كان الكثير من اللاعبين الدوليين الجزائريين الذين شاركوا مع المنتخب الوطني في المواعيد الأخيرة وذهبوا إلى جنوب إفريقيا ينتظرون أن تكون فترة الانتقالات الصيفية ساخنة بالنسبة لهم، لكنهم صدموا بعد نهاية المونديال بالواقع المرّ، وهو أن الأمور لم تبارح مكانها.. بل أكثر من ذلك هناك العديد منهم من ساءت وضعيته مع ناديه ووجد نفسه في وضعية حرجة للغاية بسبب عدم وجود أي عرض، أو وجود عروض غير مقنعة، وهو الأمر الذي كان ينتظر البعض أن يزول باقتراب موعد غلق الانتقالات، لكن الوضعية بقيت تراوح مكانها بالنسبة للعديد من اللاعبين، ورغم كل هذا إلا أن البعض يبقى يحتفظ بأمل تغيير الأجواء والظفر بعرض جيد قبل أسبوع فقط من غلق سوق الانتقالات في أوروبا. عبدون خسر مكانه في المنتخب والفريق ولم يظفر بأي عقد أول لاعب عانى من أزمة نقص العروض هو وسط ميدان “الخضر” جمال عبدون الذي لم يصله أي عرض جدي إلى حد الآن سوى من بعض أندية القسم الثاني، والتي لا يفيده انتقاله إليها في شيء، وهو الذي كان ينتظر أن يعود إلى القسم الأول الفرنسي من بوابة المنتخب الوطني، لكن مفاجأته كانت في تهميشه من طرف المدرب سعدان الذي يبدو أنه عازم على عدم منحه فرصة كافية لإثبات قدراته. وإضافة إلى عدم كسبه مكانة في التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني خسر عبدون مكانه في فريقه “نانت“، والذي ينتهج مدربه جيلو تقريبا سياسة سعدان معه، ولكن لحسن حظ عبدن أن “نانت“ لا يملك لاعبين قادرين على تعويضه، وبالتالي فإن المدرب في كل مرة يضطر للاعتماد عليه. ويبقى عبدون يأمل أن يأتيه خيط رفيع يبقي أمل انتقاله إلى فريق فرنسي في الدرجة الأولى قبل نهاية فترة التحويلات، على الأقل حتى ينهي كابوس الأزمة مع فريقه ويلتفت إلى أزمته مع “الخضر”. عنتر يحيى أكبر الخاسرين يعتبر قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى من بين اللاعبين الأكثر تضررا في الصائفة الحالية، ليس فقط لأنه لم يتمكن من تغيير الأجواء إلى فريق آخر أفضل في “البوندسليڤا“، أو في بطولة أوروبية أخرى، بل لأنه سيلعب في مستوى أدنى من الذي كان يلعب فيه، وهذا بعد سقوط فريقه بوخوم إلى القسم الثاني، إذ تشير كل المصادر إلى أن عنتر سيبقى في فريقه لموسم آخر، وهو ما يعني أنه سيلعب في الدرجة الثانية، وهو الأمر الذي قد يكلفه مكانه في “الخضر” رغم أنه أصبح قائد المنتخب الوطني بعد اعتزال كل من صايفي ومنصوري. هذا الأمر من شأنه أن يؤثر في مستوى اللاعب، لكن عنتر معروف بإصراره وعزيمته وبرفعه التحدي في كل مرة. بلعيد لا زال لا يعرف شيئا عن مصيره لاعب آخر يعاني من وضعية حرجة للغاية في فريقه الحالي، وهو الوافد الجديد على المنتخب الوطني حبيب بلعيد، والذي يبقى متواجدا مع فريقه فرانكفورت الألماني، لكن دون أن يدخل حسابات النادي ومدربه، الذي أكد ل”الهدّاف“ أن بلعيد يأتي رابع خيار له في التشكيلة، ومن الأفضل له تغيير الأجواء، لكن المشكلة أن بلعيد لم يجد فريقا يلعب