تبخرت آمال وحلم عائلة شبيشب في تحسن الوضع الصحي لابنها علاء الدين عن طريق العلاج بمستشفى متخصص والخضوع لحصص إعادة التأهيل الحركي بعدما لم يوف المحسنون بوعودهم لها والتي تلقتها عقب توجيه ندائها للمحسنين عبر صفحات ''الحوار''، لتجد نفسها مرغمة وبمساعدة من إمام مسجد حي العناصر على تشييد بيت فوضي تأوي فيه صغيرها المعاق حركيا وذهنيا لتواجه قرار التهديم الصادر في حقها أول أمس . تلقى الزوجين شبيشب عروض مساعدة عدة من طرف مواطنين تعاطفوا مع حالتهما الاجتماعية والاقتصادية التي تحول دون قدرتهما للوقوف على حاجيات ابنهما التي تزداد يوما بعد يوم، فهذا يتعهد بتأمين منصب عمل للزوج وذاك بتمكين الطفل علاء من العلاج الفيزيائي بإلحاقه بحصص إعادة التأهيل الحركي بمستشفى بن عكنون، وآخر بتزويدها بالأدوية والحفاظات غير المتوفرة بالجزائر من الخارج وغيرها من العروض التي جعلت العائلة الصغيرة تبني آمالا كبيرة على تحسن الحالة الصحية لابنها، لكن، وكما قالت السيدة شبيشب حياة في اتصالها ب ''الحوار''، وعودهم كانت اكبر من قدراتهم ما جعلهم يتخلون عنا تاركينا نتخبط في دوامة التشرد والفقر، وما زاد من حدة المشكلة هو الوضع الصحي لابننا علاء الدين. البراءة لم تستعطف القلب الرحيم حياة' وزوجها محمد رضخا لمشيئة الله الذي امتحنها كما قالت بأن تكون فرحتهما الأولى ولدا معاقا فسلما أمرهما له واتفقا على ألا يدخرا جهدا في العناية به والسعي لتحسين صحته، إلا أن ما خبأه القدر فاق طموحهما، وكانت أول عقبة يصادفانها في معركتهما ضد إعاقة علاء الدين أن وجدت العائلة الصغيرة نفسها في الشارع بين ليلة وضحاها دون سابق إنذار. فبعد أن استفادت العائلة الكبيرة التي كانت تقطن في بيت قصديري بمنطقة بومعطي بالحراش من سكن اجتماعي ببلدية عين النعجة قام والد محمد ببيعها دون إبلاغ ابنه بالأمر، إلى أن حضر المالك الجديد للشقة منذ 10 أشهر لاستلامها حسب الموعد المحدد في عقد البيع لتعرف العائلة طريقها إلى الشارع. الحالة الصحية ل علاء الدين استدعت بحث الزوجين وبأسرع وقت ممكن عن سقف يأويهما إلى أن عثرا على شقة صغيرة في منطقة برج البحري ظانين أنهما قد تخلصا من مشكل السكن، ليتفرغا مرة أخرى لعلاج ابنهما والتنقل به يوميا من مستشفى لآخر إلى درجة فقدان محمد وظيفته كسائق في إحدى الشركات الخاصة جراء التغيبات والتأخرات المتكررة، ليجد نفسه غير قادر على التوفيق بين دفع إيجار السكن والوقوف على احتياجات علاء الدين المتزايدة بين أدوية وحفاظات وفحوصات وأشعة طبية. ولدى استعانة العائلة بصفحات ''الحوار'' لطلب مساعدة الجهات المعنية تلقت عروضا مختلفة ذهبت جميعها أدراج الريح فلم تكن إرادة الأشخاص بقدر وعودهم التسويفية كما قالت حياة، فمازال محمد ينتظر الحصول على عمل كسائق لدى أحد المقاولين كان قد أكد له منذ شهرين توظيفه لديه مع تسوية وضعيته إزاء الضمان الاجتماعي. بينما تنصل مستشفى بن عكنون من مواصلة جلسات إعادة التأهيل الحركي التي كان قد شرع في إخضاعه لها لتفاجأ حياة برفض المشرفين على العملية مواصلتها الشهر المنصرم دون إفادتها بتفسيرات مقنعة. البناء الفوضوي كان حلها الأخير أمام انسداد كل الفرص أمام الزوجين شبيشب اللذين أصبح مصيرهما الشارع رفقة ابنهما المعاق ذهنيا وحركيا، وبعد يأسهما من الحصول على سقف وتأكدهم من ذلك عن طريق طرق أبواب الديوان الوطني للتسيير العقاري وفرع الشؤون الاجتماعية لولاية الجزائر، قررا مد اليد لطلب مساعدة ذوي القلوب الرحيمة مستعينين في ذلك بإمام مسجد حي العناصر، حيث تمكن هذا الأخير من جمع مبلغ كاف لتشييد منزل صغير تأوي إليه العائلة كحل مؤقت في انتظار التفاتة من وزارة التضامن الوطني. وفعلا شيدت العائلة المنزل على الطريقة الفوضوية منذ أسبوع في حي العناصر بمحاذاة ورشة أشغال إنشاء النفق الرابط بين الحي وبئر مراد رايس، بالقرب من عمارة ''كوبيماق''، ليصدر قرار الهدم أول أمس من طرف ولاية الجزائر أمام رفض السيدة حياة التي هددت بالانتحار رفقة ابنها وزوجها بتفجير قارروة غاز في حال الشروع في عملية الهدم. وأمام التردد في الإقدام على عملية الانتحار تحت موعظة الإمام لم تجد السيدة حياة سوى الاستنجاد بولد عباس وزير التضامن والأسرة للتدخل وإنقاذ عائلة كاملة من الهلاك خاصة مع الوضع الصحي ل علاء، الذي أكد الأطباء لوالديه أنه وبالرغم من إعاقته الحركية والذهنية إلا أنه يوجد أمل كبير في أن يتمكن من الوقوف على قدميه والنطق ببعض الكلمات أو العبارات التي تأخر كثيرا في النطق بها وهو الذي تجاوز السنتين ونصف. والدة علاء الدين جددت التعبير ل ''الحوار'' عن أمنيتها في أن تلقى المساعدة المادية اللازمة لإخضاع ابنها لحصص إعادة التأهيل الحركي والحصول على سقف يأويها.