حاج عيسى: “المنتخب الوطني ظلمني وسعدان صدّق من لا يحبونني”

“شاوشي في نظري أفضل من مبولحي”
في البداية نريد الاطمئنان على وضعك الصحي وإصابتك الأخيرة.
أنا مطمئن بعد نتائج الفحوص التي أجريتها، حيث أكد لي الطبيب أنني لا أعاني من أي شيء ما عدا آلاما خفيفة تحدث عادة في فترة التحضيرات.
على غير العادة لم نسمع حديثا كثيرا عن انتقالك إلى فريق خارج الوطن وجددت بسرعة، ماذا حصل؟
لا زال يربطني بوفاق سطيف موسم آخر وقررت البقاء خاصة أن فريقي تنتظره منافسة رابطة أبطال إفريقيا حيث حسمت مستقبلي لهذا السبب، لا أخفي عليك أنني نفسيا لم أكن بحاجة إلى أن أتنقل إلى أي فريق للتجارب أو للإمضاء وأتحول إلى الجري وراء الإدارة للحصول على وثائقي في وقت أن الوفاق يحتاجني، على كل حال اخترت الإستقرار وسأقوم بفترة تحضير جيدة وأنا مصمّم حاليا على أداء موسم كبير.
هل كانت لك إتصالات من فرق أجنبية؟
أغلب الإتصالات يعرفها جيدا الرئيس سرّار، حيث حولت له بعض الأندية التي طلبت خدماتي وكان جوابي للجميع أنني أعمل وغير منشغل بوجهتي الموسم المقبل، الإتصالات جاءت من السعودية وقطر كما أن هناك بعض وكلاء الأعمال الذي كانوا يعرضون عليّ مجموعة من الأندية لكني كنت دائما أجيبهم بأنه عليهم المرور على سرّار أولا، لا أكذب عليك بما أنني كنت مرتبطا تكلّمت مع سرّار وسألته منذ مدة عن أمر.
عن ماذا؟
سألته هل سيسرّحني أم لا؟ لكنه قال لي لن أتركك لأنني أحتاجك.
كنا نسمع من قبل عن بعض العروض الأوروبية التي تصلك، هل حدث ذلك أيضا هذا الموسم؟
لا لم أتلق عروضا من أوروبا، ربما وصلت الرئيس أما أنا فليس لدي أي إتصال من ناد أوروبي.
أنت باق للموسم السابع في سطيف، ماذا يمكن أن تقول عن هذا الأمر؟
من يقضي 7 سنوات في فريق يصبح ابن النادي، لهذا فإنني اليوم ابن فريقي الأصلي مولودية باتنة والوفاق.
الجميع يعرف مستواك وطموحاتك، هل أحلامك لا زالت في مستوى الوفاق رغم أنه يبقى أيضا ناد كبير في الجزائر وفي إفريقيا؟
أي لاعب يطمح للعب في المستوى العالي ولفرق كبيرة، وشخصيا الحظ لم يساعدني في هذه النقطة، لكن الوفاق فريق معروف عربيا وإفريقيا وأصبح فريقا كبيرا وأينما ذهبنا الناس صاروا يعرفون الوفاق ويفرحون بنا ويستقبلوننا أفضل استقبال، هنا تعرف أن الوفاق تحوّل إلى فريق كبير الجميع يتكلم عنه وحتى الرياضيين دائما ما يرشحونه في مختلف المنافسات مهما كانت وقتها، ولو أن أي لاعب وحتى من جاؤوا إلى الوفاق من فرق أقل من حيث الطموحات كلهم يريدون الإحتراف.
كثير من اللاعبين استعملوا الوفاق للإحتراف وهذا ما لم يحصل معك، لماذا؟
هناك المكتوب بالإضافة إلى الحظ ومشكل التسريح في بعض المناسبات، حيث تفاوضت معي الكثير من الفرق دون أن أتمكن من اللعب لها، حصلت بعض المشاكل في المفاوضات وأمور كانت تفشل الصفقات، وفي النهاية لا يمكن إلا أن أحمد الله وأؤكد أن الأمر له علاقة بالقدر.
هل هناك عروض مهمة ضيّعتها خاصة من الناحية المالية؟
كانت لدي عروض كثيرة ضاعت خاصة من فرق خليجية، وهي عروض بملايين الدولارات.
