فتاوى شيخ لخضر س1: أنا أشتغل في مؤسسة بالليل أي وقت التراويح، هل يمكنني أن أخرج بدون علمهم لأداء الصلاة؟ ج1: صلاة التراويح سنة والالتزام بالدوام في عملك واجب، فلا يجوز لك الخروج بدون علم صاحب المؤسسة لأداء صلاة التراويح، وإذا فعلت ذلك تكون قد أكلت أموال الناس بالباطل، واعلم أن الله عز وجل يعلم صدق نيتك في حب أداء صلاة التراويح جماعة، وسيجازيك على ذلك. هذا من جهة، ومن جهة أخرى: فإن صلاة التراويح وقتها الليل كله، فيمكنك أداؤها بعد إتمام عملك. س2 :المدة الأخيرة ظهر بشكل كبير موضوع الغش بالدراسة وأثير لغط كبير حتى ءن أحد الأصدقاء تكلم بأنه من غش في امتحان فإن مسقبله كله عليه شك، حتى إذا توظف فإن الأجر حرام والزواج، هل هذا صحيح شيخنا الفاضل؟ ج2: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال "أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني"، وفي رواية: "من غشنا فليس منا"، وفي رواية "ليس منا من غشنا" رواه مسلم، فالغش حرام لا شك في ذلك. والمتحصل على الشهادة بالغش متشبّع بما لم يُعطَ، وذلك بادّعائه أنه حاصل على شهادة، والواقع غير ذلك، فهو لم يحصل عليها بمجهوده وتعبه، فعن أسماء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور"، رواه البخاري ومسلم. فالواجب الاستغفار والتوبة من هذا العمل المشين. أما منصب العمل الذي تحصّل عليه بسبب تلك الشهادة المغشوشة والمزوّرة، فإن كان يتقنه وخبيرا به، فالمال الذي يحصّله حلال. أما إذا كان لا يتقن ذلك العمل ولا يحسنه فما يحصّله من مال هو حرام، والواجب عليه البحث عن عمل يتقنه.
س3 : ما حكم مساعدة الشباب بالأموال من أجل أن يقوموا بتجارة معينة حلال على أن أتقاسم معهم الأرباح، أي أنني شريك بالمال، فهل هذا جائز؟ ج3: في سؤالك ذكرت مقاسمة الأرباح فقط، ولم تتطرق إلى حالة الخسارة، وهذا هو الفرق بين القراض (المضاربة) والربا، فالقراض ويسمى: المضاربة هو أن تعطي غيرك مالا والربح والخسارة بينكما، أما الربا فهو أن تعطيه مالا وتنتظر الربح فقط دون تحملك للخسارة. فهؤلاء الشباب الذين أعطيتهم مالك ليتاجروا به في الحلال يمكنهم أن يربحوا كما يمكن أن يقعوا في الخسارة، فالواجب أن تتوقع الأمرين معا، وتتحمل صورة الخسارة إذا وقعت، وهذا يدفعك إلى تشجيعهم على الجد في العمل وعدم التهاون حتى لا يقعوا في الخسارة، وبهذا تكون حقيقة شريكا لهم لأنك تخاف على مالك.
س4 ما حكم التعامل مع من ثبت لك انحرافه خاصة من جهة أنه معاون للظلمة والمفسدين في الأرض ومرة يكون من الأقارب أو أبناء بلدتك وأقع في حرج؟ ج4: إذا كان تعالمك معه ليس له علاقة بالظلم والظلمة والمفسدين في الأرض ولا تخدمهم، فهي جائزة، أما إذا كان هذا التعامل يعود بالمنفعة على الظلمة والمفسدين فلا يجوز، وهو من الإعانة على الظلم، والحق أحق أن يتبع وإن كان هذا الإنسان قريبا لك.