لطالما تطرقنا في أعدادنا السابقة إلى المعاناة التي يعيشها لاعبونا في البطولة الألمانية منذ عودتهم إلى “البوندسليڤا” إثر مشاركتهم في نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بأنغولا، ولطالما تطرقنا إلى أسباب عدّة كانت وراء التهميش المفتعل والمتعمّد.. الذي يعانيه زياني مع ناديه “فولفسبورغ”، ويعانيه مطمور مع “بوريسيا مونشنڤلادباخ”، ويعانيه أيضا يحيى عنتر مع “بوخوم”، فهؤلاء جميعا وقبيل إلتحاقهم بالمنتخب الوطني للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا كانوا أساسيين في أنديتهم، لكن وبمجرد العودة إلى مهامهم وجدوا أنفسهم على دكة البدلاء أوقاتا، وفي المدرجات أوقاتا أخرى، وهي الحالة التي شخّصناها من قبل وقلنا مثلا بخصوص زياني إنها تعود إلى خلافات داخلية بينه وبين بعض اللاعبين ممن لم يحتملوا الأجر الذي يتقاضاه هو وكافة اللاعبين الجدد الذين تم استقدامهم هذه السنة، بالإضافة إلى التغيير الذي عرفته العارضة الفنية بعد ذهاب من كان وراء ضمه “أرمين فيه” ومجيء “غونتر كوسنير” الذي لم يضع فيه ثقته بعد، كما قلنا بخصوص مطمور أيضا أنها مجرد سحابة عابرة ستزول وتنتهي بعودته إلى التشكيلة الأساسية عاجلا أم آجلا، والشيء نفسه بالنسبة ل يحيى عنتر الذي بررنا ذلك بامتعاض مدربه منه فقط عقب تنقله إلى أنغولا مع “الخضر” وهو مصاب، وقلنا إنه مجرد غضب سيزول مع مرور الأيام، غير أن المعاناة تواصلت، وبتواصلها تأكدنا من أنّ ألمانيا ليست أحسن من فرنسا، لأن الثلاثي ذهب ضحية العنصرية في هذا البلد، العنصرية التي أتت على أغلبية السود والأفارقة الذين تنقلوا مع منتخباتهم إلى أنغولا للمشاركة في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وليس فقط على زياني ومطمور ويحيى عنتر، كما أن ثلاثي “الخضر” ذهب ضحية عوامل أخرى تضاف إلى عنصرية الألمان ومدربيهم الحاقدين. زياني العربي ومارتينز النيجيري لا يحملهما “كوسنير” في قلبه ولا توجد حالة أفضل من حالة زياني للتأكيد على عنصرية الألمان، لأنّ صانع ألعاب منتخبنا الوطني يعد من أغلى المستقدمين الجدد إلى نادي “فولفبسورغ” الألماني، غير أنه وجد نفسه بين ليلة وضحاها بعد رحيل من أتى به “أرمين فيه” وبعد انقضاء نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، من أحد أغلى وأهم لاعبي الفريق إلى أحد اللاعبين العاديين جدا ممّن يكتفون بمشاهدة مباريات الفريق من المدرجات وليس فقط من على دكّة البدلاء، إذ أن مدربه الجديد “ غونتر كوسنير” لم يلتفت إليه منذ قدومه وقام بتهميشه هو والنيجيري مارتينز الذي يعد هو الآخر من أغلى المستقدمين والذي ذهب أيضا ضحية حبه لبلده ومشاركته في دورة أنغولا الأخيرة، ليجد نفسه احتياطيا مع مدرب يقال إنه يكره الأفارقة ويشجع المنتوج المحلي والمنتوج الذي أشرف على تكوينه شخصيا في هذا الفريق، وهي السياسة التي جعلت زياني يعاني والأمور مرشحة لكي تتواصل معاناته هذه، ولا غرابة إن وجدناه هذا الخميس مرة أخرى في المدرجات أو على دكة البدلاء في لقاء العودة من الدوري الأوروبي أمام “فياريال” الإسباني. مطمور من رقم صعب