كان الحديث يتم في وقت سابق عن صفقات خليجية بملايين الدولارات، هل كانت تلك الأرقام صحيحة؟
نعم تلك الأرقام صحيحة، كنا نتفاوض بالملايين لكن الحظ والمكتوب كما قلت لك كانا السبب في بقائي في سطيف التي سأواصل معها المشوار وأنا سعيد لأنني في فريق كبير.
هل يغريك اللعب في الخليج الذي يسمى مقبرة النجوم في وقت لا زالت شابا وتملك الإمكانات ربما للعب في فرق أوروبية مثلما يرى البعض على الأقل من مدربين السابقين؟
كل إنسان له نظرته، حتى الخليج تطوّر ولم يبق خليج السنوات الماضية، بطولاتهم ارتفع مستواها وفيها مدربون كبار وحتى نجوم في العالم لم يجدوا حرجا في اللعب في قطر والسعودية، كما أصبحت الأنظار مسلّطة عليها وكجزائريين أصبحنا نتابع بطولتهم من أجل زياية، كما أن الخليج صار يصدّر اللاعبين لأوروبا لذلك في رأيي فإنه ليس مقبرة.
نتكلم قليلا عن وفاق سطيف، ماذا قدّم لك هذا الفريق؟
الوفاق رحّب بي، منحني الشهرة، وفتح لي الكثير من الأبواب والحمد لله أن الفريق الذي منحني هذا الخير تعبت لأجل ردّ الخير له، وتحصلنا على ألقاب، جاءت لذيذة بالنسبة لي شخصيا لأنني تعبت عليها مع زملائي، كما أن سنواتي الست الماضية في سطيف لم تذهب سُدًى، لأن الوفاق تحوّل إلى فريق كبير وصار يحصد الألقاب كل موسم، أين استعاد الفريق هيبته وسمعته، والحمد لله الفريق الذي فتح لي الأبواب أرجعنا له الاعتبار وجعلنا منه أفضل فريق في الجزائر حاليا، ولا زالت هناك تتويجات أخرى، حيث لم نتوقف هنا.
ماذا قدّمت أنت للوفاق؟
الوفاق فريق خدمته بقلبي، منحته كل جهدي دون حسابات، وحصلنا معه على ألقاب، والعودة بهذه الطريقة في السنوات الأخيرة يعطينا الاعتزاز أننا كنا حاضرين في الصحوة التاريخية التي يعيشها النادي، التي ستستمرّ في رأيي بمجهودات الرجال.
ما هي أحسن ذكرى لك في سطيف؟
أحسن ذكرى تبقى دون تفكير أول لقب حصلت عليه، الكأس العربية الأولى في الأردن.
من هو المدرب الذي مرّ عليك في سطيف ولا تنسى خيره؟
بيرة هو أول مدرب منح لي الفرصة، حيث آمن بإمكاناتي وأعطاني الضوء الأخضر، خيره لن أنساه، كما لا أنسى ثقة المدربين الآخرين، حيث لا أتذكر أنه مرّ مدرب على الوفاق لم يكن يحبّني.
كيف كانت البداية في سطيف؟
البداية كانت صعبة للغاية، لم استدع في لقاءين ولكن بيرة حرّرني.
ما هي أجمل مباراة لعبتها في سطيف؟ هل هي مباراة المريخ التاريخية في ملعب 8 ماي 45؟
نعم هي أفضل مباراة (يصمت قليلا ) لا، لا.. لعبت مباراة أفضل أمام الفيصلي الأردني التي لن أنساها أين فزنا 2-1 وسط أرضية مغطاة بالثلوج.
ما هي أسوأ ذكرى لك في سطيف؟
أسوأ ذكرى ليست في محيط كرة القدم، والحمد لله، بل خارجه عندما تعرّضت لحادث مرور خطير.
ما هي أسوأ مباراة التي لا تتمنى أن تتكرّر في مشوارك؟
هناك مقابلات ربما لم أكن محظوظا فيها، لكن لا أتذكر تحديدا، أسوأ لقاء لعبته في حياتي.
هل كنت تنتظر أن يكون لك مشوار لاعب كرة قدم مشهور؟
في الفئات الصغرى في مولودية باتنة كان هناك مدربون يتابعونني كثيرا، مثلا الشيخ حقو بن رحلة الذي بدأت معه، هو أول مدرب عرفته، كان يعلق آمالا لأذهب بعيدا، هناك أشخاص كانوا يتابعونني، عندما ألعب يأتون لأجلي ويحضرون المباريات، ويتكلمون معي دائما.
