في الوقت الذي كان كل الجزائريين يتوقعون أن نجم المنتخب الوطني كريم زياني سيعود إلى البطولة الألمانية وإلى ناديه “فولسفورغ” من أوسع الأبواب ولن يجد أدنى صعوبة لحجز مكانته في التشكيلة الأساسية بعد الأداء الرائع الذي قدّمه مع “الخضر” في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة التي جرت فعالياتها في أنغولا والتي ساهم خلالها في وصول المنتخب إلى الدور نصف النهائي... إلا أن المدرب المؤقت لحامل بطولة “البوندسيليغا“ الموسم الفارط “لورنز غونتر كوستنر” كان له رأي آخر ويصرّ على تهميش لاعبنا الدولي وعدم منحه الفرصة على الأقل ليثبت تأقلمه مع أجواء البطولة الألمانية وأجواء فريقه. وهذا ما جرّنا لنتساءل عن أسباب إصرار هذا المدرب على تهميش زياني، وقد اكتشفنا أن عمق الأزمة أكبر من أن يكون هذا المدرب الذي يشرف على العارضة الفنية لفولسفورغ منذ إقالة “أرمين فيه” غير مقتنع بمردود زياني الذي يجتهد كثيرا في التدريبات ولم يفقد الأمل في العودة سريعا إلى التشكيلة الأساسية. “كوستنر” يصرّ على وضع الثقة في العناصر التي كان وراء تكوينها وكان المدرب “كوستنر” الذي وضعت إدارة “فولسفورغ” ثقتها فيه بعد رحيل “أرمين فيه” بسبب أزمة النتائج، يعمل كمدرب للفئات الدنيا في الفريق ويعرف خبايا البيت جيدا لذلك فهو يصرّ دائما على وضع الثقة في الأسماء نفسها التي يعرفها جيدا من أبناء الفريق الذين كان وراء تكوينهم، وذلك حتى يثبت للإدارة أنه قام بعمل كبير وكان وراء إكتشاف كلّ هؤلاء اللاعبين الذين لم يجن معهم الفريق سوى التعثرات، حيث لم يتذوق زملاء الهداف “غرافيتي” طعم الفوز في 13 مباراة كاملة، والأغرب من ذلك هو أن هذا المدرب يجدّد ثقته في الأسماء نفسها رغم أزمة النتائج التي تلاحق الفريق، وكأن “كوستنر” يريد أن يبعث رسالة صريحة ومباشرة للإدارة مفاداها أن الفريق يجني الآن ثمار العمل الذي قام به لمّا كان يشرف على هؤلاء اللاعبين في الأصناف الصغرى. همّش كلّ المستقدمين حتى يؤكد أن إستقدامات “فيه” كانت فاشلة وإذا كان المدرب الألماني “كوستنر” يريد أن يشهر بعمله ويصنع لنفسه اسما في ألمانيا ولو على حساب مصلحة الفريق الذي يقضي أحد أسوأ مواسمه منذ صعوده إلى بطولة القسم الأول، فإنه بالمقابل يريد أن ينتقد بطريقته الخاصة سياسة المدرب السابق “أرمين فيه” ويؤكد للإدارة أن انتداباته كانت فاشلة على طول الخط، لأن زياني لا يوجد لوحده في قائمة الأسماء التي همّشها “كوستنر” وهناك كلّ اللاعبين الجدد تقريبا الذي تم انتدابهم بطلب من “فيه”، على غرار “دالما”، “توماس”، كالبار” والنيجيري “مارتينز” يوجدون جميعا خارج حسابات الطاقم الفني ولا يتم الاستنجاد بهم إلا في وقت الحاجة فقط. والغريب في أمر الإدارة أنها لم تحرّك ساكنا رغم أن النتائج السلبية لم تفارق الفريق وزياني و”مارتينز” اللذان كلفا خزينة الفريق 17 مليون فيما بينهما مازالا يكتفيان بالجلوس على مقعد البدلاء منذ عودتهما من أنغولا. هذه الوضعية لا تُساعد زياني قبل “المونديال” وإذا كان زياني يأمل