فرحة عنتر يحيى كانت عارمة بعد الوصول إلى مطار هواري بومدين أمس ومشاهدة كل تلك الجماهير الغفيرة التي انتظرت المنتخب الوطني منذ الصبيحة لتهنئته على المشوار الذي أداه في نهائيات كأس إفريقيا بأنغولا. مدافع بوخوم أكد لنا انه راض على العموم عن النتائج المحققة في هذه الدورة رغم الفضيحة التي كان بطلها الحكم البينيني في لقاء النصف النهائي أمام مصر. “على المصريين أن يستحوا مما حقّقوه أمامنا لأنهم يعلمون بداخلهم أنهم ليسوا أقوى منا“ “مباريات كأس إفريقيا كانت مفيدة جدا لأجل تحضير المونديال“ “سعدان هو الذي طلب مني عدم اللعب أمام نيجيريا لأجل تفادي المشاكل مع بوخوم“ بداية، هل كنت تنتظر هذا الاستقبال الحار في المطار بعد العودة؟ صراحة لم أكن أنتظر كل هذه الجماهير التي جاءت لتحيتنا وهذا يسعدنا كثيرا خاصة بعد الذي حدث لنا في الدور نصف النهائي، لكننا في الوقت نفسه متأسفين لكل الذين حضروا هنا للمطار وكذا الذين تنقلوا إلى أنغولا من أجل مساندتنا لأننا كنا نتمنى أن نهدي لكل هؤلاء التاج الإفريقي وصدقني أنني تمنيت لو كنا اليوم نحتفل بالتتويج مع هؤلاء الأنصار ونهدي لهم الكأس لأنهم يستحقون ذلك، لكن الحكم البينيني منعنا من ذلك والعالم كله شاهد الطريقة المفضوحة التي حكم فيها المباراة نصف النهائية. إذن هدفك كان العودة بالكأس الإفريقية بعد الوصول إلى الدور نصف النهائي؟ نعم، فبعد أن تمكنّا من الفوز أمام المرشح الأول للفوز بهذه الكأس المنتخب الإيفواري بنجومه أظن أنه كان من حقنا أن نطمح للذهاب إلى أبعد حد والفوز بالكأس خاصة أن الفوز المحقق أمام كوت ديفوار كان مستحقا وبالأداء والنتيجة أيضا، والجميع كان يرانا في النهائي بعد هذه المواجهة. الحكم البينيني كان له دور فعّال في الإقصاء لكن ما الذي حدث حتى عجزتم عن العودة في النتيجة خاصة أنكم بعشرة عناصر سيطرتم في بعض فترات اللقاء؟ نعم، فرغم أننا لعبنا بعشرة عناصر إلا أننا لم نستسلم وكان بإمكاننا العودة في النتيجة لولا أن الحكم واصل تعمّد منح كل ما يساعد المنافس لإضافة أهداف أخرى، لكن هذه الهزيمة ليست وصمة عار في جبيننا بقدر ما هي وصمة عار في جبين المنافس الذي لم يكن بحاجة إلى مساعدة التحكيم لو كان واثقا من إمكاناته. فبالعودة إلى أطوار المباراة نجد أن كل شيء كان متكافئا ولم نشعر بأن المصريين أقوى منا تماما إلى غاية الطرد وركلة الجزاء التي فضحت كل شيء ولا أدري اليوم إن كان هذا الحكم والذين عيّنوه واعين بخطورة ما فعلوه. لكن المصريين لم يتوقفوا عن القول إنهم ثأروا لهزيمة السودان؟ هذا يضحكني... فهم بداخلهم يعلمون أنهم لا يستطيعون الفوز علينا برباعية لو سارت الأمور بصفة نزيهة، وأنا متأكد أنهم حتى لو لم يصرحوا بذلك إلا أنهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من الفوز علينا بهذه النتيجة إلا بحكم مثل الذي حكم هذه المواجهة. على كل نحن نعرف جيدا قوتنا وما فعلناه أمامهم مرتين بالبليدة وفي السودان أحسن دليل. أما أن تفوز برباعية أمام فريق طرد ثلاثة لاعبين منه بإنحياز الحكم فلا أعتبره فوزا وعلى المصريين أن يستحوا منه. إذا عدنا الآن للدورة على العموم، كيف تقيّمها؟ أعتقد أن مشاركتنا كانت إيجابية بدليل أننا ضمن أحسن أربعة منتخبات في إفريقيا، فرغم بدايتنا المحتشمة إلا أننا تمكنا من العودة أمام مالي الذي كان من المرشحين للمرور إلى الدور القادم وبعد ضماننا للتأهل إلى الدور ربع النهائي كان الكثير يرى أننا سنقصى أمام المنتخب الإيفواري لكننا قدمنا أحسن مباراة لنا لنصل لمواجهة العار التي لا أريد إعادة الحديث عنها لكنني أعتبر أننا قدمنا مردودا جيدا في هذه الدورة خاصة أن الجزائر لم تشارك لمرتين في كأس إفريقيا ولم تصل إلى الدور نصف النهائي منذ 20 سنة، إضافة أيضا إلى تأهلنا إلى كأس العالم، ما يجعل هذه الدورة أحسن تحضير لنا لهذه المنافسة القوية لأننا تمكنا من لعب ست مباريات وأعتقد أن ذلك في صالحنا لأننا صححنا الكثير من الأخطاء التي لاحظناها بمرور المباريات. كلام كثير قيل عن عدم مشاركتك في هذه الدورة بسبب الإصابة، لكنك لعبت في الدورين ربع ونصف النهائيين ألم تكن تخشى اللعب؟ في الحقيقة أنا كنت جاهزا في المباراة الثالثة أمام أنغولا، ولكن المدرب فضّل عدم المغامرة بي وحتى أمام كوت ديفوار كنت سأكون احتياطيا لولا مرض العيفاوي لأضطر للعب والحمد لله لم أخيّب رغم أنني لم ألعب منذ شهرين وحتى من الناحية البدنية كنت جيدا خلال ال 90 دقيقة التي لعبتها، وبعد ذلك في لقاء النصف النهائي أظن أننا لعبنا أمام الحكم ولا يمكن لأي فريق في العالم أن يفوز يومها أمام مصر. لم تشارك في المباراة الترتيبية أمام نيجيريا، هل كان ذلك بطلب منك أم لتخوفك من عدم الإسترجاع؟ لا، أنا كنت مستعدا للعب المواجهة لكن المدرب سعدان طلب مني عدم اللعب لأني لعبت مباراتين في وقت قصير رغم أنني عائد إلى المنافسة بعد شهرين، لذلك لم يرد المدرب أن تحدث لي مشاكل مع فريقي بوخوم بإشراكي في ثالث مباراة في أسبوع، وعليه وبطلب منه بقيت في الإحتياط. عنتر، بالنظر إلى ما وجدت عليه منتخبنا الوطني في هذه الدورة، هل يمكن أن ننتظر منكم البروز في نهائيات كأس العالم؟ أعتقد أننا نملك كل الإمكانات لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل في كأس العالم، خاصة أن الفريق في فترة تجاوزت الشهر عاش مع بعض وعرف كيف يصحح الكثير من الأخطاء، لكن بعد أشهر لا ندري ما سيحدث. أنظروا ما الذي حدث في دورة أنغولا، لقد وجدنا أنفسنا نعاني من الكثير من الغيابات بسبب الإصابات بدءا من الإصابة التي كنت أعاني منها أنا ومراد مغني ثم رفيق صايفي وبعد ذلك ياسين بزاز وكل هذا يؤثر طبعا في التعداد. أتمنى أن يكون الحظ إلى جانبنا ولا نعاني من شبح الإصابات خلال المونديال القادم. بماذا تريد أن تختم؟ أتمنى فقط أن نفرح الشعب الجزائري ونحقق نتائج إيجابية في المونديال حتى يكون فخورا بمنتخبه مثلما كان إلى حد الآن، لأن الشعب الجزائري يعرف كرة القدم وفهم جيدا ما حدث في نصف نهائي كأس إفريقيا وإلا لما خرج للاحتفال في الشوارع.