إلى مجرد إحتياطي بسبب العنصرية ورغبته في الرحيل كريم مطمور ثاني لاعب جزائري يعيش الوضعية ذاتها مع ناديه “بوريسيا مونشنڤلادباخ”، ففي بادئ الأمر منّينا أنفسنا وقلنا إن مدربه اضطر إلى إراحته بعدما عاد من أنغولا أين مثل وطنه الجزائر هناك أحسن تمثيل في نهائيات كأس إفريقيا، لكن توالي الأيام والجولات دون أن يسجل عودته في التشكيلة الأساسية جعلت “إن وأخواتها” تحوم لتلقي بالشكوك حول نوايا مدربه “مايكل فرونتزيك” الذي يقال عنه أيضا إنه لا يقل عنصرية وكرها للعرب والأفارقة عن أبناء جلدته الآخرين، فهذا المدرب من قبل كان يعتبر مطمور أحد الأرقام الصعبة في معادلته، أحد الأرقام التي من المستحيل أن يفرط فيها، ظهر على حقيقته مؤخرا من خلال تهميشه المتواصل لمطمور لا لسبب سوى لأنه غاب عن تعداد فريقه لأكثر من شهر كان خلاله بصدد تمثيل ألوان منتخب بلاده، وكذلك لأنه يدرك بأن اللاعب قرر ترك ناديه بعد انقضاء الموسم الجاري والتحول إلى نادي آخر أكثر طموحا من هذا النادي، فقرر أن يحطمه ويخفض من قيمته في السوق حتى لا يلفت انتباه الأندية التي قد تلجأ للتعاقد معه مستقبلا بهذه الطريقة، بتهميشه وإجباره على الجلوس على كرسي لا مكان له فيه في الحقيقة. عنتر يحيى من قائد إلى لا شيء ثالث الحالات هي حالة صخرة دفاع “الخضر” يحيى عنتر الذي انقلب ضده مدربه منذ أن عاد من أنغولا، بسبب إصراره على مرافقة “الخضر“ إلى هناك والمشاركة حتى وهو مصاب، أمر لم يتجرعه مدربه “هيرليتش” إلى يومنا هذا، فانتقم بطريقته الخاصة بتهميشه في جميع المباريات التي خاضها نادي “بوخوم” منذ عودة عنتر الذي وللأسف الشديد ذهب هو الآخر ضحية عنصرية الألمان وكرههم الشديد للعرب والأفارقة، فوجد نفسه من قائد للفريق من دون منازع إلى مجرد لاعب احتياطي لا يحتاج له مدربه ولو لبضع دقائق، لأنه من غير المعقول أن يتحول قائد الفريق إلى لاعب احتياطي عادي دون أن يكون مصابا أو أي شيء من هذا القبيل، غير أن عنصرية “هيرليتش” ورغبته في تحطيمه وتحطيم رغبته في الانضمام إلى ناد قوي السنة المقبلة جعلته يلجأ إلى نزع شارة القائد منه ومنحها للاعب آخر أولا، وثم إجباره على الجلوس في كرسي الاحتياط عنوة رغم أنه يدرك في قرارة نفسه أن المكان ليس بمكان قاهر المصريين في أم درمان، أو بالأحرى ليس بمكان ابن من أبناء الجزائر الذين قهروا يوما الألمان. حتى مشاركتهم في لقاء صربيا تزعج المسؤولين هناك ورغم أن ألمانيا ستكون في الثالث من مارس المقبل على موعد مع لقاء ودي هي الأخرى أمام الأرجنتين، على غرار الجزائر التي ستواجه صربيا في اليوم ذاته، إلا أن مشاركة كل من يحيى عنتر، مطمور وزياني مع منتخب بلادهم سوف تزعج المدربين في “بوخوم، مونشنڤلادباخ وفولفسبورغ”، فالأخبار الأكيدة التي استقيناها من مصدر مطلع حول ذهاب الثلاثي ضحية العنصرية في ألمانيا، ورغبة مدربيهم في الحط من قيمتهم في السوق وإبعادهم عن أنظار الأندية التي ترغب في ضم يحيى ومطمور في الصائفة المقبلة، تؤكد أيضا بأن الأندية الثلاثة منزعجة من قروب موعد لقاء صربيا ومن غياب الثلاثي من جديد عن التعداد، وذلك بالرغم من أن الثلاثي الجزائري لم يعد معولا عليه مثلما كان عليه الحال من قبل مع أنديته. كيف لا يتآمر الألمان على ثلاثة من لاعبينا وهم من تآمروا على الجزائر كلها من قبل!؟ ومهما يكن فإن رغبة المدربين “هايكو هيرليتش” و”مايكل فونتزيك” و” غونتر كوسنير” في تحطيم لاعبينا لن تتحقق، لأن بوابة “الخضر“ التي تبقى فاتحة ذراعيها لهم لن تغلق أبدا في وجوههم، ولأن الأنظار التي صارت توجه للمنتخب الوطني عندما يلعب أكثر من تلك الأنظار التي توجه لأندية عادية ك”بوخوم، فولفسبورغ ومونشڤلادباخ” عندما تلعب في “البودسليڤا”، فهم وفي لقاء صربيا الودي فقط قادرون على صنع الحدث أكثر من لو أنهم يلعبون الدهر كله مع تلك الأندية، ناهيك عن الموعد الهام الذي ينتظرهم الصائفة المقبلة في نهائيات كأس العالم، ثم إننا كجزائريين لا ولم نتفاجأ لتآمر مدربيهم عليهم دفعة واحدة، لأن من تآمروا على الجزائر بأكملها سنة 82 بتواطؤ مع النمساويين بإمكانهم وبسهولة أن يتآمروا على ثلاثي لا ذنب له سوى أنه يحب وطنه وراح إلى أنغولا من أجل الدفاع عن ألوانه. ---------------------------------------- مطمور : “لا أريد أن أضخّم الأمور والقرار يعود إلى المدرب” كيف هي الأحوال كريم ؟ لا بأس والحمد لله، أنا بخير بعد أن استرجعت قليلا من العياء الذي نال مني إثر نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة. تقول لا بأس رغم أنك لا تلعب بانتظام مع ناديك. ما عساني أفعل، هي خيارات تعود إلى مدربي الذي ارتأى أن أكون على كرسي الاحتياط منذ عودتي، ومن حسن حظي أني غبت في لقاءين لأن حالات أخرى في النادي أسوأ من حالتي، إذ هناك من لا يلعب كلية، وعلى كل حال لا أريد أن أضخم الأمور، ثم إني قد أستفيد من هذه الراحة حتى أسترجع من التعب الذي نال مني جراء عدم استفادتي من العطلة منذ فترة من الزمن، وتحسبا أيضا للبرنامج المكثّف الذي ينتظرني مع منتخبنا الوطني مستقبلا. وهل تشعر بأنك قادر على اللعب أساسيا ؟ أجل أشعر بأني قادر، لاسيما أني بدنيا أتواجد في أوج لياقتي، والدليل على ذلك أن المدرب وكل ما يقوم بإقحامي إلا وأقوم بدوري على أكمل وجه، وأمنح للفريق كل ما لدي من إضافة. المدرب قال في وقت سابق أنه أراحك للاسترجاع وتفادي الإصابات، هل اقتنعت بكلامه ؟ قال لي ذلك حقا، ولم أضع أي حسابات في ذهني، وعلى كل حال أنا بصدد العمل بجد وإخلاص، حتى أجني ثمار عملي هذا سواء مع فريقي أو مع المنتخب الوطني. على ذكر المنتخب الوطني، لم تعد تفصلكم سوى أيام قليلة عن موعد اللقاء الودي أمام صربيا، وهي فرصة ربما لكي تعود إلى المنافسة كأساسي؟ بطبيعة الحال، ثم إنها فرصة حتى ألاقي رفاقي الذين اشتقت لهم، أنت تعلم أننا كلاعبين صرنا نتشوق للملاقاة من جديد عندما يتعلّق الأمر بمثل هذه المواعيد، والمنتخب صار أفضل فرصة لذلك، صدقني أني أفتقد الجزائر كثيرا واشتقت لها ولرفاقي ولأجواء المنتخب أيضا. هذه المرة المنتخب سيعرف جديدا بانضمام ثلاثة لاعبين آخرين ؟ في الحقيقة لن يعرف سوى جديدا واحدا، ويتمثل في قدوم اللاعب لحسن، أما جبور وعمري الشاذلي فهي مجرد عودة إلى الديار فقط، بحكم أنهما لعبا معنا من قبل كثيرا. وما تعليقك عن انضمام لاعب كلحسن ؟ أمر رائع، لأنه لاعب جيد، ثم إننا كلاعبين في المنتخب نرحب دوما بكل وافد جديد قادر على تقديم الإضافة للمنتخب، لذلك فمرحبا به معنا مسبقا. كيف ستكون طريقة استقباله لدى قدومه ؟ جيدة مثلما سبق أن فعلنا مع غزال ومغني لدى قدومهما من قبل، وثق أنه سوف يندمج معنا بسهولة كبيرة ودون أن تواجهه أية مشكلة. وهل سيتكفل به زاوي أم لاعب آخر حتى يندمج، على غرار ما حدث مع غزال ؟ زاوي أو كلنا جميعا، لن ينقصه شيئا معنا، بالنكت والحكايات المتواصلة في أوقات الفراغ سيندمج داخل المجموعة مثلما اندمج الجدد مؤخرا ومثلما اندمجنا جميعا من قبل. فنيا هل ترى أنه سيعطي الإضافة ؟ شخصيا لم أشاهده من قبل يلعب في مباراة كاملة، بل شاهدت لقطات بعض المباريات، وتأكدت أنه لاعب مهاري جيد، وقادر على إعطاء الإضافة للمنتخب، وهذا في صالحنا جميعا، لأننا نعمل من أجل مصلحة طرف واحد، وهو بلدنا الجزائر. وماذا عن عودة الشاذلي وجبور ؟ أنا في اتصال دائم ومستمر مع الشاذلي منذ فترة من الزمن حتى من قبل عودته بحكم أننا نلعب في البطولة الألمانية، وصدقني أنا سعيد له لأنه مر بفترة عصيبة إثر الإصابات المتكررة التي كان يتعرض لها في كل مرة، والحمد لله أنه تخطى المراحل الصعبة وثابر من أجل الشفاء، وها هو يعود من الباب الواسع، أما عن جبور فلا داعي لكي أعلق على عودته، لأني أرى أنه لم يغب أصلا عنا، لذلك فهو مدعو لكي يساهم في اندماج لحسن من الآن واندماج وافدين آخرين مستقبلا. -------------------------- مدرب “فولفسبورغ” ينوي إطالة إبعاد زياني... ڤونتر كوسنير: “إخترت الفريق عندما كان زياني في كأس إفريقيا وعليه إحترام زملائه المتألقين حاليا” إتضحت أخيرا حقيقة التجاهل غير المبرر الذي شرع فيه مدرب فولفسبورغ الألماني “ڤونتر كوستنر”، المُعين قبل فترة خلفا للمُقال “أرمين فيه“، تجاه لاعبيه الأفارقة، خاصة النجم الجزائري كريم زياني منذ عودته من كأس أمم إفريقيا، ولو أن الأمر لم يخرج عن محيط التكهنات المطروحة منذ بداية المشكلة... ف “كوستنر“ أعلنها صراحة يوم أمس، في تصريحات مقتضبة أدلى بها إلى الصحافة الألمانية ردا على ما أدلى به كريم إلى صحيفة “الهدّاف“ أول أمس، حين قال زياني إنه لم يفهم شيئا من قرارات المدرب بعد إخراجه تماما من قائمة الفريق المعنية بمباراة “شالك 04” مطلع هذا الأسبوع... وصرّح “كوستنر“: “لقد اخترت الفريق عندما كان زياني في كأس الأمم الإفريقية، في ذلك الوقت منحت الأفضلية للاعبين آخرين بطبيعة الحال. أحترم زياني كثيرا، والدنماركي توماس كالنبرغ (استقدم هو الآخر في عهد أرمين فيه) والنيجيري أوبافيمي مارتينز، لكن يجب عليهم أيضا إحترام زملائهم المتألقين والعائدين في آخر جولة”. ويتضح من خلال كلام “كوستنر“ أن غياب زياني عن تشكيلة “الفولفي” لن يُحّل في وقت قريب، على الأقل ما دامت النتائج في صالحه. والغريب أن “كوستنر” أشار إلى إبعاده اللاعبين الأفارقة دون أن يوضّح سبب إبعاد اللاعب الدنماركي، وهو أمر يؤكد أن قراراته نابعة من حقده وعنصريته ضد الأجانب وخاصة الأفارقة.