يبدو أن السياسة التي ينتهجها رئيس “الفاف“، محمد روراوة، والمبنية على رفع مستوى البطولة الوطنية لأجل تقديم عناصر تدعم المنتخب الوطني لا توجد حاليا في مفكرة المدرب رابح سعدان، بدليل أن التشكيلة الأساسية في لقاء أمس أمام الغابون لم تحمل إسم أي لاعب ينشط في البطولة الوطنية، بل حتى اللاعبين الذين سبق لهم اللعب في الجزائر لم يكن لهم أي أثر في التشكيلة وهذا الأمر يعتبر سابقة تاريخية. تعوّدنا على تواجد حليش أو صايفي على الأقل في المشاركات الماضية للمنتخب الوطني كنا نجد على الأقل لاعبين إثنين أو ثلاثة في التشكيلة الأساسية، سواء ڤاواوي أو شاوشي، حليش وصايفي، لكن هذه المرة لم نر أي لاعب منهم، وهذا ما يجعلنا نتساءل ما الذي تنجبه بطولتنا وهل في 30 ناد يضم كل واحد منهم 25 لاعبا (750 لاعبا في المجموع) لا يوجد لاعب لديه المستوى للعب في المنتخب الوطني!؟ معظمهم لعبوا في المنتخب الفرنسي التشكيلة التي دخلت أمام الغابون تعتبر كلها فرنسية المولد وسبق لمعظمها اللعب في الفئات الشبانية للمنتخب الفرنسي، بينما من لعبوا في الفئات الصغرى للمنتخب الوطني لم نجد لهم أثر وهذا دليل آخر على أن اللاعبين المغتربين صاروا الخزان الرئيسي للمنتخب الوطني الأول. ما دور البطولة ومشروع الإحتراف!؟ سعي محمد روراوة إلى تكريس سياسة الإحتراف في البطولة الوطنية يجعله مشروعا ما يزال في المهد، لكن مادام هذا المهد لم يتلق الرعاية اللازمة ولا حتى التشجيع من قبل المدرب الوطني فالأكيد أنه على روراوة وأتباعه ألا ينتظروا أمورا جديدة بعد سنوات من الآن، بل حتى اللاعب في ناديه لما يرى نفسه في كل مرة جالسا في كرسي الإحتياط يفقد الرغبة في اللعب، وهذا ما قد ينطبق على سياسة الإحتراف إذا لم يغيّر المسؤولون في “الفاف“ والمنتخب الوطني سياستهم الحالية. مغتربون بدلاء مع أنديتهم وآخرون بطالون أساسيون مع المنتخب ومن بين المفارقات التي وقفنا عليها مساء أمس أن عددا كبيرا من العناصر إحتياطية مع أنديتها، ما عدا لاعبين إثنين أو ثلاثة، بينما البعض الآخر لم يجد إلى حد الآن ناديا يلعب فيه، لكن مع سعدان الذي “لا يغضب عنده أحد” ولا يريد أن يظلم المغتربين نجده يعتمد عليهم كأساسيين. لابد من تغيير الذهنيات قبل أن نغيّر نظام اللعب كل مشكلة لديها حل وكل ضائقة يأتي بعدها الفرج، لكن هذه الأمور تكون بدايتها بتوازن في التفكير وإصلاح للذهنيات قبل أن نقدم على أي شيء، وهذا ما ينطبق على الطاقم الفني للمنتخب الوطني الذي يجب عليه أن يعيد النظر إلى ما تحمله البطولة الوطنية واللاعبين المحليين وأيضا في النظام التكتيكي الذي يلعب به، قبل أن نتحدث عن الإحتراف. هدف الغابون الأول قلب الجمهور على المنتخب وسعدان رغم أن الجمهور الجزائري لم يكن غفيرا في لقاء سهرة أمس، إلا أنه كان مرحبا بمنتخبه قبيل إنطلاق المباراة كيف لا وهو الذي لم يشاهد زملاء بوڤرة يلعبون أمامه منذ فترة طويلة، والدليل على أن الجمهور احتضن منتخبه بحرارة هي الهتافات التي كانت تصدر من المدرجات والتشجيعات التي لقيها اللاعبون، رغم أدائهم السيّء طيلة المرحلة الأولى، غير أنّ هدف الغابون الأول قلب الأمور رأسا على عقب، حيث انقلب الجمهور على اللاعبين والمدرب سعدان في صورة تؤكد أن جمهور 5 جويلية، أو بالأحرى الجمهور العاصمي، هو الأصعب على الإطلاق في الجزائر. “سعدان المهبول” تعود من جديد وإذا كانت تصفيرات الجماهير على لاعبينا حاضرة عند كل مناسبة يلمسون فيها الكرة منذ تسجيل المنافس هدف