ورشات كثيرة في انتظار المدرب الجديد بن شيخة خاصة مشكل الانضباط على مستوى التشكيلة، وهو المشكل الذي أتعب سعدان منذ التأهل إلى كأس العالم، ويتفاءل كثيرون بقدرته على حلّه خاصة أن من يعرفون “الجنرال” يؤكدون أنه يملك شخصية قوية تساعده على فرض نفسه على أيّ مجموعة كانت دون أن يخشى شيئا.. وهو ما يأمله الجميع أن يكون في مستوى اختيارات اللاعبين، وكذا التشكيلة الأساسية، لأن إرضاء الجميع غاية لا تُدرك. قد يُسقط بعض الأسماء في أول قائمة له وإذا كان بن شيخة لن يغيّر كثيرا لأنه لا يملك متسعا من الوقت وسيكون مُجبرا على المحافظة على النّواة الرئيسة للمنتخب قبل تربص 3 أكتوبر القادم، فإن هناك أسماء أولى سيضحي بها لأنها لا تستحق الاستدعاء، على أن تكون الغربلة الحقيقية بعد مباراة إفريقيا الوسطى، أين سيكون أمامه متسع من الوقت لدراسة وضعية كل لاعب وما يمكنه أن يقدّمه للمنتخب وما قدّمه من قبل، فضلا عن إقصاء اللاعبين الذين لم يقدّموا أي شيء ل “الخضر” منذ قدومهم الذي كان على شكل هدية، خاصة من شاركوا في “المونديال“ دون أن يلعبوا دقيقة واحدة. يعرف أن مجاني وبلعيد لا يملكان مكانة وأن شاقوري في المنتخب عن طريق الحظ ودون شك كمتتبع دقيق لمشوار المنتخب الوطني بحكم أنه مدرب المحليين ومحلل قناة “الجزيرة الرياضية” في كأس العالم، فإن بن شيخة يعرف أن هناك لاعبين لا يملكون مكانة في المنتخب الوطني مثل بلعيد الذي تخلى عنه فريقه الألماني فرانكفورت بسبب مستواه، ولا يملك مكانة في المنتخب، فضلا عن مجاني لاعب “أجاكسيو“ الفريق المتواضع في القسم الثاني الفرنسي، وحتى شاقوري الذي قد يكون أول ضحية في القائمة التي سيتمّ الإعلان عنها يوم 18 أو 19 من الشهر الجاري، خاصة أن وجوده في المنتخب كان على أساس الحظ لا أكثر ولا أقل. سيستدعي المزيد من لاعبي الوسط الهجومي ومعروف بالتنشيط الأمامي ومعروف عن بن شيخة أنه يحبّ التنشيط الهجومي حيث كان يلعب في النادي الإفريقي حسب تصريحات مساعده السابق نبيل الكوكي في بعض الأحيان ب 4 لاعبي وسط ميدان هجومي في مساندة المهاجم الوحيد، وهي الطريقة التي مكنت من إيجاد الحلول للمشاكل الهجومية التي كان يعاني منها فريقه، وهو ما يجعلنا نتوقع أنه بمقابل تضحيته ببعض المدافعين سيستدعي لاعبين آخرين في الوسط الهجومي، وهي المنطقة المهمة التي يركز عليها، كما لم ينس الإشارة إلى هذه النقطة مؤكدا في الندوة الصحفية أن هدفه هو التنشيط الهجومي لحلّ مشاكل القاطرة الأمامية. لم يسبق أن لعب ب 5 مدافعين وسيضحّي بمدافع محوري من جهة ثانية، فإن بن شيخة في مشواره كمدرب لم يسبق له أن لعب ب 5 مدافعين، حيث يفضّل دائما اللعب ب 4 مدافعين، وهو الأمر الذي يعني بكل تأكيد التضحية بلاعب من المحور الدفاعي، بين بوڤرة، عنتر يحيى، وحليش. حيث سيكون اللاعب غير الجاهز من هؤلاء على كرسي الاحتياط، ولن يجد “الجنرال” أي إحراج في إبعاده، خاصة أنه ليس من طينة المدرّبين الذين يضعون الخطة حسب اللاعبين المتوفرين، بل يضع الخطة التي تناسبه ولا يهتمّ ويحسب لمن سيكون خارج حساباته. لن يُرضي الجميع كما فعلها سعدان وقد يلعب حتى بمسترجع واحد كما أن بن شيخة معروف عليه بقوة شخصيته حيث لن يجد مشكلا عندما يقصي أي لاعب، ولا يجيد إرضاء الجميع، وهي السياسية أوصلت سعدان إلى مشاكل كثيرة وجعلت 23 لاعبا يطلبون اللعب أمام إنجلترا في كأس العالم. كما أن المدرب الوطني في مباراة صربيا الودية يوم 3 مارس لعب ب 3 مسترجعين للكرة حتى لا يغضب يبدة ومنصوري ويسمح بالمشاركة ل لحسن الوجه الجديد وقتها، لأن بن شيخة قادر على اللعب بمسترجع واحد، وهو ما أكده لنا مساعده السابق وصديقه الحميم نبيل الكوكي. أصداء من الندوة الصحفية فضل المدرب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة أن يستهل مهمته الجديدة في أول ظهور له بارتداء بذلة كلاسيكية وهو الأمر الذي لم نعهده في مدرب الإفريقي السابق الذي يفضل دائما البذلات الرياضية، بدليل أن “الكوستيم” الأنيق الذي ارتداه أمس كان مغيبا تماما خلال