أرى أن أرضية الميدان والتنظيم السيئ جدا من بين النقاط السوداء في المباراة كلاعب دولي ومحلل ،كيف تعلّق على المستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني أمام صربيا؟ لقد شاهدنا شوطين مختلفين، الأول كانت فيه بعض الأمور الإيجابية وصنعنا فيه بعض الفرص، خاصة تلك التي كاد أن يُعادل بها مطمور النتيجة، كما دخل “الخضر“ بشكل لائق في المباراة، لاسيما في ربع الساعة الأول الذي يُمكنني أن أقول عنه إنه كان مقبولا، لكن في الشوط الثاني لاحظنا وجها مغايرا وانهيارا من الناحية البدنية وفقدان للأمل بعد الإصابة الثانية التي وقعها منتخب صربيا. وفي رأيك إلى ماذا يعود هذا الانهيار؟ أمور كثيرة من بينها غياب اللاعبين الذين لهم وزن وانهيارهم من الناحية البدنية، مثال ذلك زياني الذي تأثر بغيابه الطويل عن المنافسة وعنتر يحيى العائد من الإصابة وغيابه هو ومطمور عن المنافسة مع نادييهما، فضلا على غياب صخرة الدفاع مجيد بوڤرة الذي كشف اللقاء أن دوره في الدفاع كبير جدا. إذن قلة المنافسة هي التي حدّت من قوة “الخضر“. ليس هذا فقط، فكما نعلم لياقة لاعبينا صارت متذبذبة، لاسيما أن أي لاعب لا يُشارك بانتظام مع ناديه تجده يتأثر ومردوده يقل، وهذا من منطلق الخبرة التي نعرفها على اللاعبين والتي عشناها نحن أيضا، وأعتقد أن ذلك أثّر بالسلب في أداء الفريق، فضلا عن غياب التغطية في الرواق الأيمن أين كان سليمان رحو دون المستوى حيث رأينا أن منتخب صربيا عرف كيف يستغل هذه الثغرة ويتوغل ويحرز أهدافا من الجهة اليمنى، كما أن ثقل أرضية الميدان وسوئها تسبّبا بقدر كبير في عدم رؤيتنا لعروض كروية جميلة وفنيات لاعبينا التي تصنع الفارق... وأنا شخصيا أرى أن أرضية الميدان والتنظيم السيئ جدا من بين النقاط السوداء في المباراة. ألا ترى أن أغلب اللقاءات التي يُسجل فيها علينا هدفان ينهار فيها لاعبونا ومثال على ذلك مباراتي مصر ومالاوي في نهائيات كأس أفريقيا؟ هذا صحيح، وقد أشرت إلى نقطة هامة جد، فبعد الهدف الثاني وقع إنهيار تام في المنتخب وغاب الفريق كلية وافتقد إصراره على العودة في النتيجة مثلما عوّدنا عليه في اللقاءات الكبيرة، وهذا ما يعكس اللعب العشوائي في المرحلة الثانية والتركيز على الكرات الطويلة التي وللأسف الشديد عرفت صربيا كيف تتفوّق علينا فيها، فضلا عن سيطرتها على وسط الميدان، دون أن ننسى طبعا الدفاع القوي والقامة الطويلة للاعبي المنافس وهذا برأيي في مجموعه أثّر في لاعبينا كثيرا. تحدثت عن وسط الميدان، فكيف رأيت مستوى لحسن في المباراة؟ من سوء حظه أن لاعبي الأمام لم تكن لديهم حركية ولم يكونوا يعودون أو يبرزون لكي يطلبوا الكرات، ف لحسن في العديد من اللقطات في الشوط الأول أكد على مستواه العالي وكشف أنه يملك مستوى كبيرا وبإمكان الجزائر أن تستفيد منه كثيرا، بل تحتاج إليه بكل صراحة، لأنه لاعب برهن على أنه لا يحتاج إلى عدد كبير من اللقاءات لكي يبرز بل يكفيه لقاء أو لقاءان إضافيان وسيكون القوة الضاربة في الوسط مستقبلا. أنت تُقلّل من قيمة البقية. بالعكس، أنا أحترم الجميع، لكن ما يجب أن نشير إليه هنا هو المكانة أو المنصب الذي كان يلعب فيه يبدة، فنحن اليوم رأيناه يلعب في منصب متقدم وليس منصبه الأصلي كلاعب إرتكازي، لأننا وبكل صراحة حينما نقارن طريقة لعبه ب مغني أو زياني فهناك إختلاف كبير، وعليه فإن منصب يبدة إرتكازي وليس صانع ألعاب ثان، كما يجب ألا ننسى الدور الذي قام به منصوري وزياني أيضا، لكن تبقى النقطة المهمة في غياب ركيزة الدفاع مجيد بوڤرة الذي يعرف جيدا كيف يسير المجموعة بإحكام في مثل هذه المناسبات. برأيك هل الخسارة بثلاثية منطقية؟ لا تهم الخسارة في لقاء ودي كهذا لأن الخسارة في حد ذاتها درس مفيد، كما أن الجزائر واجهت منتخبا قويا وكبيرا وعريقا ومتأهلا للمونديال وكشف عن مستوى جيد، وهذا ما يجعل لاعبينا يدركون أن السباق في المونديال يتطلب إجتهادا وعملا كبيرين لأننا سنلاقي منتخبات بنفس قوة صربيا أو أكثر، لهذا أقول إن الخسارة تعد درسا كبيرا للاعبين وللمدرب أيضا. وما هي الخلاصة التي خرجت بها من لقاء صربيا؟ لابد علينا ألا نحكم بمحدودية منتخبنا الوطني بل لدينا تشكيلة قوية وتركيبة قادرة على العودة سريعا إلى الواجهة، لأننا اليوم لم نشاهد سوى جزء صغير من قوة المنتخب الجزائري، صحيح أن الخسارة مؤثرة لكن بالنظر إلى الإصابات واللاعبين الجدد مثل لحسن ودخول رحو من البداية إلى جانب لاعبين آخرين فإنه من الممكن أن يؤثر ذلك على الانسجام بشكل عام، لهذا يجب معالجة الأخطاء سريعا طالما أن الوقت ما يزال كافيا.