السبق، فإن الناخب الوطني رابح سعدان كان الهدف الرئيسي للجماهير التي راحت تهتف “سعدان المهبول.... سعدان المهبول”، وهي العبارة التي سمعها مدربنا جيّدا عندما كان يهم للإلتحاق بغرف الملابس ما بين الشوطين. كلّ المدربين السابقين حوسبوا في “دار الشرع” وليس من حق سعدان أن يستاء من الجماهير التي عبرت عن إمتعاضها فقط من المردود السيّء الذي قدمه رفاق مصباح ومن خطته غير المفهومة، حيث أقحم عناصر لم يسبق لها أن لعبت في المراكز التي جربها فيها، مثل مصباح، ثم أن سعدان كان يعرف مسبقا أن ملعب 5 جويلية عبارة عن “دار الشرع” الحقيقية التي حوسب فيها سابقا كل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني، أبرزهم ماجر الذي عاتبته وانتقدته جماهير 5 جويلية في وقت سابق. اللاعبون إكتشفوا حقا جمهور “دار الشرع” وحتى اللاعبون -لاسيما الجدد- يكونون قد اكتشفوا طبع جماهير 5 جويلية الصعب، فهم في السابق كانوا يكتفون بمشاهدته عبر الشاشة وفقط، وها هم هذه المرة يكتشفون ما مدى ترحابه وحرارته وما مدى عصبيته، خاصة عندما يكون أداء اللاعبين سيّئا. عبدون وزياية قاما بتحمية العضلات تحت الهتافات في ظل المردود الضعيف الذي قدمه غزال وجبور، راح سعدان يأمر مهاجميه بالقيام من أجل تحمية العضلات، فقام عبدون وزياية تحت هتافات الجماهير التي كانت تمني النفس أن يجد أي بديل حلا للعقم الذي لا زال يطارد غزال وجبور وكل المهاجمين حتى في اللقاءات الودية. رايات المولودية، بلوزداد، القبائل، الحراش والإتحاد حاضرة كان الجمهور عاصميا مائة بالمائة أمس، إذ أن تزامن المباراة وأول أيام رمضان المبارك، حرم أنصار أندية الولايات الأخرى من الحضور، فاقتصر الحضور على أنصار م. الجزائر، إ. العاصمة، إ. الحراش، ش. بلوزداد ونصر حسين داي. وحتى قبائل العاصمة كانوا حاضرين هم أيضا وعبّروا عن وجودهم برايات شبيبة القبائل. مجاني في أول ظهور كأساسي تعتبر مباراة أمس الأولى ل كارل مجاني منذ تاريخ توجيه الدعوة له من طرف المدرب رابح سعدان، حيث كان قد استدعي إلى “الخضر“ في تربص “كرانس مونتانا” بسويسرا استعدادا لنهائيات كأس العالم، لكنه منذ ذلك التاريخ لم يلعب لا كاحتياطي ولا كأساسي، لكن هذه المرة أمام الغابون دخل كأساسي ولعب إلى جانب بوڤرة في الدفاع مكان عنتر يحيى المعاقب. الأرضية جيدة مقارنة بلقاء صربيا كانت أرضية الميدان في حالة جيدة أمس، بدليل أن اللاعبين الذين سبق أن اشتكوا من الحالة الكارثية لعشب 5 جويلية في لقاء صربيا الودي، أعجبوا بأرضية المركب كثيرا وأكدوا أنها تتواجد في أفضل أحوالها، ومن المؤكد أن عدم إحتضان ملعب 5 جويلية أي مباراة رسمية منذ نهاية البطولة الوطنية، جعل القائمين على صيانة الأرضية يسهرون على تجهيزها لهذا الموعد الودي. 6 لاعبين في كرسي الإحتياط بعد أن كان تعداد المنتخب الوطني في البداية مشكّلا من 22 لاعبا وتقلّص بعدها إلى 20 لاعبا إثر ترك لحسن يتعافى والعيفاوي، فإنه بعدها تقلّص عقب الإصابة التي لحقت ب كريم زياني ولاعب “بوروسيا مونشنڤلادباخ” الألماني كريم مطمور ليصبح 18 لاعبا فقط... ومع وضع حارس شبيبة بجاية سيدريك خارج القائمة، فقد وجد سعدان 17 لاعبا فقط في الإحتياط من بينهم حارسين هما ڤاواوي وزماموش. سيدريك في المدرجات وجد سعدان حلا وحيدا بإبعاد حارس شبيبة بجاية سيدريك من قائمة 17 التي دخل بها أرضية الميدان، طالما أن مبولحي دخل كأساسي، ڤاواوي الذي عاد من تونس بإصابة مع إتحاد البليدة وجد نفسه في كرسي