قد اتفق وقد أختلف مع بعض الزملاء الكتاب في أن حماسة البعض منا (كإعلاميين مفترض أ نكون محايدين) لهذا المنتخب أو ذاك في نهائيات كأس العالم أمر زاد عن حده في بعض الأوقات ولكن .. طالما أن التشجيع ضمن الإطار الرياضي المقبول وطالما أننا (كعرب) دائما خارج أطار التنافس على اللقب العالمي لهذا فليس صعبا فهم لماذا يتحول العرب بقدرة قادر إلى ألمان وإسبان وطليان وبرازيليين وأرجنتينيين ويدافعون عن ألوان هذه المنتخبات وكأنهم يدافعون عن منتخبات دولهم ولن تنفع كل الملاحظات من نوع (هو جدك طلياني أو خالك فرنسي أم عمك ألماني) حتى تُقنع الآخرين بالعدول عن حرارة تشجيعهم لأنهم يجب أن يكونوا جزءا من اللعبة وجزء من الحدث حتى يكون للحدث نفسه معنى لدينا ... والملاحظ أنه بخروج المنتخبات الكبيرة مثل البرازيل والأرجنتين وفرنسا وإيطاليا وخروج المنتخبات العربية يقل الاهتمام بمتابعة مباريات كرة القدم، لأن أهم ما يميز هذه اللعبة هو أن تقف مع طرف ضد الآخر حتى ولو كنت لا تعرف هذا من ذاك فتقف مع اللون الأحمر ضد الأخضر ... وأعرف أناسا كثيرين لا يعرفون سلوفينيا من سلوفاكيا ولا ميسي من مارادونا ويظنون أن بيكنباور هو نوع من البهارات، ومع هذا تراهم خلال كأس العالم وكأن كياناتهم انقلبت رأسا على عقب فباتوا مشجعين من الطراز الأول لأن الناس أيضا بحاجة لتغيير الروتين في حياتها ... لهذا نكايد بعضنا البعض بقصص ألمانيا والأرجنتين والبرازيل ونلبس قمصان منتخبات لم نرها على الطبيعة في حياتنا ... ثم نعود لحياتنا الطبيعية بعد انتهاء كأس العالم وستجدون حتما الفارق كبيرا بعد يوم الأحد المقبل يوم يسدل الستار على المونديال ونعرف هوية الفائز وهو حتما ليس إسباني مئة بالمئة كما يقول البعض الكثير، فهم توجوا إسبانيا لمجرد فوزها على ألمانيا والأكيد أنني ضد كل من قال إن ألمانيا لم تقدم مستواها المعهود لأن إسبانيا هي التي فرضت إيقاعها على المباراة وألمانيا بقيت ألمانيا وربما جنت الماكينة على نفسها لأنها احترمت الإسبان أكثر من اللازم ... الواقعية مطلوبة في الحياة وشدة الرومانسية قد تنتهي بكابوس مزعج ...