مباشرة بعد انتهاء لقاء منتخبنا الوطني سهرة أول أمس أمام نظيره المنتخب التانزاني، اقتربنا من اللاعب الدولي السابق وجوهرة الكرة الجزائرية في فترة الثمانينيات لخضر بلومي.. الذي يتواجد مع “الحمراوة” وبعثة “الهدّاف” في المغرب في مركب “كهرماء” بمدينة الدارالبيضاء في تربص مولودية وهران، لأخذ انطباعاته حول التعثر الأخير ل “الخضر” والذي قال عنه: “هي مفاجأة حقيقية، فأنا شخصيا كنت أتوقع فوزا على الأقل بهدف مقابل لا شيء ولكن لم يحدث ذلك إذ لم نتمكن من تحقيق أول فوز في أول مباراة لنا في ميداننا وهو ما سيشكل صعوبة كبيرة علينا في بقية التصفيات، يجب تحقيق الفوز في إفريقيا الوسطى من أجل استعادة بعض الثقة والتوازن في الترتيب وبعدها لا مجال للخطأ لأن المجموعة سيتأهل عنها منتخب واحد وهو ما يضع المنتخب الوطني في وضعية حرجة”. “لم نحفظ دروسنا بعد الإخفاقات السابقة” وواصل لخضر بلومي حديثه عن الإخفاق المرّ للمنتخب الوطني أمام منتخب تانزانيا وقال: “المنافس كان في متناولنا وكان من المفترض أن يسيطر أشبال سعدان من البداية على مجريات اللعب و يركزوا على اللعب القصير، لكن على ما يبدو فإن لاعبينا لم يحفظوا الدروس من الإخفاقات السابقة سواء في المباريات الودية أو كأسي إفريقيا والعالم، سنرى كيف ستسير الأمور في المباريات المقبلة وهل سيتدارك المنتخب أم سيضيع على نفسه فرصة التواجد في كأس إفريقيا المقبلة”. “تانزانيا فاجأتنا بتنظيمها الدفاعي المحكم” تحدث بعد ذلك لخضر بلومي عن المنتخب التنزاني الذي تمكن من العودة بنقطة ثمينة إلى بلاده ستفيده كثيرا في بقية المشوار، على عكس منتخبنا الذي سيتضرر عقب هذا التعثر، وأضاف: “المنتخب التانزاني جاء إلى الجزائر في ثوب الضحية وكان يدرك بأن مهمته لن تكون سهلة حيث كان يسعى للعودة بأقل الأضرار، لكنه وجد نفسه قادرا على تحقيق الفوز ولاعبونا هم من سمحوا له بذلك، لا يمكن لي أن أنكر بأن الفريق المنافس أبان عن بعض الإمكانات والنقاط الإيجابية كقوته الدفاعية والتنظيم المحكم بالإضافة على حارس المرمى الذي منح ثقة كبيرة لرفاقه”. “لا يُمكن الحكم على زياية الآن” تطرق بعد ذلك محدثنا لتقييم مردود بعض اللاعبين في صورة عبد المالك زياية الذي شارك لأول مرة كأساسي مع المنتخب الوطني، حيث قال عنه بلومي: “زياية لاعب موهوب ويملك إمكانات كبيرة لكنه لم يقدم أي شيء في لقاء المنتخب الوطني، لم أفهم لماذا لم يخرج لجلب الكرة بمفرده وبقي ينتظرها داخل منطقة العلميات فالمنافس لم يكن قويا حتى لا يستطيع فعل ذلك، ولكن على العموم لا يجب الحكم عليه حاليا إذ لا زال أمامه متسع من الوقت لذلك ولا يجب أن نلومه كثيرا لأنه ليس زياية فقط من لم يكن في يومه بل العديد من اللاعبين، فحتى جبور لم يقدم أي شيء، كما أن غزال شارك في منصب جديد ولم نفهم لماذا”. “سعدان لا يُلام لأنه جرب كل ما لديه” تطرق بعدها بلومي للحديث عن سعدان والخطة التكتيكية التي اعتمد عليها حيث وقف إلى جانبه هذه المرة وقال: “لا أحد بإمكانه أن يلوم سعدان على التعثر في مباراة تانزانيا لأنه استعمل كل ما لديه واعتمد على زياية من البداية، بودبوز كذلك، كما أشرك عبدون وحتى عمري الشاذلي، ولكنه كان باستطاعته عدم الاعتماد على حليش وترك المجال لمجاني لأن حليش ليس في كامل لياقته... سعدان أدى ما عليه وهناك عقدة في المنتخب الوطني يجب حلها في أقرب وقت”. “الآن تأكدنا من أن منتخبنا مازال ناقصا” واصل محدثنا كلامه وذهب إلى أبعد ما يمكن حين وصف المنتخب بأكمله بأنه لا يزال غير جاهز، وأضاف: “الجميع يعلم بأننا لا نملك منتخبا قويا ومتكاملا، أضف إلى ذلك كثرة الإصابات ونقص الفعالية في الهجوم، فمن غير المعقول ألا نسجل الأهداف أمام منافس مثل تانزانيا الذي يعتبر مجهولا بالنسبة لنا وليس من أقوى المنتخبات، يجب تدارك الأوضاع قبل فوات الأوان لأن عدم التأهل إلى كأس إفريقيا القادمة سيكون كارثة حقيقية لكرة القدم الجزائرية ومن شأن المنتخب أن يعود إلى نقطة الصفر من جديد”. “يبدة من أحسن اللاعبين في المباراة” طرحنا سؤالا على بلومي يتعلق بأحسن لاعب في “الخضر” حسب رأيه أمام زامبيا، فكانت إجابته على النحو التالي: “المباراة لم تكن قوية ولكن كما جرت عليه العادة فهناك لاعبون يؤدون جيدا مثل بودبوز، بلحاج وبوڤرة لكن بالنسبة لي فإن أحسن لاعب في ذلك اللقاء هو حسان يبدة الذي صال وجال طيلة التسعين دقيقة واستحق على الأقل أن يسجل هدفا من التسديدات التي سددها أو المخالفات التي سنحت له، أتمنى له التوفيق وأن يسير بقية رفاقه على دربه إن شاء الله ونتدارك هذه الكبوة في أسرع وقت ممكن”.