في كل مرّة يطل علينا المدرب الوطني بخرجة جديدة، وغير مفهومة، سواء من حيث التعداد الذي يعتمد عليه، أو من حيث طريقة التحضير. وحتى وإن كانت الاتحادية وفرت كلّ شيء ل سعدان وأشباله من أجل العمل بكل راحة، وباحترافية كبيرة، إلا أن سعدان يصرّ على “البريكولاج“. وقد جاء الدور هذه المرّة على مكان إجراء التدريبات في هذا التربص الذي يسبق مباراة تنزانيا، إذ فضّل سعدان أن يجري “الخضر“ ثلاث حصص تدريبية في ملعب الثكنة العسكرية ب “بني مسوس“، وهو ملعب صغير معشوشب طبيعيا يملك أرضية سيّئة لا تصلح فعلا للتدرب، بينما برمج حصة في ملعب 5 جويلية، وأخرى في البليدة، وهو ما يعتبر مغامرة في حدّ ذاتها، إذ سيزجّ باللاعبين في مباراة رسمية، وذات ضغط شديد، دون حتى أن تكون لهم فرصة للتدرّب فوق الملعب الرئيسي لوقت كافٍ. !!كلّ المنتخبات تسعى للتدرّب في الملعب الرئيسي إلا الجزائر ولا يمكن اعتبار الأمر غير غريب، فكلّ المنتخبات في العالم تسعى للتدرب أكبر وقت فوق أرضية ميدان الملعب الرئيسي الذي تجري فيه مبارياتها الرسمية، وحتى الفريق الضيف لديه الحقّ في ذلك وفي نفس توقيت المباراة لمرّة واحدة على الأقل، لكننا في الجزائر نفكّر بطريقة أخرى ومغايرة. فمثلنا مثل منتخب تنزانيا سيتدرّب منتخبنا مرّة واحدة فوق ميدان البليدة، ولا يمكن ل سعدان أن يأتي بأيّ مبرّرات لأن كلّ شيء كان في متناوله، لكنه فضّل التدرب على ميدان صغير بثكنة “بني مسوس“، وكأننا نحضّر للقاء فريق هاوٍ. كان يمكنه أن يُبرمج ثلاث حصص في البليدة والعديد من اللاعبين لا يعرفونه والأمر الذي أدهش الجميع، هو أن سعدان كان بإمكانه برمجة ثلاث حصص بملعب البليدة، والذي يؤكّد الجميع أن حالة أرضية ميدانه ممتازة، والعشب جيّد، ولا يمكن أن يتأثر بسبب التدريبات عليه، لثلاث مرّات على الأقل. حيث كان من الضروري أن يتدرّب اللاعبون أكبر قدر ممكن من الوقت على ملعب البليدة، بما أنه يوجد عدد كبير منهم سيلعب فيه لأول مرّة، ولا يمكن الحديث عن معرفتهم للملعب، حيث يوجد أكثر من 9 لاعبين لم يسبق لهم اللعب في البليدة، والبقية لم يلعبوا هناك منذ أكثر من عشرة أشهر، وهذا منذ آخر لقاء أمام روندا شهر أكتوبر من السنة الماضية، وبالتالي فاللاعبون لا يمكن أن يجدوا معالمهم بسرعة فوق هذا الميدان، وبعد حصة خفيفة. في أسوء الأحوال كان يجب التدرّب في ملعب كبير مثل 5 جويلية وحتى وإن تمكّن سعدان من إيجاد حجج حول قراراته مثل ما كان يفعل دائما، وتمكن من إقناعنا أنه لم يكن يستطيع برمجة ثلاث حصص فوق أرضية تشاكر، إلا أنه كان من المفترض عليه أن يجري التدريبات في ملعب كبير على الأقل، مثل ملعب 5 جويلية، بما أن اللقاء سيلعب فوق ميدان كبير ومعشوشب طبيعيا. فمن الضروري أن يتدرب اللاعبون في ملعب مشابه، مادام الأمر متاحا، وهذا من أجل مصلحة المنتخب الوطني واللاعبين. حيث أنه يمكن تطبيق خططهم التكتيكية جيدا مثل ما سيحدث في اللقاء، وليس التدرّب في ملعب صغير لا علاقة له بما سيحدث يوم الجمعة، سوى أنه معزول على الصحافة والجماهير. الإصابات عامل آخر والمحترفون سبق أن اشتكوا من ملعب “بني مسوس“ عامل آخر يبدو أن المدرب سعدان لم يعمل حسابه، وهو عامل الإصابات التي قد تطال لاعبي “الخضر“ جرّاء التدرب في ملعب مثل ملعب ثكنة “بني مسوس“ المعشوشب طبيعيا لكن أرضية ميدانه سيّئة، وهو ما قد يعرّض اللاعبين للإصابات. وكان لاعبون المحترفون اشتكوا في وقت سابق خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم وإفريقيا 2010 من هذا الملعب وحالته السيّئة، والذي أثرت في العديد منهم، وهو ما يجعلنا نتمنى ألا يكون التدرّب فوق هذا الميدان مضرّا باللاعبين، خاصة أن المنتخب يسجّل العديد من الغيابات في صفوفه، وليس في حاجة للمزيد منها. ---------------------- “مسفوف“ لوجبة السّحور يتناول اللاعبون المحترفون أغلب الوجبات التي يحضّرها طباخ الفندق العسكري والمنتخب الوطني، حيث أعجب رفقاء جبور بالوجبات التقليدية الخاصة بشهر الصيام، كما اكتشف مجاني، بلعيد، شاقوري ومبولحي “الشربة“ وما شابهها من مأكولات تحضّر خصيصا في هذا الشهر الكريم. كما يتناول اللاعبون يوميا في وجبة السحور كسكسي يحضّر بطريقة جيّدة من طرف المكلفين بالطبخ في الفندق العسكري. حلاّق خاص للاعبين زار أول أمس حلاق من سطاوالي اللاعبين حيث تم جلبه خصيصا لتسريح شعر بعض اللاعبين وحلاقته كما كان الحال في التربصات السابقة. وقد اعتاد اللاعبون على هذا الحلاق الذي يقوم بحلاقتهم كلما تربص أشبال سعدان في فندق “بني مسوس“ العسكري. الزيارات ممنوعة في السهرة منع الطاقم الفني للمنتخب الوطني زيارات أقارب اللاعبين أو أصدقائهم في السهرة، حيث تم منع عدد من الغرباء من الدخول إلى الفندق رغم توصية أحد اللاعبين للسماح لصديقه بدخول الفندق على مستوى المكلفين بالأمن في مدخل الفندق، وقد اضطر اللاعب للخروج من الفندق لاستقبال صديقه بسبب التعليمات الصارمة في هذا الشأن. مبولحي يريد اكتشاف أجواء رمضان في العاصمة يعتزم حارس المنتخب الوطني مبولحي العائد من بلغاريا بعد تعاقده مع “سيسكا صوفيا“ تأجيل عودته إلى بلغاريا بعد مباراة تانزانيا ب 48 ساعة، حيث يريد أن يكتشف أجواء شهر الصيام في العاصمة وخاصة في السهرة بعيدا عن الفندق العسكري ل “بني مسوس“، و“روتين“ تربصات “الخضر“ التي تجبر اللاعبين على الاعتكاف في الغرف طيلة اليوم.