حققت الجزائر خطوة عملاقة في مجال حقوق الطفل التي تقدمت بشكل إيجابي في السنوات الفارطة، رغم أن مخلفات العشرية السوداء مازالت تحلق بآفاتها على سماء الطفولة بالجزائر، بسبب أعداد اليتامى الذين التحقوا مرغمين بسوق العمل، أو انحرفوا وتشردوا وأضاعوا مقاعد الدراسة منذ زمن بعيد وتلقفهم الشارع بكل آفاته وموبقاته، لأنهم لم يلقوا التكفل اللازم، هؤلاء البراعم تركوا وراءهم اليوم مخلفات الإرهاب والتخلف وينتظرون بشغف تحقيق آمالهم التي بقيت مؤجلة لوقت طويل. أفاد مصطفى خياطي أن المأساة الوطنية خلفت مليون طفل مصدوم في كامل التراب الوطني تم التكفل ب 5 المائة فقط، حيث أجرت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث دراسة على 1200 طفل من منطقة براقي، سيدي موسى والكاليتوس، منهم 120 بالغ و413 مراهق سنهم المتوسط 15 سنة، ممن كانوا ضحايا العنف والصدمات خلال العشرية السوداء وتم التكفل بهم طيلة 10 سنوات، و50 بالمائة من الأطفال الذين تم التكفل بهم من قبل الهيئة والذين صاروا شبابا اليوم، لاتزال عندهم أعراض الصدمات النفسية والانهيارات العصبية، وهي ما جعلتهم أكثر عرضة للاضطرابات والمشاكل السيكولوجية، كما أن 48 بالمائة من أولياء هؤلاء الأطفال بدورهم يعانون من آثار الصدمات بشكل قوي. وأضاف المتحدث أن نتائج الدراسة عبارة عن بحوث مست أفواجا كثيرة من الأطفال في مراحل مختلفة من الأزمة، ما يجعل النتائج مختلفة حسب نوعية التكفل ومدته. مليون طفل عامل في الجزائر فيما كشفت آخر دراسة حول ظاهرة تشغيل الأطفال في الجزائر قامت بها الهيئة الجزائرية لتطوير الصحة وترقية البحث ''فورام''، عن تواجد مليون طفل عامل في الجزائر ويزيد هذا العدد ب 300 ألف طفل أيام العطل والمناسبات. كما أظهر أحدث تقرير لمنظمة العمل الدولية أن 13 مليون طفل عامل في الدول العربية، تأتي منطقة المغرب العربي في الصدارة ب 2,6 مليون طفل تحتل الجزائر فيها المرتبة الأولى ب 8,1مليون طفل عامل، بينهم 3,1 مليون تتراوح أعمارهم بين 6 و13 سنة من ضمنهم 56٪ من الإناث، و28٪ لا يتعدى سنهم ال15 سنة، كما أن 15,4٪ أيتام فقدوا سواء الأب أو الأم. فيما يعيش 52,1٪ منهم في المناطق الريفية. 36 ألف طفل متشرد ومسعف في الجزائر تشير الإحصاءات إلى وجود 36 ألف طفل متشرد ومسعف، بالإضافة إلى 500 ألف طفل يتسربون سنويا فيحترف معظمهم الإجرام وأصبحت محاكمنا تحاكم 12 ألف طفل كل عام.. 10 بالمائة من أطفالنا لا يدرسون و6 بالمائة منهم أمّيون.. والنكبة الكبرى ظاهرة الاختطافات التي أضحت ترعب البراعم قبل ذويهم خاصة بعد تسجيل 20 حالة اختطاف منذ بداية السنة... أرقام مرعبة تترفع عن أي تعليق. هذا وتضم شوارع الجزائر أزيد من 15 ألف طفل مشرد و21 طفلا مجهول الهوية معظمهم لا يتجاوز 14 سنة، وهم معرضون يوميا لحالات عنف واعتداءات جنسية واستغلال في الإجرام، حسبما كشف عنه البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مؤكدا أن الجزائر تعرف فراغا قانونيا في مجال الطفولة خاصة مع استفحال ظاهرتي الاختطاف والاعتداءات الجنسية التي فاقت 250 قضية منذ بداية السنة. 