ما هو تعليقك على خسارة نيجيريا؟ بكل صراحة، فقد تمنينا أن نختم البطولة بفوز نجعله آخر هدية نقدمها للشعب الجزائري، ولكن للأسف الشديد لم نوفق في تحقيق رغبتنا أمام منافس كان أفضل نوعا ما منا من الناحية البدنية ومن ناحية التركيز فوق أرضية الميدان، وأعتقد أن الخسارة أمام نيجيريا لا تقلل تماما من قيمة الإنجاز الذي حققناه في نهائيات كأس أمم أفريقيا وهو بلوغ الدور نصف النهائي وإنهاء البطولة في المركز الرابع، بمعنى آخر الجزائر رابع أحسن منتخب في أفريقيا. وهل كان في استطاعتكم إنهاء البطولة في مركز أحسن؟ بالتأكيد، لأننا منتخب أثبت قوته في نهائيات كأس أمم أفريقيا، والعالم كله عرف من هو المنتخب الجزائري، فلو كان الحظ قليلا إلى جانبنا في بعض اللقاءات لما كنا رضينا بالمرتبة الرابعة، بل سنكون نحن من يلعب النهائي، وعلى كل حال هذا هو مكتوب الله وقدره، ونحن نحمده على كل حال. لو نعود إلى مباراة مصر في نصف النهائي، فما هو تعليقك عليها؟ أعتقد أن العالم كله رأى أن الحكم أقصانا بطريقة غريبة خاصة بتدخلاته الغريبة وتسييره المنحاز للمنافس، إلى درجة أثرت في معنوياتنا كثيرة وأفقدتنا تركيزنا في المباراة، وبكل صراحة فإن مستوى التحكيم كان بعيدا كل البعد عن المباراة، وعيب كبير أن يقوم حكم مثل هذا بإدارة مباراة كبيرة عليه بين منتخبين كبيرين وفي لقاء نصف نهائي يخرج فيه ثلاث بطاقات حمراء، هذه الأمور تعكس بحق أن هذا الحكم كان خارج الإطار كلية. أتقصد أن الحكم هو من كبح طموحكم؟ بكل تأكيد، فلو كان حكما نزيها وكبير وفي مستوى الحدث ما كنا لنخسر أمام مصر في ال90 دقيقة، بل لن نتركها تهزمنا أصلا، لأننا كنا نشعر أننا سنفوز في المباراة بشكل عاد جدا، لاسيما أننا رأينا بمرور الوقت أن مصر بدأ يدب في نفسية لاعبيها القلق، ولكن الحكم قدم لها هدية بطرد حليش لتتواصل حركاته الاستفزازية التي أثرت على الفريق بشكل كبير، وعلى كل حال الخسارة لا تعكس تماما مستوى منتخبنا. الرغبة في الفوز التي لاحظناها على المنتخب في الأدوار السابقة لم نجد لها أثرا أمام نيجيريا، فما السبب؟ ليس بشكل كلي، وإنما تأثرنا بإقصائنا من الدور نصف النهائي بصورة تمثل مؤامرة ضدنا. بكل صراحة الدورة ككل فقدت حلاوتها عندنا، كما أنه من الصعب أن تلعب بعد 24 ساعة وبنفس الرغبة التي كانت لك في لقاءات سابقة، فهي مدة غير كافية للاسترجاع ولا تسمح للاعب بتحمل عبء المباراة وقوة المنافس، لأن ما حدث لنا بعد خسارة مصر أثر علينا كثيرا. أعتقد أن الوجه الذي كشفنا عنه أمام نيجيريا لم يكن ما كان ينتظره منا أنصارنا. لكن المدرب سعدان قام بعدة تغييرات في التشكيلة وأغلبها لم تكن تشتكي التعب والإرهاق، ما تعليقك؟ التشكيلة التي اعتمد عليها المدرب أمام نيجيريا كلها كانت تشتكي من قلة المنافسة وتعاني من نقائص، ويصعب عليها في 90 دقيقة أن تحقق الانسجام الكافي، وكل من تابع المباراة يرى أن نقص الخبرة كان عائقا أمامها، ولكن هذا لا يعني أن اللاعبين لم يقوموا بواجبهم، وأنا كنت منهم وأعترف أننا بذلنا كل ما في وسعنا لأجل تحقيق نتيجة إيجابية، وعلى كل حال أعتقد أننا ورغم قلة الرغبة في الفوز، إلا أن علينا أن نؤكد أننا بلغنا إلى إنهاء البطولة في المرتبة الرابعة التي تعتبر في حد ذاتها إنجازا، لأن الجزائر كما قلت لك في السابق صارت من بين الأربعة منتخبات الأحسن في إفريقيا، وهذا شيء يشرفنا بعد غياب لدورتين عن هذه المنافسة. كيف تقيم مشوار المنتخب الوطني في الدورة؟ البداية في نظري كانت صعبة خاصة الخسارة أمام مالاوي، وردود الفعل التي صاحبتها من قبل أنصارنا ووسائل الإعلام أثرت كثيرا فينا، لكن سرعان ما عدنا وأكدنا قوتنا في لقاء مالي ورجعنا بقوة، كما أوقفنا البلد المنظم أنغولا، لنكشف عن عزيمتنا ورغبتنا في الدور ربع النهائي أمام منتخب مدجج بالنجوم، وأثبتنا بشكل واضح التحسن الذي وصلنا إليه على كل المستويات، ولا يمكن أن أتحدث عن لقاء مصر لأن الحكم “كوفي كوجيا” لعب دوره وكان بطلا لمؤامرة دنيئة أحيكت ضدنا. خسارة ثلاث لقاءات، تلقيتم فيها عشرة أهداف كيف ترى هذه الحصيلة؟ بالنسبة لنا نحن لا نقيس مستوانا بهذا الشكل، فالدورة في نظرنا كانت ناجحة وبكل المقاييس، ووصولنا إلى نصف النهائي يعكس أن منتخبنا قلب كل التوقعات وأثبت أنه منتخب لم يتأهل إلى المونديال بشفقة أو مساعدة أحد، بل وصلنا إلى هذا المستوى بعرقنا، أما عن قضية الأهداف التي تلقاها دفاعنا، فهذا لا يعكس ضعفه، فنحن نملك مدافعين من الطراز العالمي وأنا أشكرهم وأحييهم على شجاعتهم، وهذا ما يدفعني إلى القول بأنه يستحيل أن نقيس قوتنا أو ضعفنا بعدد الأهداف التي تلقيناها أو التي سجلناها، بل نقيسها بانسجامنا وطريقة لعبنا والتلاحم الكبير الذي صار يميز منتخبنا، ويكفينا شرفا كما قلت أننا من بين أحسن أربعة منتخبات في الدورة. هل تعتبر “الكان“ محطة مهمة للتحضير للمونديال؟ أكيد فهي محطة مهمة وهامة جدا لأنها أبقتنا لأكثر من شهر مع بعضنا البعض، وذلك منذ تربص “كاستولي“ بجنوب فرنسا إلى يومنا هذا، كما سمح لنا التربص بالاندماج أكثر فيما بيننا كلاعبين، واستطعنا معرفة أمور كثيرة فيما بيننا طيلة التربص، إلى درجة صرنا نرى أنفسنا لسنا في معسكر تحضيري لدورة كبيرة، بل الله أرادها أن تكون دورة نتعرف فيها أكثر على طريقة لعب كل واحد منا وتفكيره، كما أن الدورة سمحت لنا بكسب المنافسة، حيث لعبنا ستة لقاءات مع بعضنا البعض وهذا شيء كبير جدا، للتحضير بشكل جدي وأحسن من أي منتخب آخر لنهائيات كأس العالم. حينما تعودون إلى فرقكم، أكيد ستكونون بمعنويات محبطة نوعا ما بعد خسارتي مصر ونيجيريا؟ بالعكس سنعود بمعنويات عالية، خاصة بعد الاستقبال الكبير والحار الذي لقيناه من جمهورنا، بالإضافة إلى المشوار الطيب الذي حققناه في الدورة، والذي لا يجعلنا بأي حال نستحي به، بل سنعود إلى أنديتنا مرفوعي الرأس وبإرادة قوية للتحضير بطريقة جيدة نشرف بها عقودنا من جهة ونحضر في مقابلها للمعسكر الذي يسبق مباراتنا أمام صربيا في بداية شهر مارس القادم، وعلينا في هذه المرحلة بالذات أن نحضر بشكل جيد وفقط. وكيف ترى المونديال، طالما أنكم لن تجدوا منافسين كمالاوي وأنغولا، بل ستجدون مستوى عال جدا؟ كل دورة تختلف معطياتها عن الأخرى، وكأس العالم نعرف جيدا أنها ستضم منتخبات كبيرة وقوية، ونعرف أيضا أننا لن نجد كما قلت مالاوي أو أنغولا ومصر، بل سنلاقي كما قلت سلوفينا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وإنجلترا، وكلها منتخبات عالمية وكبيرة، والأمر الأكيد هنا هو أننا سنحضر ونجهز أنفسنا كما ينبغي من أجل تشريف وطننا ونؤكد في المونديال أننا لن نخاف من أي أحد بل سيكون التحدي كبيرا وسنقدم وجها جيدا إن شاء الله، وعلى كل حال سنحاول خلال الأربعة أشهر التي تفصلنا عن المونديال أن نتدارك النقائص التي لاحظها علينا المدرب الوطني، ونقدم دورة كبيرة بحول الله. هل من كلمة أخيرة؟ أريد فقط أن أشكر كل الشعب الجزائري الذي وقف إلى جانبنا ولعب دورا كبيرا في رفع معنوياتنا حتى حين كنا بعيدين عنه، كما أشكر السلطات والدولة الجزائرية التي استقبلتنا وخصتنا بثقة كبيرة، وحتى لو بقيت أوجه تشكراتي لبلدنا وشعبنا طيلة حياتي فسيكون ذلك قليلا، ولهذا أقول إن المسؤولية في المونديال ستكون ثقيلة ونحن لها إن شاء الله. عدلان. ش