بعد مرور جولتين من عمر أول بطولة احترافية، اكتفى وداد تلمسان بتحقيق ثلاث نقاط من أصل ست ممكنة، وهذا بعد فوز أمام عنابة وانهزام غير مستحق أمام وفاق سطيف في الجولة الماضية، وهي حصيلة يمكن القول أنها إيجابية في حد ذاتها بالنظر للمعطيات التي سبقت بداية الموسم والتغييرات التي حدثت على التشكيلة التي عرفت مغادرة 11 لاعبا منهم ستة مسرحين والآخرون غيروا وجهتهم باتجاه فرق أخرى طلبت خدماتهم، لكن هذا لم يؤثر على الفريق الذي عرف كيف يتجاوز الصعاب ويحقق بداية موفقة. الفوز أمام عنابة كان المنعرج ويبقى الفوز المحقق أمام عنابة بهدفين في أول ظهور رسمي للزيانيين، دليلا على أن الفريق تجاوز المرحلة الماضية التي سبقت بداية المنافسة الوطنية خاصة بعد إقالة بوعلي من منصبه وتعويضه بمحمد حنكوش الذي استلم زمام الأمور، إلا أن ذلك لم يؤثر بدليل الأداء والفوز بثنائية أمام منافس كان مرشحا فوق العادة للاستثمار في مشاكل الوداد، لكن الرغبة كانت كبيرة وهبري وزملاءه عرفوا كيف يخرجون منتصرين. خسارة غير مستحقة أمام الوفاق وبعد تجاوزهم إتحاد عنابة بهدفين كان لزاما على التشكيلة التلمسانية تأكيد ذلك أمام بطل العرب مرتين وفاق سطيف، لكن ذلك لم يحدث وتلقى الفريق هزيمة غير منطقية بالنظر لمجريات اللقاء والأداء الذي قدمه زملاء المايسترو الطيب برملة الذي عبث بالدفاع السطايفي في العديد من المرات، وكان يستحق الخروج بنقطة التعادل الإيجابي على الأقل أمام منافس لم يظهر الشيء الكثير، ليحقق بذلك الوداد أول انهزام لكن بأداء مقنع للغاية يجعلك تتفاءل بمستقبل التشكيلة الحالية القادرة على قول كلمتها مستقبلا . خط الوسط نقطة قوة الوداد وبعد مرور جولتين، يبقى خط الوسط نقطة قوة الوداد بالنظر للاعبين الذين ينشطون في هذا المركز المشكّل من لاعبين ذوي خبرة من شأنهم السيطرة على الوسط مهما كان اسم المنافس، بوجود بلغري في الاسترجاع، برملة، شعيب وحاجي إضافة إلى زازوة المصاب في بناء اللعب، وبالنظر للمردود الذي أصبحوا يقدمونه وهم المعوّل عليهم في قيادة الفريق إلى بر الأمان. بوخاري بحاجة ماسة إلى مساندة رغم الأداء الكبير والمستوى الفني الذي أظهره اللاعب بوخاري ياسين في المباريات التي خاضها مع فريقه الوداد والأهداف الحاسمة التي سجلها، بالنظر للآمال المعلقة عليه في قيادة القاطرة الأمامية للزيانيين لتعويض الفراغ الذي تركه ذهاب جاليت وغزالي، يبقى اللاعب بحاجة ماسة إلى مساندة وهذا بإضافة مهاجم آخر يلعب إلى جانبه، وهو ما يسمح له بالتحرك وفي جميع الاتجاهات واستغلال الفرص المتاحة وتحويلها إلى أهداف وفق المهمة الموكلة إليه. الحل كان في بلغربي لكن... ومن خلال المباراتين الرسميتين وكذا اللقاءات الودية التي سبقت المنافسة الرسمية، اتضح للعيان أن التشكيلة التلمسانية بحاجة ماسة إلى خدمات لاعب ثان يكون إلى جانب بوخاري في الهجوم وهو ما لم يجده من قبل التعداد الحالي رغم وجود لاعبين ينشطون