بعد أسبوع من إنطلاق التربص الإعدادي الذي باشره المنتخب الوطني منذ الخميس الماضي في “كرانس مونتانا” بسويسرا، والذي يدخل في إطار إستعدادات “الخضر“ لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا قبل أقل من شهر، إرتأت “الهدّاف” وضع تقرير مفصّل ودقيق عن كل لاعب في المنتخب الوطني، مع تحاليل من قبل التقنيين وأصحاب الإختصاص، وقد كانت البداية في العدد الفارط مع حراس المرمى، وهذه هذه المرة نتحوّل إلى خط الدفاع المشكّل من عنتر يحيى، مجيد بوڤرة ورفيق حليش، على أن يكون في الأعداد القادمة الحديث عن المحور الدفاعي كاملا، ثم الوسط والهجوم بتفاصيل دقيقة وتحاليل معمّقة. عنتر يحيى إبن الأوراس وقاهر “الفراعنة” بدأ عنتر يحيى مسيرته الكروية في فرق صغيرة في الحي الذي ترعرع فيه بمدينة “تولوز” بفرنسا، ثم انتقل في صنف الأصاغر إلى نادي “سوشو” الفرنسي، ثم أتيحت ل عنتر يحيى فرصة ذهبية انتقل خلالها إلى فريق كبير وعريق إسمه “إنتر ميلان“ الإيطالي، هناك صعد مدافع “الخضر” من صنف الأواسط إلى الأكابر، لكن بعدها قرّر عنتر الإنتقال إلى فريق أوروبي آخر، لأنه كان يعلم أنه لن يضمن مكانة أساسية في الفريق وهو صغير السن، فعاد إلى فرنسا وإلى فريق “باستيا” بالذات سنة 2001 واستقر عنتر فيها، حيث تألق وسطع نجمه عاليا في سماء فرنسا وأوروبا، وفي صيف 2005، وبعد مناوشات مع المسيّرين، انتقل إلى فريق “نيس” الفرنسي وهناك لعب بصفة منتظمة كأساسي في التشكيلة. بعدها، وفي سنة 2007 بالذات، انتقل عنتر إلى ألمانيا وبالتحديد إلى نادي “بوخوم“ وهناك كانت أقوى وأروع فترة ل عنتر يحيى أين تألق بصورة ملفتة وكان صخرة الدفاع بأتم معنى الكلمة، ومازال عنتر مع هذا الفريق إلى حد الساعة رغم نيّته في الرحيل. وعلى صعيد المنتخب الجزائري، لعب أول مباراة رسمية مع منتخب الآمال في تصفيات الأولمبياد 2004، بعدها صعد إلى الفريق الأول ولعب معه في كأس إفريقيا 2004 بتونس وتألق هناك ومازال يلعب مع المنتخب بصفة منتظمة ولعب 31 مباراة دولية وسجل 3 أهداف. البطاقة الفنية الإسم الكامل: عنتر يحيى تاريخ ومكان الميلاد : 21 مارس 1982 تولوز (فرنسا) الوزن : 75 كلغ الطول : 184 سم المنصب : مدافع محوري الفريق : بوخوم الألماني عدد المباريات التي لعبها : 18 عدد المباريات التي لعبها كأساسي : 17 عدد المباريات التي لعبها كإحتياطي: 1 عدد الدقائق التي لعبها : 1593 دقيقة عدد البطاقات الصفراء هذا الموسم : 2 عدد البطاقات الحمراء هذا الموسم : 0 سجل هدفا واحدا في البطولة الأندية التي لعب لها سوشو- فرنسا 1996 – 2000 إنتر ميلان – إيطاليا 2000-2001 نيس – فرنسا 2005 – 2007 بوخوم – ألمانيا 2007 – 2010 عدد المشاركات الدولية : 43 عدد الأهداف الدولية : 3 الإنجازات نهائي كأس الرابطة الفرنسية 2006 نهائي كأس فرنسا 2002 الدور الثاني من كأس إفريقيا 2004 أحسن مدافع جزائري 2007 --------------------------------------- “الماجيك” بوڤرة... مداوم على التألق مجيد بوڤرة مدافع صلب وقوي يتمتع ببنية جسمانية قوية أهّلته للعب في أقوى الأندية الإنجليزية والإسكتلندية. مجيد من مواليد 7 أكتوبر 1982، بدأ مسيرته الإحترافية في إنجلترا مع نادي “شيفيلد