في أن تتحسّن وضعيته ويعود إلى أجواء المنافسة الرسمية تدريجيا ابتداء من مباراة اليوم أمام “شتوتغارت”، فإن المؤكد هو أن هذه الوضعية لا تساعد لاعبنا كثيرا قبل “المونديال”، ومن شأنها أن تجعله يفقد الكثير من إمكاناته الفنية والبدنية، في وقت أن المنتخب والمدرب سعدان يبقيان بحاجة إلى لاعبين جاهزين من كافة النواحي من أجل الظهور بوجه مشرّف وتشريف الكرة العربية في جنوب إفريقيا، خاصة أن صانع لعب المنتخب الوطني الآخر مراد مغني بعيد عن أجواء المنافسة منذ نهاية “الكان” وأجرى عملية جراحية تجعله يغيب عن أجواء “الكالتشيو” وفريقه لازيو روما لمدة شهر ونصف. حتى وضعية مطمور والشاذلي وعنتر يحيى غير مطمئنة ويبدو أن شبح التهميش امتد من كريم زياني إلى لاعبين آخرين في المنتخب الوطني في صورة العمري الشاذلي الذي وجد نفسه خارج قائمة المدعويين لمباراة فريقه “ماينز” أمام “بوخوم”، والتي شهدت أيضا جلوس قائد معركة “أم درمان” عنتر يحيى على مقعد البدلاء، وحتى مطمور الذي كان قطعة أساسية في تشكيلة “مونشڤلادباخ” قبل “الكان” يعاني من المشكلة نفسها، حيث وجد نفسه مرة أخرى على مقعد البدلاء سهرة أول أمس في مباراة فريقه أمام “هوفنهايم” ولم يقحمه المدرب إلا في الربع ساعة الأخير. هذه الوضعية غير المطمئنة تماما تسبّب الكثير من الأرق للمدرب سعدان الذي كان يتمنى أن يعود لاعبوه إلى أنديتهم من موقع قوة بعد أدائهم المميّز في دورة أنغولا. -------- مناد: “زياني يحتاج إلى مضاعفة العمل لأنه ورقة مهمّة جدا في كأس العالم” “زياني يمرحاليا بفترة أين كل لاعب معرض إليها في مشواره الكروي وعليه أن يضاعف العمل أكثر... أنا لا أقول بأنه مهمّش، لكن أرى أن ظروف البطولة الألمانية تلزم عليه أن يكون ذا إرادة قوية، ونحن مقبلون على المونديال ويجب أن يكون اللاعبون في أوج إمكاناتهم ومن بينهم كريم،الذي يحتاج إلى المنافسة لأنه يبقى ورقة مهمّة جدا في كأس العالم في جنوب إفريقيا”. عصاد: “مجموعتنا مفخخة وعلينا الحذر من المغرب” صرح لنا اللاعب الدولي السابق عصاد صالح بشأن المجموعة التي وقعت فيها الجزائر في تصفيات كأس أفريقيا للأمم 2012 قائلا: “أنا متخوف كثيرا من رد فعل المنتخب المغربي في التصفيات القادمة، لأنه يحضر في الخفاء من أجل تعويض عدم مشاركته في كأسي العالم وإفريقيا للأمم هذا العام، وبالتالي أقول إننا سنكون أمام موعد تاريخي، أما بالنسبة لمنتخبي تنزانيا وإفريقيا الوسطى فأنا لا أعرفهما لكن يجب الحذر منهما، وخلاصة القول إننا في مجموعة مفخخة بكل المقاييس”. “على زياني أن لا يفشل ويعلم أن المستقبل أمامه” أما بشأن زياني فقد صرح عصاد قائلا: “يجب على زياني أن يرفع حجم العمل فقط، لأنه يتمتع بكل الإمكانات من أجل أن يبرهن على أحقيته بأن يكون لاعبا مهما في تشكيلة سعدان، وإذا كان بإمكاني أن أنصحه فأنا أطلب منه أن يصبر ويواصل العمل فقط ولا يسأم لأن المستقبل أمامه، كما أن هذه الفترة حساسة في مشوار أي لاعب، وستعود المياه إلى مجاريها الطبيعية في الأيام القليلة القادمة”.