في الهجوم، حيث كان من الأجدر الاحتفاظ بلاعب الأواسط بلغربي الذي تمت ترقيته في بداية الأمر قبل أن يستغنى عنه في آخر لحظة ويلتحق بسريع المحمدية الذي يحمل ألوانه، والدليل أن بلغربي أصبح أحد أعمدة التشكيلة ويصنع أفراح البرتقاليين، كيف لا وهو صاحب هدف الفوز لفريقه في الجولة الماضية أمام شبيبة سكيكدة وعلى أرضية هذا الأخير، وهو الذي تنبأ له الجميع بمستقبل زاهر بالنظر للإمكانيات والمواصفات التي تجعل منه المهاجم الذي تبحث عنه التشكيلة التلمسانية. الاستئناف كان أمس شرع وداد تلمسان في التحضير الرسمي لمباراة الجولة الثالثة المقررة يوم الجمعة 15 من الشهر الحالي أمام إتحاد العاصمة، وذلك من خلال حصة الاستئناف التي جرت صبيحة أمس بداية من الساعة العاشرة فوق أرضية مركّب العقيد لطفي، وهذا بعد يومين من الراحة استفاد منها اللاعبون عقب مباراة سطيف والرحلة المتعبة لاسترجاع قواهم البدنية، حيث شهدت الحصة التدريبية حضور كافة اللاعبين الذين صنعوا أجواء مميزة وبدت معنوياتهم عالية بفضل الخبرة التي يتمتع بها الكثير والتي ساعدتهم على نسيان خسارة سطيف. بلغري وهبري اكتفيا بالركض وشهدت الحصة التدريبية الأولى، اكتفاء الثنائي بلغري وهبري بالتدرب على إنفراد بسبب الإصابة التي يعانيان منها، فالأول على مستوى الأربطة الهلالية تعرض لها في مباراة فريقه الأولى أمام عنابة، والثاني مؤخرا أمام سطيف، وذلك من خلال الركض حول أطراف الملعب والقيام بالتمارين الخاصة وفق البرنامج المسطر لهما حتى يتمكنا من استعادة مستواهما الحقيقي ويكونا معنيين بلقاء الجولة المقبلة أمام لياسما. بوخاري يستفيد من راحة إضافية في الوقت الذي حضر فيه كافة اللاعبين لاستئناف تدريباتهم اليومية، عرفت الحصة الأولى غياب بوخاري الذي منحه الطاقمان الفني والطبي يوم راحة إضافي، بسبب الإصابة الخفيفة التي تعرض لها في مباراة الوفاق، حتى يتمكن من مواصلة العلاج الذي منح له، وحسب مصادرنا فإن الإصابة تبقى غير خطيرة وغير مقلقة وبإمكان بوخاري العودة لاستئناف تدريباته عاديا رفقة المجموعة، فيما يبقى زازوة يواصل العلاج من الإصابة التي يعاني منها والتي ستبعده عن المنافسة لمدة ثلاثة أشهر. مواجهة ودية هذا الخميس أمام مغنية من المنتظر أن يجري وداد تلمسان خلال فترة توقف البطولة مباراة ودية تحضيرية تجمعه بالجار إتحاد مغنية، وهذا يوم الخميس المقبل فوق أرضية مركّب العقيد لطفي بداية من الساعة 19:00 وتحت الأضواء الكاشفة للبقاء في جو المنافسة الرسمية، حيث سيعمل فيها المدرب حنكوش على توظيف التشكيلة الأساسية التي ستكون معنية بلقاء إتحاد العاصمة، وكذلك معالجة النقائص وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها لاعبوه أمام سطيف. ------------------- بوخيار: “لا نفكر سوى في كيفية التدارك أمام لياسما“ بداية هل تجاوزتم الخسارة الأخيرة؟ مع مرور الوقت وفي ظل الراحة التي منحها لنا الطاقم الفني لاسترجاع قوانا البدنية، طوينا صفحة سطيف كلية وأصبحنا نفكر في الخرجات المقبلة التي هي في انتظارنا وكيفية العودة إلى سلسلة النتائج الإيجابية. وماذا تقول عن الانهزام الأول لكم؟ الخسارة مرة ويصعب تقبلها بالنظر للأداء والمستوى الكبير الذي ظهرنا به أمام منافس لم يظهر أشياء كثيرة واكتفى بتسجيل ثلاثة أهداف عن طريق كرات ثابتة عكسنا نحن، أين كانت لنا العديد من الفرص لم تستغل جيدا، رغم أننا كنا متقدمين في النتيجة وكان بإمكاننا إضافة هدف أو هدفين، لكن الحظ وقف إلى جانب الوفاق. نفهم من كلامك أن الخسارة غير منطقية؟ بالنظر لمجريات اللقاء وسيطرتنا الكاملة على فتراته أمام المستوى غير المقنع للوفاق الذي لم يقدم الشيء الكثير واكتفى بتسيير المباراة، يمكن القول أن هزيمتنا غير منطقية تماما وكنا نستحق على الأقل نقطة التعادل بالرغم من أن الفوز كان في متناولنا، لكن انهزمنا في الأخير. هل ستؤثر عليكم الهزيمة في بقية المنافسة؟ رغم أن الهزيمة يصعب تقبلها بالنظر للمستوى والأداء الذي قدمناه، إلا أن ذلك لن يؤثر علينا بما أن مشوار البطولة لايزال طويلا، والوقت أمامنا للعودة وتدارك هذا التعثر لعلمنا بأهمية المسؤولية التي تنتظرنا. هل تعتقد أن فترة الراحة جاءت في وقتها؟ حسب رأيي فترة الراحة هذه جاءت في وقتها المناسب، حيث تسمح لنا بالتحضير الجيد وفي أحسن الظروف الممكنة تحسبا للمباريات المقبلة، كما أنها ستكون فرصة لمعالجة النقائص والأخطاء التي وقعنا فيها من قبل وفق البرنامج المسطر، ومنها استعادة اللاعبين المصابين حتى يمكن للفريق الدخول بقوة وجاهزية كاملة. كيف تقيّم أداء التشكيلة بعد مرور جولتين؟ أداء التشكيلة في تحسّن مستمر، فمن مباراة لأخرى نعمل على تقديم أداء يليق وقيمة التحضيرات التي أجريناها من قبل، والأكيد أن مستوى التشكيلة الحقيقي سيظهر للعيان بمرور الجولات وأن كل شيء سيكون على أحسن ما يرام. ماذا عن أدائك الشخصي، وهل أنت راضٍ عمّا قدمته؟ أحاول في كل مباراة تقديم وجه يليق بطموحاتي الشخصية ومنها أعمل جاهدا على أن أكون في مستوى الثقة الموضوعة فيّ لتشريف عقدي، أنا راض عما قدمته لحد الآن ومقتنع أني سأكون أفضل وبكثير خلال المباريات المقبلة. كيف تتوقع أن تكون مهمتكم أمام إتحاد العاصمة في الجولة المقبلة؟ مباراة إتحاد العاصمة ستكون صعبة للغاية، كون الفريقين يبحثان عن تدارك تعثرهما الماضي، وعليه فالخطأ يبقى ممنوعًا ولا مجال لنا سوى الفوز وتأكيد أن خسارة سطيف غير مستحقة رغم علمنا أن المهمة لن تكون سهلة، ورغم ذلك فنحن واعون بالمسؤولية التي تنتظرنا خاصة داخل قواعدنا. كيف ترى مستقبل التشكيلة الحالية؟ حسب المستوى العام للبطولة وبالنظر لما قدمناه بالتعداد الحالي، يمكن القول أننا قادرون على أداء موسم استثنائي نحقق فيه نتائج إيجابية للوصول للهدف المسطر وهو احتلال إحدى المراتب الست الأولى، خاصة وأن رغبتنا كبيرة، فقط علينا أن نثق في أنفسنا وإمكانياتنا.