الإحتياط، وأيضا زماموش الذي عاد ليلة أول أمس من تربص فريقه مولودية الجزائر من بولونيا، بينما سيدريك الذي كان في أحسن لياقة مقارنة بزملائه وجد نفسه في المدرجات متفرجا ومشجّعا. ... وتم تعيينه الحارس الرابع كما تم تعيين سيدريك الحارس الرابع، حيث أن مبولحي يأتي في المقام الأول، ڤاواوي في المقام الثاني وزماموش كحارس ثالث، هذا طبعا في لقاء أمس أمام الغابون، وإذا عاد شاوشي من العقوبة التي سلّطها عليه رابح سعدان بعد أن حرمه من دعوة المشاركة في مباراة أمس، فإن الحسابات ستتغيّر والمعطيات بالنسبة إلى ترتيب الحراس أيضا هي الأخرى ستتغيّر. العيفاوي عاد إلى الوفاق مباشرة بعد إعلام روراوة والمدرب الوطني رابح سعدان المدافع السطايفي عبد القادر العيفاوي بأنه معفى من تربص فندق الجيش ببني مسوس صبيحة أمس، توجه اللاعب مباشرة بعدها إلى بيته في العاصمة لإنتظار موعد تنقل الوفاق إلى زيمبابوي، وهو يتأسف على ما حدث معه، خاصة أنه كان يأمل أن يُعوّض عنتر يحيى أو رفيق حليش الغائبين عن المباراة. ... وسافر إلى زيمبابوي مساء أمس كما لم يطل إنتظار العيفاوي موعد سفريته مع فريقه وفاق سطيف، حيث غادر الجزائر أمس الأربعاء مع وفد الوفاق متوجها إلى زيمبابوي تحسبا للمباراة التي ستجمع فريقه أمام نادي “ديناموس” لحساب رابطة أبطال أفريقيا. بلعيد، عبدون، حليش وزياية في كرسي الإحتياط أبقى المدرب الوطني كلا من حبيب بلعيد، جمال عبدون، رفيق حليش وعبد المالك زياية في كرسي الإحتياط ولم يعتمد عليهم كأساسيين، حيث تتواصل سياسة التهميش مع عبدون الذي يبقى في نظر سعدان غير قادر على خلافة زياني، رغم أن اللاعب يتمتع بإمكانات فنية وبدنية كبيرة، وقد يكون الأمر نفسه ينطبق على زياية الذي عاد مؤخرا إلى صفوف المنتخب، لكنه بقي إحتياطيا في الشوط الأول من المباراة قبل أن يُشارك في المرحلة الثانية. سعدان أكمل الإحتياطيين ب حليش في ظل الغيابات الكثيرة التي سجلتها التشكيلة الوطنية مساء أمس، لم يجد المدرب الوطني من حل لملء قائمته سوى الإستنجاد بالمدافع السابق لنصر حسين داي رفيق حليش، الذي كان قد أكد بشأنه مقربون من “الفاف“ أن سعدان لن يعتمد عليه وسيُسرّحه لأجل ترسيم مفاوضاته مع النادي الإنجليزي “فولهام” الذي طلب خدماته. بوڤرة قائدا لأول مرة العقوبة التي ستمس عنتر يحيى في المواجهة القادمة أمام تنزانيا يوم 3 سبتمبر القادم وأيضا الإصابة التي لحقت ب كريم زياني، جعلت سعدان يمنح شارة القائد لأول مرة إلى المدافع مجيد بوڤرة. “جيش، شعب... معاك يا مبولحي“ خص أنصار المنتخب الوطني حارس سلافيا صوفيا، وهاب رايس مبولحي، بتحية خاصة وراحوا يهتفون بعبارة “جيش، شعب... معاك يا مبولحي” حينما دخل أرضية الميدان، وهي دلالة واضحة على تضامن الجمهور الجزائري مع حارسهم ومواساته بعد فقدان والدته في الأيام القليلة الماضية. لقي تضامنا شديدا من زملائه كما لقي مبولحي تضامنا من نوع آخر من زملائه في المنتخب الوطني، خاصة من حراس المرمى، حيث نزل إلى جانبه ڤاواوي وزماموش إلى أرضية الميدان للقيام معه بعملية الإحماء، وكان أيضا إلى جانبهم مدرب الحراس حسان بلحاجي الذي تكفّّل بتقديم توجيهات وتحضير حارسه كما يجب. بوڤرة تلقى تحية خاصة من الأنصار لم يكن مبولحي اللاعب الوحيد الذي لقي إشادة وتحية خاصة من الأنصار، بل كان إلى جانبه مجيد بوڤرة الذي يبقى المدلل الكبير للأنصار نظرا لحنكته وشجاعته في الدفاع فضلا عن الشخصية القوية التي يتمتع بها وحبه الشديد للوطن.