ح.سامية/آمنة.ب بعيدا عن بروتوكولات الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين المصادف لتاريخ 31 ماي من كل سنة، والتي يستغلها الأخصائيون لتمرير رسائل التحذير من آفة التبغ، تواجه الصحة العمومية في الجزائر مخاطر كبرى بسبب تفشي التدخين بين مختلف الجزائريين، هذه الآفة التي لم تعد تفرق بين ذكر وأنثى أو بين راشد وقاصر تحصد أرواح 15 ألف جزائري سنويا. رغم إمضاء الجزائر على اتفاقية مكافحة التدخين في 2006، إلا أن بنود هذه الاتفاقية البالغ عددها نحو 30 مادة قانونية، بقيت حبرا على ورق، لأن الجزائر ظلت تواجه التوبيخ تلو الآخر من قبل منظمة الصحة العالمية بسبب عجزها الواضح عن تطبيق حظر التدخين في الأماكن العمومية والبيع العشوائي لمنتجات التبغ في أي مكان ولأي فئة عمرية كانت. * التدخين بوابة الأمراض المزمنة لم يعد هناك مجال للشك أن التدخين هو السبب الخفي وراء تقارير الوفاة الناجمة عن مختلف الأمراض المزمنة والمستعصية الأكثر فتكا بالمواطنين، وعلى رأسها السرطان والقلب، بحيث أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أن تعاطي التبغ هو العامل المسؤول عن وفاة عُشر البالغين في جميع أرجاء العالم. مراد 44 سنة، مدمن سجائر يحرق يوميا أكثر من علبة كاملة من السجائر، فالأمر مزاج بالنسبة إليه، خاصة إذا كان في حالة نفسية صعبة، ساعتها لا يستطيع ضبط نفسه أوالكمية التي يستهلكها من السجائر، إلى أن جاء اليوم الذي شعر فيه بوخز قوي في صدره وتنميل في ذراعه الأيسر، تكررت الآلام المبرحة التي ظلت تعاوده عدة مرات قبل أن يضطر لأن يقصد طبيبا عاما، وجهه مباشرة إلى أخصائي في القلب ليكتشف أنه يعاني من بوادر أزمة قلبية، يقول مراد" اضطررت لمكافحة الرغبة في التدخين ولم يكن ذلك سهلا، لكنني تمكنت في الأخير من التخلي عن السجائر مرغما، وليتني فعلت ذلك قبل أن أبتلى بالمرض"، أما كمال الذي لا يتجاوز عمره ال41 عاما، فقد تعرض إلى مرض معقد في المعدة ولم يتصور أبدا أن للتدخين دخل في الموضوع" اعتقدت أن الأمر يتعلق بالقولون الذي أعاني منه عادة بسبب الأكل الخفيف، فالتزمت بالأكل البيتي لكن لا شيء تغير، فقد كانت حالتي تسوء من يوم لآخر إلى أن ظهرت بوادر قرحة معدية جزم الطبيب أنها بسبب التدخين وطلب مني التوقف النهائي عنه، ففعلت وبعد فترة وجيزة شفيت واضطررت لمواجهة الصداع وسوء المزاج الناجم عن ترك السجائر وتجاوزت الأمر أخيرا".
