في سبيل الدفع بكل العناصر المحلية إلى تدعيم المنتخب الأول بشكل يحد قليلا من التبعية الكبيرة للمنتخب الوطني الأول للمنتوج القادم من وراء البحار ومدارس التكوين الفرنسية... وعلى هذا الأساس سيعمل عبد الحق بن شيخة على رفع تقارير دورية إلى المدرب سعدان بخصوص اللاعبين المحليين الذين يرشحهم إلى تدعيم “الخضر” خلال الفترة المقبلة، وتقول مصادر مقربة من بن شيخة أن أول عنصر سيسعى المدرب السابق للنادي الإفريقي التونسي إلى دفعه إلى المنتخب الأول هو المدافع المتألق لشبيبة القبائل سعيد بلكالام. اللاعب الوحيد في منتخب الآمال الذي يلعب بصفة منتظمة ويُمكن القول أن وصول بلكالام للمنتخب الأول هو نتيجة منطقية للمنحى التصاعدي الذي يعرفه مستوى ومشوار هذا اللاعب الشاب (من مواليد 1989) الذي تمكن من أن يصبح عنصرا أساسيا وقطعة أساسية وهو لم يتعدّ سن العشرين، وهو ما أهله للوصول لمنتخب الآمال بدعوة من المدرب بن شيخة الذي وقف على إمكاناته الكبيرة ليقوم بدعوته للمنتخب المحلي، وهو اللاعب الوحيد الذي ينشط في المنتخبين، كما أنه الوحيد من بين زملاءه الذي يلعب كأساسي في ناديه، وحتى إن لم يشركه بن شيخة في مواجهتي ليبيا إلا أنه يثق كثيرا في إمكاناته ويعوّل عليه ليكون عنصرًا أساسيا خلال المرحلة المقبلة التي ستعرف مشاركة المحليين في نهائيات أمم إفريقيا الخاصة بهذه الفئة والمقرّرة في جانفي من العام المقبل. خالف تنبأ له بالوصول إلى المنتخب الأول لمّا كان في الأواسط ويعد بلكالام منتوجا خالصا لشبيبة القبائل وكثيرون يرون فيه امتدادا للأسماء الكبيرة التي صنعت مجد الكرة انطلاقا من الشبيبة على غرار ابن منطقته “مقلع” محي الدين مفتاح. بلكالام تنبأ له العديد من المدربين بالذهاب بعيدا في مشواره لعل أبرزهم المدرب الشهير محي الدين خالف الذي أشاد به مطولا بعد أن لفت أنظاره قبل ثلاث سنوات خلال تربص للشبيبة في المغرب، وكان بلكالام يومها لازال ينتمي لفئة الأواسط ليقول يومها أن صاحب القامة الفارعة (أكثر من متر وتسعين سم) لن يتأخر طويلا في طرق باب المنتخب الوطني الأول بل سيكون أحد ركائزه في المستقبل القريب، وهو الأمر الذي يسير بلكالام لتحقيقه. هدفه في مرمى الإسماعيلي رفع كثيرًا من أسهمه وتميز بكالام منذ أن منحه إفتسان فرصة اللعب كأساسي في الشبيبة بثبات مستواه مشكّلا مع المالي كوليبالي أقوى ثنائي دفاعي في البطولة الوطنية، لكنه بقي بعيدا عن الأضواء خاصة أنه قليل الكلام والتصريحات في الصحافة، لغاية مباراة الإسماعيلي الأخيرة التي نصب خلالها نفسه نجما للفريق بعد أن صنع فوز الشبيبة الباهر على أرض السويس على طريقة الإسباني بويول (على حد قول المعلّق التونسي الشوالي)، وبعد أن تكسّرت أمامه كل الحملات المصرية، الهدف والأداء الجيّد، ابن ال 21 ربيعا رفع من أسهمه كثيرا وجعل الأنظار تتحوّل إليه، لدرجة أن مدربه في منتخبي الآمال والمحليين عبد الحق بن شيخة بات يرشحه منذ الآن للوصول للمنتخب الأول. بلعيد ومجاني ليسا أفضل منه ويبقى وصول بلكالام إلى المنتخب الأول مرهونا بما سيقدمه خلال المواعيد الهامة التي تنتظر فريقه خلال الفترة المقبلة، وستكون مواجهتا الأهلي المصري ذهابا في ملعب أول نوفمبر وإيابا بملعب القاهرة اختبارا حقيقيا له. ويبقى وصوله للمنتخب مرهونا أيضا بتغيير سعدان نظرته للاعبين المحليين، ومنحهم فرصة، خاصة أن اللاعبين المحترفين الذين تعج بهم تشكيلته ليسوا أفضل حالا من محليينا، وبلعيد مع مجاني ليسا أفضل من بلكالام في شيء، وكما علّق أحدهم لا يجب أن ننتظر خدمة من زجاجة أخرى حتى نكتشف لاعبا جيدًا في إشارة للزجاجة التي أصابت سمير زاوي في مباراة رواندا، الأمر الذي فرض على سعدان إشراك حليش كأساسي لأول مرة وتكون تلك انطلاقة هذا اللاعب الذي فرض نفسه وبات الآن ركيزة أساسية في المنتخب.