كنا وما زلنا نُشجع المواهب الجزائرية التي تظهر هنا وهناك، الغاية تقريب الصورة عن هؤلاء لدى الجمهور الجزائري المتعطش لمعرفة جميع الأخبار التي تخص الجزائر وأولادها، وهو ما جعلنا نقترب من سفيان بن يمينة لمعرفة رأيه حوله تقمص ألوان “الخضر” مستقبلا، لكن يبدو أنّ هناك من لم يفهم لحد الآن بأنّ الجزائر أكبر من أي شيء... وتمثيل الألوان الوطنية واجب مُقدس ولا دخل لأشياء أخرى كالمصالح الشخصية أو غيرها في قرار القدوم إلى المنتخب الوطني كما كشف لنا مهاجم شتوتغارت الجديد، وهذا ما جعلنا نتساءل عن استحقاق بن يمينة كل هذه الضجة في سبيل قدومه إلى “الخضر”. من هو بن يمينة حتى يرفض دعوة “الخضر” ؟ كلام بن يمينة الذي نقلناه يوم أمس عن رفضه الالتحاق بالمنتخب الوطني في حال تلقيه دعوة من المدرب رابح سعدان، أثار استياء وغضب العديد من الجزائريين، ورغم كوننا مع الحق، إلاّ أننا نرفض أن يربط لاعب شتوتغارت سبب رفضه بما حدث لشقيقه الأكبر كريم، لأنّ الانضمام إلى المنتخب هو واجب مقدس على أي جزائري وليس اختيارا من أجل مصلحة شخصية أو عائلية، فيما ارتأينا العودة قليلا إلى الوراء لمعرفة من يكون هذا اللاعب حتى يجعل كل الجزائر تنتظر قدومه وهو يرفض الالتحاق على طريقة بعض اللاعبين السابقين مثل علي بن عربية وإبراهيم حمداني وحتى مهدي لحسن الذين كانوا نجوما بارزة بالفعل. انتقاله إلى شتوتغارت لا يعني أنه نجم كبير ليرفض دعوة سعدان هدفنا مصلحة الجزائر في الأول والأخير، وليس التقليل من شأن أي أحد، لأنّ مصلحة البلد فوق أي اعتبار، لهذا سنتحدث عن سفيان بن يمينة الذي يصنع الحدث هذه الأيام، فاللاعب المولود في عام 1990، انتقل هذه الصائفة إلى نادي شتوتغارت الألماني قادما إليه من “كارل زييس جينا” الذي كان ينشط في الدرجة الثالثة، وذلك بعدما أدى مشوارا جيدا هناك، لكن الأكيد أنّ بن يمينة لم يُصبح نجما خارقا بين ليلة وضحاها، إلاّ أنه يملك الإمكانيات ليذهب بعيدا في مشواره، شرط أن يضع قدميه في الأرض، وليس أن يعتقد بأنه لاعب كبير ويتلاعب بمشاعر الجزائريين لأسباب غير منطقية. اُستقدم للعب مع الفريق الاحتياطي وسيبقى في المستوى نفسه ما يؤكّد أنّ عملا كبيرا في انتظار بن يمينة للوصول إلى المستوى المطلوب هو وضعيته مع فريقه الجديد، حيث أنّ استقدامه إلى شتوتغارت لم يكن بغرض اللعب في الفريق الأول، بل إنه لاعب في الفريق الاحتياطي الذي ينشط في الدرجة الثالثة، والدليل غياب اسمه عن القائمة الرسمية (الفريق الأول) التي أعلن عنها النادي، ورغم كونها خطوة إيجابية نحو الأمام بالانضمام إلى نادٍ معروف مثل شتوتغارت، إلاّ أنّ بن يمينة سيلعب في نفس المستوى خلال الموسم القادم مع الفريق الثاني، أي أنه باق في الدرجة الثالثة التي نشط فيها الموسم السابق مع “كارل زييس جينا”، وسيُواجه فريقه السابق في نفس المستوى. شارك في أول جولة وكان خارج الإطار هذا وعرفت بطولة الدرجة الثالثة الألمانية انطلاقتها الرسمية قبل ثلاثة أيام من الآن، حيث واجه الفريق الاحتياطي لشتوتغارت ضيفه “روت فيز إيرفورث” في الجولة الافتتاحية، وتمكن رفقاء سفيان بن يمينة من الفوز بنتيجة عريضة (3-1)، إلاّ أنّ اللاعب الجزائري الذي شارك أساسيا في هذه المواجهة، لم يؤدّ مباراة كبيرة وعجز عن التسجيل، ما جعل مدربه يستبدله في (د68)، ما يؤكد مرة أخرى كلامنا بخصوص العمل الكبير الذي ينتظر بن يمينة للوصول إلى المستوى المطلوب وخطف مكان له مع الفريق الأول للنادي الألماني. استدعاؤه إلى المنتخب الألماني مستحيل ذكر المنتخبين الألماني والفرنسي هو بمثابة ورقة استعملها بن يمينة للرفع من قيمته كثيرًا أمام الجمهور الجزائري، لكننا نؤكد بأنّ تلقي الدعوة من “المانشافت” أو “الديكة” صعب