على الرغم من صغر سنه إلا أن رياض بودبوز صار النجم رقم واحد في المنتخب الوطني وهو الذي لا يبلغ من السن سوى 20 ربيعا، وقد انضم حديثا إلى صفوف “الخضر“ من أجل تدعيم التعداد الذي شارك في كأس العالم.. وهو الذي قدم مباراة قوية أمام إنجلترا حيث أبهر الجميع بإمكاناته العالية وكان مثل السم في دفاع الإنجليز. وقد تفاجأ بودبوز كثيرا لما نُسب إليه من تصريحات في الفترة الأخيرة حيث صدرت حوارات اعتبرها غير عادية أفادت أنه انتقد خيارات المدرب سعدان بعد عدم إقحامه في المباراة الأخيرة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الأمريكي، خاصة ما صدر في جريدة جهوية بفرنسا “الألزاس” حيث كذّب كل ما قيل على لسانه لأنه لم يتحدث إطلاقا في هذا الموضوع (أنظر الحوار). والداه لم يعجبهما الأمر وانزعجا كثيرا ومن جهتهم، فإن أفراد عائلة رياض بمن فيهم شقيقاه مهدي وسليم الذين كانوا يودون الحديث عن الوجه الطيب الذي ظهر به بودبوز في المونديال مع المنتخب الوطني تفاجأوا لتلك الخرجة من طرف الصحيفة الفرنسية، وحتى والديه انزعجا لكل ما كتب على لسان ابنهما. وقال سليم: “في البداية أنا مصدوم لمحتوى تلك المقالات والتي لفقت له، فأخي رياض لا يزال شابا ولا يمكنه أن يقوم بتصرفات مماثلة، وعليه الآن أن يدرك أنه مطالب بالتحكم أكثر في أعصابه حتى تسير معه الأمور كما يريد ويجب عليه أن يكون جادا أكثر حتى لا يقع في أخطاء يندم عليها طيلة مشواره الكروي وهو الذي يوجد في بدايته”. وبعد سليم، جاء الدور على شقيق رياض الأكبر مهدي الذي قال: “نحن سعيدون للغاية في البيت بعد مشاركة رياض لأول مرة تحت ألوان المنتخب الوطني وكم كانت الفرحة عارمة لما تعلق الأمر بتمثيل الألوان الوطنية في كأس العالم، فهو لا يزال شابا والمستقبل كله أمامه ليقدم الكثير إلى الجزائر ومن غير المعقول أن ينتقد مدربه بسبب عدم إقحامه في مباراة فقط لأن الفريق يضم 23 لاعبا وكلهم لديهم الحق في المشاركة وعليه فكل ما قيل في هذا الموضوع لا أساس له من الصحة وأنا أعرف شقيقي جيدا”. ومن جهتهما، فقد رفضا والدا رياض التصريح في هذا الموضوع لأنه لا يستحق إعطاء الموضوع أكثر من حجمه وأعربا في الوقت نفسه عن فرحتهما العارمة بتقمص رياض الألوان الوطنية وشرّف الجزائر في المونديال وهذا يكفي العائلة فخرا واعتزازا. مهدي بودبوز: “رياض لم يكن على علم بكل ما قيل على لسانه” “لقد كان أخي رياض في المسبح لما اتصلت به وأعلمته بما كتب في تلك الصحيفة على لسانه، من أنه انتقد سعدان بشدة بسبب قراراته وما نشر في مختلف المواقع الفرنسية الشهيرة، ورد عليّ رياض أنه ليس على دراية بكل ما قيل على لسانه وأكد لي أنه لم يصرح إطلاقا بذلك. وقد انزعج كثيرا واستنكر في الوقت نفسه ذلك، وهو ما يعني أنه لم يكن على علم بتاتا بما كتب في تلك الصحيفة وهو الذي لم يتحدث إلى صحفييها إطلاقا”. اتصل مباشرة ب “سعدان“ ونفى له كل ذلك مباشرة بعد اطلاعه على ما يحدث وخطورة التصريحات التي نُسبت إليه، أسرع رياض بودبوز للاتصال بالمدرب الوطني رابح سعدان من أجل أن يوضح له كل ما حدث ويزيل كل الغموض، حيث أكد له أنه لم ينتقده إطلاقا بل ولم يتحدث لأي صحفي من تلك الصحيفة كما أنه لم ينتقد اختياراته التكتيكية، كما اتصل بنا أمسية أول أمس شقيقه مهدي وبدا متأثرا للغاية، حيث قال: “كما تعلمون فإن سعدان يملك مكانة خاصة عند رياض وهو الذي يعتبره بمثابة والده ويحترمه كثيرا وهو الذي منحنه فرصة التواجد مع المنتخب الوطني وتحقيق حلم الطفولة والمشاركة في كأس العالم”. -------- بودبوز : “أنا أنتقد سعدان!؟ هذه أسوأ من كذبة وضرب من الخيال” لمن لا يعرف رياض بودبوز فإنه شاب وسيم، متخلّق ورباه والداه على الطريقة الجزائرية الخالصة، لكنه ينقلب تماما لمّا يتم المساس بسمعته وسيرته بحكم أنه شاب مهذب للغاية وبشوش بحيث يحب المرح ومداعبة الجميع سواء في مجال كرة القدم أو خارجه، وعن المقالات التي صدرت بحر الأسبوع في إحدى الصحف الفرنسية وتناولتها مختلف المواقع والتي أفادت بأن رياض بودبوز قد انتقد بشدة المدرب الوطني رابح سعدان وأبدى استياءه للوضعية التي يوجد عليها مع الخضر، فقد أراد الحديث معنا لكي يفنّد كل تلك الأقاويل ويؤكد للرأي العام بأنه لم يُدل بأي تصريحات تمس بسعدان، وعليه فقد اختار رياض صحيفتنا لأجل تكذيب كل تلك المقالات وتوضيح كل الحقائق. في البداية رياض، بعد أسبوع من إقصاء المنتخب الوطني في المونديال، هل يمكن لك أن تقيّم لنا مردود الخضر على العموم؟ على كل حال فمهما نقول فإن المنتخب الوطني الجزائري قد قدّم مشوارا مشرفا في كأس العالم بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة لمنافسينا في نفس المجموعة، وأقصد في حديثي منتخب إنجلترا ومنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقد ضحينا كثيرا حتى نظهر الجزائر في حلة مشرّفة ونفرح الشعب الجزائري الذي كان ينتظر منا الكثير، وعلى ما أعتقد فعلى العموم فإننا لم نخيّب الآمال التي كانت معلقة علينا على الرغم من أننا خرجنا من الدور الأول، وأؤكد فقط أن الحظ لم يكن معنا لا أكثر ولا أقل. الكثيرون أكدوا بأن المنتخب الوطني كان قادرًا على تقديم أمور أحسن في هذا المونديال، ما رأيك في ذلك؟ هذا واضح، فقد كانت الفرصة أمامنا كبيرة للتأهل إلى الدور الثاني من كأس العالم الحالية التي تجري أطوارها في جنوب إفريقيا، وأؤكد دائما أنها كانت تجربة غاية في الروعة والتي سنستفيد منها كثيرا في المستقبل، فلقد ضيّعنا خرجتنا الأولى أمام سلوفينيا وكما أشار إليه الجميع فإننا ضيّعنا في تلك المباراة فرصتنا للتأهل إلى الدور ثمن النهائي. أشياء كثيرة قيلت عن طريقة اللعب التي انتهجها المدرب الوطني وهناك من اعتبرها بالسيئة، ما قولك؟ كما تعلمون فبعد نهاية منافسة كبيرة مثل كأس العالم الكل يريد إبداء رأيه والانتقاد، لكن واقع الميدان يبقى مختلفا، ولهذا أقول دائما على من يريد أن ينتقد أن يفعل ذلك من أجل المساعدة وليس قصد التدمير لأن هناك احتمالا كبيرا في زعزعة استقرار المنتخب، وحتى الآن فلا يجب أن ننسى أنه لا تزال تنتظرنا استحقاقات كبيرة مستقبلا ويجب أن نحضّر كما ينبغي لكي نكون في المستوى المطلوب ولا نخيّب الآمال المعلقة علينا. نعم، لكننا سمعنا أنك غير راض عن الفترات التي شاركت فيها وطريقة اللعب التي شاهدناها في المونديال، أليس كذلك؟ شكرًا لك فلقد منحتني فرصة جيدة لكي أوضح بعض الأمور وأضع كل شيء في مكانه، وعلى الجميع أن يعلموا بأنني لا أتدخل إطلاقا في الأمور التي لا تعنيني، فأنا لاعب في الفريق ومهمتي تقتصر داخل الميدان واحترام قرارات المدرب في حال اعتمد عليّ أم لم يعتمد عليّ، ولا يمكنني إطلاقا أن أنتقد طريقة اللعب لأنني لست في المكان المناسب لأقول مثل هذه الأقاويل، وكذلك فليس من عادتي القيام بمثل هذه التصرفات مع فريقي فكيف أفعلها مع المنتخب الوطني وفي كأس العالم، والأهم بالنسبة لي في الوقت الراهن هو تطوير مستواي وصقل إمكاناتي كما ينبغي حتى أكون في المستوى المطلوب مع فريقي سوشو وحتى المنتخب، وعليه فأنا دائما تحت تصرف الناخب الوطني. لكن في ذات السياق قيل بأنك كنت منزعجًا كثيرا من مدربك، ماذا تقول؟ هذا غير صحيح إطلاقا فأنا لست هنا من أجل الدفاع عن نفسي ولكنني لا يمكنني أن أبدي انزعاجي من مدربي حتى لو كان ذلك صحيحا، وهو الذي منحني فرصة من ذهب بالمشاركة في نهائيات كأس العالم وأنا في سن العشرين، وأضف إلى ذلك فإن الأمر يتعلق بخيارات المدرب وتربيتي وأخلاقي لا يسمحان لي القيام بمثل هذه التصرفات وانتقادات قرارات مدربي لأنه في مكان والدي. إذن أنت تكذّب كل ما قيل في هذا الصدد، أليس كذلك؟ نعم فأنا منزعج للغاية لكل ما قيل على لساني، وأنا الذي لم أصرح بتاتا بأي شيء، وأرفض أن يتم استعمال اسمي في حملة المساس باستقرار المنتخب الوطني والمدرب رابح سعدان، وبالنسبة لي فالمشاركة في كأس العالم شيء رائع خاصة أن المستوى رفيع جدا، ولقد عشت أوقات لا تنسى مع زملائي في المنتخب والذين أصبحوا كلهم أصدقائي نظرا للأجواء العائلية الموجودة داخل الفريق، وعليه فأنا متأسف لكل ما قيل خاصة أنها أقبح وأسوأ كذبة مفبركة فيما يخصني ولم أكن أتوقع أن يحصل هذا الأمر لي. نمر إلى موضوع آخر، كيف كان الاستقبال من أصدقائك وأقاربك في “كولمار”؟ أصدقائي المقربون، عائلتي والجميع كانوا في غاية السرور وفرحوا لي كثيرا وقد أكدوا لي افتخارهم الكبير بشخصي وهو ما أفرحني أكثر فأكثر. هذه الجماهير تحبك، وقد أصبحت اللاعب المدلل والمحبوب لدى أنصار المنتخب الوطني، ما قولك؟ إن هذا لشرف كبير بالنسبة لي، فعلى الرغم من أنني لم أقدم إلا القليل لحد الآن مع المنتخب الوطني إلا أن المحبين والمعجبين أصبحوا يشيدون بي، وهذا ما يحفّزني أكثر لتكثيف حجم العمل حتى أكون في المستوى المطلوب ولا أخيّبهم مستقبلا وأدخل الفرحة في قلوبهم. المستقبل في المنتخب الوطني سيبدأ من المباراة الودية بعد أكثر من شهر، كيف تنتظر هذا الموعد؟ أنا متشوق لاكتشاف حرارة الأنصار في المدرجات وفي أرض الوطن، وأنا أقول هذا الكلام من صميم قلبي، وأريد حقا أن أعيش هذه الأجواء التي حدثني عنها كثيرا رفاقي في المنتخب والعلاقة الرائعة ما بين اللاعبين والأنصار في الجزائر، وعليه فأضرب لهم موعدا في الخرجة المقبلة إن شاء الله وأشكرهم على كل شيء. الكثيرون أكّدوا أن حلقة الهجوم هي الأضعف في المنتخب الوطني، هل أنت من بين الذين ينادون بتدعيم الخط الأمامي مستقبلا؟ اسمعني جيدا، كرة القدم اختلفت كثيرا في وقتنا الحالي، فالأهداف لا تأتي فقط من طرف المهاجمين، بل كل المجموعة تشارك في صنعها وأي لاعب قادر على التسجيل، والمشكل المطروح داخل المنتخب الوطني هو أن الفعالية خانتنا، وعليه فإن الحظ قد أدار لنا ظهره هذه المرة وسنتدارك مستقبلا. انتقدنا كثيرًا غزال وجبور، وهما اللذان يقدّمان مستويات كبيرة مع نادييهما ولكن لم يتمكنا من البروز مع المنتخب الوطني، كيف تفسّر ذلك؟ أنا أوافقك في هذا الجانب كليا، ففيما يخص رفيق (جبور) وكادير (غزال) فهما لاعبان جيدان ويحسنان إنهاء الهجمات بطريقة جيدة، وهما اللذان ينشطان في أندية كبيرة بأوروبا ويقدّمان مستويات كبيرة وأعتقد أنهم بحاجة إلى استعادة الثقة من جديد على مستوى المنتخب الوطني لا أكثر ولا أقل. هل ستذهب في عطلة، وما هي وجهتك؟ في الوقت الراهن أنا أستريح إلى جانب عائلتي في مسقط رأسي، وسأذهب هذه الجمعة إلى دبي لقضاء بعض الأيام هناك. ومتى ستكون العودة إلى التدريبات؟ قضيت موسما شاقا وطويلا بالنسبة لي سواء مع النادي أو المنتخب وهو الموسم الذي كان ناجحا على طول الخط على الصعيد الشخصي، وفيما يخص تاريخ استئناف التدريبات بالنسبة لي فإنها ستكون في 12 جويلية المقبلة. سيكون ذلك مع سوشو؟ نعم بالتأكيد فأنا لا أزال مرتبطا بعقد مع سوشو ومع هذا النادي سأستأنف تدريباتي وألعب موسما آخر معه. لكي ننهي، ما هي أجمل ذكرى تحتفظ بها في جنوب إفريقيا؟ كلها ذكريات رائعة، فلقد كوّنت عدة علاقات وكسبت أصدقاء مثيرين وعلى رأسهم رفاقي اللاعبين، وأتمنى أن نواصل على هذا النحو لأنني وجدت الأجواء رائعة في المنتخب وكلها حماس، وكأننا في عائلة واحدة وسنذهب بعيدا إن شاء الله .