قال الشيخ أبو بكر الجزائري: وأخيرا فإن الذي ينبغي أن يعرفه كل شيعي هو أن اعتقاد الاستغناء عن القرآن الكريم كتاب الله الذي حفظه الله في صدور المسلمين وهو الآن بين أيديهم لم تنقص منه كلمة ولم تزد فيه أخرى ولا يمكن ذلك أبدا لأن الله تعهد بحفظه في قوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر الآية: 9 وهو كما نزل به جبريل الأمين علي سيد المرسلين وكما قرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأه عنه آلاف أصحابه وقرأه من بعدهم من ملايين المسلمين متواترا إلى يومنا هذا. إن اعتقاد امرئ الاستغناء عنه أو عن بعضه بأي حال من الأحوال هو ردة عن الإسلام ومروق منه لا يبقيان لصاحبها نسبة إلى الإسلام ولا إلى المسلمين) قال الشيعي حسن عبد الله: أولاً: لا يوجد دليل يحرّم قراءة كتب الأنبياء السالفين المحرّفة أو غيرها من كتب الضلال، نعم حرمة قراءة مثل هذه الكتب متعلق بما إذا كان القارئ لها لا يأمن على نفسه من الضلال أو الشك في العقائد الحقة، والاحتجاج بالتوراة والإنجيل على اليهود والنصارى جائز لا إشكال فيه. ثانيا: وأمّا ما نقله من نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب عندما رأى في يده ورقة من التوراة فعلى فرض صحة ذلك فلعلّ ذلك كان قبل استقرار الأحكام والقواعد الدينية. ثالثا: إننا نجد في بعض الرّوايات الواردة من طرق أهل السّنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بعض أصحابه بتعلم السريانية والعبرية حتى يقرأ له كتبهم، ويكتب إليهم بلغتهم، وهذا مما يدل على جواز قراءة تلك الكتب بلغاتها، فقد أخرج الترمذي في سننه وصححه أن زيد بن ثابت قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كتاب يهود، قال: إني والله ما آمن يهود على كتابي، قال: فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له، قال: فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم). رابعاً: ثمّ إنّ هذه اللغات كانت معروفة عند الناس في ذلك الزمان فليس من الغريب أو العجيب أن يقرأ الأئمة التوراة والإنجيل بلغاتها وليس من لوازم قراءة هذه الكتب أو حيازتها الاستغناء عن القرآن الكريم، فما هذا التهريج والتخريف أيّها الجزائري ؟!. إنّه لحري بأئمة أهل البيت أن يعرفوا هذه الكتب بلغاتها ويطلعوا على مضمونها ومكامن الاحتجاج بها على من يعتقد بها لأنهم هداة البشرية إلى الله عزّ وجل والقادة إلى صراطه المستقيم وإلى دين جدّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. خامسا: إن صاحبنا اتّهم صريحاً فيما نقلناه أولاً من كلامه الأئمة الطاهرين من أهل البيت بالاستغناء عن القرآن الكريم وكذلك شيعتهم ولكنّه تراجع في كلامه الأخير عن ذلك الاتهام الصريح لهم ليرمي به فقط جماعة معينة لم يسمها بل وصفهم بالمبطلين وأنّهم هم الذين افتروا على أهل البيت ونسبوا إليهم ذلك. وهذا أيضاً اتهام باطل ورجم بالغيب، أصله الحقد الأعمى الذي عشعش في نفس هذا الرجل ضدّ أتباع مذهب أهل البيت، ومبني على استنتاج خاطئ متعمد من الروايتين المذكورتين. ردا على هذا الشيعي أقول: أولا: إن شيخنا أبا بكر قال "مكنهم الاستغناء عن القرآن الكريم بما يعلمون من كتب الأولين" والشيعي في ردوده الأول والثاني والثالث خلط الأمور فتكلم عن قراءة كتب الأنبياء السالفين المحرّفة، ثم تكلم عن الاحتجاج بالتوراة والإنجيل على اليهود والنصارى، ثم التحديث عن بني إسرائيل ثم تعلم اللغات السريانية والعبرية، ما يراه هذا الشيعي ردا في الحقيقة لا علاقة له بكلام الشيخ حفظه الله. ثانيا: في قول الشيعي "وليس من لوازم قراءة هذه الكتب أو حيازتها الاستغناء عن القرآن الكريم؟" أقول إن فهم الشيعي هذا يخالف الروايات الموجودة في كتبه، يروى الصدوق في كتابه علل الشرائع عن "جابر قال: أقبل رجل إلى أبى جعفر وأنا حاضر فقال رحمك الله اقبض هذه الخمسمائة درهم فضعها في موضعها فإنها زكاة مالي فقال له أبو جعفر: بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين وفي إخوانك من المسلمين إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمن البر منهم والفاجر فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله فإنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل الفرقان بالفرقان. فمهدي الاثنى عشرية عند خروجه حسب الصدوق يحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور. يتبع…. نورالدين المالكي/ باحث في الحركات الإسلامية
/////////////////////////////////////
والشيعي في رده الأول والثاني والثالث خلط الأمور فتكلم عن قراءة كتب الأنبياء السالفين المحرّفة، ثم تكلم عن الاحتجاج بالتوراة والإنجيل على اليهود والنصارى، ثم التحديث عن بني إسرائيل ثم تعلم اللغات السريانية والعبرية، ما يراه هذا الشيعي ردا في الحقيقة لا علاقة له بكلام الشيخ حفظه الله.