تمكن المهاجم الجزائري رياض بودبوز المحترف مع نادي “سوشو“ من الدرجة الفرنسية الأولى في ظرف قصير أن يحوّل نحوه أنظار أكبر النوادي في فرنسا وحتى منها الأوروبية، بفضل تألقه الملفت للانتباه مع “سوشو“، رغم أنه مايزال في مقتبل العمر، إذ بلغ مؤخرا فقط سن العشرين ربيعا. لكن مؤهلاته وفنياته سمحت له بالبروز وإغراء أندية أوروبية عملاقة في مقدمتها “مانشستر يونايتد“ الانجليزي عبر المدرب “أليكس فرغيسون“، وهو الأمر الذي جعل المشرفين على الكرة الفرنسية يفكرون جديا في استدعائه إلى منتخب آمال فرنسا بعد أن شارك مع المنتخب الفرنسي لأقل من 20 سنة، بدليل تحرك مدرب منتخب آمال فرنسا “إيريك مومبارتس“ لمعاينته في العديد من اللقاءات، وهي رسالة واضحة لمسؤولي كرة القدم الجزائرية حتى يتحركوا سريعا للظفر بخدمات بودبوز قبل فوات الأوان، مثلما حدث مع النجم العالمي زين الدين زيدان الذي كان ولازال أكبر خسارة للجزائر. و يتوجب أن يقوم مسؤولونا بالتفاتة ل “بودبوز“ الذي ينتظر بشغف اتصالا من المدرب الوطني رابح سعدان من أجل تقمص ألوان “الخضر“ في أقرب فرصة سانحة . مسؤولو الإتحاد الفرنسي يحلمون بضمه وما يزيدنا خوفا وقلقا على ضياع بودبوز مثلما حدث مع زيدان وبعده بن زيمة، أن مسيري الكرة الفرنسية لم يبالوا بتصريحات اللاعب ذاتها حين أعلن في العديد من المرات افتخاره بكونه جزائريا وينحدر من بلد المليون ونصف مليون شهيد. وهذا ما أكده لنا اللاعب شخصيا وهو يستقبل مبعوث “الهدّاف“ في منزل عائلته بمدينة “كولمار“ بنواحي “الألزاس“ الفرنسي بعد أن كان قد صرح لنا في حديث سابق أنه إختار اللعب للجزائر. وعندما تسمعه بودبوز يتحدث عن الجزائر يشدّك الانتباه نحو وطنيته وتعلّقه بالجزائر التي يتمنى أن يكون أحد لاعبي منتخبها. وفي هذا الصدد تفاجأنا، أو بالأحرى اصطدمنا، أمام واقع مرير يكمن في لا المدرب الوطني رابح سعدان ولا حتى مسؤولي “الفاف“ اتصلوا ب “بودبوز” ليعربوا له عن رغبتهم في جلبه أو حتى ليقولوا له إنه في المفكرة، في حين ينتظر الفرنسيون الفرصة السانحة للانقضاض عليه. كيف لا وأحد مسؤولي الاتحادية الفرنسية لكرة القدم قال بصريح العبارة : “بودبوز لاعب مميّز، فهو يجمع بين الفنيات واللياقة البدنية الرائعة التي قلّما تجدها عند العديد من اللاعبين في سن ال 20. ويبقى هذا اللاعب من ضمن العناصر التي نأمل في أن يحملوا ألوان المنتخب الفرنسي للأكابر مستقبلا مثله مثل يانيس طافر. فهما يبقيان من أحسن اللاعبين في البطولة الفرنسية. رغم أننا ندرك مدى تعلّق رياض بودبوز الشديد بالجزائر ورغبته الملحّة في اللعب ل “الخضر“، إلا أنه يبقى من أكبر أهدافنا في المرحلة القادمة”. يصرخ بأعلى صوته ويؤكد حتى في وسائل الإعلام الفرنسية أنه يريد اللعب ل الجزائر وما يزيد تأكيدا أن بودبوز جوهرة حقيقية لا يجب أن تضيع على الجزائر، هو تأكيد مختلف لاعبينا الدوليين المحترفين في أوروبا أن بودبوز قادر على إعطاء دفع جديد وجلب الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني. وهو ما يعني أن سعدان مطالب بالتحرك في أسرع وقت لحسم موقفه من جلب