جدا على الشاب الجزائري في الوقت الحالي أو الفترة القادمة إن لم نقل مستحيلا، فعلى بن يمينة العلم بأنّ سنه حاليا 20 عاما وليس 17 عاما، وفي الوقت الذي يتواجد فيه مع الفريق الثاني، فإنّ هناك من هم في سنّه ويلعبون منذ فترة مع فرقهم الأولى وخاصة في البطولة الألمانية، والدليل ما فعله لاعبون كثيرون في المونديال الأخير، ولو أننا نُدرك بأنه لا وجود للمستحيل في عالم كرة القدم، ولكن في حال سار بن يمينة بنفس هذه العقلية فإننا لا نتوقع بروزه مستقبلا. بوملاحة لعب في شتوتغارت واختفى في إطار مواصلة الحديث عن رفض بن يمينة اللعب لصالح “الخضر”، فإننا سُنذكر بأسماء بعض اللاعبين الذين بدؤوا مع أندية كبيرة، إلاّ أنهم اختفوا الآن ولم نعد نسمع شيئا عنهم، ومن بينهم عدة شبان جزائريين تكوّنوا في أندية كبيرة ومعروفة تضاهي شتوتغارت، مثل أحمد يحياوي، أمين دنون وماراك عميري (مارسيليا) وتواتي (ليون) وآخرين، ولعلّ أبرز مثال هو جمال بوملاحة الذي انضم إلى نفس نادي بن يمينة الحالي (شتوتغارت)، حيث نشط مع الفريق الاحتياطي موسم (2004/2005)، وانتقل بعدها إلى فنلندا ومن ثم سويسرا واختفى كلية حاليا، فهذا يكفي للتأكد من أنّ اللعب في شتوتغارت لا يعني أبدًا الوصول إلى القمة. الشاذلي ينشط في “البوندسليغا” ولم يتكبّر أبدًا على الجزائر إذا كان الشعور بالإهانة إثر حذف اسم كريم من قائمة المنتخب الوطني، هو السبب في قرار شقيقه الأصغر الرافض لأي دعوة من جانب “الخضر”، فإننا نُذكّره بأنّ لاعبا مثل عمري الشاذلي الذي ينشط لعدة مواسم في الدرجة الأولى الألمانية، لم يسبق له التكبر على الجزائر، بالرغم من أنّ المدرب الوطني الحالي رابح سعدان يرفض استدعاءه منذ مدة، ووضعه خارج قائمة كأسي إفريقيا والعالم، لكن الشاذلي يكشف خلال تصريحاته في كل مرة، عن احترامه لقرارات “الشيخ” واستعداده لتلبية نداء القلب في أي لحظة، وهو الذي وُضع على الهامش رغم كونه ينشط في مستوى عال مقارنة ببعض اللاعبين الآخرين، وعلى بن يمينة الصغير استخلاص الدرس جيدا من نجم ماينز السابق وكايزر سلاوترن الحالي. بن يمينة ليس خارقًا وفغولي، طافر وبراهيمي أحسن منه بكثير بعد كل ما تحدثنا عنه، نؤكد بأنّ سفيان بن يمينة ليس بذلك اللاعب الخارق للعادة الذي نحلم بقدومه للمنتخب الوطني، وحتى الألمان لم يُعيروه اهتماما بدليل عدم تقمصه الألوان الألمانية ولو في الفئات الشبانية، فيما يبدو استدعاؤه حاليا ل”المانشافت” مستحيلا، عكس ما يحصل مع شبان جزائريين آخرين في مثل سنه تقريبا والذين يُعتبرون أفضل بكثير من لاعب شتوتغارت، وعلى سبيل المثال سفيان فغولي الذي أمضى مع الفريق الأول لنادي كبير ك”فالنسيا” الإسباني، أو يانيس طافر وإسحاق بلفوضيل اللذين يصنعان الحدث في فرنسا، ويرفض الفرنسيون التفريط فيهما لصالح الجزائر مهما حصل، ونفس الأمر ينطبق على ياسين براهيمي جوهرة “ران” الفرنسي. في انتظاره عمل كبير والتحاقه ب “الخضر” في صالحه هو قبل الجزائر استقدام شتوتغارت للشاب الجزائري ولو لبقائه مع الفريق الثاني، يكشف أنّ اللاعب يتمتع بمؤهلات تُمكنه من التألق والبروز مستقبلا، وهذا ما علينا الاعتراف به، كما أننا نتمنى مشوارا كبيرا لهذا اللاعب الذي يبقى جزائريا في الأخير، ولو أننا متأكدون بأنّ أمامه عملا كبيرا للوصول إلى النجومية، وهدفنا هو مصلحة اللاعب قبل كل شيء، فنصيحتنا منا إليه هي قبول دعوة “الخضر” دون أي تردّد خاصة إن تعلق الأمر بالمنتخب الأول لأنّ ذلك في مصلحته هو أولا قبل مصلحة الجزائر، ولو أنّنا لا نتوقع استدعاء أو تفكير سعدان فيه حاليا لأنّ ذلك صعب للغاية في نظرنا، كون بن يمينة ليس باللاعب الخارق حاليا ومستواه ليس حتى أفضل من لاعبين في الدرجة الثانية بفرنسا.