وينزدي“ الإنجليزي من الدرجة الثانية قادما من نادي “كراو” الإنجليزي والذي قدم إليه من نادي “غانيون“ وأدى أول مواسمه بقوة كبيرة جعلت مسؤولي نادي “تشارلتون أتليتيك“ في صراع مع نادي “فولهام“ لأجل الظفر بعقد اللاعب الدولي الجزائري، ونجحت مساعيهم بشق الأنفس في التعاقد مع اللاعب بقيمة مالية وصلت 2.5 مليون جنيه استرليني (9،4 مليون دولار) في سوق الإنتقالات الشتوية ويمضي بعدها معهم الموسم وشارك بانتظام مع النادي وكسب مكانة أساسية في أول موسم له في الدوري الانجليزي، لكن تجربته في القسم الأول لم تدم طويلا حيث سقط ناديه “تشارلتون“ إلى القسم الثاني بعد معاناة ومنافسة كبيرة، لكن بوڤرة رفض جملة وتفصيلا العودة إلى القسم الثاني وبدأ المفاوضات مع الأندية التي طلبت خدماته أهمها “فولهام“ و“ويغان“، لكن المفاجأة جاءت من نادٍ كبير في سماء الكرة الأوروبية ألا وهو نادي “ڤلاسكو رانجرز” الإسكتلندي بقيمة 3.1 مليون يورو لأربع سنوات، وهو من كان يتابع اللاعب باهتمام وهذه هي اللحظة التي قلبت مشوار اللاعب رئسا على عقب، حيث وجد أقصر الطرق إلى النجومية في النادي الإسكتلندي وصار معشوق الجماهير رقم واحد بحرارته في الملعب ورزانته في الدفاع. البطاقة الفنية الإسم الكامل : مجيد بوڤرة تاريخ ومكان الميلاد : 7 أكتوبر 1982 لونغفيتش ( فرنسا) الوزن : 90 كلغ الطول : 190 سم المنصب : مدافع محوري الفريق : ڤلاسغو رانجرز الإسكتلندي عدد المباريات التي لعبها : 17 عدد المباريات التي لعبها كأساسي : 16 عدد المباريات التي لعبها كاحتياطي : 1 عدد الدقائق التي لعبها : 1454 دقيقة عدد البطاقات الصفراء هذا الموسم : 2 عدد البطاقات الحمراء هذا الموسم : 1 عدد الأهداف التي سجلها في البطولة المحلية : 1 الأندية التي لعب لها غونيون – فرنسا 2002-2006 كراو اوكسوندرا – إنجلترا 2006 شيفيلد وينزدي – إنجلترا 2006 – 2007 غلاسغو رانجرس – إسكتلندا 2008 - 2010 عدد المشاركات الدولية : 40 عدد الأهداف الدولية : 3 الألقاب : بطولة 2009 و2010 وكأس إسكتلندا 2009. حائز على الكرة الذهبية لأحسن لاعب جزائري ل”الهدّاف” 2009 -------------------------- حليش “المحارب”... فخر “إغيل إمولا ” الذي عوّض يحيى بامتياز رفيق حليش إبن حي باش جراح الشعبي بالعاصمة، من عائلة ثورية حملت السلاح ضد المستعمر الفرنسي. بدأ اللعب مع أصاغر نصر حسين داي إلى غاية الأكابر، بعدها انتقل إلى نادي “بنفيكا“ البرتغالي، ثم تحوّل على سبيل الإعارة إلى نادي “ناسيونال ماديرا“. هو لاعب وسط الدفاع المنتخب الجزائري، لعب مع المنتخب نذ بداية التصفيات النهائية إلى كأسي العالم وإفريقيا 2010، حيث أظهر مستوى متميزا جعله أحد أهم ركائز المدرب الوطني رابح سعدان وأحد أفضل المدافعين في المنتخب. ويعتبر رفيق حليش رجل المباراة التي جرت بين مصر والجزائر في الجولة السادسة من تصفيات كأس العالم 2010 وانتهت بفوز الفريق المصري بنتيجة (2/0 بالقاهرة)، ورغم الإصابة التي تعرّض لها على مستوى اليد والجبهة إلا أنه أظهر روحا قتالية عالية جعلت الجميع يُعجب به، وقد شارك في التأهل التاريخي ل “الخضر” إلى ا لمونديال 2010. ويعد رفيق أحد أحسن لاعبي المنتخب الوطني بتدخلاته القوية