قدرت مصالح الأمن الفرنسية عدد هؤلاء المشردين بحوالي ألف وأربع مائة ما بين طفل ومراهق لم يبلغوا بعد سن الرشد، منهم من يتواجد بمرسيليا ومدن ساحلية أخرى منذ سنتين. وفي غياب إحصاءات دقيقة حول العدد الحقيقي لهؤلاء الأطفال والمراهقين كشفت الجمعية الفرنسية لرعاية الشبان المشردين المتواجد مقرها بمرسيليا عن تسليم الشرطة الفرنسية للعشرات من هؤلاء الأطفال والمراهقين المشردين للجمعية التي تكفلت بإيوائهم بقراتها بمرسيليا في انتظار إيجاد حل قانوني لوضعيتهم. ويعتبر القانون الفرنسي هؤلاء الأطفال والمراهقين المشردين جانحين يطبق عليهم قانون الإجراءات الجزائية، بحيث تقضي التدابير الأمنية إيداعهم بسجون الأحداث والقصر إلا أن مصالح الأمن الفرنسية اصطدمت بعائق أصبح يشكل صعوبة في معالجة حالاتهم في غياب معلومات دقيقة حول هوياتهم وعناوين إقامتهم بالجزائر، وهي المعطيات الضرورية لإعداد ملفات قانونية تخصهم، الأمر الذي دفع بمصالح الأمن الفرنسية إلى تسليمهم مؤقتا للجمعيات الفرنسية المختصة في رعاية الشباب المشردين والأحداث بعدة مدن من بينها الجمعية المتواجدة بمرسيليا التي أخذت على عاتقها مهمة التحقيق في هويات هؤلاء الأطفال المراهقين الذين تؤويهم بمقراتها. والمعروف أن أغلبية العائلات تجهل مكان تواجد أبنائها الذين غادروا منازلهم وغامروا على متن البواخر باتجاه فرنسا دون إخبار أوليائهم لأسباب متعددة منها كون الوالدين مطلقين أو أن الأطفال كانوا في عهدة قريب لهم ففضلوا الرحيل دون إخبارهم. وعن ظروف حياة هؤلاء الأطفال والمراهقين بفرنسا أشارت تقارير الجمعيات التي تتكفل بهم حاليا إلى أن مصالح الأمن الفرنسية كانت تعثر عليهم سواء أفرادا أو مجموعات مشردين يجوبون الشوارع نهارا ويبيتون في الليل بالمنازل القديمة والمصانع المهجورة أو بمحطات الميترو والقطارات. البعض من هؤلاء الأطفال والمراهقين استقروا بعدد من الأحياء الشعبية بمرسيليا المعروفة بكثرة الأسواق والمحلات التجارية التي يملكها المغتربون الجزائريون الذين وجد بعض الأطفال لديهم مورد رزق مؤقت يوفر لهم الأكل والمبيت مقابل أعمال يدوية أو أشغال تنظيف للمحلات وجمع القمامة ونقل البضائع من شاحنات التموين إلى مخازن المحلات.