“لم أتوقع أن أكون منافسا ل عنتر يحيى في المونديال.. و حضّرت واقي الساق من الآن لأني أعلم أنه لن يرحمني” “الوجه الذي أظهرته الجزائر في “الكان” وأمام كوت ديفوار جعلنا في سلوفينيا نعمل لها ألف حساب” “عامل المفاجأة وارد في مجموعتنا ولم لا نتأهل سويا نحن والجزائر” خلال جولتها الأوروبية الأخيرة، أبت “الهدّاف” إلاّ أن تتوقف عند اللاعب السلوفيني “زلاتكو ديديتش” الذي يلعب مع الجزائري عنتر يحيى في نادي بوخوم الألماني، وذلك حتى نتطرق معه إلى المباراة التي تنتظره والمنتخب السلوفيني الصائفة المقبلة أمام زميله عنتر يحيى ومنتخبنا الجزائري لحساب نهائيات كأس العالم 2010. فرحّب بنا وأجاب على أسئلتنا بصدر رحب، بل وأثنى أيضا على الوجه الرائع الذي أظهره “الخضر” في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وتوقع أن تكون مواجهة المنتخبين في جنوب إفريقيا مثيرة وجميلة في آن واحد، بالنظر إلى تقارب المستوى من جهة، ولأنهما يلعبان كرة نظيفة وحديثة، فضلا عن تطرّقه إلى المباراة التي ستجمعه وزميله عنتر يحيى. بداية، هل لنا أن نعرف إن كنت تتحدّث مع عنتر يحيى حول مستقبل منتخبيكما في تصفيات كأس العالم الأخيرة؟ بطبيعة الحال، كنا نتحدث على الدوام عن المباريات التي نخوضها مع منتخبينا، كنا نتوجه للمشاركة في تلك المباريات، وعند العودة نمضي وقتنا في الحديث عما جرى بالتفصيل أيضا، لاسيما أن نادي بوخوم لا يضمّ عددا كبيرا من اللاعبين الدوليين، لذلك فإنك تجد أن الحديث كان ينحصر بين عناصر قليلة، ومنها الأحاديث التي كانت تجمعني بزميلي يحيى عنتر، فهو يروي لي من جهة ما الذي فعله مع الجزائر، وما هي الصعوبات التي واجهتهما في تلك المباراة، وأنا بدوري أفعل الشيء نفسه في كل مباراة. هل توقعتما أن تلتقيا في مجموعة واحدة خلال نهائيات “المونديال”؟ صراحة لا، الفكرة لم تخطر على بالنا ولو لحظة واحدة، أعترف أن عنتر يحيى فرح لما علم بتأهلي ومنتخبي إلى “المونديال”، مثلما فرحت وسعدت له وللجزائر أنا أيضا، أعترف أيضا أني كنت أسعد للإنتصارات التي كان يحققها مع منتخب بلاده في كل جولة مثلما كان يفعل هو أيضا لدى تحقيقي أيّ انتصار مع منتخبي، حيث كنا في كل مرّة نتبادل التهاني عندما نلتقي بعد العودة من مشوارنا مع المنتخب، لكن أن نكون قد فكرنا لحظة واحدة في الوقوع ضمن مجموعة واحدة، وأن تضعنا الجولة الأولى من النهائيات وجها لوجه، فهذا ما لم نفكر فيه إطلاقا ولم نكن نتصوره. الآن أنتما أمام الأمر الواقع، ستكونان منافسين بعد أشهر قليلة، فكيف تتوقع أن تكون المأمورية؟ في هذا المستوى العالي لا توجد مباريات سهلة وأخرى صعبة، فكل المباريات صعبة جدا، لأن من تأهلوا إلى هذه المحطة تأهلوا بعد مجهودات كبيرة وبعد مشاوير شاقة ومتعبة، من أجل نيل بطاقة التواجد في “المونديال”، وبالنسبة لنا فإن هذه المشاركة ستكون الثانية من نوعها في تاريخ الكرة السلوفينية، وعلينا أن نؤكد استحقاقنا التواجد هناك، وعلينا أن نكشف الوجه الحقيقي للمنتخب السلوفيني. وأتوقع أن تكون الأمور صعبة للغاية لنا وللجزائر ولكل المنتخبات في مجموعتنا. هل تعتبرون مواجهة الجزائر في أول جولة في صالحكم أم أن مواجهة منتخب آخر أقوى كان سيكون أفضل؟ لماذا نعتبر مواجهة المنتخب الجزائري في أول جولة أمرا في صالحنا؟ المهمّة ستكون صعبة جدا لأن الجولة الأولى غالبا ما تكون عسيرة حتى على أقوى المنتخبات العالمية التي تواجه دوما صعوبات في بداية دورات كبيرة من هذا النوع، ثم ما يجعلني أقرّ بصعوبة المأمورية أيضا هي القوة الكبيرة التي أبان عنها المنتخب الجزائري في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، فأنا شخصيا تابعت كل مبارياته وتأكدت من أن تواجده في “المونديال” لم يكن صدفة، بل أن المنطق إحترم. ما دمت تابعت نهائيات “الكان”، ما هي الخلاصة التي خرجت بها وما لفت إنتباهك في الجزائر؟ تابعتها باهتمام كبير لسببين، لأن زميلي عنتر يحيى معني بها ولأن الجزائر منافستنا في “المونديال”، وقفت صراحة على قوة شخصية لاعبي الجزائر، وعلى مستواهم الراقي، وما لفت إنتباهي صراحة هو الأداء الرائع والبطولي والرجولي في آن واحد في مباراة ربع النهائي أمام كوت ديفوار، وهو اللقاء الذي أصنفه شخصيا أحسن لقاء في الدورة ككل، حيث شاهدنا كل شيء، شاهدنا خمسة أهداف، مستوى رفيع من الجانبين، ندية وصلابة وعدم استسلام من الجزائر، وكل شيء، وأعتقد أن منتخبكم استحق في النهاية نيل بطاقة التأهل. كلامك المعسول هذا هل هو حقيقة وقفت عليها، أم أنه منوّم أو مخدّر للاعبينا الجزائريين قبيل المواجهة التي ستجمعكما في جنوب إفريقيا؟ لا هو مخدر ولا منوّم، هي حقيقة أشهد بها ويشهد بها كل من تابعوا مشوار الجزائر في الدورة الإفريقية، وخاصة من تابعوا لقاء كوت ديفوار، ومن يقرّ بضعف منتخبكم بالنسبة لي فهو شخص لا يفقه شيئا في كرة القدم، ودون مبالغة أو مجاملة، أقرّ لك أيضا أني ورفاقي أجمعنا على أن المنتخب الجزائري منتخب قوي وعلينا أن نحسب له ألف حساب. هل لنا أن نتصوّر صراعا ثنائيا شديدا بينك وبين عنتر يحيى في المباراة التي ستجمعكما في “المونديال” بحكم أنك رأس حربة؟ (يضحك)... فلتنتظروا ذلك، وأنظر إلى قدمي، لقد حضرت واقي الساق من الآن لأني على علم أن عنتر لن يرحمني يومها، سيوظف كل شيء حتى يوقفني وحتى يحدّ من خطورتي على مرماكم. لكنك لست زيدان حتى يفعل معك ذلك؟ أنا أمزح فقط، لا يمكنني أن أتوقع أمرا قبيحا أو سيّئا من عنتر الذي يعدّ من أقرب الأصدقاء إليّ، فضلا على أنه لاعب كبير، يطبّق كرة قدم نظيفة لا تعتمد أبدا على الخشونة والعنف، ولست أقول هذا الكلام لأنك جزائري مثله، بل هي حقيقة سأقولها عنه لأي شخص غريب يسألني عنه. وعلى كل حال فمهما كان الصراع الثنائي بيني وبينه يومها، أتوقع أن تكون المباراة مثيرة للغاية، وجميلة في آن واحد، لأنها ستجمع بين منتخبين يلعبان كرة نظيفة وحديثة في آن واحد. من تراه الأقرب إلى لتأهل في تلك المجموعة، أنتم أم الجزائر؟ التكهن صعب جدا، نحن سنلعب حظوظنا كاملة وإلى آخر رمق، والجزائر هي الأخرى ستلعب حظوظها كاملة، ومن يدري فقد تتأهل الجزائر وسلوفينيا معا، فالجميع الآن يرشّح إنجلترا والولايات المتحدة على الورق بحكم خبرتهما وتعوّدهما على المشاركة في هذا المحفل الكروي، لكن عامل المفاجأة يبقى واردا في رأيي وعلينا فقط ألا نحتقر أنفسنا. عنتر يحيى و ديديتش كلاهما سجل هدف التأهل إلى المونديال مع منتخب بلده عنتر يحيى وزميله ديديتش كلاهما حقق التأهل إلى نهائيات كأس العالم يوم 18 نوفمبر في المباراة الفاصلة، ليكون هذا التأهل ل “الخضر” وكذا المنتخب السلوفيني بفضل ثنائي نادي بوخوم، ف عنتر سجل أمام مصر هدف التأهل وديديتش سجل لمنتخب بلده هدفا مصيريا مكّن سلوفينيا من تحقيق التأهل إلى المونديال أمام روسيا وهو ما جعل اللاعبان يستقبلان كالأبطال عند عودتهما إلى بوخوم.