والشجاعة ذكّرتنا بمدافعي “الخضر” أيام العصر الذهبي أمثال محمود ڤندوز، هذا الأخير كان أول من تنبأ بمشوار باهر للاعب خلال الأيام التي أشرف عليها على العارضة الفنية لنصر حسين داي. أول دعوة له إلى المنتخب أفرحت كثيرا العائلة وسكان باش جراح بالخصوص، فقد أقنع حليش في ربع ساعة لعبها أمام السنغال وأبهر سعدان، بعدها دخل رفيق في المجموعة وتمكن من فرض نفسه وهو الأمر الذي أسعد اللاعب كثيرًا وعائلته بقرية “إغيل إمولا” بالقبائل الكبرى وأيضا في العاصمة. وتعود أول مشاركة ل حليش مع “الخضر” كما ذكرنا سابقا إلى مباراة 31 ماي ضد منتخب السنغال بملعب البليدة، وذلك طبعا بعدما حمل الألوان الوطنية من قبل مع أواسط المنتخب الوطني عندما كان في نصر حسين داي، ومن ثمة وضع فيه سعدان وطاقمه الفني ثقتهم، لاسيما بعد الأداء اللافت الذي ظهر عليه إبن باش جراح في العشرين دقيقة عندما دخل بديلا ل عنتر يحيى إلى درجة أن سعدان قال ل حليش بعد المباراة : “لقد وضعتنا في مشكل حقيقي بعد تألقك في مباراة السنغال“، وواصل المدرب الوطني دعمه ل حليش، بتلقينه التعليمات والنصائح سواء عبر الهاتف أو خلال التربصات التي يقيمها “الخضر” قبل كل مباراة. من لاعب خجول في النصرية إلى أساسي مع سعدان في موسم 2006 / 2007 أكتشف أنصار مدرسة نصر حسين داي العريقة لاعبا خجولا لا يقدر حتى على الحديث إلى صحفي على هامش مباراة وعمره لا يتعدى 19 سنة و5 أشهر، غير أنه سرعان ما يتحوّل إلى أسد جموح فور دخوله أرضية الملاعب. ففي أحد اللقاءات الساخنة الذي جمع النصرية أمام الغريم التقليدي شباب بلوزداد وانتهى اللقاء بفوز النصرية، علّق مناصر من الشباب قائلا:” لو دام اللقاء عشرة أيام فلم يكن باستطاعتنا التسجيل أمام الجدار الذي بناه رفيق حليش”.. وأنهى حليش الموسم كأحسن لاعب بإجماع أنصار النصرية -حسب موقعهم “نصرية.كوم“. في تلك الفترة وخاصة في موسم 2007، تهاطلت العروض على اللاعب. أحد العروض من منادي بلغ مليارا و400 مليون سنتيم، غير أن اللاعب، وخاصة والده، رفضا العرض معتبرين أن البقاء في الفريق المكوّن سيُساعد اللاعب على الإحتراف. وكان له ذلك، حيث إلتحق نهاية سنة 2007 بنادي بنفيكا البرتغالي في أجمل وأكبر صفقة تحويل عرفتها الكرة الجزائرية منذ عدة مواسم. وتحوّل اللاعب الخجول مع مرور الأيام الى لاعب أساسي في خطط المدرب الوطني رابح سعدان وأثبت قوته في مباراة 31 ماي 2009 أمام منتخب السنغال، وأنه أصبح بالفعل صخرة الخط الخلفي. أحد أسرار هذا النجاح يختزل في العلاقة الخاصة التي تربطه بوالده مولود حليش الذي يُسيّر مشوار إبنه بعيدا عن الحسابات الضيّقة واللهث وراء النجومية والمال. أبهر في أول لقاء رسمي مع “ماديرا” مر رفيق حليش بصعوبات في بداية إحترافه في ناديه “ناسيونال ماديرا” كونه لم يكن يجيد اللغة البرتغالية سوى الفرنسية، لكنه سرعان ما قام بتعلّم اللغة الإنجليزية التي أصبح يُجيد تكلمها، إلى جانب قسط كبير من اللغة البرتغالية. مرة أخرى بقي حليش متشبثا بنصائح والده حتى وهو في الغربة، حيث مر على طريق دكة الإحتياط، قبل إندماجه في التشكيلة الأساسية وأبهر مدربه بإمكاناته العالية في أول مباراة رسمية له يوم 30 مارس 2008 