شاءت الصدف أن يُدلي الدولي الجزائري عدلان ڤديورة بحوار لموقع “الفيفا” الرسمي قبل يومين من تعرضه لكسر في الساق سيبعده عن الملاعب من 4 إلى 6 أشهر، مما أخّره لفترة زمنية قبل أن تنشره الهيئة الدولية أمس. ودار الحديث في هذا الحوار عن “الخضر” بالدرجة الأولى وكذا مستقبل اللاعب سواء في فريقه أو مع المنتخب. وأطلقت “الفيفا“ لقب “الودود المتواضع” على ڤديورة الذي تحدث بعفوية وبدا متحمّسا للغاية. عدلان، لقد بدأت للتو موسمك الثاني في البطولة الإنجليزية الممتازة، كيف تعيش هذه الأجواء؟ أعتبر أنني أخوض موسمي الأول في إنجلترا، في الموسم الماضي كنت معارا ولم أعرف ما هو مستقبلي، أما الآن فقد وقعت عقدا لمدة ثلاث سنوات وأنا فخور جدا بذلك، لكنها ليست نهاية المطاف بل بداية قصة جميلة. نشعر بفرحك خصوصا أن مسيرتك السابقة تضمنت اللعب في درجات أدنى أو في بطولة من مستوى ثان. في بداية مسيرتي لم يكن أحد يعتقد أنني سأصبح لاعبا محترفا يوما ما، الأمور لم تكن سهلة، كان يتعين عليّ أن أبذل جهودا كبيرة وأن لا أستسلم، لكني سعيد لأني مررت بهذه التجربة لأنها جعلتني أقوى. الآن أدرك أنه عندما تأتي من مستوى ضعيف يتعين عليك أن تثبت أحقيتك باللعب في أعلى مستوى. كيف تصف أسلوب لعبك؟ أنا جزائري الأصل لكني استفدت من نشأتي الكروية في فرنسا لهذا السبب فإن أسلوبي ليس مثل طريقة اللعب التي يشتهر بها شمال أفريقيا. مهمتي أن أستعيد الكرات من اللاعب المنافس ولا أتردد في بذل الجهود، لكني أعشق التقدم إلى الأمام وتسجيل الأهداف وبسبب هذا الأسلوب حصلت على لقب “الثور الأنيق”، لقد منحني إياه أنصار ولفرهامبتون وقد أعجبني. بعد أن بلغت الرابعة والعشرين من عمرك ولعبت لبضعة أسابيع في بطولة كبيرة، شاركت في نهائيات كأس العالم. إذا سألت نصف الكرة الأرضية فإن الجميع سيقولون لك إنهم يحلمون بخوض كأس العالم. لقد أصبحت جزءا من التاريخ، جزءا من أحد منتخبات الجزائر التي خاضت نهائيات كأس العالم، إنه فخر شديد لي، عندما علمت بنبأ استدعائي فكرت مباشرة في والدي، لقد كان لاعبا دوليا لكنه لم يحصل على الفرصة التي حصلت عليها، عندما منحنا الإتحاد الجزائري فرصة دعوة شخصين إلى جنوب أفريقيا لم أتردد على الإطلاق في توجيه الدعوة إلى والداي. كان هذا نوع من توجيه الشكر إليهما خصوصا والدي الذي كان يقطع كيلومترات عديدة في المنطقة المحيطة بباريس ليقودني إلى التدريب. هل احتفظت بذكرى معينة من تجربتك في جنوب أفريقيا؟ استمتعت جدا بمواجهة إنجلترا في كايب تاون، أولا لأنني لم أشاهد ملعبا بهذه الروعة من قبل وثانيا لأن الأجواء كانت لا توصف، لقد صمدنا في وجه أحد أفضل المنتخبات في العالم. بالنسبة لنا كان هذا الأمر بمثابة الانتصار. حظي المنتخب الجزائري بدعم يفوق الخيال في هذه المشاركة التاريخية، أليس كذلك؟ يجب توجيه الشكر إلى أنصار المنتخب الجزائري الذين رافقونا خلال كأس العالم، لقد كانوا رائعين، منذ الأيام الأولى للمعسكر التدريبي كانوا حوالي 200 متفرج يقومون بالغناء، كنت أتناول وجبة الغداء وأنام على وقع هتافات “وان، تو، ثري، فيفا لالجيري“، هذه العبارة لم تفارق مخيلتي إطلاقا. المنتخب الجزائري يقدم حاليا عروضا مخيّبة حيث خسر مباراة وتعادل في أخرى في مستهل مشواره في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012، كيف تفسر ذلك؟ تواجه الجزائر وضعا حساسا وجديدا. من جهة نواجه ضغوطات شديدة لنؤكد سمعتنا لما أننا شاركنا في كأس العالم الأخيرة، ومن جهة أخرى يجب نسيان كأس العالم بأسرع وقت والنظر إلى المستقبل. ألست قلقا؟ نحن في مرحلة انتقالية، الكثير من اللاعبين وأنا منهم انضموا إلى التشكيلة مباشرة قبل انطلاق كأس العالم وبالتالي ينقصنا التأقلم التام مع الآخرين، لكننا نلعب بقلوبنا وبما أننا لا نفتقد إلى الموهبة فأنا لست قلقا بل أنا واثق من المستقبل. إزاء هذه النتائج أعلن المدرب رابح سعدان استقالته من منصبه، ما هي الذكرى التي تحتفظ بها عن هذا المدرب؟ يجب أن لا ننسى ما قدمه السيد سعدان لكرة القدم الجزائرية، إنه المدرب الوحيد الذي شارك في ثلاث نهائيات لكأس العالم، بفضله وضع المنتخب الجزائري حدا لغياب دام 24 عاما عن العرس الكروي، أجد أن كثيرين ينتقدونه الآن بعد رحيله وهذا أمر ليس سهلا، أما أنا فأدين له بالكثير ولن أنسى ذلك إطلاقا. ما هي أهداف المنتخب الجزائري في الوقت الحالي؟ التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012 ضروي جدا، يجب بذل قصارى جهودنا للذهاب إلى أبعد الحدود حتى أنني أعتقد بقدرتنا على إحراز لقب هذه البطولة، بعد ذلك أود مساعدة بلادي على بلوغ نهائيات كأس العالم مجددا، عندما تتذوق طعم المشاركة في العرس الكروي تريد العودة خصوصا أن النسخة المقبلة ستقام في البرازيل بلاد كرة القدم. على موقعك على شبكة الإنترنت تطرقت إلى زيارة قمت بها العام الماضي إلى مدرسة إنجليزية مخصصة للأجانب الذين يعانون من صعوبات في التعليم. ما أهمية أن تشارك في هذا النوع من اللقاءات؟ أتطلع إلى المشاركة في المزيد من الأعمال الخيرية، وهذا على الأرجح ما سأقوم به عندما تنتهي مسيرتي في الملاعب. بالطبع كرة القدم هي مهنتي لكنني أعتبرها دائما لعبة. كنت محظوظا كثيرا في حياتي لكني أعرف أيضا ماذا يعني البؤس. في وضعي مساعدة الآخرين ليست عملا جيدا بل إنها مجرد أمر عادي. --------------------- موقع “الفيفا” نشر تقريرا مطولا عن ڤديورة إلى جانب الحوار المطول الذي نشره موقع “الفيفا” الرسمي مع الدولي الجزائري عدلان ڤديورة، جاء أيضا في الواجهة الإعلامية الأولى للهيئة الكروية الدولية تقرير مطول عن نجم “ولفرهامبتون” الجريح، بداية من المحطات العديدة التي قادته من الدرجات السفلى الفرنسية إلى بلجيكا وبعد ذلك إلى أقوى بطولة كرة قدم في العالم، وأشار الموقع أيضا إلى والده ناصر النجم الكبير في تاريخ إتحاد العاصمة، الشخصية التي لعبت دورا هاما في مشوار “الدبابة” أو “الثور الأنيق” كما يلقب في إنجلترا. “الفيفا”: “ڤديورة ... الثور الأنيق لكنه ثور جريح الآن” تحدث موقع “الفيفا” الرسمي عن إصابة ڤديورة الأخيرة التي ستتسبب في ابتعاده عن الميادين لفترة طويلة، حيث نقل في البداية تصريحات اللاعب وكذا محيطه من مدربه ميك ماكارثي إضافة إلى زملائه اللاعبين، كما تطرق لإنسانيته الكبيرة بما أنه عذر المتسبب في إصابته ستيف سيدويل وسط ميدان أستون فيلا حتى قبل اعتذاره. وجاء في عنوان تقرير “الفيفا“ أن ڤديورة الذي يوصف من قبل مشجعي فريقه بالثور الأنيق مازال أنيقا لكنه الآن مصاب.