في الوقت الذي صنع أغلب لاعبي المنتخب الوطني الحدث وسط عائلاتهم بالمدن والأحياء التي يقطنون بها مثلما كان عليه الحال مع مصباح في قسنطينة، كان الأمر مختلفا بالنسبة للمدافع الجديد ل “الخضر“ كارل مجاني، الذي ورغم حلوله بالجزائر رفقة تشكيلة المنتخب الوطني العائدة من جنوب إفريقيا صبيحة أول أمس وتواجده في حيّ شعبي بالعاصمة وهو حي بلفور بالحراش، إلا أن لا أحد تفطن للفكرة وبقي أمر تواجد كارل بمجاني لدى عائلته في الحراش متداولا فقط لدى أفراد العائلة، رغم أنها معروفة في عين المكان وهي عائلة “نيساس“، إلى جانب بعض الجيران الذين استغلوا الوضع وعدم تفطن محبي “الخضر“ لذلك ليقتربوا منه وتحدّثوا معه قليلا، ودون ذلك فلا أحد تحدّث على أن كارل مجاني يقيم خلال أيام عطلته بالحراش. اسمه قد يكون السبب وراء هذا الصمت وربما ظهر بوضوح أن اسم مجاني وهو “كارل“ قد يكون السبب الرئيسي وراء هذا الصمت وعدم صنعه الحدث بعد ثلاثة أيام من عودته من جنوب إفريقيا، إذ يكون البعض تصوّر أنه توجّه مباشرة إلى فرنسا أو أن عائلته تقيم فقط هناك، رغم أن الأمر ليس سرّا على بعض سكان “بلفور“ الذين وصلهم الخبر فور علمهم بوصول بعثة “الخضر“، وأن بعض أفراد عائلته تنقلوا صباحا إلى مطار هواري بومدين من أجل استقباله رفقة والده، وأحد أفراد العائلة كان متواجدا معهما في جنوب إفريقيا، ولكن الخبر لم ينتشر. مجاني يصنع الحدث لدى أفراد العائلة والدّعوات تتهاطل عليه وفي الوقت الذي لم ينتبه أبناء “بلفور“ خاصة والحراش على وجه العموم لتواجد كارل مجاني بالحي، فإن ذلك لم يمنع اللاعب من صنع الحدث لدى أفراد عائلته الذين راحوا يتصلون به من أجل دعوته لزيارتهم، مما جعل اللاعب في حيرة تامة في تلبية دعوة من أولا، كما أن كل أفراد العائلة سواء من قريب أو بعيد أصرّوا على ضرورة حضوره وتقديم له كل لذّ وطاب من المأكولات الجزائرية خاصة الكسكسي الذي أعجب اللاعب بذوقه ولذته. اللاعب ينبهر في أول زيارة له للجزائر وربما ما قد يجهله الكثيرون أن هذه الزيارة هي الأولى ل “كارل“ مجاني للجزائر، وشاءت الأقدار أن تكون من جنوب إفريقيا للعاصمة. وبعدما أعرب عن إعجابه لأجواء الاستقبال التي حظيت بها البعثة من طرف مناصري “الخضر“ فور عودتهم من جنوب إفريقيا، فإن مجاني لم يتمكن كذلك من إخفاء إعجابه بما يعيشه والاستقبال الرائع لدى أفراد العائلة، حتى أنه لم ير لحد الساعة ردّ فعل الجماهير عندما تعلم أنه في الحراش، إلى درجة أنه أعرب عن ندمه لعدم الحضور في وقت سابق. والده غادر أرض الوطن وهو باقٍ إلى نهاية الأسبوع ومن جانب آخر، لم يتمكن كارل مجاني من زيارة الجزائر رفقة والده لكون هذا الخير شدّ الرحال عشية أول أمس إلى فرنسا عائدا بعد قضائه يومين فقط مع العائلة في الحراش، ويعود ذلك لبعض الانشغالات الشخصية. وحسب أفراد العائلة، فإن الوالد فرح لحضور الابن للجزائر والسعادة تغمر قلبه وهو يرى ابنه سعيدا في وطنه. وفي ظلّ هذا الوضع، نال أحد أفراد العائلة وهو “عزيز“ مهمّة التكفل ب كارل من أجل تعريفه بالعاصمة وزيارة الأهل والأحباب. العطلة مُنحصرة على الزيارات، البحر والتجوّل ولم يرغب كارل مجاني في تفويت أي فرصة من أجل التمتع بعطلته الصيفية التي ستنتهي مع نهاية الأسبوع الحالي، أين سيعود إلى فرنسا من أجل استئناف التدريبات مع ناديه “أجاكسيو“، ولذلك قال كارل مجاني إنه يريد أن يستغل عطلته في زيارة الأهل والتعرف على الجزائر وزيارة أغلب المناطق التي سمع عنها، كما أنه أعرب عن إعجابه بجمال البحر وهو يقضي أغلب فتراته فيه مثلما كان الحال عليه أمس. قد يزور عائلته في بجاية وكشف لنا كارل مجاني خلال حديثنا معه أنه من المحتمل أن ينتقل إلى مدينة بجاية قبل عودته إلى فرنسا، مشيرا أنه يودّ زيارة هذه المدينة التي ينحدر منها وهي موطن جدته. فحتى وإن سمع عنها وعن جمالها، إلا أنه لا يريد تفويت الفرصة من أجل زيارتها، ولكن ربط كل ذلك بوقته. مدعو إلى حفل زواج والأنظار ستحوّل نحوه وخلال زيارتنا لعائلة كارل مجاني بالحراش اكتشفنا أن هناك حفل زواج لدى جيران العائلة، وهناك علمنا أن كارل سيكون أحد المدعوين بإصرار من الجيران الذين أبلغوا عائلته بذلك، كما كشف لنا بعض شبان الحي ممن علموا بتواجده أن الفرصة ستكون مواتية لكسر الصمت الذي يميّز زيارة كارل مجاني للجزائر، وتخصيص استقبال رائع قبل عودته إلى فرنسا.