“بعد السقوط الحر أو التدحرج المجبر الذي كل من منتخبات ألمانيا، إسبانيا، فرنسا والبرتغال جاء الدور على إنجلترا ومدربها فابيو كابيلو. صراحة لقد كنت أتوقع ذلك ومنذ أن التقيت بأصدقائي الجزائريين في جنوب إفريقيا ولاحظت التفاؤل الكبير الذي كان يحدوهم بعد تأهل منتخبهم إلى نهائيات كأس العالم، وهو الإنجاز الذي كانوا يصبون إليه منذ 1986 وحققوه على حساب المنتخب المصري في ظروف عاصفة مع بلد عربي. المباراة الفاصلة جرت في السودان وتابعها ملاحظون من الفيفا بسبب الأجواء المتوترة ولذلك جاء المنتخب الجزائري إلى جنوب إفريقيا وهو كله تفاؤل وعزيمة. وقد بادرت يوميتا “الهدّاف” الناطقة بالعربية و”لوبيتور” بالفرنسية الى تخصيص مقالات حول ما يحدو أبناء المدرب سعدان من إرادة لتحقيق نتائج طيبة ليس لأسباب رياضية فقط وإنما لرفع الراية الوطنية وتشريف البلد، وذلك تحت قيادة المدرب الوحيد من إفريقيا. وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب الجزائري كان دائمًا المنتخب الأكثر “أوروبيًا” من كل البلدان الإفريقية والعربية. حيث كان دائما يستفيد من أبنائه المحترفين في فرنسا ثم بفضل أبنائه المهاجرين في إيطاليا، ألمانيا، إنجلترا واسكتلندا. وحسب رأيي كان على كابيلو ولاعبيه أن يأخذوا بعين الإعتبار ثقل الروح الوطنية التي كانت لدى المنافسين (يقصد الجزائر)، والدليل على ذلك أنه بعد التعادل أمام انجلترا الكبيرة والقوية انطلقوا في احتفالات عارمة في جنوب إفريقيا وفي كامل التراب الجزائري. وفي تلك الليلة التاريخية بالنسبة للكرة الجزائرية، وفي اتصال هاتفي مع صديقي وزميلي أحمد العكروت، قال لي لقد حققنا هدفنا وكل ما سيأتي بعده سيكون خيرًا على خير. وبفضل هذه الروح القتالية فإن الخطط يصبح مفعولها ثانويًا، وهنا أذكر ما يقوله كابيلو أن المنتخبات أصبحت تلعب (9-1). والحقيقة أن منتخبات كبيرة لم تقصد جنوب إفريقيا كي تعطي نظرة عن مستوى كرتها وإنما لرفع راية بلدها. وانطلاقا من هذا الرأي كانت قوة اللاعبين الجزائريين، وفي كل يوم تخرج علينا وسائل الإعلام بومضات إشهارية بصور كريستيانو رونالدو، واين روني، كاكا، كنفارو وغيرهم ولكن أقول إنه في المستقبل القريب ستبرز أسماء بوڤرة المحترف مع غلاسكو رينجرس، إنه الجزائري الذي أرعب فابيو كابيلو، أمراء وملكة انجلترا”.