بودبوز، هذا المهاجم اليساري الرائع الذي تتحدث عنه كل فرنسا، لأن خسارته مثلما كان عليه الحال مع كمال مريم لن تزيدنا إلا حسرة على ما سنضيّعه .. بودبوز المنتمي إلى عائلة من خمسة أبناء (ثلاثة ذكور وابنتان) والمنحدر من مدينة سوق اهراس وعنابة بدأ مسيرته الاحترافية منذ موسمين، وهزّ كل فرنسا بتصريحاته المتتالية أنه يحمل الجزائر في قلبه ويتمنّى اللعب بمنتخبها. تصريحات ندرك جيدا أنها قد تجلب له العديد من المتاعب، وهنا نتساءل كم من الوقت يحتاجه سعدان ليتحدث مع بودبوز ويحسم الأمور معه . الجزائري الذي رفض مانشستر يونايتد وسنّه 17 سنة وإذا عدنا وبحثنا في بداية رياض بودبوز مع عالم الكرة، يمكنك أن تقف على عدة أمور أبرزها أن اللاعب تم اكتشافه وهو في سن ال11 فقط ليصنع بعد ذلك الحدث في فرنسا ويجعل أكبر أندية فرنسا تتهافت على خدماته. وقد بدأ اللعب مع نادي مدينته “كولمار“، ثم تحركت أندية فرنسا الكبيرة للحصول على خدماته وتكوينه عندها ليظفر في الأخير نادي “سوشو“ بخدمات هذه الجوهرة كون مسقط رأسه قريب لهذه المدينة. وبعد ست سنوات من التحاقه بمركز تكوين نادي “سوشو“ تمكن اللاعب من فرض نفسه. وهنا حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ بعث مسؤولو نادي “مانشستر يونايتد“ الانجليزي بمبعوث لاقناع عائلة بودبوز بضمه لهذا النادي العريق وسنّه آنذاك 17 سنة فقط. لكن ورغم أن العرض كان مغريا ولا أحد يمكنه أن يرفضه، إلا أن عائلة ، وحتى رياض، رفضوا أن يتنقل لفريق “الشياطين الحمر“ حفاظا على مشواره الكروي، لأن عائلته أرادت أن لا يتسرع في اللعب لناد كبير في سن مبكرة ( أنظر الحوار). ويبقى التاريخ يسجل أن بودبوز هو اللاعب الجزائري الذي رفض اللعب لنادي “مانشستر يونايتد“ ويقرر إمضاء عقد احترافي مع “سوشو“، أين يصنع أفراحه حاليا، في انتظار أفراح الجزائر قريبا إن شاء اللّه . ------ بودبوز:“لا نقاش تماما عندما يتعلق الأمر بالجزائر والإسلام بالنسبة إليّ“ أعلنت مؤخرا عن رغبتك في تقمص ألوان المنتخب الجزائري، أليس ذلك مخاطرة من لاعب ينشط في فرنسا ويثير اهتمام مسؤوليها إلى درجة أنك تعتبر أحد آمال المنتخب الفرنسي؟ مخاطرة؟ لا أعتقد ذلك أنا مرتبط جدا بالجزائر والمنتخب الوطني ولا أخفي تماما ذلك، بالعكس فالرغبة التي أحملها تجاه المنتخب الجزائري حقيقية لأنني أحد مناصري “الخضر“ منذ طفولتي، وهذا كلام صريح ونابع من القلب وخيار غير قابل للنقاش لأنه اختيار القلب وليس لأننا على أبواب المونديال أقول هذا الكلام، فحتى لو تمت دعوتي بعد المونديال لن أتردد ولو للحظة في قبول الدعوة للعب للجزائر لأنني أحب وطني وهذا من حقي. إلى يومنا هذا هل تلقيت دعوة أو اتصالا من مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان؟ إطلاقا، ولكنني مازلت مستعدا لتقبل الدعوة والمجيء فورا بمجرد حصولي عليها. ناديك سوشو تمكن من الابتعاد عن خطر السقوط وحسب العديد من المختصين يعود الفضل إليك في ذلك مما يجعلك مرشحا لتغيير الأجواء و الانضمام لفريق كبير الموسم القادم؟ صراحة، هذا الموضوع لا أفكر فيه في الوقت الراهن فأنا مرتاح في سوشو ومازلت مرتبطا مع النادي بعقد يمتد لثلاث سنوات أخرى وأسعى لتشريفه وهدفي الأبرز أن أقدم موسما كبيرا والتفكير في البحث عن البروز بسرعة لن تكون الوسيلة الأحسن التي تسمح لي بالالتحاق بناد كبير. يبدو أنك مرتاح في ناديك، ما الذي يدفعك بكل صراحة للبقاء في سوشو؟ هذا النادي سمح لي بالبروز ودخول عالم الاحتراف وهذا ليس بالشيء السهل في الوقت الراهن. ولكنك كنت تستحق ذلك... ربما ذلك صحيح كما أنني بذلت جهودا جبارة لأصل لهذه المرحلة في مشواري، لكن سوشو فريق منحني فرصة البروز وهذه ميزة هذا النادي الذي يعطي الفرصة للشبان، ومن جهتي عرفت كيف أستغل هذه الفرصة وأتمنى المواصلة على هذا المنوال. هل مازلت تتذكر تاريخ إمضاء عقدك الاحترافي؟ بطبيعة الحال فقد كان ذلك في 1 مارس 2008 واحتفلت قبلها بأيام بعيد ميلادي الثامن عشر(مولود في 19 فيفري) لذلك فإن هذا التاريخ لا ينسى ولن يمحى من ذاكرتي. وماذا تتذكر أيضا في هذا الشأن؟ لن أنسى أني اندهشت لنوعية أرضية ميدان ملعب بونال ولكن فيما يخص الإمضاء إنها ذكرى رائعة وكان لدي شعورا خاصا يمثل فخرا لي ولعائلتي بمن فيها والدي عبد الوهاب ووالدتي مباركة إلى جانب شقيقيّ مدحي وسليم. هل أمضيت بحضور رئيس نادي سوشو؟ نعم وكان إلى جانب جون كلود بليسيس الرئيس السابق لسوشو، والدي وشقيقاي وكذا المكلف بأعمالي كريم أكليل وشعرت بفخر شديد. هذا العقد ربما كان له وزنه بالنسبة للنادي مادمت قبل ذلك رفضت عرضا مغريا من مانشستر يونايتد الإنجليزي؟ كان عمري 17 سنة عندما حضر مسؤولون من مانشستر يونايتد لزيارة عائلتي وطلبوا خدماتي، إنه أمر مدهش أن تلفت انتباه هذا النادي ومسؤوليه، لكني رفضت أن أسبق الأحداث ولا أواصل العمل في المراحل الشبانية خاصة أنني كنت متأكدا من أن نادي سوشو سيعرض علي عقدا احترافيا والحصول على فرصة اللعب مقارنة بمانشستر يونايتد أين قد أبقى احتياطيا أو الانضمام لمركز تكوينه فقط. كيف تسير المفاوضات مع ناد مثل مانشستر يونايتد؟ بطريقة عادية، لقد اقترحوا علي عبر مبعوث النادي عقدا مغريا من الناحية المادية إلى جانب عقد لأربع سنوات وفي سن ال17 يكون ذلك مغريا بالنسبة لأي شاب، لكن كما قلت فضلت التريث وعدم استباق المراحل. ألم تندم على ذلك؟ أبدا، فعمري 20 سنة فقط وإذا حصلت على عروض من أندية كبيرة الآن سأكون جاهزا أكثر لما ينتظرني وأحقق ما أريد وأكون في مستوى تطلعات الأندية التي تريدني. بعد موضوع اتصال مانشستر يونايتد بك، تحرك مسيرو سوشو بسرعة لضمك رسميا لهم، فهل أحسست بسخط من طرفهم؟ لا، وإنما أتذكر أن المكلف بمركز تكوين سوشو جان لوك روتي استدعاني إلى مكتبه من أجل التعبير عن قلقه من الذي حدث والمفاوضات التي جمعتني بنادي مانشستر يونايتد، ولكن سرعان ما عادت المياه إلى مجاريها وكل ما حدث آنذاك أنه قبل اتصال مانشيستير بي، الجرائد سارعت للحديث عن هذا العرض والاتصالات قبل الوقت المحدد، ولم أعرف لماذا وهو ما أثار قلق مسيري سوشو. مجرد إمضاء عقدك الاحترافي تألقت سريعا، هل تتذكر أول أهدافك مع سوشو؟ كيف لا، لقد كان ذلك أمام لومان بملعب بونال، دخلت احتياطيا في الشوط الثاني وسجلت هدف الفوز لنحقق الانتصار 2-1. هذا ثاني موسم لك مع سوشو كمحترف، فهل تنوي بصراحة البقاء إلى نهاية عقدك؟ بطبيعة الحال فأنا مرتبط مع النادي بعقد إلى 2013 وأنوي الذهاب إلى نهاية عقدي وتركيزي حاليا منصب مع سوشو فقط. وماذا عن الجزائر؟ (يضحك) ... بطبيعة الحال هذا مفروغ منه. تابعت مؤخرا مباريات المنتخب الجزائري، فماذا تقول؟ مثل الجميع أنا فخور بالتأهل للمونديال، فمنتخبنا يضم العديد من الفرديات مثل زياني ومغني وآخرين، وخاصة الجمهور الرائع الذي يتابع هذا المنتخب، وكل ما ينقص حاليا هو الفعالية في الهجوم وبعدها يحق للجزائر أن تطمح للبروز أكثر. هل لديك علاقة مع بعض لاعبي الخضر؟ أجل فزياني صديقي وهناك أيضا منصوري الذي أبقى في اتصال معه وهذا الثنائي شجعني كثيرا على الالتحاق بالمنتخب الوطني. تلعب في منصب وسط ميدان هجومي، هل ترى أنك قادر على منافسة زياني، مغني، يبدة والشاذلي العمري؟ لن ألتحق ب “الخضر“ من أجل منافسة أي لاعب ولكن من أجل وضع إمكانياتي تحت تصرف المنتخب الوطني لأنني أثق في إمكانياتي وصدقني أن ارتباطي بوطني يجعلني أحمله في قلبي مثلما أحمل حب عائلتي، وتعلقي بالدين الإسلامي، فعندما يتعلق الأمر بالإسلام والجزائر لا نقاش في هذه الأمور. هل يمكننا أن نطرح عليك أسئلة شخصية؟ تفضل ليس هناك أي مشكل. ماذا يمثل لك الدين الإسلامي؟ إنه يمثل لي الكثير ومكانته كبيرة في قلبي وهذا الدين يعتبر شيئا أساسيا مني وتمكنت من معرفة ذلك بوالديّ وقد ساهم الدين الإسلامي في توضيح الصورة أكثر لي وأنا في مقتبل العمر. وماذا عن الوالدين؟ إنهما كل شيء لي ومفتاح نجاحي، وقد بذلا كل ما في وسعهما من أجل تربيتي بطريقة جيدة أنا وأشقائي. من أي منطقة تنحدر عائلتك في الجزائر؟ عائلة والدتي من سوق أهراس أما عائلة والدي فهي من خنشلة. وما الذي يجعلك في كل مرة تتحدث عن أهمية والديك في حياتك الرياضية؟ السر يكمن في أنهما كانا وراء تشجيعي للمضي في حياتي الكروية وكانا إلى جانبي في كل الأوقات، لذا أعتبر أن ما أقوم به كله يعود أيضا لهما، ولا يمكنني أبدا أن أنكر ما قدمه لي والدي ووالدتي. شقيقاك مدحي( 27سنة) وسليم (24سنة) يمارسان كرة القدم كذلك؟ أجل إنهما ينشطان في فريق من الدرجة الأولى لكرة القدم داخل القاعة ويلعبان جيدا... (يضحك) هل يحضران لقاءاتك؟ بالطبع، عندما نلعب داخل القواعد يحضران بانتظام . والوالدان؟ والدي يحضر في بعض الأحيان عندما يكون متفرغا أما والدتي فلا تحضر إلا في الصيف. لمن منحت أول قميص لك؟ لشقيقي مدحي. هل تحب أكل المطاعم أم طبخ الوالدة؟ بدون تردد أقول أكل الوالدة خاصة عندما تحضر لي العجائن التي أحبها. وماذا عن طابع غنائك المفضل؟ الراب. متى كانت آخر زيارة لك للجزائر؟ منذ 10 سنوات، لكني أطمح في زيارة الجزائر قريبا. ما هي السيارة التي تحلم بها؟ بيام إكس 6 لاعبك المفضل؟ إنهما اثنان، ميسي وحاتم بن عرفة. ماذا تريد أن نتمنى لك؟ المواصلة على هذا الطريق إن شاء الله. -------------------------------------- بودبوز مباركة وعبد الوهاب (والدا رياض): “حتى لو منحوه جسرا من الذهب، فإن رياض لن يلعب ل فرنسا أبدا” بصدر رحب، إستقبلتنا عائلة بودبوز في بيتها في إحدى الأحياء الشعبية ب”كولمار”، وقد وقفنا على عدة أمور من بينها أن والديّ رياض فخورين إلى أبعد الحدود بابنهما وهما اللذان يتابعان كرة القدم جيدا ووافقا على طلبنا بإجراء حوار حصري مع جريدة “الهدّاف“ وسط فرحة عارمة. إبنكما رياض سيلتحق قريبا بصفوف المنتخب الوطني الجزائري، هل تريان أنه قام بالاختيار الصائب مقارنة بمنتخب فرنسا؟ بالتأكيد، نحن جزائريين حتى النخاع وأبناؤنا كلهم يحملون هذه الجذور والعقلية حتى في تفكيرهم. ففيما يخص رياض فإنه لم يحلم ولو ليوم تقمص ألوان منتخب غير المنتخب الجزائري لأنه منتخب القلب ونحن ندعمه ونسانده في هذا الاختيار دائما وإلى الأبد، كيف لا وهو الذي سيلعب في صفوف منتخب أجدادنا. لكن تعلمان أنه في حالة انضمامه إلى المنتخب الفرنسي سيعود عليه بفائدة أكثر من الناحية المادية، ما رأيكما؟ الجزائر لا تقارن بالجانب المادي إطلاقا وتأكد أنه حتى لو منحه المسؤولون على المنتخب الفرنسي جسرا من الذهب، فإن رياض سيختار الجزائر دون تردد ولا يقبل بكل بساطة بالانضمام إلى “الديّكة”. لا تنسى أن الجزائر هي بلدنا ونحن فخورون بذلك، ولا يمكنك أن تتصور مدى سعادتنا في حال التحق رياض بصفوف المنتخب الوطني الجزائري وسعادة كل العائلة. ألم تندما بعد مساهمتكما في عدم تنقل ابنكما إلى صفوف الفريق الإنجليزي مانشستر يونايتد من قبل؟ لا، إطلاقا لم نندم، وتأكد أننا لم نتدخل أبدا في قراره لأن رياض هو الذي قرر لوحده أن يبقى مع سوشو حينها لأنه كان يبلغ من العمر 17 سنة فقط، وتأكد كذلك أننا لا نتدخل في خيارات ابننا فيما يخص تنقله إلى أي ناد، ولكن رياض قرّر البقاء والإمضاء على عقد احترافي مع الفريق الأول لسوشو على الرغم من كل العروض التي وصلته حينها. اليوم رياض صار من اكتشافات الدرجة الأولى الفرنسية، ألا تعتقدان أنه آن الأوان لينتقل ابنكما إلى فريق أكثر طموحا من الذي ينشط في صفوفه حاليا؟ من الصعب أن نرد على هذا السؤال في مكان رياض لأنه صار ناضجا ويعرف جيدا ماذا يفعل وكيف يسيّر مشواره الاحترافي، وتأكد أنه الوحيد من يستطيع الإجابة على هذا السؤال ولو أننا نتمنى أن ينضم ابننا إلى فريق أكبر بكثير من سوشو ولم لا اللعب في أكبر الأندية الأوروبية سواء في فرنسا أو إنجلترا لأنه حلم يراوده منذ الصغر ولا أظنه بعيدا عن تحقيقه لأن رياض إنسان جاد في كل شيء ولا يترك المجال للصدفة وكل شيء يقوم به مدروس بكل دقة، وهو ما يعجبنا فيه ويجعلنا نرتاح من ناحيته دائما ومنذ كان طفلا صغيرا. نعود الآن إلى دوركما الفعّال في استمالة قلب رياض نحو الجزائر بهذه الطريقة وحبه الشديد لها، كيف كان ذلك؟ بالطبع، فرياض لم يخف يوما حبه الشديد للجزائر ولطالما افتخر بذلك حينما سنحت له الفرص في مختلف وسائل الإعلام لإبداء ذلك، وعن تقمصه الألوان الوطنية فأمر طبيعي أن يحلم بذلك مثل أي جزائري. وبما أن رياض لاعب كرة القدم فهذا جعله يتمنى ذلك منذ نعومة أظافره وهذا من مبادئنا داخل العائلة لأن الجزائر تبقى أولا وقبل كل شيء، ونضيف لك أن رياض ناصر المنتخب الوطني في التصفيات وكأس إفريقيا الأخيرة مثل المجنون ولك أن تتصوّر البقية ومدى فخر عائلة بودبوز في حال تقمص واحد من أفرادها القميص الوطني الجزائري. هل تحتفظ عمي عبد الوهاب في الذاكرة بلقاء أثار انتباهك عن رياض؟ إنه لقاء لومان. فعلى الرغم من أن رياض كان احتياطيا، إلا أنه فور دخوله مع بداية الشوط الثاني تمكن من قلب الموازين لصالح فريقه وسجل هدف الفوز بالإضافة إلى أنه لعب واحدة من بين أحسن مبارياته في مشواره الكروي إلى حد الآن، حيث قدم الإضافة المنتظرة منه وكل ما كان ينتظره المدرب من رياض، فلقد شعرت شخصيا بفرحة لم يسبق لي الشعور بها من قبل. وفيما يخصك أنت خالتي مباركة، ما هي المباراة التي تحتفظين بها؟ الأمر نفسه، لكن ليس في مباراة لومان بل أمام فريق نانسي حين سجل رياض كذلك هدف الفوز حيث تابعت اللقاء إلى جانب شقيقتي ولم نتمكن حينها من تمالك أنفسنا وذرفنا الدموع بشدة ما يؤكد فرحتنا الشديدة حينها وافتخارنا برياض الذي رفع اسم هذه العائلة عاليا وجعلها مشهورة. هل لديك أقارب في أرض الوطن؟ نعم في سوق أهراس في شرق البلاد وخنشلة ونستغل الفرصة لكي نبلغ لهم سلامنا الحار على أن تكون الفرصة لملاقاتهم الصائفة المقبلة لأننا تعوّدنا على الذهاب لقضاء العطلة هناك، والأمور رائعة في أرض الوطن ويراودنا الحنين دائما إلى الجزائر الغالية، و تمنى أن يقرأ كل من يعرفنا هذا الحوار. شكرا لكما على هذه الاستضافة الطيبة... لا شكر على واجب، فعلى ما نعتقد أنه في أي بيت جزائري ستدخله تلقى مثل هذا الترحاب لأن الجزائريين معروفون بتقاليدهم العريقة وكرم الضيافة وقد أصبحت الآن من أصدقاء العائلة وننتظر منك زيارة في المستقبل القريب، شكرا لك أنت كذلك. بماذا تريدان أن تختما؟ الدماء الجزائرية تسري في عروقنا ونحن فخورون دائما بانتمائنا للجزائر ونقول في النهاية “وان، تو، ثري فيفا لالجيري“ وبلّغ سلامنا لكل الجزائريين وإلى الملتقى إن شاء الله، ونستغل الفرصة لنتمنى لمنتخبنا الوطني أن يكون في المستوى في مونديال جنوب إفريقيا ويقدم صورة مشرفة عن الجزائر العريقة. -------------------------- وضعية محترفينا تحسّنت، يحيى يعود إلى المعاناة والذين يخضعون إلى المعاينة أساسيون لا يمكن أن نصف حالة لاعبينا المحترفين هذا الأسبوع سوى بالحسنة، بما أن أغلبيتهم شاركوا مع أنديتهم الأوروبية في مختلف المباريات التي خاضتها، ولا يمكن أن نصف حالة اللاعبين الذي يعاينهم الطاقم الفني للمنتخب الوطني كل أسبوع، سوى بالحالة الجيدة، لأنهم شاركوا جميعا ومنذ البداية، وهي مؤشرات تبشر بالخير خلال هذه الفترة التي يسعى فيها الناخب الوطني إلى انتقاء أحسن اللاعبين تحسبا للتربص التحضيري الذي سيدخله “الخضر” في منتصف شهر ماي المقبل، تحضيرا لنهائيات كأس العالم. صايفي ساهم في فوز فريقه خارج الديار أوّل الأخبار السعيدة عن محترفينا، جاءت من هناك في “أجاكسيو” أين تمكن صايفي ورفاقه في نادي”إيستر” من العودة بانتصار ثمين بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، ولا يكمن الخبر السعيد في انتصار