كشف القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرحمن سعيدي، أن موضوع صناعة توجه سياسي جديد للحركة سيكون ضمن أبرز الملفات التي ستناقش في الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني، المزمع عقدها جوان المقبل، مؤكدا أن القرار سيكون بتثمين الفكرة، أو الاستمرار في المعارضة المطلقة التي يتبناها الرئيس الحالي، عبد الرزاق مقري. وقال سعيدي، في اتصال مع "الحوار" أمس، إن إمكانية تغيير التوجه السياسي للحركة لن تكون سوى بعد نقاشات وآراء وأفكار من مجلس الشورى الوطني حول هذه النقطة، يطرح فيها كل طرف رأيه في المسألة، وأبدى قيادي حمس قابليته للفكرة لا سيما وأنه يعتبر من المقربين والمتأثرين بصاحب هذا الطرح وهو الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني، من جهة أخرى أعلن عبد الرحمن سعيدي، أن الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني ستناقش بالتحليل والتقييم الملف السياسي بالبلاد، وكذا مؤسسات الدولة، وكل القضايا الوطنية المهمة بمختلف المجالات، وردّ قيادي حمس على تصريح رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، الذي حمّل مقري وسلطاني مسؤولية فشل وحدة الحزبين، حيث قال، إن رأي مناصرة يخصه وحده، مضيفا أنه لا يعلم على أي أساس يتحدث رئيس جبهة التغيير، ولكنه قال إن مناصرة رجل سياسة وربما يكون قد رأى خللا في المسألة. وفي الجهة المقابلة، نفى عضو المكتب الوطني المكلف بالشؤون السياسية والاقتصادية في حركة مجتمع السلم فاروق طيفور، نفيا قاطعا، إمكانية تغيير المسار السياسي للحزب، مؤكدا عدم قابليته للطرح أساسا، وأوضح طيفور في اتصال مع "الحوار" أمس، أن التوجه السياسي للحركة يناقش في مؤتمرات الحزب لا في دورات مجلس الشورى الوطني، حيث نوقش في مؤتمر الحركة سنة 2013، وذكر طيفور أن مناقشة المسألة لن تكون قبل عقد المؤتمر القادم، المزمع عقده في 2019. وذكر المتحدث ذاته، أن سياسة الحركة التي أسسها الراحل محفوظ نحناح في بداية التسعينيات واضحة، وهي معارضة توجهات السلطة الحالية، وفي الوقت ذاته مراقبة عمل الحكومة ومؤسسات الدولة، واقتراح بدائل وحلول، وانتقاد كل ما يستحق الانتقاد. وبين تأكيد سعيدي بفتح هذا الملف في مجلس الشورى القادم، ومعه خرجات سلطاني الكثيرة الداعية لهذا المقترح، ونفي طيفور، يظهر جليا أن هناك بوادر أزمة داخل أسوار الحركة، ستطفو إلى السطح خلال انعقاد دورة مجلس الشورى، خصوصا وأن الدورة السابقة شهدت بعض التجاذبات بين الفصيلين، دفع عبد الرزاق مقري إلى إعلان دخول حمس في مشاورات مع الأحزاب السياسية في السلطة والمعارضة من أجل امتصاص غضب حلفاء سلطاني داخل الهيئة الأعلى بين المؤتمرين، وهو ما أدى إلى تحفظات سجلها حلفاؤه في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي. عبد الحميد خميسي