قال الشيعي : ثم من أين علم أن قصد المؤلف " أي الكليني " من وراء إيراده هاتين الروايتين هو ما ذكر؟ هل أشار الكليني إلى ذلك في كتابه الكافي أو في غيره؟ أم هو افتراء وبهتان عظيم عليه من هذا الدجال الذي يريد أن يستر الحقائق بأكاذيبه وتدجيله وتدليسه؟ بلى إنه رجم بالغيب حاشا أئمة أهل البيت أن يدعوا الاستغناء عن القرآن الكريم وحاشا الكليني أن يعتقد بذلك أو يريده من وراء إيراده لهاتين الروايتين فالكليني قد عقد بابا كاملا في كتابه الكافي سماه (كتاب فضل القرآن) ذكر فيه أكثر من مائة وعشرين حديثا موزعة على الأبواب التالية: (1) باب فضل حامل القرآن (2) باب من يتعلم القرآن بمشقة (3) باب من حفظ القرآن ثم نسيه (4) باب في قراءته (5) باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن (6) باب ثواب قراءة القرآن (7) باب قراءة القرآن في المصحف (8) باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن (9) باب فيمن يظهر الغشية عند قراءة القرآن (10) باب في كم يقرأ ويختم (11) باب في أن القرآن يرفع كما أنزل (12) باب فضل القرآن ولذلك لم يذكر نص الروايتين في نصيحته " ولكنه فعل ذلك بغية النيل من أئمة أهل البيت وشيعتهم ومذهبهم لينتصر إلى باطله الذي هو عليه بطمس الحقائق من خلال المغالطات والكذب والتدليس. رداً على الشيعي أقول : مثلما بوب الكليني الأبواب التي استدل بها الشيعي فإنه بوب أبواباً أخرى في الجزء الأول من الكافي فيها غلو شديد في أئمة الشيعة الاثنى عشر فعلى سبيل المثال نجد : – باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام … وهذا مخالف لكتاب الله عز وجل لأن حجج الله على الخلق هم الرسل ولا يوجد بعدهم حجج لا أئمة ولا غير أئمة، وهذا في قوله تعالى "رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 165]"، ويقول الله عز وجل : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [الإسراء : 15]" فالله عز وجل أقام الحجة على الناس ب"الرسل" وليس بغيرهم، فهل سيتبع هذا الشيعي شيخه الكليني أو كتاب الله عز وجل ؟ أمثلة عن أبواب أخرى فيها غلو شديد : باب أن الأئمة هم أركان الأرض باب أن القرآن يهدي للإمام باب عرض الأعمال على النبي (ص) والأئمة باب أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة باب أن الأئمة ورثة العلم، يرث بعضهم بعضا العلم باب ان الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم باب ان الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل و… باب انه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة وأنهم يعلمون علمه كله باب ما أعطى الأئمة من اسم الله الأعظم باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء باب أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة باب أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وانه لا يخفى عليهم باب وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله قال شيخنا أبو بكر جابر الجزائري، أليس من الرغبة عن القرآن الذي يربط الأمة الإسلامية بعقائده وأحكامه وآدابه فيجعلها أمة واحدة ؟ أليس من الرغبة عنه دراسة الكتب المحرفة المنسوخة والعناية بها والعمل بما فيها؟! وهل الرغبة عن القرآن لا تعد مروقا من الإسلام وكفرا ؟ وكيف تجوز قراءة تلك الكتب المنسوخة المحرفة والرسول صلي الله عليه وسلم يري عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي يده ورقه من التوراة فينتهره قائلا : ألم آتكم بها بيضاء نقيه ؟! إذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم لم يرض لعمر مجرد النظر في تلك الورقة من التوراة فهل يعقل أن أحدا من آل البيت الطاهرين يجمع كل هذه الكتب القديمة ويقبل عليها يدرسها بألسنتها المختلفة ولماذا ؟! أ لحاجة إليها أم لأمر ما يريده منها ؟! اللهم إنه لاذا ولا ذاك وإنما هو افتراء المبطلين علي آل بيت رسول الله رب العالمين من أجل القضاء علي الإسلام والمسلمين . نورالدين المالكي/ باحث في الحركات الإسلامية يتبع…