حاورت صحيفة “هارلد سكوتلاند” الصادرة في مدينة غلاسغو الاسكتلندية الدولي الجزائري ونجم أعرق فرق المدينة مجيد بوڤرة حول نقاط عدة أتى من بينها ذكر المنتخب الوطني، كما استفسرت الصحيفة أبرز نجوم نادي رانجيرز حول تألقه اللافت في الآونة الأخيرة... خاصة في رابطة أبطال أوروبا وأمام مانشستر يونايتد، وبخصوص هذا اللقاء بالذات، أشادت “هارلد” بتواضع “الماجيك” وعدم تأثره بحملة المديح بإمكاناته التي قادتها كبريات الصحف العالمية، مشيرة إلى أن بوڤرة لاعب مثالي فوق الميدان وخارجه. “أشعر أن الموسم الحالي مريح بعض الشيء مع المنتخب” بداية حديث الصحيفة الاسكتلندية مع بوڤرة حول “الخضر” كانت من نقطة أسالت الكثير من الحبر الموسم الماضي، وتخصّ غيابه المتكرّر والطويل في بعض الأحيان عن فريقه بسبب مشاركاته الدولية، نذكر من بينها ابتعاده لأسابيع طويلة تزامنت مع مشاركته في كأس الأمم الإفريقية مطلع هذا العام، غير أن “الماجيك” أكد من جانبه أن الموسم الحالي مختلف تماما عن سابقه، وهذا بسبب غياب البطولات الدولية وكذا قلة المواعيد الرسمية والودية مع “الخضر”، مضيفا: “في بعض الأحيان أعاني من تنقلاتي الكثيرة مع المنتخب، ولكن الأمر مختلف هذه السنة لعدم وجود مواعيد دولية كثيرة”. “لعبت في المنتخب ضمن خطة ب 3 إرتكازيين وهذا أفادني أمام مانشستر” دخل نادي غلاسغو رانجيرز مباراته أمام مانشستر يونايتد في رابطة الأبطال بخطة دفاعية بحتة تعتمد على 3 إرتكازيين ولاعبي رواق، وهو نهج غير معتاد من المدرب “والتر سميث”، النهج الذي أكد بوڤرة نجاعته ونجاحه مادامت النتيجة انتهت كما أرادها المدرب، كما أبدى الدولي الجزائري سعادته لمردوده في الخطة الجديدة، مرجعا ذلك بالدرجة الأولى لتعوده عليها مع “الخضر” كون الناخب الوطني السابق رابح سعدان اشتهر بها، لكن الاختلاف بين الأخير وخطة رانجيرز هو توظيفها داخل الجزائر وخارجها بالنسبة لسعدان، وقد قال بوڤرة: “الأمر مر بشكل مثالي وكنا جيدين جدا، ما ساعدني هو مشاركتي تحت لواء نفس الخطة مع المنتخب الوطني”. “أستطيع اللعب في كل مناصب الدفاع، لكنني أحب مركزي المعتاد في 4-4-2” في خضمّ حديث بوڤرة مع الصحيفة الاسكتلندية الشهيرة، تم التطرق إلى جديد المنتخب الوطني بعد تعيين عبد الحق بن شيخة مدربا ل”الخضر” خلفا لرابح سعدان ولو بطريقة غير مباشرة، فتغيير المدرب سيُخلّف حتما بعض التعديلات التي قد تطال الخط الخلفي ل”الخضر”، مما قد يُؤثر على مكانة بوڤرة مع المنتخب، غير أن اللاعب يرى نفسه جاهزا لأي تغيير يحدث بما أنه متعود على مختلف الخطط، لكن المفضلة لديه تبقى (4-4-2): “اللعب بأسلوب (3-4-3) أو (3-5-2) لا يختلف عندي كثيرا، لكنني أحب اللعب ضمن خطة (4-4-2) بما أنني معتاد عليها مع رانجيرز، الاختلاف أنك لمّا تجد إلى جانبك محوري إضافي تأخذ الثقة وتصعد إلى الأمام”. “لست ب 100% من إمكاناتي، 3 سنوات دون انقطاع أرهقتني” يعيش بوڤرة في ظل ضغوط كبيرة ضمن عالم الاحتراف الأوروبي في أعلى المستويات، فهو لم يرتح كباقي زملائه على مدار 3 سنوات متتالية، فالصيف الماضي شهد مشاركته في المونديال وأخذه قسطا من الراحة لم يتجاوز ال 3 أسابيع، أما الذي سبقه فعرف ذروة تصفيات المونديال التي أرهقت النخبة الوطنية ككل، وقد قال بوڤرة عن مستواه الحالي: “لست 100% في قمة إمكانياتي، بعد المونديال لم أجد ضالتي حتى الآن نتيجة الإرهاق الذي نال مني”. ------------------ “أحتاج للاسترجاع فقط بعد المواعيد الدولية ولا قلق علي من التعب” سألت صحيفة “هارلد” الاسكتلندية بوڤرة حول المواعيد الدولية الثلاثة التي تنتظره شهر أكتوبر في إفريقيا الوسطى، نوفمبر في لوكسمبورغ ثم مارس من العام القادم