يتأكد من يوم إلى آخر أن مشاركة منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم التي أقيمت في جنوب إفريقيا كانت نقمة عليه أكثر من نعمة، مادمنا لم نستفد منها شيئا ، بل بالعكس نحن بصدد العودة بخطى ثابتة نحو سنوات الرداءة و”البريكولاج”. كيف لا ومسؤولو الكرة في بلادنا صفقوا على مشاركة سلبية جدا في “المونديال” وجددوا ثقتهم في سعدان، رغم أنه فشل في قيادة “الخضر” حتى إلى تسجيل هدف شرفي في دورة جنوب إفريقيا، قبل أن يطل علينا واحد من أفضل العناصر الوطنية ونقصد به نذير بلحاج بتعاقده مع نادي السد القطري الذي فضّله على أندية كبيرة أوروبية كانت مهتمة بخدماته من أجل كسب دولاراته لا شيء آخر. والظاهر أن “الكوارث” مرشحة للإرتفاع أكثر في الأيام القادمة في ظل بقاء الأمور على حالها من جانب المسؤولين على المنتخب الوطني، خاصة أن المعطيات الجديدة تشير إلى أن النجم الجديد لنادي فالنسيا الإسباني الفرانكو– جزائري سفيان فغولي قد لا ينضم إلى صفوف “الخضر” وقد يُفضّل اللعب مع المنتخب الفرنسي. أكد تحمّسه للعب في منتخب “الديكة” وكان فغولي قد تحدث أمس في المؤتمر الصحفي، الذي عقد على هامش تقديمه لجماهير ناديه الجديد، عن المنتخب الفرنسي بعد أن طرح عليه سؤال عما إذا كان هدفه من الانضمام إلى النادي الإسباني هو الاقتراب من اللعب لمنتخب “الديكة” الأول، حيث كان رد فغولي أن ما يهمه هو ناديه الجديد، لأنه مازال شابا وسيكون لديه الوقت للعب في المنتخب الفرنسي. وهو تصريح جاء ليؤكد أن هذا اللاعب متحمس لحمل الألوان الفرنسية أكثر من ألوان بلده الأصلي الجزائر، لأنه لو كان العكس لأكد مباشرة رفضه اللعب للمنتخب الفرنسي وأعلن أنه لا يفكر إلا اللعب لصالح الجزائر، لكن هذا الأمر لم يحدث للأسف الشديد. لا يجب لومه لأن لا روراوة ولا سعدان تحدثا معه سابقا وإذا كان كلام فغولي قد يحبط معنويات الكثير من الجماهير الجزائرية، التي كانت تعلق آمالا كبيرة كي يلعب هذا النجم الواعد في المنتخب الوطني مستقبلا، فإنه يجب على الجميع أن يعترف أن كلام فغولي منطقي جدا لسبب واحد يتمثل في أن لا أحد من مسؤولي الكرة في بلادنا، بداية برئيس الفاف روراوة وصولا إلى الناخب الوطني سعدان، تحدثوا من قبل مع هذا اللاعب ذو المستقبل الزاهر والذي أمضى هذه الصائفة ل 4 سنوات مع نادي فالنسيا الإسباني. حيث فضلوا التحدث مع لاعبين لم ولن يجلبوا أي إضافة لكرة القدم الجزائرية، خلال الزيارات الكثيرة التي قادتهم إلى أوروبا في الأشهر الفارطة. والأكثر من ذلك أنهم أهدوا لاعبين مغمورين في صورة مجاني، بلعيد وآخرون حق المشاركة في “المونديال”، وفضلوهم على لاعب شاب مثل فغولي لم يبلغ بعد 20 سنة. فغولي “جوهرة” حقيقية ويجب التحرّك سريعا كي لا نندم عليه ويبقى الأكيد الآن أن التصريحات التي أدلى بها فغولي أمس، هي إنذار آخر وأخير حتما لمسؤولي الكرة في بلادنا، كي يتحركوا بسرعة لأجل التحدث معه وإقناعه باللعب لمنتخب أصول والديه وأجداده، لأن المنتخب الوطني بصدد تضييع “جوهرة” حقيقية قد يندم عليها لسنوات وسنوات مثلما ندم على لاعبين كثيرين في السابق، والنجم العالمي زين الدين زيدان من بينهم. ويجب التأكيد أيضا أن لاعبا مثل فغولي ستستفيد الجزائر في حال إقناعه بتقمص الألوان الوطنية، من خدماته لعشرية كاملة على الأقل، حيث أنه يبقى واحدا من اللاعبين الذين يجب أن نراهن على استقدامهم بسرعة للخضر، بالنظر إلى إمكاناته خاصة أنه سيكون نموذجا للسياسة التي وجب إتباعها لتشبيب المنتخب الوطني، وتحضيره للمواعيد القادمة التي تنتظره. كل شيء جامد في “الفاف” وكأن الكرة في بلادنا توقفت مع المشاركة في “المونديال” ولعل الشيء المحير هو أن الحيوية التي ميزت مسؤولي الكرة في بلادنا، قبل نهائيات كأس العالم توقفت كليا بمجرد إقصاء الخضر في الدور الأول من هذه المنافسة، وكأن الهدف الذي عمل من أجله روراوة وطاقمه كان المشاركة في هذه المنافسة وفقط، وبعدها تنتهي الحياة. وتدعو حالة الجمود السائدة هذه الأيام للحيرة والغرابة، ونحن على موعد بعد أقل من شهرين مع