12 ألف طفل يُحاكم كل عام كشفت مصادر قضائية تورط 1500 حدث في قضايا متعلقة بالسرقة خلال الثلاثي الأول لسنة ,2009 تليها الاعتداءات الجسدية الممثلة في الضرب والجرح العمدي بقرابة 800 قضية، مع تسجيل ارتفاع خطير لظاهرة الاعتداء على الأصول، إضافة إلى تعاطي المخدرات وحيازة الحبوب المهلوسة. كما أكد البروفيسور مصطفى خياطي أن 12 ألف طفل يتعرض سنويا للمحاكمة، 800 طفل متهم انتهى بهم المطاف إلى دخول مؤسسات إعادة التربية، بينما لجأ آخرون لاحتراف الجريمة، حيث أوقفت مصالح الدرك الوطني السنة الماضية 2073 طفل جراء مختلف الجرائم منهم 519 طفل تورطوا في قضايا الضرب والجرح العمدي و750 في قضايا السرقة و12 طفلا في قضايا السرقة، بينما تورط في قضايا الفعل المخل بالحياء وتخريب وتحطيم الممتلكات 200 طفل، في حين أوقف 14 طفلا في قضايا متعلقة بالاغتصاب. وفي ترتيب الولايات احتلت ولاية باتنة المرتبة الأولى ثم العاصمة ب 114 طفل تليها سطيف ب 99 طفلا ثم وهران ب 96 طفلا. وفي هذا الإطار، يؤكد الدكتور نصر الدين جابي في دراسة حديثة: ''جنوح الأحداث من مخلفات العشرية السوداء في الجزائر''، حيث أرجع الباحث في علم الاجتماع، أسباب جنوح الأحداث في المجتمع الجزائري إلى مخلّفات العشرية السوداء، حيث عاشت الجزائر أزمة أمنية صعبة نتجت عنها أزمة اقتصادية وأخرى اجتماعية كانت بمثابة الدافع الأول للانحلال الذي عرفه أطفالنا. وذكر جابي، من خلال دراسة حديثة تحت عنوان ''أوضاع الأطفال والمؤسسات المعنية برعايتهم ''، أن الوضع الأمني للبلاد ساعد على بروز العديد من الآفات الاجتماعية، على رأسها الارتفاع الهائل لمعدلات الجريمة بمختلف أنواعها في وسط الأحداث. كما استفحلت ظاهرة انحراف الأحداث فتحوّل الأطفال إلى منتجين للعنف أكثر مما هم عرضة له في الأسرة والمدرسة والشارع. وتبقى حالات التعدي على الأحداث غير ظاهرة للجهات المسؤولة، كما أن أغلب حالات القتل والتعديات المتباينة تكون غير عمديه جراء تواجد القصّر في مكان الجريمة كنتيجة حتمية لإهمال الأسرة للرعاية اللازمة للأطفال. 10 بالمائة من أطفال الجزائر لا يدرسون و6 بالمائة أميون كما كشفت رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''اقرأ''، عائشة باركي، أن 10 % من مجموع الأطفال الجزائريين خارج مقاعد الدراسة، إضافة إلى 200 ألف طفل غير مسجلين على مستوى المدارس سنويا، و500 ألف طفل آخرين يتركون مقاعد الدراسة بسبب الظروف الاجتماعية المزرية. وتشير الإحصاءات المتعلقة بظاهرة التسرب المدرسي بالنسبة لتلاميذ السنة السادسة ابتدائي سنويا إلى نحو 73,7 % من مجموع التلاميذ الجزائريين المتمدرسين، وتصل النسبة إلى حدود ال 8 % بالنسبة لتلاميذ مختلف أقسام الطور المتوسط، فيما تبلغ حدود ال 23 % في نهاية هذا الطور.