يحيي العالم في الفاتح من ماي اليوم العالمي للشغل، مناسبة تعود كل سنة ومعها تعود الأسئلة كي تطرح عن العمل النقابي في الجزائر وما الذي تقدمه هذه التنظيمات التي تعددت وتفرقت ببعضها السبل، وإن كانت النقابات المستقلة في قطاع التعليم التربية قد استطاعت التكتل والحديث بصوت واحد مع وزارة بن غبريط، فإن النقابة الأعرق، الاتحاد العام للعمال الجزائريين بما لها من تاريخ أضحت اليوم لا تسيطر على عدد معتبر من القطاعات، لأن نظرة أجزاء كثيرة من العمال والموظفين يرون فيها امتدادا للحكومة وليست صوتا للزوالية والمستضعفين ومحدودي الدخل. عمراوي: المركزية النقابية تخلت عن الزوالية قال مسعود عمراوي المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين في تصريح ل "الحوار"، بأن نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين تخلت عن دورها، ودعاها بالمناسبة إلى أن تعود إلى ما كانت عليه عند تأسيسها، حيث أكد بأنها لم تعد تناضل لتحقيق مطالب العمال المنخرطين تحت لوائها في الوظيفة العمومية بدليل بقاء الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية ضمن الفئات الهشة، والتي لم تصل حتى الآن إلى تحصيل الحد الأدنى المضمون للأجور، كما ساهمت النقابة في تفريغ المادة 87 مكرر من محتواها، وهي التي هلّلت لها على أنها مكسب للفئات الهشة بينما أبقتها على حالها. واتّهم عمراوي نقابة اتحاد العمال بانتهاج سياسة القفز على نضالات الآخرين، مبرزا بأن النقابات المستقلة تناضل وتفتك الحقوق بشتى الوسائل المتاحة قانونيا، لتأتي هذه النقابة وتتبناها وتدعي تحصيل مطالب العمال بصفتها الشريك الدائم للوصاية، غير أن هذا لا يهمنا – يضيف عمراوي- ، وما يهمنا هو نضالها كنقابة ممثلة على مطالب العمال المنخرطين تحت لوائها، لأن التاريخ سيثبت قفزها على مكاسب الآخرين.
بوجناح: سيدي السعيد متواطئ مع الحكومة أوضح عبد الكريم بوحناح الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية في حديثه إلى "الحوار" بأن نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين معروفة بممارسة هذا النوع من الحركات، والمتمثل في التواطؤ مع السلطات العليا ممثلة في الوزارات لإحباط الحركات الاحتجاجية للنقابات المستقلة، وهي نقابة للدولة لأنها تمتلك مصالح مشتركة تتوخى تحصيلها بهذه الطريقة، غير أن الأمر لم يعد مقتصرا على نقابة اتحاد العمال وتعداه إلى بعض النقابات المستقلة التي تحاول بدورها التشويش على إضرابات نقابات أخرى بقطاع التربية. وأضاف يقول بالحديث عنا كنقابة "الأسنتيو" فإنه لا يهمنا مثل هذه التصرفات التي تصدر عن الاتحاد العام للعمال الجزائريين، لأننا متى اقتنعنا بضرورة الدخول في إضراب أو أي احتجاج فإننا سنخوضه رغم محاولات تكسيره من قبل الوصاية أو غيرها من الجهات المحسوبة عليها. وفي السياق ذاته، أكد بوجناح أن اتحاد العمال الجزائريين برئاسة عبد المجيد سيدي السعيد لم ينجح في تكسير إضرابات نقابات قطاع التربية بالنظر إلى التمثيل الضئيل الذي تمتلكه بسبب السمعة السيئة، على العكس من قطاعات أخرى التي لا تضم نقابات مستقلة وإذا امتكلت فالعدد محتشم على غرار (الصحة، الاقتصاد، البريد …)، مشيرا إلى أن بقاء سيدي السعيد على رأس النقابة طيلة هذه المدة راجع إلى دعم الدولة الذي جعله يحافظ على منصبه باسم المصالح المشتركة.
مرابط: المركزية النقابية فشلت اعتبر الياس مرابط الأمين العام للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية في تصريح خص به "الحوار"، بأن نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين لم تنجح في أداء الدور المنوط بها عندما كانت التنظيم الوحيد في عهد الحزب الواحد، حيث لم تتكفل بوضعية العمال نظرا للخصوصيات الكبيرة لشرائح العمال، كما أن مطالبه لم تكن في صلب انشغالات النقابة الأم، وهو ما أدى بعد تراكم الأوضاع إلى بحث العامل عن تنظيم نقابي أحسن للتكفل بمشاكله المهنية والاجتماعية، مبرزا بأن نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين بما تحمله من رصيد تاريخي "فشلت" في إبقاء الموظف تحت جناحها. وأكد مرابط بأن سياسة الحكومة فيها تباين، فمن جهة تتكلم عن الإصلاح الديمقراطي وتكريس الحق في النشاط النقابي الحر، لكن عندما تفتح المطالب في ظل غياب التكفل فإنها تخرج من بطنها نقابات تطعن في صحة مطالب نقابات الصحة المستقلة، وتشوه صورتها وعملها، لذلك لا يمكننا الحديث اليوم عن حريات نقابية بينما توجد جهات موجهة إلى جانب الوصاية تحاول تقزيم النقابات المستقلة واختصار دورها في لقاءات شكلية وتوقيع محاضر مشتركة لا تحترم، والإخلال بالوعود والتعهدات.
لغليظ: المركزية النقابية لها أسلوبها الخاص من جهته، رفض لعموري لغليظ كرئيس للاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء "سناباب" اعتبار نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين متواطئة مع السلطة لإحباط الحركات الاحتجاجية للنقابات المستقلة، مفضلا القول بأن نقابة سيدي السعيد تمتلك أسلوبا خاصا بها. فيما اعتبر المتحدث تهليل الاتحاد العام للعمال الجزائريين لإلغاء المادة 87 مكرر "مغالطة" كبيرة، خاصة وأن النقابة أعطت وعودا للفئات الهشة من المجتمع حول استفادتهم الكبيرة عند إلغاء المادة المذكورة سابقا، مشيرا إلى أن المرسوم التنفيذي الذي حدد تطبيق إلغاء المادة 87 مكرر لم يفد هذه الفئات الهشة. نسرين مومن