بعد تفضيله الصمت لمدة طويلة، فضل خالد لموشية محطة زيمبابوي للحديث عما حصل في أنغولا بينه وبين الناخب الوطني رابح سعدان، في هذا الحوار الذي كان سهرة أول أمس الأحد..... لنبدأ من الهزيمة التي سجلها الوفاق في هاراري، صعبة جدا أليس كذلك؟ فعلا جئنا إلى زيمبابوي من أجل هدف واحد وهو الفوز، لأنه سيحفظ حظوظنا في التأهل إلى الدور نصف النهائي لدوري المجموعات، ولكن للأسف الشديد ضيعنا الكثير من الفرص التي أتيحت لنا وفي المقابل أتيحت للفريق المحلي فرص قليلة سجل واحدة منها من فتحة في شكل قذفة، وهذه النتيجة تعتبر ضربة موجعة لنا من الناحية المعنوية خاصة في شهر رمضان، لأننا جئنا من أجل تحقيق نتيجة إيجابية والعودة فرحين، ولكن “الله غالب ما كتبش ربي”، والآن علينا أن نفكر في المستقبل. وكيف ترى المستقبل؟ بقيت لنا 9 نقاط وحتى لا نكذب على أنفسنا فالمهمة صعبة جدا، ونحن لا نصطنع الأمل للأنصار، ولكن هناك 3 مقابلات منها مواجهتان في 8 ماي، علينا أن نحصد 6 نقاط في ميداننا، ولنا من الإمكانات ما يمكننا من الفوز بالنقاط في ملعبنا، وبين لقاءي ملعب سطيف هناك النهائي الكبير. تقصد مباراة الترجي في تونس. نعم، النهائي الكبير لنا سيكون في تونس، ومهما كانت قوة الترجي فنحن في الوفاق أيضا لنا من القوة ما يسمح لنا بالتضحية وتحقيق الثلاث نقاط التي نبحث عنها في رادس، الآن علينا أولا أن نفكر في الفوز على ديناموس في سطيف وبعدها سيكون لنا كلام في تونس. ولكن الوفاق خسر في هاراري أمام أضعف فرق المجموعة. فعلا، هذا سبب ما قلت إنه يؤلم من الناحية المعنوية، لأنه لو كان الفريق الذي فاز علينا في مستوى مازيمبي أو الترجي التونسي، لتقبلنا النتيجة بصدر رحب، ولكن أن تخسر أمام فريق في مستوى ديناموس، فهذا معناه أننا ضيعنا فرصة ثمينة جدا من أجل الحصول على 3 نقاط ودفع حظوظنا إلى الأمام من أجل التأهل، ولكن المهم كرويا أننا خسرنا 3 نقاط ولم نخسر التأهل، علينا أن نبقى في نفس التركيز من أجل المقابلات القادمة، والأهم هو يجب أن ننسى لقاء هاراري ونفكر في المواجهة القادمة أمام ديناموس في سطيف، وبعدها الترجي في تونس. في هذا الوقت بالذات، ماذا يجب فعله من أجل أن يعود الوفاق إلى الانتصارات القارية؟ شخصيا، لا أريد الحديث خارج الأمور الرياضية للفريق، ولكن لما تصل الأمور إلى أن أتلقى سؤالا في لوبومباشي من صحفي كونغولي عن عدم تلقي مستحقات لاعبي الوفاق، فهذا معناه أن أمور الفريق خرجت إلى العلن، وبصراحة أصبح هناك مناخ سلبي، وخاصة في العلاقة بين المدرب وإدارة الفريق وللأسف هذا المشكل الذي كان منذ بداية التحضيرات أثر على التشكيلة، أنا لست هنا من أجل البحث عن أعذار الهزيمة والنتائج السلبية في رابطة الأبطال، ولكن قبل أن أطلب من اللاعبين أي شيء، أطلب من المسيرين أولا حل المشكل مرة واحدة وبصفة نهائية، من أجل أن نركز ونحقق أهدافنا الرياضية، لأن الفريق هو الخاسر الأكبر في هذه القضية. أكثر توضيح من فضلك؟ لما نعود إلى الجزائر هذا الثلاثاء، يجب أن تكون فترة 10 أيام التي نحضر فيها لديناموس في سطيف هادئة، فالطريقة التي حضرنا بها لمواجهة صفاقس في سطيف لا تشرف سمعة الفريق السطايفي من خلال تبادل الكلام بين الإدارة والمدرب وعلى صفحات الجرائد أو عن طريق الأنصار، ولذلك لابد على مسيري الوفاق ومن الآن توضيح الأمور بصفة تامة مع المدرب، لأن الفريق اسمه وفاق سطيف وهو فريق له اسمه في العالم العربي وفي القارة السمراء، وهذه المشاكل والفتن الداخلية التي تحدث ليست من مستوى وفاق سطيف، لا بد من جعل هذه القضية في طي النسيان في المرحلة القادمة وخاصة قبل مواجهتي ديناموس والترجي القادمتين، لأن من يدفع الثمن في النهاية هو وفاق سطيف، ليس اللاعبون، المدرب، أو الإدارة ولكن الفريق ككل، فنحن إلى الآن لعبنا 3 مواجهات في مجموعتنا، وبصراحة لا يوجد أي فريق لفت انتباهي أو كان أقوى منا في الميدان، ولكن لما تقوم بالحسابات تجد أن الوفاق في المرتبة الأخيرة، وهم في الحقيقة ليسوا أفضل منا من ناحية المستوى، ولكن هم أفضل منا لأنهم لا يمتلكون مشاكل داخلية فقط. إذن، تعيد ترتيب الوفاق الحالي إلى المشاكل الداخلية. نعم، هذا أكيد لأن المشاكل الداخلية والمناخ الموجود منذ بداية التحضيرات بين الإدارة والمدرب لعب دوره السلبي، وفي المرحلة القادمة يجب أن يتوقف هذا الكلام الكثير ويترك الجميع الفريق يحضر في هدوء. هل أنت متفائل بمستقبل الوفاق في رابطة الأبطال الإفريقية؟ 100 بالمائة، لأن الفريق السطايفي الحالي وحسب المستوى الذي شاهدناه في المواجهات السابقة هو أحسن فرق المجموعة من ناحية الأداء المقدم، ولكن يجب علينا أن نعرف أنه بقيت 9 نقاط، وبالتالي يجب ألا نقول إنه بقيت 3 مقابلات وسنتأهل، ولكن علينا أن نعمل بالطريقة التي تجعلنا نتأهل، والبداية يجب أن تكون يوم 27 أوت بأخذ المرتبة الثالثة من ديناموس وبعد ذلك لنا أسبوعان من أجل تحضير النهائي الكبير أمام الترجي التونسي والبحث عن 3 نقاط ولا شيء غيرها في رادس، يجب إذن أن نتجرع هزيمة هاراري، ونفكر في القادم وقبل كل هذا أعيد وأكرر يجب أن تحل كل المشاكل الداخلية، وخاصة قضية العلاقة بين الإدارة والمدرب. المدرب قال إن هناك مخططا استعجاليا، بتربص مغلق من هذا الخميس وإلى غاية لقاء مازيمبي في سطيف، فهل أنتم جاهزون للمهمة؟ لا يوجد أي مشكل، لأن هذا لا يسمى حتى تضحية ولكن هو واجب، خاصة وأننا كلاعبين لنا الرغبة الكبيرة في تحقيق شيء إيجابي للأنصار، إذن التربص المغلق لمدة 3 أو 4 أسابيع متتالية تمنيته شخصيا من قبل، لأنه من أسباب ما نعانيه هو الدخول المتأخر في التحضيرات. أنت من اللاعبين الذين لم يحصلوا على المستحقات العالقة للموسم الماضي، ما تأثير ذلك على الوضعية الحالية للفريق؟ عندما أتكلم باسمي الشخصي، فأنا ألعب في هذا الفريق للموسم الخامس على التوالي وأعرف أن رئيس الفريق يعاني من أزمة مالية خانقة في المدة الأخيرة، ولذلك قبل المجيء إلى ديناموس التقيته من أجل أموال الموسم الماضي ولي الثقة الكبيرة فيه حتى ولو تأخر في التسديد لأنه دوما عند كلمته، ولكن هذا الأمر يخص العلاقة الشخصية والثقة التي تولدت بين سرّار ولموشية، وأعرف أن الأمور المالية ستسوى مهما طالت المدة، ولكن في نفس الوقت وعندما يتحدث بقية اللاعبين عن أموالهم العالقة أقول إنهم محقون، لأنهم غير مركزين جيدا فوق الميدان أمام عدم تلقي مستحقات الموسم الماضي، أتمنى لو أن الإدارة تقوم بتسوية هذا المشكل بصفة نهائية، لأن الأمر أصبح يؤثر على التركيز في العمل، وهذا من أجل حل هذه المشاكل وجعل اللاعب يفكر في كيفية الفوز على ديناموس والترجي ولا يفكر في موعد تلقي المستحقات، لأن الوفاق له الإمكانات لتحقيق النتائج الرياضية، بشرط أن يكون هناك كل الهدوء والاستقرار في الفريق، وأريد أن أوضح شيئا آخر. تفضل. العقلية التي سرنا بها في الوفاق في رابطة الأبطال أشبه بالعقلية التي كنا نسير بها في البطولة، رغم أن الأمر مختلف، لأنه في رابطة الأبطال كلما سارت الأمور بلقاء تتعقد الحسابات عكس البطولة التي لك الوقت فيها للتدارك والوقت من أجل مراجعة المشاكل، ومثل هذا المناخ الذي كان موجودا قبل التنقل بين الإدارة والمدرب من أهم أسباب نتائجنا في رابطة الأبطال، رجائي الآن أننا عندما نعود إلى سطيف لا نسمع أي اختلاط جديد للأمور، وأكرر “رجاء أتركوا الوفاق يحضر لديناموس والترجي في هدوء”. وإذا أغلقنا ملف الوفاق وتحدثنا عن الفريق الوطني، ماذا تقول؟ تعرف أنني كنت متحفظا في الحديث عن هذا الموضوع وكنت أنوي أن أعقد ندوة صحفية، ولكن هذه المرة سأتحدث وهذا بحكم العلاقة الخاصة التي تربطني بك والثقة الكبيرة التي لي في شخصك وبصفتك أول صحفي عرفته لما جئت إلى الوفاق في صيف 2006. شكرا على الثقة، لنبدأ من الخسارة الأخيرة أمام الغابون، ما تعليقك عليها؟ للأسف الشديد لم أشاهد اللقاء، لأننا كنا في الطائرة ضمن رحلة باريس – جوهانسبورغ مع الوفاق، ولا أعلم إلى حد الآن كيف سارت الأمور فوق أرضية الميدان، ولكن حتى وإن كنت لا أريد التحدث كثيرا عن نتائج الفريق الوطني بطريقة سلبية، إلا أنه يجب أن نعترف أنه منذ فترة تجاوزت 6 أشهر والمنتخب يمر بأزمة نتائج سلبية، لأنه باستثناء التأهل أمام كوت ديفوار في كأس أمم إفريقيا، والتعادل المسجل أمام إنجلترا في كأس العالم، فالمنتخب الوطني في سلسلة نتائج سلبية ومرات نخسر بنتائج عريضة، وهذا ما يجعلني أقول إن الأمور ليست بخير ويجب أن نجد الحل، لأن تصفيات كأس إفريقيا 2012 في الانتظار بعد أقل من شهر من الآن، خاصة أن النتائج المسجلة بدأت تبعث الخوف والشك في نفسية الأنصار. بصفتك لاعبا سابقا في المنتخب، كيف ترى الوضعية؟ في البداية، كنت لا أريد التحدث عن الفريق الوطني، وهذا تفاديا للتأويل بسبب مشكلتي مع الناخب الوطني رابح سعدان، والثقة الكبيرة التي كانت في المرحلة السابقة بين الأنصار والمنتخب، لذلك فضلت الصمت لفترة طويلة، لأنني قبل أن أكون لاعبا في المنتخب فأنا مناصر وفي ل “الخضر“، ولكن الآن علينا أن نستخلص الدروس والعبر بسرعة، لأنه ليس المشكل في مقابلة وخسارة الغابون الأخيرة، ولكن المشكل يعود إلى 6 أشهر السابقة وأكثر، حين لم يعد الفريق الوطني هو نفسه الفريق الذي كان في التصفيات المشتركة لكأس العالم وإفريقيا. أين المشكل في رأيك؟ ليس لي علم حقيقي بما يحدث لأنني الآن خارج المنتخب، توجد أمور أصبحت لا أفهمها، لأنني أتذكر في 2007 لما تولى سعدان المهمة في العارضة الفنية للفريق الوطني، قال إنه يجب أن يكون هناك وقت من أجل تحقيق الانسجام في الفريق، ولكنه بعد أن تحقق الانسجام وفي “وقت الصح” قام بنزع 7 لاعبين وجلب 7 آخرين جدد، وبذلك كسر عمل الانسجام الذي تم تحقيقه في سنتين من العمل، لا أدري لماذا، وكانت هناك الكثير من العواطف، كما أن اللاعبين الذين غادروا لهم أصدقاء في داخل الفريق، ما أوجد مناخا غير ملائم، رغم أنني أؤكد أنني لست داخل الفريق حتى أعرف ماذا يحصل بالضبط. لكن هناك قضية، ماذا حصل في أنغولا بالضبط بين خالد لموشية وسعدان؟ ما أريد أن أقوله إنه أثناء كأس إفريقيا للأمم، لم أقرر مغادرة أنغولا بمحض إرادتي، وإن فضلت الصمت لأكثر من 6 أشهر لبست خلالها لباس الضحية، وهذا كان من أجل شيء واحد وهو أن الفريق الوطني كانت تنتظره كأس العالم التي يجب تحضيرها في هدوء، ورفضت أن أتسبب في التشويش على الفريق أو مدربه، لكن الآن حان الوقت من أجل أن أقول أشياء وأوضح الحقيقة. تفضل؟ لموشية لم يغادر الفريق الوطني في أنغولا، فأنا لم أعرف الفريق الوطني في آخر 3 سنوات ولما أصبحت خزينة الدولة مليئة بالأموال والمنح، لكن عرفته في صنف الأواسط في سنة 1999، مرورا بصنف الآمال، ولما قدمت في 1999 كنت محترفا ومتربصا في أولمبيك ليون وحصلت لي مشاكل بسبب مجيئي الدائم لتربصات الفريق الوطني، لكن لا يهم ذلك لأنني أحب الفريق الوطني كثيرا” منذ الصغر، ولم يسبق لي أن أدارت ظهري له. إذن ماذا حصل في أنغولا؟ في أنغولا لم يكن هناك أصلا مشكل، لكن كان هناك حديث بيني وبين رابح سعدان، ولكي أدخل في تفاصيل الحديث الذي كان بيني وبينه، أدعو من خلال “الهدّاف” المدرب الوطني لنعقد أنا وهو ندوة صحفية مشتركة، وسأترك له الكلمة ليقول بكل شرف للجزائريين وفي حضوري ماذا قلت له بالضبط في أنغولا . أكثر تفاصيل من فضلك؟ قبل المواجهة أمام مالاوي وضعني المدرب في قائمة البدلاء، وتقبلت الأمر، خاصة أن المدرب سعدان تحدث معي وقال إنه سيعتمد على نفس العناصر التي لعبت مقابلة أم درمان، وقال لي لا تغضب ولك كل ثقتي، ولا أدري إلى الآن ماذا يقصد بهذه الثقة. وبين اليوم الذي تحدث معي ومقابلة مالاوي كان هناك يومان، كان سعدان قد أعطى لنا التشكيلة الأساسية التي ستلعب أمام مالاوي وأيضا في نفس الوقت أعطاها للصحفيين في ندوة صحفية في ملعب كوكايروس الذي كنا نتدرب فيه. إلى هنا الأمور عادية؟ سعدان أعطى قائمة الفريق الذي سيلعب أمام مالاوي 48 ساعة قبل اللقاء، لكن ليست هي التشكيلة التي بدأت أمام مالاوي، وأنا ذهبت لرؤيته والتحدث معه لأنه حصل شيء تسبب في تغيير التشكيلة، وكنت أنا شاهد على واقعة حصلت قبل مالاوي، لكنني فضلت الصمت لأن اللقاء الأول كان جد مهم، ولكنني لم أقبل ما شاهدت بأم عيني. وماذا شاهدت بصراحة؟ هذا هو الكلام الذي دعوت من أجله سعدان لعقد ندوة صحفية مشتركة، ونحضر معا مصحفا وأترك له رواية الحادثة وماذا قلت له بالضبط في الاجتماع الذي جار بيني وبينه بين لقاءينا أمام مالاوي ومالي. لكن إلى غاية نهاية لقاء مالاوي كانت الأمور عادية؟ بعد لقاء مالاوي كان خالد لموشية سيلعب أساسيا أمام مالي، وهذه كانت حقيقة في الحصص التدريبية التي سبقت المباراة، ومن قال إنني لم أقبل أن أكون بديلا أمام مالي فهذا خاطئ، لأنني في الحقيقة كنت أساسيا، لكن ما جعلني أتحدث مع سعدان هو أمور حدثت قبل مالاوي ولا علاقة لها تماما بتواجدي في مقعد البدلاء في اللقاء الأول. كيف سارت الأمور حتى تحدثت مع سعدان؟ حديثي مع سعدان كان في إطار رسمي، وبعد أن لعبنا أمام مالاوي الاثنين، تحدثت مع زهير جلول يوم الثلاثاء، وقلت له إنني أريد أن يكون لي لقاء مع “الشيخ” والذي قبل بهذا، وهنا أيضا قيل كلام كثير خاطئ، وهو أن لموشية ذهب وضرب الباب بعنف، بل إنني طلبت اجتماعا رسميا مع سعدان عن طريق مساعده، وهو الاجتماع الذي قبله سعدان وأرسل لي حسان بلحاجي مدرب الحراس صبيحة الأربعاء، وجاء إلى غرفتي وقال لي “الشيخ ينتظرك”. كان هذا يوم الأربعاء أي 24 ساعة قبل لقاء مالي؟ نعم، وكان أول شيء قلته له عندما تنقلت إليه، هو “يا الشيخ هل بالإمكان أن يكون لي حديث صريح معك”. وماذا كان رده؟ قبل ذلك، وكان الحديث في الجانب الفني الانضباطي للفريق الوطني، لأنه يوجد شيء لم يدخل في رأسي هو الكيل بمكيالين مع اللاعبين وهذا أمر لا أقبله، نعم فكلنا نخطئ وسبحان من لا يخطئ، لكن الكل يتحمل مسؤوليته حتى اللاعبين الدوليين المحترفين يعرفون مشاكل كبيرة مع فرقهم، لكنها تحل دوما في إطار القانون الداخلي ويعودون بصفة عادية. لكن لماذا كنت الوحيد من اللاعبين الذي تكلم؟ أظن أن سعدان وضع ذلك مشكلا شخصيا بيني وبينه، لأن الحديث تم بيني وبينه وبحضور زهير جلول، ولا يوجد أي شخص آخر رابع، ووالله لم يكن هناك أي تجاوز في الكلمات من طرفي، وحدثته عن الشيء الذي شاهدته قبل لقاء مالاوي، وهو أمر سبق لي أن حدثته عنه في السابق وبالضبط في تربص كوفرتشيانو بإيطاليا قبل التنقل إلى القاهرة، أين قلت له بصريح العبارة: “توجد الكثير من التصرفات والمعاملة بمكيالين تجاه اللاعبين من طرفك كمدرب والتي تجعلني أفكر في توقف مشواري مع الفريق الوطني”. وهناك (في إيطاليا) قال لي فكر ولا تتسرع في القرار، لكن أنا هذه هي عقليتي لا أقبل كل شيء. وهناك تصرفات أشاهدها ولا يمكنني السكون عنها، طالما أن الفريق الوطني هو عبارة عن مجموعة من 23 لاعبا من المفترض أن يكونوا سواسية، لكن سعدان له هذا المشكل في معاملة اللاعبين بمكيالين ومعاملة اللاعب الفلاني ب “زي” واللاعب الآخر بوجه آخر. وكيف تطورت الأمور بينكما في اجتماع أنغولا؟ أقول وربي شاهد إنني عندما طلبت الحديث معه أنه لم تكن لي النية تماما للإساءة إليه، لكن من أجل أن يكون فطنا، وهذا ما جعلني عندما تحدثت معه في ليبيا في لقاء الفريق الوطني للمحليين أكرر له أنني أتحدث مع سعدان الإنسان وليس سعدان المدرب، لأن الطريقة التي كان يسير بها في أنغولا وقبلها كانت ستخلق مشكلا كبيرا والمجموعة ستنقسم من يوم إلى آخر، وأردته أن يفطن فقط. إلى هنا لا شيء يوحي بحصول مشكل يغادر بسببه لموشية أنغولا؟ هذا هو الأمر الذي لم أفهم فيه سعدان، لأن الحديث بيننا كانت مدته من 30 إلى 40 دقيقة تقريبا، ولو كانت هناك “قباحة” أو قلة احترام في الكلام، لكان له أن يقول لي توقف أو أخرج، لكن بعد الاجتماع خرجت أنا وهو بصفة عادية وذهبنا لنشاهد حصة فيديو خاصة بلقاء أنغولا- مالي، لأننا كنا سنواجه مالي في اليوم الموالي. وحضرتها بصفة عادية ثم تناولنا وجبة الغداء وصعدت إلى غرفتي عاديا، وهنا بدأت تنقلب الأمور. كيف؟ صعد إلى غرفتي أحد المسيرين وقال لي إن رئيس “الفاف” روراوة ينتظرك في الأسفل مع المدرب سعدان، ونزلت وقال لي سعدان: “أعد ما قلته لي هذا الصباح”، فأعدت له ما قلته، وهنا قال سعدان: “بالنسبة لي أنت لم تحترم المدرب الوطني وأيضا المجموعة ككل”، وهنا أجبته أنني لم أقصد تماما الإساءة إليه، وإذا كان يرى في كلام لي إساءة فأنا أطلب منه “السماح” أمام رئيس “الفاف”، وطلب مني سعدان الخروج وبعدها اتخذ هو قرار مغادرتي أنغولا . من “هو” الذي اتخذ القرار سعدان أم روراوة؟ سعدان هو من اتخذ قرار مغادرتي أنغولا، وقد أرسل لي جلول إلى غرفتي ليقول لي إنني ممنوع من حضور الحصة التدريبية لهذه الأمسية، لكن في الحقيقة كان يريد أن يتم إحضار تذكرة المغادرة لي وأنا في الفندق، في وقت يكون هو في الملعب حتى يتفادى لقائي وجها لوجه، إذ لم تكن له الشجاعة حتى لمقابلتي وجها لوجه وأنا أغادر وفقا للقرار الذي اتخذه هو، وهنا أريد أن أقول شيئا للجزائريين. تفضل؟ أنا من ذهبت إلى رئيس “الفاف” بعد أن تم إعلامي بقرار مغادرتي أنغولا، وكانت فكرتي أن يتم ترحيلي مصحوبا ببيان لأسباب عائلية، لكن أعتذر عن ذلك لأنه لا والدتي ولا شقيقتي كانت مريضة. وأشكر بالمناسبة رئيس “الفاف” على تفهمه الأمر، لأنني كنت في اتصالات متقدمة في تلك الفترة مع مونبيلييه، وكان عمل سعدان يضيع علي الوقت، ولأن الأمر كان سريعا وبطريقة لم أتوقعها خلقت هذا العذر، المهم أن ما قلته لسعدان أدعوه ليعيده في حضوري في ندوة صحفية ومستعد لتحمل كل العواقب مع الشعب الجزائري. وبعد مغادرتك، كيف سارت الأمور؟ إذا سلمنا أنني أخطأت في أنغولا، لكن ما حصل بعد ذلك فيه الكثير من الظلم لي، لأنني عوقبت بعدم التواجد أمام صربيا وفي كأس العالم، لكن لا يهم ذلك. وحتى إن لم يكن سعدان عادلا معي في كأس العالم أو في الاتصالات التي كانت لي في “الميركاتو”، لكن الشيء الذي لا أنساه أنه نزع البسمة من أفراد عائلتي في شهر جوان الأخير، هذا ما أثر فيّ أكثر، ففي 6 أشهر غابت البسمة عن شقيقي الذي يعد مناصرا شوفينيا للخضر، وعن والدي وعن كل العائلة. ألا ترى أن ما حدث معك هو عبارة عن سياسة للتخلص من اللاعبين المحليين؟ حتى وإن كان سعدان وصل إلى القناعة بعدم صلاحية اللاعبين المحليين، لكن أخلاقيا كمدرب للفريق الوطني لا ينبغي له أن يقول هذا الكلام بصفة علنية، لأنه كان مدربا معنا في وفاق سطيف والحمد لله فاز معنا بالبطولة وبدوري أبطال العرب، وعاد اسمه إلى الكرة الجزائرية، وبفضل ذلك عاد ليكون المدرب الوطني مرة أخرى، لذلك فحتى وإن كان يفكر في فشل اللاعب المحلي، فعليه ألا يقول هذا الكلام حتى لا يحطم عمل من يعملون. الإشاعات المصاحبة لمغادرتك هل أثرت فيك؟ أكيد، خاصة أنني فضلت الصمت من أجل مصلحة الفريق الوطني، لكن لما تصل الأمور إلى إصدار إشاعة وترويجها بأنني ضربت ڤاواوي بشوكة أكل، فأقول: “ارفعوا مستوى الحديث قليلا” لأن هذا كلام المقاهي، لأنني لو أفعل هذا وأستدعى مع المحليين فهذا معناه أن الفاف “مهابل”. وبصراحة كل المشكل كان بيني وبين سعدان وقلت له “صراحة موجعة” لم يتقبلها، وأعيد وأكرر إنني لم أقصد تماما الإساءة إليه، لكن الغرض من الكلام الذي قلته له هو أن يفطن حتى لا تهرب من يده المجموعة. على ذكر المحليين، كيف تقبلت دعوة بن شيخة؟ أشكر بالمناسبة عبد الحق بن شيخة لأنه من الأشخاص الذين وقفوا معي في الفترة الصعبة، وأعطاني يده وأنا تقبلت الدعوة بصدر رحب، كما أن تواجدي في المباراة أمام ليبيا كان مناسبة برهنت من خلالها ل “الفاف” أنه لا يوجد مشكل لها مع لموشية، أو أنني لم أكن منضبطا أو قمت بأي شيء في أنغولا. والأكثر من ذلك أقول لسعدان إذا كُنتُ غير منضبط فعلا فماذا كنت سأفعل في القائمة الاحتياطية للفريق الوطني في المونديال. والآن كيف ترى المستقبل؟ أتمنى أن تتحسن الأمور، خاصة من ناحية النتائج، وأنا لا أتحدث كلاعب بل كمناصر للفريق الوطني، لأنني ما شاهدته يوم 19 نوفمبر في الجزائر العاصمة بعد العودة من السودان أمر لن أنساه. وأقول إنه لو طلب مني أن ألعب من جديد 13 لقاء في التصفيات و”يحلولك رأسك في مصر“ ولا تذهب لكأس العالم، والله العظيم سأعيدها من جديد ودون أي ضغط، لأن فرحة التأهل لا تقدر بثمن. بعد مباراة السودان الفرحة لا يمكن تصورها، أرى في ذلك اليوم النهاية الحقيقية لسنوات الأزمة الأمنية في الجزائر، لأن الكل صغار، كبار، عجائز، شيوخ فرحوا، لذلك كل شيء يهون أمام فرحة شعب، حتى وإن لم أشارك في كأس العالم وضاعت مني الاتصالات مع الفرق، لكن “ماعليهش ربي يرزق”، خاصة أني لن أنسى العائلة وكيف عاشت المونديال والفترة التي سبقته. وأقول ما مضى مضى، ويبقى اسم لموشية في تاريخ الكرة الجزائرية، لأنه من بين اللاعبين الذين أعادوا الجزائر إلى المونديال بعد 24 سنة من الانتظار. ماذا تضيف في الأخير؟ الفريق الوطني من أجمل الأشياء التي كانت لي، خاصة أنني دخلت قلوب الجزائريين جميعا، سيما بعد الاعتداء على الحافلة في القاهرة وصوري بالدم، لكن هذا الدم ليس خسارة من أجل الجزائر، وعلى سعدان ألا يبقى هكذا، وإذا وصله شيء ما عني فما عليه إلا أن يقوله لي علنا، لكن يجب أن لا تمسح فيّ “الموس” طيلة 6 أشهر هكذا دون سبب، لأن الحقيقة ليست كما قيل، خاصة أنني عايشت الفريق الوطني وكنت شاهدا على قضايا أخطر ولم يسبق لي أن شتمته. والأكثر من ذلك أنني تحدثت معه من أجل المصلحة العامة رغم أنني كنت أساسيا أمام مالي، مع أمنيتي الدائمة بتأهل الفريق الوطني مجددا إلى كأس إفريقيا 2012، وإلى كأس العالم 2014 حتى يبقى من أفضل 32 فريقا في العالم.