النادي الذي يلعب له مهاجم “الخضر” فحسب، بل أنه يكمن في مشاركته من جديد في التشكيلة الأساسية، ومساهمته في الفوز المحقق، بعدما كان وراء التمريرة الحاسمة التي جاء منها الهدف الأول، ورغم أن صايفي اضطر إلى ترك مكانه في آخر عشر دقائق من المباراة لأحد الزملاء، إلا أن مشاركته أساسيا ومساهمته في انتصار فريقه، تؤكد أنه عاد بقوة إلى سابق عهده، ومن شأن هذه العودة أن تطمئن الناخب الوطني من الآن، وتطمئن أيضا الجماهير الجزائرية التي تترقب أخبار لاعبيها الدوليين أياما قبيل “المونديال الإفريقي”. تفوّق على مجاني الذي لعب أساسيا واكتست المباراة التي جمعت “إيستر” ب “أجاكسيو” حلة جزائرية، بما أن هذا الأخير يضم في صفوفه المدافع الجزائري الأصل “كارل مجاني“ الذي يحظى باهتمام ومتابعة الطاقم الفني، بغية تدعيم الجهة اليمنى من الدفاع تحسبا للفترة المقبلة، حيث خاض الجزائري الأصل اللقاء كاملا، بل وتبادل أطراف الحديث مطولا مع صايفي الذي تفوق عليه في نهاية المطاف، وربما يكونان قد تطرقا إلى أمور كثيرة تتعلق ب”الخضر“ ومشاركتهم في “المونديال” المقبل. عبدون أساسيا ويخسر على أرضه وكان صانع الألعاب جمال عبدون سهرة يوم الجمعة هو الآخر على موعد مع المشاركة أساسيا مع ناديه “نانت” أمام الضيف “ديجون”، ورغم الخسارة التي مني بها لاعب “الخضر” في عقر الديار بنتيجة هدف دون ردّ، إلا أنه أبلى البلاء الحسن، وكان من بين أحسن العناصر في تشكيلة ناديه، بل أن الأهم من كل هذا أنه شارك أساسيا، ولعب تسعين دقيقة كاملة، ربح بها مباراة أخرى في الأرجل، ودعم رصيده بدقائق ستفيده كثيرا للفترة المستقبلية، التي هدد سعدان بأنه سوف يعتمد خلالها على من يشاركون بانتظام مع أنديتهم ومن يتواجدون في لياقة وصحة جيدة. بلحاج كالعادة... وفي الإعادة إفادة وصار من العيب الآن أن نسأل هل لعب بلحاج أم لا، لأن الظهير الأيسر ل “الخضر” وكالعادة شارك أساسيا في المباراة التي جمعت أمس “بورتسموث” أمام ضيفه “هال سيتي” الذي يلعب له الجزائري غيلاس الذي لم نسجل له أي أثر، حيث لعب بلحاج تسعين دقيقة كاملة، وأدى دوره الجديد مع ناديه كوسط ميدان يساري على أكمل وجه رغم أنه لم يمارس هوايته المفضلة بالتسجيل هذه المرة مثلما كان يفعل في كل مرة خلال اللقاءات الأخيرة، ما يبقيه على رأس لاعبي المنتخب الذين يلعبون بانتظام كل أسبوع مع أنديتهم، هذا وبخصوص وسط الميدان حسان يبدة، فإنه كان خارج القائمة بسبب الإصابة التي تعرض لها مؤخرا، إذ بالرغم من استئنافه التدريبات إلا أن مدربه أعفاه من هذه المباراة حتى يتسنى له الشفاء من إصابته تماما. الشاذلي ربح شوطا في رجليه نتنقل الآن إلى البطولة الألمانية التي لم تأتنا منها نفس الأخبار السارة التي أتتنا من فرنساوإنجلترا، بما أن عودة كريم مطمور إلى أجواء المنافسة تأجلت إلى الأسبوع القادم بعد أن غاب عن مواجهة ناديه “بوريسيا مونشنڤلادباخ” أمام مضيفه “كولون” بسبب عدم تماثله نهائيا إلى الشفاء، غير أن مشاركة عمري الشاذلي في الشطر الثاني من المباراة التي خسرها ناديه في “فريبورغ” أمس بهدف دون رد، تجعل لاعبينا