هل كنت تنتظر أن تصل إلى هذا المستوى، على الأقل كلاعب محترف استُدعي إلى المنتخب الوطني دون الحديث عن فنياتك؟
كانت مجرّد هواية، لم أكن اعتقد أنني سأكون محترفا. لم أعتقد أنني سأصل إلى هذا المستوى.
دون كرة، ماذا كنت ستفعل؟
العلم لله، لا أدري ماذا كنت سأكون؟
مستواك التعليمي؟
الثانية ثانوي، توقفت عن الدراسة لأنني رقيت إلى صنف الأكابر، تابعت تعليمي تقريبا لمدّة عام، لكني لم أستطع الموازنة بين كرة القدم والتعليم فقرّرت التوقف.
ألم تندم على التوقف عن الدراسة؟
لا، لم أندم تماما، لأنني تابعت شيئا ونجحت فيه إلى حدّ ما.
المهارات التي تستعملها في المقابلات من أين تعلمتها؟
هي مهارات ربّانية لا يمكن للإنسان أن يتعلمها، كنت أقوم بها في الحيّ.
أين تعلّمت كرة القدم؟
تعلمتها في الحيّ الذي تربيت فيه وهو “الزمالة“، في ذلك الملعب، لم تكن هناك الإمكانات ولكنني كنت أقوم بأشياء رائعة.
هل كانت تسريحة شعرك هكذا؟
كان شعري من قبل لمّا كنت صغيرا له مستوى واحد، كان كثيفا، ثم أنقصته كله، والآن أنا بهذا “اللوك” الذي يعرفني به الجميع منذ سنوات.
ما السرّ في هذه الحلاقة؟
عادية، أعجبتني فقط وأجد نفسي مرتاحا هكذا.
هل تقلّد أحدا بها مثل رونالدينيو؟
لا أقلد أحدا، هي خاصة بي وحدي.
ألا ترى أنك تغيّرت قليلا؟
أنا هو الشخص نفسه الذي جاء قبل 6 سنوات، لا زالت الناس تحبّني.
هل لا زالت تحافظ على صداقتك مع رفقاء الطفولة؟
هذا شيء طبيعي خاصة مع من تربيت معهم هناك كثيرون، على غرار اسماعيل سفاري ويونس غشام وابن عمي حاج عيسى نور الدين.
من هم اللاعبون الذين كنت تعتقد أنه سيكون لهم مستقبل كبير، ربما كانوا أفضل منك ولم ينجحوا؟
لا يوجد من كان له مستوى أفضل مني ولم تتح له الفرصة، ولو أن هناك البعض كانوا موهوبين ولم ينجحوا.
ما هو عيب حاج عيسى في كرة القدم؟
عيبي ربما أنني احتفظ نوعا ما بالكرة أكثر من اللازم مثلما قال لي بعض المدربين، وأنني أيضا لا أسجل.
وماذا أضاف لك زكري؟
صرت أسجل في عهد زكري، الذي وضع فيّ ثقة كبيرة وأنا اشكره على ما يقوم به معي.
وعيبك في الحياة؟
الحمد لله ليس لدي صفة سيئة أو عقدة (يضحك)، ربما عيوب ولكنها تستدرك مثلما هي أي إنسان.
هل تملك معجبات؟
الكثير منهن ولكن علاقة لاعب بمحبيه. الإحترام متبادل ودون الأشخاص الذين يحبونني والصحافة نحن لا نساوي أي شيئا كلاعبين .
وهل تفكر في الزواج؟
سأتزوج قريبا لم أحدد اليوم بالتحديد، ولكن لم يعد يفصلني الكثير عن دخول القفص الذهبي.
هل لا زالت على إتصال بزياية؟
زياية مثل أخي التقينا في عدة مرات ضحكنا وأكلنا معا.
ألم يقل لك ما هو السبب الذي جعله يرفض المنتخب الوطني؟
لم أدخل معه في مثل هذه التفاصيل لأنني لا أريد احراجه.
هل ترى أن المنتخب الوطني ظلمك؟
نعم المنتخب ظلمني، لأنه لا يوجد سبب خطير يمنع استدعائي، ما حصل أنني انزعجت لأنني لم ألعب، لم أقم بأي تصرف أو حماقة مع المدرب أو غيره، بل كل ما في الأمر أنني عندما لم أجد نفسي في قائمة ال 18 طلبت الحصول على جواز السفر ليس لأغادر التربص، ولكن لأنه وصلني عرض من إنجلترا (بورتسموث)، وكنت بحاجة لأن أضع الجواز على مستوى السفارة، ولكن ما حصل أن هناك من لا يحبونني ولا يريدون لي الخير زادوا الأمور سوءا.
