مرة أخرى وكعادته دائما، لم تخل القائمة التي استدعاها المدرب الوطني رابح سعدان للمباراة الودية القادمة أمام الغابون من المفاجآت، لكن هذه المرة الكل كان يعتقد أن شيخ المدربين الجزائريي ن استوعب جيدا ما حدث للفريق الوطني بمناسبة كأس العالم السابقة، خصوصا من الناحية الهجومية وهو الذي دائما ما كان يقول إن تدعيم خط الهجوم سيكون ورشته القادمة، لكن القائمة الأخيرة التي تم الإعلان عنها من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم نحص فيها إلا ثلاثة مهاجمين فقط وهم عبد القادر غزال، رفيق زهير جبور والعائد عبد المالك زياية. قائمة تضم ثلاثة مهاجمين مقابل أربعة حراس في الوقت الذي كان الجمهور الجزائري ينتظر أن يغير رابح سعدان من ميولاته الدفاعية بعد ما فشل الفريق الوطني من تسجيل أي هدف في المونديال الأخير، وهو الذي اصطحب معه لمنافسة من حجم كأس العالم ثلاثة مهاجمين فقط، لم تشهد القائمة الأخيرة التي استدعاها لمواجهة الغابون تغييرات كبيرة، وسجلنا حضور ثلاثة مهاجمين أيضا، وهو ما يُظهر أن رابح سعدان لم يقتنع بعد أن أحسن طريقة للدفاع هي الهجوم. وفي المقابل تضمنت نفس القائمة أسماء أربعة حراس للمرمى، وهو الأمر الذي فاجأ الجميع خاصة ونحن نعرف أن منصب حارس المرمى لا يعرف مشاكل كثيرة في الفريق الوطني بوجود كل من المتألق مبولحي، وصاحب الخبرة الطويلة لوناس ڤاواوي، إضافة إلى الغائب فوزي شاوشي، وعليه يبدو أن رابح سعدان متمسك بأفكاره ولا يريد أن يجري أي تغيير على الخطط التكتيكية التي سينتهجها خلال التصفيات المقبلة لكأس إفريقيا المزمع تنظيمها مناصفة بين غينيا الاستوائية والغابون المنافس القادم ل “الخضر”. الجمهور يطالب بخطة هجومية ومن الواضح أن الناخب الوطني رابح سعدان سيلعب بنفس الطريقة التي انتهجها في كأس العالم بجنوب إفريقيا، بإشراكه لاعب وسط ميدان بنزعة هجومية خلف أحد المهاجمين الثلاثة الذين استدعاهم مؤخرا، أو يمكن أن يضع عبد القادر غزال مع كل من زياية أو جبور، وبالتالي فإن سعدان لن يغير الكثير، وهو الشيء الذي سيثير غضب الشارع الجزائري خصوصا إذا فشل المهاجمون مرة أخرى في تسجيل الأهداف، وهو أمر لن يكون في صالح المدرب سعدان خصوصا أن اللقاء سيلعب فوق أرضية 5 جويلية، والكل يعرف أن جمهور المركب الأولمبي لا يقتنع إلا بوجود الفرجة والأهداف خاصة أن كل الجزائريين متعطشون لرؤية مهاجمي “الخضر“ يزرون شباك المنافس ولو كان ذلك في مباراة ودية، ولا نتمنى أن نرى الجمهور الجزائري ينقلب على الشيخ سعدان في هذا الوقت الحساس من مسيرة المنتخب الوطني، وهو الذي أسعد الملايين منذ وقت قريب وأصبح رفقة اللاعبين يشكلون أمل كرة القدم الجزائرية، وبالتالي فإن المنتخب الوطني مطالب في هذا اللقاء بمحو نتائج كأس العالم بمردود جيد وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف وهو ما يتمناه كل الجمهور الجزائري. لماذا لا يجرب سعدان أكبر عدد من مهاجمين؟ وأمام صيام المهاجمين عن التسجيل منذ مباراة مصر الأخيرة في نصف نهائي كأس إفريقيا، كان كل المتتبعين يتوقعون أن يستدعي رابح سعدان عددا أكبر من المهاجمين، ليتابعهم عن قرب ويحاول أن يختار أحسنهم، لاستدعائهم في المباريات القادمة للفريق الوطني التي تدخل ضمن التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2012، خاصة أن المباريات ستلعب على فترة طويلة وستمتد إلى غاية أكتوبر من سنة 2011 وبالتالي فالفريق الوطني في حاجة ماسة إلى أكبر عدد ممكن من المهاجمين من أجل تعويض أي مهاجم يصاب (لا قدر الله) أو يعاقب، وهذا السيناريو لا يمكن استبعاده إذا أردنا أن نخطط للمستقبل باحترافية، لكن رابح سعدان حافظ على تقاليده ولم يوجه الدعوة لمهاجمين جدد، وهو الذي سيكون أمام فرصة كبيرة في مباراة الغابون بما أنها مباراة ودية ويمكنه أن يجرب فيها أكبر عدد ممكن من اللاعبين إذا أراد فعلا أن يجد الحل على مستوى الهجوم، لأن المنتخب الوطني مقبل مباشرة على لعب المباريات التصفوية ابتداء من سبتمبر المقبل ما يعني أن الوقت ليس في صالحنا إضافة إلى أن المباراة الودية المقبلة ستكون في شهر نوفمبر القادم أي أن المدرب الوطني لن يجد الوقت الكافي لتجريب مهاجمين جدد خصوصا أن إقحام مهاجم جديد في مباراة رسمية من شأنه أن يخلق للاعب وللفريق صعوبات كبيرة بما أنه ليس متعودا على طريقة لعب زملائه.