عرفت مباراة الغابون العديد من الغيابات الأساسية، فمنها من كان بسبب الإصابة على غرار مطمور وزياني ولحسن، ومنها ما كان بسبب العقوبة على غرار عنتر يحيى، ومنها من كان بترخيص من المدرب الوطني على غرار حليش الذي سيكون على موعد ودخول عالم الإحتراف بداية من الأسبوع المقبل... أمور لم يتقبّلها الشارع الكروي الجزائري الذي راح بعد الخسارة يشكك في نزاهة بعض اللاعبين لا سيما من تحججوا بالإصابة في آخر لحظة واضطروا إلى العودة من حيث أتوا. “يفكرون في مستقبلهم أكثر من المنتخب” وإذا كانت الجماهير الجزائرية قد انتظرت مسبقا عدم مشاركة حليش للأسباب التي عرفها العام والخاص، بما أنه يعاني من نقص المنافسة بسبب عدم تدربه منذ شهرين، وجراء تأهبه للتنقل إلى إنجلترا للإمضاء لنادي فولهام، فإنها لم تتوقع أن يغادر مطمور الجزائر بسبب الإصابة التي لم يشاهدوا لها أثرا في اللقاءات الودية الأخيرة التي خاضها مع ناديه الألماني “بوريسيا مونشنڤلادباخ”، ولم تتوقع أيضا أن ينسحب زياني في آخر لحظة بسبب إصابة لم يشاهدوا لها أثرا أيضا، وهو الأمر الذي جعل الجمهور الجزائري الذي كان في قمة الغضب سهرة أول أمس الأربعاء يشكك في نزاهتهما ويتهمهما بالتفكير في مصالحهما الشخصية وفي العروض التي تصلهما من هنا وهناك. “حتى لحسن إصابته شكّكوا فيها“ وحتى لحسن لم يسلم من إتهامات الجماهير الجزائرية التي لم يعجبها تصريحه منذ أكثر من عشرين يوما عبر صفحات “الهدّاف” بأنّه قد لا يأتي لمباراة الغابون بسبب الإصابة، فترة كانت كافية لكي يشفى من الإصابة التي زعم أنه يعاني منها، لكنه توقع مسبقا عدم شفائها حتى يغيب عن اللقاء - قال الأنصار الذين شككوا في نزاهته هو الآخر. “مبولحي ماتت أمّه وشارك” وراح الأنصار يستدلون بما فعله الحارس مبولحي الذي فضّل المشاركة في لقاء الغابون على حضور جنازة والدته التي وافتها المنية السبت الفارط لحظة وصوله إلى الجزائر، أمر وحتى إن كنا لم نستوعبه حتى الآن لأن حضور جنازة الوالدة أهم بكثير من مباراة كروية ودية، إلا أن الأنصار قارنوا تصرفه هذا بتصرف من سارعوا للعودة إلى ألمانيا بسبب الإصابة دون أن يكلفوا أنفسهم عناء مشاهدة المباراة وتشجيع رفاقهم من على خط التماس.