ماذا حصل بالتحديد؟
قالوا لسعدان إنه يريد مغادرة التربص، وهو غاضب ويريد جواز سفره، وأمورا أخرى “الله يهديهم”.
وعلاقتك الآن بسعدان، كيف هي؟
علاقة عادية رغم أنني كنت أتمنى لو استدعاني، منذ تلك الحادثة التقينا 3 مرات لكنني لم أفتح معه الموضوع، هو حر في قراراته وأنا احترمه اليوم أو غدا.
سهرة 3 ماي، ماذا كنت تقول في نفسك؟
كنت أقول إن اسمي موجود في القائمة.
وعند الإعلان عنها؟
أصبت بخيبة أمل كبيرة، لأنني كنت في لياقة ممتازة وقادر على تقديم شيء ما للمنتخب.
ما تقييمك لمستوى المنتخب الوطني في المونديال؟
“دارو اللي عليهم” ولكن الحظ لم يحالفهم، كانت تنقص النزعة الهجومية ورغم ذلك كان بإمكاننا التأهل إلى الدور الثاني حسب رأيي.
هل كنت قادرا على إيجاد حل لمشكل التنشيط الهجومي في المنتخب لو لعبت؟
لا يمكن معرفة الغيب، اللاعبون الذين تم اختيارهم هم من ذهبوا، الأمور كان يمكن أن تكون أفضل لولا بعض الأخطاء التي أتمنى أن تصحح مع الوقت.
هل أنت مع أو ضد بقاء سعدان؟
من جهة المدرب سعدان ليس لي أي مشكل، قرار بقائه من عدمه يتخذه هو أو الحاج رواوة وليس أنا.
حاج عيسى منح كل شيء ل سطيف، ألا تتحسّر لأنك لم تقدم أي شيء لباتنة؟
هذه هي حياة لاعب ورياضي، عندما لا تتاح لك الفرصة تذهب لمكان آخر لتحمل ألوان فريق آخر تتحصل معه على الألقاب، هذا يدخل في المكتوب، وسكان باتنة يفهمون هذه المسألة.
سأقرأ أسماء وقل لي ماذا تمثل لك.
تفضل
مولودية باتنة؟
الفريق الذي تربيت فيه وعشت فيه، إنه بيتي.
شباب باتنة؟
الفريق الثاني في الولاية، وأنت تعرف طابع الداربي. من جهة هذا الفريق ليست لي مشكلة، أملك أصدقاء منذ أن كنت صغيرا كانوا يلعبون في “الكاب” وحافظنا على علاقتنا إلى اليوم.
زياية؟
أخي.
مترف؟
أخي أيضا.
من هو شقيقك الأول؟
زياية ثم مترف.
غزال؟
كان ضحية الضغط الشديد لهذا لم يقدم شيئا، أتمنى أن يكون قد تعلم من أخطائه وأن يتفهمه الجميع. وفي رأيي يمكنه أن يعود لو يسجل هدفا مع المنتخب.
شاوشي؟
هو الحارس الأول للمنتخب.
قبل مبولحي؟
نعم.
ألم يعجبك مردود هذا الحارس؟
لا ابدأ، له إمكانات كبيرة لكن فوزي أيضا ممتاز.
سرار؟
أفضل رئيس في الجزائر.
ماذا تقول لسكان باتنة؟
أتمنى للفريقين العودة إلى القسم الأول وأتمنى أن تزول العقدة بينهما، ويلعب الداربي وسط روح رياضية وأن يفوز الأفضل لأنهم من ولاية واحدة وبلدية واحدة وربما من حي واحد.
ولأنصار سطيف؟
أتمنى الحصول على ألقاب لاسيما بعد أن دعمنا الرئيس بلاعبين جدد هم الأبرز في البطولة. أتمنى أن نجد الإنسجام بيننا، وعلى كل حال لقد دخلوا المجموعة، وهم يحسون أنهم في بيتهم.
كلمة لأنصار الكرة الجزائرية؟
بعد كأس العالم اكتشفنا أننا نملك فريقا، مشكل الهجوم ليس هاجسا كبيرا وبالانسجام كل شيء يصير سهلا، فريقنا الوطني غير مستقر وبالوقت سنكون أقوى خاصة أننا نملك فريقا شابا فيه فرديات، يستحقون كل الخير وبإذن الله المستقبل لنا.
سؤال أخير، هل أنت مرتاح في سطيف؟