حلّ وسط ميدان المنتخب الوطني للمحليين حمزة آيت واعمر ضيفا علينا في مقر “الهدّاف” أمسية البارحة، وكم كان الحديث معه شيقا إلى أننا تمنينا لو لم ينته، لأننا اكتشفنا شخصية لم نكن نعرفها إطلاقا في هذا اللاعب الذي يعتبر إنسانا طيبا إلى أبعد الحدود ومتخلقا، ولطالما راوده حلم الإحتراف والعودة إلى أوروبا حتى يطرق أبواب المنتخب الأول. وقد تطرّقنا معه إلى عدة نقاط أخرى تطالعونها في هذا الحوار المثير. “ما عشته في إثيوبيا لن أنساه ما حييت” “كرة القدم منحتني كل شيء ولا يمكنني أن أنكر ذلك” “قلبي غير محجوز ولم أفكر بعد في الزواج” “أوسرير إنسان رائع وعودية أروع” “مزيان إيغيل مدرب كبير ويستحق كل التقدير” “أبي يعشق شبيبة القبائل، لكن أنا أحب فريق سوسطارة” كيف هي الأحوال؟ بخير الحمد لله.. وهو الأهم بالنسبة لي في الوقت الراهن. تعرّضت إلى إصابة في الأيام القليلة السابقة، ما مدى خطورتها؟ كان ذلك أثناء تواجدي في تربص المنتخب الوطني للمحليين هذا الأسبوع، لقد تعرضت إلى إصابة في الركبة أثناء مشاركتي في اللقاء الودي أمام الحراش وعليّ الآن الركون للراحة لأسبوع قبل العودة إلى جوّ التدريبات من جديد. من هو آيت واعمر؟ أدعى حمزة، من مواليد 6 ديسمبر 1986 بالعاصمة ولاعب في كرة القدم مع فريقي إتحاد العاصمة. يلقبونك “أنزو”، هل هناك قصة وراء هذا الاسم؟ كنت في فرنسا منذ عدة سنوات وهناك من لا يستطيع أن يناديني باسمي حمزة و يلقبني ب “خمزة” ثم “أمزة” واختصروه كثيرا حتى أصبحوا في الأخير يلقبونني ب “أنزو”. هل يزعجك هذا اللقب؟ لا، ليس لدي أي مشكل في هذا الجانب. كيف هي طباعك؟ هادئ إلى أبعد الحدود خارج الميدان لكنني العكس تماما في الملعب. لماذا؟ لا أدري! ربما حرارة المقابلات تجعلني أحتك بالآخرين كثيرا وهو ما يتسبّب لي في عدة مشاكل. ومع أصدقائك ؟ أنا أكثر من هادئ مع أصدقائي و اسألهم عني يجيبونك. إذا لديك وجهان مختلفان؟ الله غالب، أنا هكذا... هل أن أنت كثير البلبلة؟ لا إطلاقا، فأنا لا أحب الحديث كثيرا وأفضلّ الاستماع حتى أستفيد من غيري. ما هو هدفك في الحياة؟ المضي دائما قدما إلى الأمام وعدم الالتفات إلى الخلف مهما حدث. ما هي الصفات التي تراها في الرجل المثالي؟ الصراحة. وفي المرأة؟ لا أخفي عليك أنني أحبّ الجمال. إذن تتمنى أن تكون السيدة آيت واعمر فائقة الجمال، أليس كذلك؟ نعم ولم لا، ولكن لا يجب أن ننسى المبادئ لأنها مطالبة بأن تكون متخلقة وتعرف حقوقها وواجباتها، بالإضافة إلى أن طاعة الوالدين واجبة، ولن أقبل بالمرأة التي لا تتحلى بهذه الصفات. تعني بذلك شروط الوالدة، أليس كذلك؟ (ينفجر بالضحك)... نعم، فوالدتي لها دور كبير فيما وصلت إليه، ومن حقها أن تختار لي شريكة حياتي. هل قلبك محجوز، أم ليس بعد؟ ليس بعد. لماذا؟ لا أدري ربما لا زلت صغيرا ولم يحن الأوان بعد.. وكل شيء بالمكتوب. متى ستتزوّج؟ لم أفكر في هذا الأمر بعد لأنني أركز حاليا على عملي في كرة القدم، وبعدها سيكون الوقت كله أمامي للزواج. أين تحلم بقضاء عطلتك؟ في مياميالأمريكية، إنها مدينة ساحرة. من هو الشخص الذي لا تريده أن يسافر معك؟ (بعد تردّد) المدرب مهما كان اسمه. لماذا؟ لأن المدرب لا يتركك تفعل ما تشاء، وعلى ما أظن فإن العطلة مسموح فيها كل شيء. هل لديك أصدقاء كثر؟ لا، ليس الكثير. من هو أعزّ أصدقائك إذن؟ أقرب صديق لي هو فيصل “الدكتور” وهو جراح أسنان، ولا أخفي عليك أنني أجد راحتي معه في كل شيء وتربطنا علاقة وطيدة منذ مدة طويلة في بوزريعة (العاصمة). كيف هي علاقتك مع والديك؟ هي علاقة الإبن مع والديه، فلا أعتقد أنني أستطيع العيش دونهما، ولا أخفي كذلك أنني كنت مدللا كثيرا لأن البكر في المنزل. نعلم أنك قريبا جدا من والدك ويتابعك في كل صغيرة و كبيرة؟ نعم، فمنذ سنّ الثمانية وهو يتابعني ويقدّم لي النصيحة تلو الأخرى، ولا يمكنني أن أنسى خيره عليّ ما حييت على الرغم من أنه “هبّلني” لمّا كنت صغيرا، كونه كان يجلس دائما في المدرجات وينهال عليّ بالملاحظات عندما نعود إلى المنزل، ولكن كل ذلك عاد عليّ بالفائدة الآن... وربي يحفظهولي مع الوالدة إن شاء الله.آمين... لديك شقيقك الأصغر رؤوف وسمعنا أنه يملك مستوى جيدا، ما رأيك فيه؟ إنه يملك إمكانات كبيرة وعليه فقط أن يكثف العمل حتى يكون في المستوى عندما يصعد إلى صنف الأكابر (رؤوف ينشط في أواسط إتحاد العاصمة).. وهناك نقطة أريد الإشارة إليها في هذا الصدد. ما هي؟ كلما أرى والدي يتابع أخي رؤوف أتذكر كل ما كان يفعله معي وأرى فيه صورتي بكل بساطة لمّا كنت طفلا صغيرا، ولكن أخي مسكين لأنه لديه أنا كذلك، لأنني لن أتركه يخطئ تماما خاصة في المباريات الرسمية. إذن أن تتابعه عن كثب، أليس كذلك؟ نعم، فكلما تسنح لي الفرصة لا أفوّتها لأنه شقيقي رغم كل شيء. ما هي المقابلة التي بقيت راسخة في ذهنك؟ هي تلك المباراة التي لعبتها في 20 أوت لمّا كنت أنشط في صفوف شباب بلوزداد ولعبنا أمام شبيبة القبائل وتمكنت حينها من تسجيل هدفين جميلين (يضحك)... ما هي أجمل ذكرى في حياتك؟ في كرة القدم لمّا توّجت مع المنتخب الوطني للآمال بكأس المغرب العربي، بالإضافة إلى الكأس الأخيرة مع شباب بلوزداد. وما هي الأسوأ ؟ أتذكر جيدا لمّا كانت والدتي مريضة وشعرت حينها بأن الدنيا لا تعني أي شيء من دونها ولكنها الآن بخير والحمد لله. إذن أنت تؤكد أنك طفل مدلل؟ نعم، لا يمكنني الإنكار. ولا زلت كذلك لحد الآن؟ لا الآن تغيّرت أمور كثيرة فمنذ دخولي سن 15 و16 تغيّرت عدة أمور وانتهت تلك المرحلة لأن أشقائي أخذوا مكانتي. كم أنتم في المنزل؟ خمسة: الوالدان، أخي وأختي بالإضافة إلى محدثك الآن (يضحك). وفي المجال الرياضي، ما هي أسوأ ذكرى؟ يا أخي أتذكر جيدا لما كنا في إثيوبيا مع المنتخب دائما وبقينا حينها مدة 8 أيام وعانينا كثيرا من الأكل الذي لم يكن أبدا مثلما نشتهيه، فقد كنا نشرب الماء ونكتفي بأكل الشوكولاطة لا أكثر. أين تفضّل قضاء أوقات فراغك؟ لا، أخفي عنك أنني أفضل المكوث في البيت أكثر والبقاء بقرب والدي لأنني لا أستطيع أن أبقى كثيرا في البيت بحكم ارتباطاتي الكثيرة. ما هو الفيلم المفضّل لديك؟ لست من محبي الأفلام كثيرا. ما هي أغنيتك المفضلة؟ كريس براون. ولكن ما هو عنوان الأغنية؟ نسيت، الشريط في السيارة وأسمعها في كل الأوقات عندما أنزل أقول لك ما اسمها (يضحك). ما هو الشيء الذي لا يمكنك أن تستغني عنه؟ حقيبة الحمام، فحتى لو أجد نفسي قد نسيتها أعود من الملعب الى المنزل حتى آخذها معي لأنها حاجة ضرورية أكثر من الهاتف. ما هو الشيء الذي لا يمكنك أن تبخل فيه وتشتريه بأي ثمن؟ السيارة على الرغم من أنني أملك السيارة التي حلمت بها. ما هي؟ BMW - 4 X 4 أو فيراري؟ فيراري فأنا أحب السرعة. هل أنت كثير الشجار؟ لا ليس كثيرا، لكن في الميدان قلت لك أنك لا تتمالك نفسك وسأحاول أن أكون في المستوى مستقبلا. ما هي آخر مرة تعاركت فيها؟ وقعت لي حادثة مع حميتي (لاعب شبيبة القبائل) ويا ليتنا تشاجرنا لأنه عوقب بشدة على الرغم من أننا لم نتشاجر، ولكن بعد انتهاء اللقاء تسامحنا وعادت الأمور إلى مجاريها بيننا. وخارج الميدان ما هي آخر مرة كانت؟ لا أتذكّر ربما لمّا كنت صغيرا وداخل الميدان دائما (ينفجر بالضحك) ما هي الهدية التي تحلم بها؟ العطر، فأنا أعشق العطور وأقبلها مهما كانت علامتها. ما هو البلد الذي تحلم بأن تكمل فيه حياتك؟ الجزائر ثم الجزائر فلن أجد أحسن من هنا. ما هي الشخصية التاريخية التي تعجبك؟ من دون تردد علي لا بوانت، فإنه يعكس صورة الشخصية الجزائرية. من هو اللاعب الذي كنت تتمنى اللعب إلى جانبه؟ عمور، زغدود. وفي الخارج من هو اللاعب؟ كلهم ، ولكن بالخصوص لاعب ليفربول جيرارد. ما هو طبقك المفضل؟ “تاڤلياتان” لكن بشرط أن تحضّره الوالدة العزيزة. وهل تساعدها في المطبخ؟ نعم أقولها من دون مركّب نقص. وماذا تحسن الطهي؟ العجائن بكثرة فلمّا كنت في الخارج كنت أعتمد على نفسي ولكن لست ماهرا كثيرا في الطهي. ماذا تفضّل، ملعب 20 أوت أو بولوغين؟ لا يمكنني الاختيار لأنني أجد معالمي في كلا الملعبين. هل تخاف لمّا تكون وحدك في الغرفة؟ نعم بعض الشيء، لكن لمّا أطفئ الضوء وأنام يذهب كل شيء. ماذا منحتك كرة القدم؟ كل شيء، ففي كرة القدم عرفت الرجال وكسبت احترام الآخرين وهي أمور لا يمكنك أن تجدها خارج هذا الميدان. وماذا ستفعل بعد نهاية مشوارك الكروي؟ على كل لاعب أن يحسن تسيير مشواره الكروي خاصة من الجانب المادي حتى يكون مرتاحا عند النهاية، وهو ما أفكر فيه من الآن ومن دون شك ستكون لي استثمارات في المجال التجاري بحول الله. من هو أقرب لاعب منك في الفريق؟ في شباب بلوزداد كان أوسرير فهو مثل الأخ بالنسبة لي، وفي إتحاد العاصمة فالجميع تربطني علاقة طيبة معهم. كيف وجدت نفسك مع كل من دزيري، غازي، وعشيو؟ لا شيء يخيف اللاعب فعليه فقط أن يكون واثقا من نفسه، وليكن في علمك أن طريقة لعبك هي التي تسمح لك بفرض نفسك في التشكيلة، وأتمنى أن نوفق جميعنا في الإتحاد. هل تفضّل المدينة أو القرية؟ المدينة في الشتاء والقرية لقضاء العطلة. البحار أو الجبال؟ البحر في الصيف بالتأكيد والجبال لما تتساقط الثلوج. من هو لاعبك المفضل؟ زين الدين زيدان فإنه رائع في كل شيء وقدوة لكل اللاعبين في العالم. ألم تندم لتضييعك مشوارا احترافيا في فنلندا؟ نعم تأسفت كثيرا ولكن هذه هي “مكاتيب الله“، ولا أزال صغيرا وكل شيء ممكن خاصة أن والدتي حينها كانت مريضة وأحسنت عملا بعودتي إلى ارض الوطن. لكن تتمنى العودة من جديد إلى هناك؟ بالتأكيد فالمثال الحي هو زرابي ذهب الى هناك وها هو الآن في البرتغال، وأتمنى له العودة إلى المنتخب الوطني وأنا كذلك أتمنى أن أسير على دربه. إذن تأمل في الحصول على مكانة في المنتخب الأول؟ نعم ولمَ لا في يوم من الأيام وعلي فقط أن أحترف حتى أطور من إمكاناتي وأكون تحت تصرف المنتخب الوطني في يوم من الأيام. ما هي التشكيلة التي تراها الأمثل في البطولة الوطنية؟ في الحراسة زماموش وحتى أوسرير، كذلك هناك في الدفاع بابوش، مفتاح ربيع ريال ومعيزة، وفي الوسط هناك شريف الوزاني، بوشامة، جابو، دراڤ وفي الهجوم هناك مسعود وغزالي بالإضافة الى دحام الذي عاد بكل قوة في الأيام الفارطة وحتى عودية سأضعه في الاحتياط إلى جانبي. (يضحك). ومن سيكون المدرب؟ مزيان إيغيل من دون منازع. هل تؤيد فكرة اللاعب الذي يلعب في الأقسام السفلى في نهاية مشواره؟ لا أبدا، أنا من جهتي أريد للاعب أن يخرج من الباب الواسع دائما ويترك مكانته نظيفة. ماذا تحب في كرة القدم؟ اللقطات الجميلة والفنية بالإضافة إلى الفوز الذي يبقى له طعم خاص دائما. ما هي أصولك؟ أنا قبائلي حرّ وبالضبط من قرية “ياكوران”. هي كذلك القرية التي ينحدر منها لاعب شبيبة القبائل يحيى شريف، هل تعلم؟ بالتأكيد، فيحيى شريف قريبي وأعرفه منذ الصغر. هذا شيء رائع، وإذا واجهته في الميدان كيف ستعامله؟ لا أرحمه (يضحك)، في كرة القدم لا مجال للخطأ، فنحن محترفون ونتعامل بكل جدية وخارج الميدان لا شيء يُفرقنا. هل تحب الجلوس في المدرجات ومتابعة المقابلات؟ لا، لا أحب ذلك لأنني أريد دائما أن أكون فوق المستطيل الأخضر وأشارك في المباراة. كنت قريبا جدا من شبيبة القبائل، لماذا لم تذهب حينها وتكون بجانب يحيى شريف؟ لم يحدث ذلك لأنني كنت مرتبطا بعقد مع فريقي السابق شباب بلوزداد لا أكثر ولا أقل. هناك من قال أن والدك منعك من التنقل إلى الشبيبة؟ (يتعجب) لا، أبدا، بل بالعكس فوالدي يعشق شبيبة القبائل وكان دائما يلح علي لكي أذهب الى هناك ولكن المكتوب قادني إلى إتحاد العاصمة. من هو الفريق الذي تناصره؟ إتحاد العاصمة منذ الصغر وإلى الممات لأنني تدرجت في الأصناف الصغرى لهذا الفريق. هل كنت تلعب كرة القدم في الأحياء؟ بالتأكيد فكنا دائما نلعب مقابلات نارية، وما يعجبني أننا كنا نلعب على الأموال دينار مقابل دينار وتكون الحرب فوق الميدان، إنها أيام لا تنسى. ما رأيك في المنتخب الوطني الحالي؟ إنه رائع وأدخل إلينا الفرحة التي لم نكن نعرفها، وأتمنى له التوفيق لأنني أريد الخروج للاحتفال من جديد. هل احتفلت من قبل في الشوارع؟ نعم ، أتحدى أي جزائري يقول لك أنه لم يخرج للاحتفال إن الأمر يفوقنا جميعا ونتمنى إعادتها في المونديال. وكيف ترى حظوظ “الخضر” في جنوب إفريقيا؟ نملك كل الحظوظ وسنلعب من دون عقدة، وهناك من يتحدث كثيرا عن إنجلترا فصحيح لديهم منتخب قوي لكن علينا أن نظهر أن كرة القدم الجزائرية عادت من بعيد ولا خوف عليها في المستقبل، وما يهمنا الآن هو ما بعد كأس العالم حتى نواصل إنجازاتنا ونبقى دائما حاضرين في المحافل الدولية. الحوار شيق معك لكن لا بد لنا من نهاية؟ شكرا لكم على هذه الاستضافة الرائعة وأشكركم على العمل الكبير الذي تقومون به وأتمنى لكم دوام النجاح إن شاء الله، وأريد فقط أن أحيي والدي وأخي بالإضافة إلى شقيقتي وكل أصدقائي بمن فيهم فيصل وكل أبناء الحي في بوزريعة، وكل عشاق إتحاد العاصمة الذين أؤكد لهم أننا سنرمي بكل ثقلنا لكي لا نخيّب آمالهم من جديد.