* شهادات حية لأطفال مدخنين ليس من السهل الحصول على شهادات أطفال أدمنوا التدخين خفية عن أهاليهم، لكن بعد أن اكتشف أولياؤهم المستور وصارت التجربة من الماضي، أخبرنا أولياؤهم عما أوقعهم في حبال التدخين في عمر صغيرة جدا. تقول يمينة، أم للطفل مروان 14 سنة " لم يكن من الصعب اكتشاف أن ابني أصبح يتعاطى السجائر، وهذا بسبب الروائح المنبعثة من ملابسه يوميا، رغم أني لم أضبط معه يوما أي علبة أو سيجارة، وحينما واجهته أنكر وقال بأن الروائح التي بملابسه بسبب جلوسه مع أصدقاء مدخنين، إلى أن ضبطه والده في جلسة مع رفاقه المدخنين، واتضح أنه فعل ذلك من باب التقليد لوالده المدخن أصلا، لذلك فأفضل طريقة لمنع أطفالنا من التدخين هو إقلاع الآباء أولاً عن التدخين، فالآباء المدخنين يجدون أنفسهم في موقف متناقض بين رفضهم وقوع أطفالهم في التدخين و بين عجزهم هم أنفسهم عن الإقلاع". * 5000 دج غرامة مالية للمدخنين في الأماكن العامة كشف، مستشار وزير الصحة وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، أثناء نزوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح بالقناة الإذاعة الأولى، أن قانون الصحة الجديد سيعمل على مكافحة آفة التدخين في الأماكن العمومية بشكل صارم عن طريق فرض غرامة مالية تقدر ب5000 دج للمخالفين. هذا الإجراء العقابي قد يحد من آثار التدخين السلبي الذي يحذر منه الأخصائيون وعلى رأسهم البروفيسور سليم نافثي، رئيس مصلحة الأمراض التنفسية والصدرية بمستشفى مصطفى باشا، الذي كشف بأن الجزائر تسجل 45 وفاة يوميا بسبب التدخين أي ما يعادل 15 ألف ضحية سنويا بسبب عدم تطبيق قانون العقوبات الذي يمنع التدخين في الأماكن العمومية. وأضاف نافثي، عشية إحياء اليوم العالمي للتدخين، أن 13 بالمائة من النساء في الجزائر تدخن مقابل 44 بالمائة من الرجال معظمهم من الشباب والمراهقين.
* "الشيشة" موضة رائجة بين الفتيات..عبد الكريم عبيدات: 47 بالمائة من التلاميذ يدخنون أوضح عبد الكريم عبيدات، خبير دولي مستشار في الوقاية الجوارية ورئيس المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، في تصريح ل "الحوار"، بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، بأن الجزائر تسجل سنويا 4 آلاف حالة وفاة بأنواع مختلفة من السرطان، ويعتبر التدخين سببا رئيسيا في الإصابة بها على غرار سرطان الرئة والحنجرة وغيره من السرطانات. وأكد المصدر ذاته، بأن المنظمة الوطنية لرعاية الشباب تنشط على مدار السنة في مجال مكافحة التدخين والمخدرات، فهي تقوم بحملات تحسيسية ووقائية في الوسط الحضري والمدرسي وعلى اتصال دائم و مباشر مع الشباب، كما أنها تنتهج إستراتيجية وطنية متعلقة بالوقاية الجوارية، ويبقى أهم ما تقدمه المنظمة للراغبين في الإقلاع على التدخين والمخدرات هو علاجهم بالمركز الوقائي بالمحمدية، الذي يعتبر مركزا مجهزا بآلات فعالة تقوم بتصفية الدم من السموم المترتبة عن التدخين العادي وحتى المخدرات، كما يلقى المدخنون والمدمنون الدعم النفسي والطبي المناسب بهذا المركز الذي يستقبل يوميا بين 50 إلى 60 حالة. * "تيزانة" للتخلص من الإدمان أطلقت منظمة رعاية الشباب بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن التدخين أول مشروب عشبي علاجي على مستوى الوطن يساعد الراغبين في الإقلاع عن التدخين والمخدرات على حد سواء، فهذا المشروب المكون من 13 عشبا، تمت دراسته من طرف أطباء على مدار 5 سنوات، وهو قادر على محاربة أعشاب التدخين والمخدرات، ومن فوائده، إزالة الضغط النفسي والتعب والنرفزة، ويحتوي على نبتة تكرّه جرعة التدخين، كما أن هذا المشروب طبيعي وليس له أي آثار جانبية. 47 بالمائة من التلاميذ والطلبة مدخنون يتعاطى 47 بالمائة من التلاميذ والطلبة بالجزائر الدخان العادي وفقا لاستطلاع قامت به المنظمة الوطنية لرعاية الشباب، وأشار عبد الكريم عبيدات، إلى أن هذا الاستطلاع شمل تلاميذ في الطورين المتوسط والثانوي بالإضافة طلبة الجامعات، وثبت من خلاله أن 6 بالمائة من المدخنين من فئة البنات. وفي السياق ذاته، نبّه المتحدث من ظاهرة تدخين الشيشة التي تقبل عليها بعض الفتيات الجامعيات بالجزائر، حيث يتجهون إلى نوادي وصالونات شاي تقدم "الشيشة" للزبائن، وهي تعتبر خطرا حقيقيا على الصحة، فاستنشاق جرعة واحدة منها يضاهي تدخين نصف علبة سجائر.