مع “ناسيونال ماديرا“، دخلها في الشوط الثاني ضد نادي “ايناودي ليريا“، ولعب بذكاء كبير إلى درجة أن مدرب ماديرا قال ل رفيق: “ أنا لا أراك مدافعا، لأن لديك إمكانيات تؤهلك للعب في وسط الميدان”... وهو الأمر الذي جعل مسيّري نادي جزيرة ماديرا يتشبّثون برفيق ويطلبون إشتراء عقده من نادي القلعة الحمراء بنفيكا. البطاقة الفنية الاسم الكامل : رفيق حليش تاريخ ومكان الميلاد : 2 سبتمبر 1986 بالجزائر العاصمة الوزن : 77 كلغ الطول : 187 سم المنصب : مدافع محوري الفريق : ناسيونال ماديرا البرتغالي عدد المباريات التي لعبها : 16 عدد المباريات التي لعبها كأساسي : 10 عدد المباريات التي لعبها كإحتياطي : 6 عدد الدقائق التي لعبها : 1017 عدد البطاقات الصفراء هذا الموسم : 3 عدد البطاقات الحمراء هذا الموسم : 0 عدد الأهداف التي سجلها في البطولة : 1 الأندية التي لعب لها نصر حسين داي – الجزائر 2006 – 2008 ناسيونال ماديرا – البرتغال 2008 - 2010 عدد المشاركات الدولية : 15 عدد الأهداف : 1 -------------------------- زغدود:“تعافي عنتر يحيى يزيد في صلابة دفاع الخضر” “المستوى الذي وصل إليه عنتر يحيى، مع نجاحه السريع في تدارك قلة المنافسة التي كان يشتكي منها خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، وتعافيه الكلي من الإصابة، يعني أنه في أمان وقادر على تقديم أفضل ما عنده من مستوى في المونديال... كل هذا يخدم اللاعب لأجل كشف قدرات أحسن وإمكانات أكبر. لا نتحدث في المونديال عن قوة منافسينا، بل نتحدث عن لاعبينا ونقول أن مثل عنتر يحيى أو بوڤرة وحتى حليش بإمكاناتهم القوية وقدراتهم الكبيرة باستطاعتهم الصمود أمام أكبر وأقوى المنافسين، وندعو إلى منتخبنا بالنجاح في التربص الذي يخوضه في سويسرا وبلوغ مستوى أحسن لأجل تأدية مباريات قوية في المونديال”. ------------------------ مغارية: “كل الآمال معلقة عل بوڤرة” “مجيد بوڤرة يعني صمام أمان المنتخب الجزائري وصخرته الدفاعية. بالنسبة لي بوڤرة بعد أن استعاد عافيته وصار على قدر كبير من الإستعداد، عقب الإصابة التي كان يشتكي منها، أعتبرها عودة المحارب، طالما أنه أثبت وأكد وبرهن عن مكانته الكبيرة في المنتخب في أكثر من مرة، وعليه فإن الآمال كلها معلقة عليه وزملائه في الدفاع في أكبر موعد عالمي ستحتضنه جنوب إفريقيا، أملي الوحيد هو أن يحافظ على قوته ويكشف عن مستوى كبير كالذي كان منه في كأس إفريقيا”. --------------------------------- سلاطني:“حليش قوي وسيكون أحسن في المونديال” “حينما نرى التحسّن الكبير في مستوى رفيق حليش وإمكاناته الفنية والبدنية التي كشف عنها سواء لما كان في الجزائر أو حينما غادر إلى الإحتراف، نراه تطوّر كثيرا مقارنة بالسابق، حيث أصبح بحق قادر على تشريف الألوان الوطنية. حليش أمام قلة المنافسة التي كان يشتكي منها في الجولات الأخيرة مع ناديه “ناسيونال ماديرا” لم يتأثر، بل في رأيي هو لاعب قوي ومستقبلي والجزائر كسبته كمدافع قوي بإمكانه هو وعنتر يحيى وبوڤرة نزع القلق الذي نخشاه على حراسة المرمى أو تلقي أهداف في المونديال. أملنا كبير في عناصر المنتخب للتحضير بطريقة جيدة في سويسرا، ونتمنى لهم كل التوفيق والتألق”.