يتنفسون في هذه البطولة التي انقلبت عليهم من نعمة إلى نقمة منذ نهائيات كأس إفريقيا للأمم، حيث غاب عمري عن التشكيلة الأساسية، لكن مدربه زج به من أجل العودة في النتيجة مباشرة بعد مطلع المرحلة الثانية، غير أن محاولاته ومحاولات زملائه باءت بالفشل في العودة في النتيجة، لكن الأهم يبقى أن لاعبنا الدولي ربح شوطا في رجليه، في انتظار استعادته مكانته الأساسية عن قريب. عنتر يحي يُعاني من جديد ولم تدم فرحة صخرة دفاعنا عنتر يحيى طويلا بعودته إلى التشكيلة الأساسية في لقاء “دورتموند” الأسبوع الفارط، لأن قاهر “أحفاد الفراعنة” عاد من جديد أمس لكي يعاني على كرسي الاحتياط بعد أن فضل مدربه زميله المدافع مافراج عليه، ما يؤكد حقا أن العلاقة تتوتر من يوم لآخر بين لاعبنا وهذا المدرب المتعنت الذي صار لا يحمله في قلبه منذ نهائيات أنغولا، وإصرار ابن سدراتة على المشاركة فيها حتى وهو مصاب، وعلى كل حال فإن وضعية يحيى عنتر مع هذا النادي لا تبشر بالخير، والخوف وكل الخوف سيكون على مصيره من يومنا هذا إلى موعد وصول نهائيات كأس العالم المقبلة، إذا ما ظلت وضعيته على حالها. فابر ساهم في فوز فريقه على “فان“ كان هذا بخصوص اللاعبين الدوليين، الذين شاركوا تقريبا كلهم يومي الجمعة والسبت عدا عنتر يحيى، أما بخصوص اللاعبين الذين يخضعون للمعاينة من طرف سعدان وأعضاء طاقمه الفني، فقد شاركوا مع بداية جولات البطولات الأوروبية جميعا، والبداية كانت بمشاركة “مجاني” ضد صايفي كما أشرنا إليه أعلاه، كما أن حارس المرمى “ميكائيل فابر” شارك هو الآخر أساسيا كالعادة مع ناديه “كليرمون” أمام ضيفه فان، بل وساهم في تفوق ناديه بنتيجة هدف دون رد بعد أن تمكن من الحفاظ على نظافة شباكه، وهو أمر يكسبه مزيدا من النقاط الإضافية التي قد تسمح له بالظفر على الأقل بمكانة ضمن الثلاثين لاعبا الذين سيدخلون تربص “كوفيرتشيانو”. ڤديورة لا نقاش في مكانته، لكنه لعب شوطا وغادر عدلان ڤديورة هو الآخر كان أساسيا أمس خلال المباراة التي جمعت ناديه “ويلفرهامبتون” أمام مضيفه “آستون فيلا” وهي المباراة التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما، حيث كان ضمن التركيبة البشرية المثلى التي زج بها مدربه منذ البداية، غير أنه ترك مكانه لأحد الزملاء ما بين الشوطين مباشرة بسبب إصابة خفيفة يكون قد تعرض لها، أو ربما لخيار تكتيكي، أو لأن مدربه ربما خاف أن يتلقى اللاعب بطاقة ثانية يطرد على إثرها لاسيما وأنه تلقى بطاقة صفراء قبيل نهاية المرحلة الأولى بثلاث دقائق. مصباح ساهم في رباعية ناديه في ريجينا مهاجم “ليتشي” مصباح هو الآخر لعب أساسيا وشارك في تسعين دقيقة كاملة خلال المباراة التي عاد فيها ناديه بانتصار باهر من “ريجينا” برباعية مقابل هدفين، فالجزائري الأصل ورغم أنه لم يسجل إلا أنه كان وراء كرات حاسمة مكنت الرفقاء من الوصول إلى مرمى المنافس في العديد من المناسبات، وهو الآخر سيكسب نقاطا ثمينة من وراء مشاركته هذه، ترشحه لكي يمتطي القطار فقط من هنا في “ليتشي” للوصول إلى “فلورانس” والمشاركة في تربص المنتخب الوطني بمركز “كوفيرتشيانو”.