* "رمضان" فرصة من ذهب للإقلاع عن تعاطي التبغ يعتبر الشهر الكريم فرصة لا تعوّض للراغبين في الإقلاع عن التدخين، حيث يستغني الصائم عن السجائر لساعات وأيام طويلة، وعليه ارتأت منظمة رعاية الشباب تقديم حصص تدريبية قبل شهر رمضان ب 5 أيام لتعليم المدخنين كيفية التغلب على شهوة التدخين والتخلّص نهائيا منها، فضلا على قيام الأطباء بالشرح الوافي عن المشروب العشبي الجديد الذي من شأنه مساعدة المدخنين في التخلص من تعاطي التبغ. وفيما يخص المقترحات والإجراءات التي يجب اتخاذها في سبيل الحد من مخاطر التدخين، فقد أشار عبيدات إلى وجود قوانين متعلقة بالأمر على غرار حضر التدخين بالأماكن العامة، لكنه أكد أن التطبيق على أرض الواقع غير موجود، وأوضح أيضا بأن عنصر الوعي غائب لدى الكثير من الأشخاص الذين يدخنون حتى داخل البيوت ويتسببون في أذية زوجاتهم وأبنائهم بالتدخين السلبي، فضلا عن تناسي بعض الآباء كونهم المثل الأعلى للأبناء، فلا ينبغي للأب أن يدخن أمام ابنه أو أن يرسله لشراء السجائر.
* 600 ألف ضحايا التدخين السلبي 6 ملايين شخص يلقون حتفهم سنويا بسبب التبغ تحتفل منظمة الصحة العالمية وشركاؤها باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ تحت شعار "أوقفوا الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ"، من خلال تسلّيط الضوء على المخاطر الصحية الناجمة عنه ودعم السياسات الفعّالة لخفض استهلاكه. يتسبب التبغ في مقتل ما يقارب 6 ملايين شخص كل عام، وأكثر من 600 ألف منهم من غير المدخنين الذين يلقون حتفهم جراء استنشاق دخان التبغ غير المباشر، وسوف يحصد الوباء أرواح ما يزيد على 8 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2030 ما لم تتخذ إجراءات للتصدي له، وسوف يقع أكثر من 80 بالمائة من هذه الوفيات التي يُمكن توقيها بين أشخاص يعيشون في بلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة الدخل، حسب المنظمة العالمية للصحة. وعليه دعت منظمة الصحة العالمية البلدان للعمل سوياً من أجل القضاء على الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ الذي يعتبر مصدر قلق عالمي بالغ من جوانبٍ عدة، منها الصحية والقانونية والاقتصادية وتلك المتعلقة بالحَوْكمة ومحاربة الفساد، حيث تؤكد الدراسات أن هذا النوع من الاتجار مسؤول عن سيجارة واحدة من بين كل 10 سجائر تُستهلك عالمياً. وتهدف حملة المنظمة إلى إذكاء الوعي بالضرر الذي يلحق بصحة البشر بسبب الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، وخصوصاً الشباب والفئات ذات الدخل المنخفض، نتيجة تزايد إتاحة تلك المنتجات وتوافرها بأسعار ميسورة نظراً لانخفاض تكلفتها، وإظهار أن هذا النوع من الاتجار هو أحد وسائل الجماعات الإجرامية لجمع الثروات لتمويل أنشطةٍ إجراميةٍ منظمةٍ أخرى، بما فيها الاتجار بالمخدرات والبشر والأسلحة، وكذلك الأنشطة الإرهابية.