر ولا يمكن لأحد أن يشكك في ذلك، وما اختياري لحمل الألوان الجزائرية إلا دليل واضح على ذلك. ماذا تريد أن تضيف؟ أشكركم كثيرا على هذا الحوار، وأنا سعيد بتواجدي في الجزائر ولعبي للمنتخب الوطني، وأتمنى أن نسعد أنصارنا لاحقا ونعوّضهم على عدم التأهل للدو الثاني من “المونديال“