له في الموسم الجديد، وهو ما حتّم عليه البقاء مع فريقه دون أن يعرف مصيره، فالنادي وضعه ضمن قائمة اللاعبين المعروضين للبيع، لكن لم يتقدم أي فريق من أجل التعاقد مع مدافع “الخضر” وبالتالي هو باقي في فرانكفورت في انتظار كيف سيكون مصيره في الأسبوع الأخير من مرحلة الانتقالات. مجاني لم يستفد من شيء وبقي في أجاكسيو فقط لاعب آخر التحق بصفوف المنتخب الوطني وكله عزيمة على التألق وتحقيق نتائج جيدة تسمح له بالظهور على المستوى العالي، ولم لا الظفر بعقد مع أحد النوادي الجيدة في البطولة الفرنسية، وهو مدافع أجاكسيو كارل مجاني، لكن رغم بعض العروض هنا وهناك والتي لم ترق إلى المستوى المطلوب، إلا أن اللاعب بقي في فريقه أجاكسيو ولم يبرح مكانه، حيث لم يحقق أي تقدم، وبالتالي سينتظر فرصة أخرى من أجل تحقيق مبتغاه في اللعب في الدرجة الأولى الفرنسية على الأقل. يبدة اجتاز أصعب مرحلة في الوقت المناسب يبدة، ورغم أنه من بين أفضل لاعبي المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة، إلا أنه عرف مصير اللاعبين الآخرين، حيث سمعنا الكثير من الكلام حول العروض التي وصلته، من باريس سان جرمان وأرسنال... لكن لا شيء تم، وبقيت العروض حبيست صفحات الجرائد والأنترنيت، وكان من الممكن جدا أن يقع يبدة في وضعية حرجة للغاية بما أن ناديه بنفيكا قرّر التخلي عنه، ولم يجد أي فريق يلعب له ويستوفي الشروط التي يطلبها، قبل أن يخرج من المأزق في آخر لحظة وتصله عروض رسمية ومغرية من طرف أندية في القسم الأول الايطالي، ولم يبق له سوى اختيار إحداها، سواء نابولي الذي اتفق مع مسؤوليه على كل شيء، أو باليرمو، أو حتى لازيو الذي راجت أخبار عن رغبته في التعاقد معه. مبولحي في مأزق رغم العروض اللغز المحيّر في لاعبي “الخضر“ يبقى الحارس رايس وهاب مبولحي، الذي رغم تألقه اللافت في المونديال وإظهاره مستوى رائع جعل العديد من الأندية تهتم بخدماته، ورغم العروض الكثيرة التي تهاطلت عليه، إلا أنه لم يوقع في أي ناد إلى حد الآن، ولم يبق سوى أسبوع واحد فقط قبل غلق سوق الانتقالات، وهو الأمر الذي يحتم على مبولحي إيجاد فريق في أسرع وقت والتعاقد معه، خاصة أن أحواله مع فريقه “صلافيا صوفيا“ ليست على ما يرام، بما أنه دخل مع النادي في دوامة مشاكل قد تجعل البقاء في هذا النادي أمرا صعبا للغاية ويكلفه الكثير. المنتخب الخاسر الأكبر قبل موعد تنزانيا وتبقى وضعية اللاعبين الدوليين الجزائريين الحرجة عائقا في وجههم من أجل تقديم أفضل ما لديهم، بما أن معظمهم باله منشغل بمستقبله الرياضي، وأين وكيف سيلعب الموسم الجديد، وهو ما سينعكس سلبا على مستوى المنتخب الوطني خاصة أنه مقبل على مواجهة هامة للغاية مطلع الشهر القادم أمام تنزانيا في إطار أول لقاء في التصفيات المؤهلة إلى كأس افريقيا 2012، وهو ما يجعل كل الجزائريين خاصة المدرب الوطني يمنون النفس أن تنتهي هذه الوضعية الحرجة للاعبين ويصبح تركيزهم كله على تحسين مستواهم واللعب بكامل إمكاناتهم.