أهم ما ميز تربص المنتخب الوطني منذ بدايته يوم الأحد الفارط بفندق بني مسوس هو الظروف الهادئة التي ميّزته وعدم تكرار السيناريو الذي شهده الفندق العسكري بمناسبة التربص الأخير بمناسبة مواجهة صربيا التي شهدت فوضى وغزو العشرات من الأنصار لغرف اللاعبين في ساعات متأخرة من الليل لمجرد أخذ صور وإمضاءات اللاعبين... ما دفع الناخب الوطني والقائمين على المنتخب الى لعب مواجهة الإمارات في ألمانيا بعدما كانت مبرمجة في ملعب 5 جويلية، ولكن المعطيات يبدو أنها تغيّرت بعد المونديال وأصبح التربص في العاصمة ممكنا بعدما كان الأمر صعبا بالنظر إلى النجومية والشعبية التي ميزت رفقاء زياني قبل مونديال جنوب إفريقيا. القاعة الشرفية لم تعد داعيًا لاستقبال اللاعبين الأمر الذي يؤكد أن نجومية اللاعبين والهيستيريا التي كانت تميز الأنصار كلما قدم لاعب دولي محترف للجزائر هو حلول زياني، بوڤرة ، جبور والآخرون بشكل عادٍ في الأيام الأولى من تربص الخضر، ولم يستقبل هؤلاء كما كانت العادة في القاعة الشرفية لتجنب احتكاكهم بالجماهير في المطار، حيث خرج اللاعبون من الأبواب العادية دون أي احتكاك أو الاندفاع الذي كان قبل المشاركة في المونديال أين كان خروج لاعب دولي من المطار أصعب من خروج وزير دولة أو أي شخصية مهمة، وهو ما يعكس تراجع نجومية أشبال سعدان بعد مونديال مخيّب بالنسبة للشعب الجزائري. تركيز شديد في الفندق العسكري وقد شهد الفندق العسكري حركة عادية منذ الأحد الفارط الذي صادف أول يوم من تربص الخضر، حيث تم تخصيص جناح خاص للنخبة الوطنية، والحركة داخل الفندق كانت عادية ولم يقتحم جموع الأنصار والعائلات الفندق مثل المرات السابقة للظفر بإمضاء أو صورة مع أحد اللاعبين. الجدد اكتشفوا الفندق العسكري وقد كانت الفرصة للاعبين الجدد على غرار قادير، بودبوز، مجاني، ڤديورة ومبولحي لاكتشاف الأجواء في الفندق العسكري لبني مسوس، حيث أعجبوا بهذا المرفق واكتشفوا ما تسخّره الدولة من إمكانات للمنتخب الوطني الذي يقيم في فندق من خمس نجوم على بعد بضعة أمتار من ملعب 5 جويلية ومن الملعب التدريبي لثكنة بني مسوس، كما اكتشف الجدد بمناسبة التربص الرعاية الخاصة للخضر، وهو ما جعلهم يدركون حجم المسؤولية التي على عاتقهم ولكن دون أي ضغط ملموس منذ أول يوم من التربص الذي يسبق مواجهة الغابون. التركيز موجود وسعدان مرتاح كما استحسن الناخب الوطني سعدان الظروف التي سار فيها التربص منذ أول يوم، حيث كان هناك تركيز أفضل ولم تتكرر مشاهد الفوضى وإقلاق اللاعبين في التربص، وهو ما جعله يركز على عمله بعدما كان يبرر برمجة التربصات خارج الوطن لهذه الأسباب التي كانت تمنعه من العمل في تركيز ودون ضغط الجماهير. المونديال أسقط أسهم الكثير من اللاعبين تراجع نجومية المحترفين تعود بدرجة أولى إلى النتائج المخيّبة للخضر في المونديال، حيث لم يهضم الأنصار خروج الجزائر من المونديال دون أن نسجل أي هدف، كما أن قلة تحويلات اللاعبين وبقاءهم في أنديتهم عكست حقيقة مستوى أغلب اللاعبين الذين عانوا قبل المونديال من نجوميتهم في الجزائر والتي كانت في بعض الأحيان تزعجهم، ليدركوا بمناسبة تربص مواجهة الغابون أن شعبيتهم تراجعت وأن النتائج هي الكفيلة باستعادة حب والتفاف الجماهير حول منتخبها الوطني. مبولحي وبودبوز الأكثر طلبًا وقد أصبح مهاجم نادي سوشو رياض بودبوز رفقة الحارس مبولحي من أكبر المدلّلين عند الأنصار، وقد كثر الطلب على الثنائي الذي كان اكتشاف المونديال بعد الوجه الطيب الذي أبان عنه كل من حارس سلافيا ومهاجم سوشو.وقد تخطف أسماء جديدة الشهرة من بعض القدامى رغم أن شعبية كل من بوڤرة وحليش ويبدة لم تتأثر بعد المونديال، حيث كانوا من العناصر الأكثر طلبا في صفوف المنتخب.