أمام المغرب، وحول مدى تأثيرها عليه كون الأولى تقوده إلى أدغال القارة السمراء، ثم البرد القارص بالقرب من جبال الألب، وأخيرا العودة إلى الجزائر بداية الربيع من سنة 2011 لخوض الداربي المغاربي، وقد ردّ “الماجيك”: “الأمر يتطلب أخذ قسط من الراحلة لا غير مع الاسترجاع الكافي، لا خوف علي ولا داعي لتوخي الحذر من أي ظرف”. “أسعى لجعل أسلوبي أكثر دفاعية على شاكلة فرديناند وتيري” أبدى بوڤرة استعدادا للتخلي عن أسلوبه الدفاعي الخاص جدا خدمة لأهم مهامه فوق المستطيل الأخضر، إذ أكد في حديثه للصحيفة الاسكتلندية سابقة الذكر أنه يفكر جديا في جعل أسلوبه أكثر دفاعية مما هو عليه الآن، خاصة وأن صعوده الدائم للهجوم انتُقد في بعض الأحيان بالرغم من أن الغالبية تشيد بموهبته الخارقة في التوغل والمراوغة، وقد أشار بوڤرة إلى الثنائي الإنجليزي الشهير جون تيري وريو فرديناند كمثال حي للمدافع قائلا: “أفكّر في تغيير أسلوبي وجعله أكثر دفاعية، عندما تشاهد لاعبين كبيرين من قيمة فرديناند وتيري يلعبان في الخلف على مدار دقائق اللقاء توقن أنهما يقومان بالمطلوب منهما فقط”. “في المونديال شاهدت مدافعين كبار يدافعون ولا يغامرون” يبدو أن تفكير بوڤرة في الالتزام الدفاعي أكثر من أي وقت مضى مرتبط بالمونديال الذي مثّل فيه الجزائر صيف هذا العام، إذ أشار في حديثه إلى ما شاهده من مدافعين عالميين في دورة جنوب إفريقيا، خاصة في جانب التزامهم التام في الثلث الخلفي الأخير من الملعب، وقد جاءت تصريحات بوڤرة كالآتي: “في المونديال الأخير شاهدت مدافعين كبارًا وعالميين لا يغامرون في الأمام، إنهم يدافعون فقط، لذلك أظن أنه يجب علي التفكير في التغيير والالتزام بالمركز الخلفي”. “في رابطة الأبطال من الضروري البحث عن فوز خارج الديار” تطرق بوڤرة في حديثه أيضا إلى رابطة أبطال أوروبا، ليس عن مباراة مانشستر التي أصبحت في طي النسيان، بل عن المواعيد القادمة التي تحتاج مجهودات جبارة بعد مرور أول وأصعب مواجهة بسلام، ويرى بوڤرة أن مفتاح الظهور بوجه مشرف في هذه الدورة عكس الماضية التي خرجوا منها كرابع المجموعة، هو تحقيق نقاط خارج القواعد مع ضمان كامل الزاد داخلها، مضيفا في هذا الصدد: “كنا قريبين من فعلها في الموسم الماضي أمام إشبيليا لمّا ضيّعنا التعادل، هذا الموسم يجب علينا الفوز بلقاء أو لقاءين خارج القواعد إما في تركيا (بورصا سبور) أو إسبانيا (فالنسيا)”. “زملائي واثقون من التأهل ومن جانبي أسعى للمشاركة في كل المباريات” يؤكد بوڤرة أيضا أن التألق في رابطة الأبطال بات حلم الفريق ككل، فزملاؤه يُعوّلون كثيرا على إسعاد الجماهير في أفضل وأقوى بطولة أندية في العالم، وهذا بالمرور على أقل تقدير إلى الدور الثاني، أما عن هدفه الشخصي، فأضاف “الماجيك” أنه شعر بخيبة أمل بعد أن تسببت الإصابة في غيابه عن بعض مباريات “شامبيانزليغ” الموسم الفارط، وهو عاقد العزم على مشاركة كاملة في بطولة الموسم الحالي. “سرّ تفوّقي على روني؟... هو الفريق” بالرغم من تجنب الصحيفة وكذا اللاعب التطرق لقضية تألقه أمام مانشيستر كونها أخذت حيزا كبيرا جدا بشهادة بوڤرة، إلا أن ذلك لم يمنع من سؤاله عن سر تفوقه على النجم الإنجليزي الأول واين روني في مرتين، إحداها مع المنتخب في المونديال، والثانية أمام محبيه وفي قلب مسرح الأحلام “أولد ترافورد”، وقد كان رد “الماجيك” سبب وصف الصحيفة لمواقفه بالنبيلة والمتواضعة، حيث رد قائلا: “سر تفوقي؟... هو الفريق، أنت تفهم ماذا أعني”، وفي الأخير تساءلت صحيفة “هارلد سكوتلاند” عن إمكانية إعادة بوڤرة للكرّة مع “الفتى الذهبي” عندما يستقبل رانجيرز ضيفه مانشستر يونايتد بتاريخ 24 نوفمبر القادم.