النتيجتان المخيبتان اللتان سجلهما المنتخب الوطني في مواجهتي الغابون وتانزانيا في بداية الموسم الجاري فتحتا المجال لبعض الأصوات التي تشكك في مستوى اللاعبين المحترفين... حتى تتساءل عن الفائدة من جلب لاعبين من البطولات الأجنبية في ظل عجزهم عن تخطي عقبة منتخبات مغمورة كما كان عليه الحال أمام تانزانيا في أول جولة من التصفيات، وهذه المعطيات فتحت الباب أمام بعض الأصوات التي تطالب بمنح الفرصة للاعب المحلي للعب في المنتخب الأول وأصبح الحل عند بعضهم هو اللجوء إلى ما يُصنع في الأندية الجزائرية خاصة في ظل تألق شبيبة القبائل وبدرجة أقل وفاق سطيف في رابطة أبطال إفريقيا. مستوى البطولة لا يُشجّع على جلبهم ومن بين المعطيات التي لا تشجع أي مدرب وطني على ضم اللاعب المحلي هو تواضع مستوى البطولة المحلية في الجزائر، فهناك إجماع على أن مستوى لاعبينا لن يرتفع في ظل “البريكولاج“ الموجود على مستوى الأندية وهو ما أجبر المدرب الوطني السابق سعدان على الاعتماد على العناصر المحترفة في مونديال جنوب إفريقيا. حتى منتخب المحليين كاد يُقصى أمام ليبيا وما زاد الفنيين قناعة بنقص مستوى العناصر المحلية هو الوجه المخيب الذي ظهر به أشبال بن شيخة في التصفيات أمام ليبيا، حيث تأهلوا في الدقائق الأخيرة بفضل هدف حنيتسار أمام منتخب كان منقوصا من عدة عناصر لكنه سبّب متاعب لرفقاء لموشية، وهو ما دفع سعدان إلى عدم الاستعانة بأي لاعب من كتيبة بن شيخة. وقد ارتفعت أصوات المختصين قبل المونديال تنادي بضرورة إبعاد العناصر المحلية التي كانت في التعداد على غرار زاوي، رحو وبابوش بعد خسارة صربيا بسبب محدودية مستواهم، لتتغير اللهجة بعد تعثر تانزانيا وتطالب بمنح الثقة للاعب المحلي دون أي تحليل موضوعي في هذا الشأن. تجّار وجابو الإستثناء في بداية الموسم ومن بين اللاعبين المرشحين للتواجد في المنتخب الأول في الأسابيع القليلة القادمة وسط ميدان وفاق سطيف جابو الذي يعد مستقبل الكرة في الجزائر ويتمتع بفنيات ومؤهلات تسمح له حتى باللعب في أوروبا، كما قدم لاعب شبيبة القبائل تجار مردودا متميزا في رابطة أبطال إفريقيا وفي المواعيد الكبرى يسمح له بالطموح إلى مكانة في المنتخب الأول، خاصة أنه من أفضل منفذي الكرات الثابتة في الجزائر ومن المرشّحين للاستدعاء مستقبلا للمنتخب. تكوين لموشية ومقداد جعلهما الأفضل ومن بين الأسماء التي تُرشح لتكون ضمن قائمة المنتخب الوطني لموشية الذي سبق له حمل ألوان “الخضر“ وهو مرشح للعودة إلى تدعيم الوسط بعد استقالة سعدان، رفقة لاعب وسط مولودية الجزائر مقداد الذي يقدم مستوى ممتازا مع فريقه ويرشحه مدربه ليكون ضمن “الخضر“ قريبا. ويجب الإعتراف أن هذين اللاعبين تكوّنا في مدارس تكوين فرنسية رفقة اللاعبين المغتربين الذين غزوا البطولة وارتفعت أسهمهم في السوق بسبب ضعف التكوين في الأندية الجزائرية. روراوة يُجدّد ثقته في المنتوج الأجنبي ويعتزم رئيس الاتحادية روراوة تجديد الثقة في السياسة التي كانت تعتمد على ضم اللاعبين المحترفين في أكبر البطولات الأجنبية، حيث قرر عدم ضرب استقرار التعداد الذي كان يعتمد عليه سعدان وأبقى على الإستراتيجية نفسها نظرا لاقتناعه بعدم إمكانية الاعتماد على اللاعب المحلي في الوقت الراهن في ظل ضعف مستوى البطولة المحلية. ... ويستعين بالخبرة الأجنبية في التدريب كما لجأ روراوة إلى الخبرة الأجنبية لتدعيم العارضة الفنية بالإضافة إلى اعتماده على اللاعبين المحترفين لعدم ثقته في المنتوج المحلي سواء تعلق الأمر باللاعبين أو المدربين، وهو ما دفعه حاليا للبحث عن خليفة سعدان باللجوء إلى مدربين أجانب بعدما اقتنع بأن العيب ليس في اللاعب المكوّن في فرنسا بل في المدرب سعدان خريج المدرسة الجزائرية.