كل ندواته الصحفية السابقة مع منتخب المحليين. كما فضل بن شيخة أن يستهل إطلالته الأولى كمدرب جديد من خلال الندوة الصحفية التي نشطها أمس بالدعاء حيث قال: “اللهم اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي”. المدرب الوطني ليس أصوليا كما يمكن أن يتصوّر البعض لكنه أراد أن يستهل كلامه بالدعاء حتى يُبارك الله عمله الجديد ومهمته الثقيلة. عرفت الندوة الصحفية التي نشطها المدرب الوطني الجديد حضورا قويا لممثلي وسائل الإعلام المكتوبة، المسموعة والمرئية، دون أن ننسى الحضور النوعي للصحافة الأجنبية مع مختلف القنوات الإذاعية والتلفزيونية العربية والفرنسية وحتى البريطانية مع قناة BBC، وهو أمر ليس له علاقة بقيمة المدرب الجديد بقدر ما هو دليل على قيمة المنتخب الوطني الذي صارت أخباره محل اهتمام عربي ودولي. تلقى المدرب الوطني بن شيخة العديد من التهاني من طرف الحضور وهطلت عليه التبريكات قبل وبعد نهاية الندوة الصحفية، بدوره شكر بن شيخة الجميع وقال إنه يحيي كل من فرحوا لتعيينه لكنه لم ينس من هم ضد تنصيبه خليفة ل سعدان مؤكدا أنه يحترم أراء الجميع. رغم أنه قرر الاحتفاظ بالطاقم الفني الذي عمل بجانب المدرب السابق رابح سعدان إلا أن بن شيخة كان دون طاقمه هذا خلال الندوة الصحفية مادام مساعد “الشيخ” الأول جلول زهير تحاشى الحضور ولم يتنقل لحضور الندوة الصحفية، والظاهر أنه اقتنع بأنه سيكون في موقف محرج أمام الصحفيين الذين لم يفهموا سبب عدم تقديم استقالته على الأقل من باب التضامن مع المدرب الذي فرضه على المنتخب. أكد المدرب الوطني الجديد في رده على سؤال لأحد الصحفيين أن العودة لملعب 5 جويلية خلال الفترة المقبلة لن يكون قراره وحده بل سيعمل أولا على استشارة اللاعبين من أجل الوصول لخيار صائب يراعي بالأساس راحة اللاعبين، لكنه أعطى الانطباع بأنه سيلعب في ملعب 5 جويلية خلال المباراة المقبلة ل “الخضر“ على أرض الوطن أمام المغرب في 25 مارس المقبل. عبر المدرب الجديد عن ثقته الشديدة في رفع التحدي مع “الخضر“ وأكد أنه لن يتراجع أمام أي شيء ولا يعرف الخوف، وضرب المثل بما حدث له في مونديال جنوب إفريقيا عندما لم يقاسم زملاءه في طاقم الجزيرة الرياضية والخوف من إمكانية سقوط الطائرة التي كانت تقلهم إلى كيب تاون وراح يصوّر المشهد بهاتفه النقال. اعتبر بن شيخة تعيينه في منصب مدرب المنتخب الأول نصرا جديدا للكفاءات الجزائرية وعبّر عن افتخاره بأنه خريج للمعاهد الكروية الجزائرية وهو الذي درس في معهد تكنولوجيا الرياضة بدالي إبراهيم، يبقى فقط إذا كان ينوى دعم المنتوج المحلي فيما يخص اللاعبين أم أنه سيفضل على غرار من سبقوه المنتوج القادم من مدارس التكوين الفرنسية. رأى العديد من الصحفيين في كلام بن شيخة حول قدسية الألوان الوطنية وتلبية نداء الوطن ووضعه فوق كل اعتبار مبالغة لا داعي لها، خاصة لما قال إنه مستعد للعمل في تنظيف الاتحادية لأجل الجزائر أو الإشراف على المنتخب بالمجان إذا طُلب منه ذلك، في والوقت الذي يعرف كثيرون أنه ما كان ليوافق على طلب روراوة بالعودة من تونس لو لم يعده هذا الأخير بالعمل في المنتخب وبأنه سيحصل على أكثر من 200 مليون سنتيم كراتب شهري من عمله الجديد كما راح يقول أحد الحضور. من حسنات المدرب الجديد مقارنة بما سبقه الخطاب الحماسي والانتصاري الذي يتبناه، فقد أكد بن شيخة في مختلف مداخلاته خلال الندوة الصحفية على ضرورة الفوز ولا شيء غيره في إفريقيا الوسطى، وهو الخطاب الذي غاب في المنتخب منذ أكتوبر 2007 مع سعدان الذي كانت لهجته انهزامية لأبعد الحدود حتى في المباريات الودية التي كانت تجري على أرضنا. أكد بن شيخة على أنه سيتعامل مع الصحفيين على حد سواء ولن يفرّق بينهم، وبعد أن دعاهم لمساعدته في مهمته الثقيلة طلب منهم تركه يركز على عمله وتفادي البحث عن تصريحات أو حوارات أو أخبار ما لم تكن في إطارها المنظم مع الندوات الصحفية، وقال “مستعد لدعوة أصدقائي الصحفيين للعشاء والحديث معهم لكن ليس في شؤون كرة القدم والمنتخب“.