خوض أول لقاءاتنا في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم 2012، ومنافسينا على تأشيرة التأهل وخاصة منهم المنتخب المغربي نظم نفسه جيدا لبدء التصفيات خاصة بعد أن استقدام مدربا كبيرا للإشراف على تدريب زملاء مروان الشماخ، حيث تعاقد مسؤولوه مؤخرا مع البلجيكي إيريك غيريتس الذي كان يشرف منذ وقت ليس ببعيد على أولمبيك مارسيليا. في وقت لازلنا في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع المكتب الفيدرالي يوم 18 جويلية الحالي، بشأن تأكيد بقاء سعدان وتمديد عقده لسنتين إضافيتين أو تغييره بمدرب آخر. بهذه العقلية قد نضيّع أيضا براهيمي، طافر، بلفوضيل وآخرين والأكيد أنه بتواصل العقلية الحالية التي تميز مسؤولي منتخبنا الوطني، الذين يكتفون هذه الأيام بلعب دور المتفرج رغم حالة الغليان التي يعرفها الشارع الجزائري بعد الإبقاء على سعدان وتوقيع بلحاج في دوري مغمور ويوصف ب “مقبرة” النجوم، فإننا نتجه ليس فقط لتضييع فغولي ولكن مواهب جزائرية أخرى تصنع أفراح العديد من الأندية في البطولات الأوروبية في صورة براهيمي، طافر، بلفوضيل وآخرون. ليبقى لسان حال محبي الكرة الجزائرية بصفة عامة والمنتخب الوطني بصفة خاصة يقول: متى سينتهي هذا الكابوس الذي نعيشه مند خسارة الخضر أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أقصتهم من “المونديال”؟. فغولي قُدم رسميًا إلى جماهير “فالنسيا” ومتفائل بموسم كبير مثلما ذكرناه في عددنا الفارط، قدّم نادي فالنسيا رسميا أمس وسط الميدان الهجومي سفيان فغولي للأنصار، وقد كان ذلك في حفل بهيج بملعب “الميستالا” وسط حضور جماهيري معتبر، حيث خص هؤلاء اللاعب باستقبال مميز حين قدومه. وقد نشط الحفل كل من نائب رئيس النادي وكذا مدير الاتصالات. وقد افتتح الحفل بتوجيه كلمة من قبل أحد مسؤولي النادي الذي قال بخصوص فغولي أنه لاعب شاب واختير منذ سنتين في فرنسا حيث كان هو الاكتشاف، فهو يملك مهارات فنية كبيرة ولديه قوة أيضا في تسديد الكرة. وقد طلب هذا المسؤول من أنصار نادي فالنسيا عدم مقارنة فغولي بأي لاعب فرنسي آخر لأن الفرنسيين على حد تعبيره متعوّدون على مقارنة أي لاعب شاب بآخر انتهى مشواره الكروي. خافيير غوميز (نائب رئيس فالنسيا): “فالنسيا لديها أحلام كبيرة مع فغولي” من جانبه تحدث نائب رئيس فالنسيا عن فغولي في هذا الحفل وقال : “فالنسيا لديها أحلام كبيرة تريد تحقيقها مع فغولي. اللاعب بذل تضحيات كثيرة خاصة أنه كان مصابا ونحن بالنظر إلى مستواه الكبير تأكدنا جيدا من سنّه في وقت من الأوقات. كل اللاعبين الذين يشكّلون مشروع فالنسيا الجديد لديهم رغبة ومتحمّسون للنجاح وفغولي عضو من هذا المشروع”. فغولي: “سعيد بتواجدي في نادٍ كبير إسمه فالنسيا” وبعد تدخل نائب الرئيس أعطيت الكلمة لفغولي الذي رد على أسئلة الصحافيين بحضور مترجم حيث أنه ما زال لا يجيد الحديث باللغة الإسبانية، وقال عن انضمامه إلى نادي فالنسيا : “أنا سعيد جدا بتواجدي هنا. فالنسيا ناد كبير وقد كنت أعلم أني متابع في الموسمين الأخيرين من قبل هذا النادي، وبالرغم من إصابتي الموسم الفارط إلا أن فالنسيا وضعت ثقتها فيّ وهذا شيء يشرفني. الآن أنا متواجد في ناد ومدينة كبيرين وخاصة سألعب أمام جمهور عريض“. “هدفي الأول النجاح مع فالنسيا وبعدها التفكير في المنتخب الفرنسي” وعن أهدافه بعد انضمامه إلى نادي فالنسيا قال فغولي : “هدفي الأول الآن هو نادي فالنسيا ولا شيء آخر. مع التطور الجديد الحاصل في فرنسا سيكون لي الفرصة للذهاب إلى المنتخب الوطني ولو أني ما زلت شابا، وحاليًا تركيزي فقط على ما هو في انتظاري في نادي فالنسيا“. “فالنسيا قادرة على فعل أشياء كثيرة هذا الموسم” وختم فغولي حديثه بالقول : “فالنسيا بمقدورها تأدية مشوار جيد الموسم القادم، وما شاهدته إلى حد الآن منذ قدومي للنادي يجعلني متفائلا، هناك عدة لاعبين جيدين يلعبون في النادي منذ وقت طويل وهذا شيء جميل. لقد تنقلت إلى فالنسيا كي أحسّن مستواي، لأني لاعب طموح ويمكنني أن ألعب في وسط الميدان وحتى على الأجنحة“.