يجد صدى على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي بوزارة ولد عباس لتنظر في الملف، فيتحقق أمله في العلاج بمستشفى سان فانسون دو بول باريس .. بعد عشر سنوات من المعاناة خضع فيها لأربع عمليات جراحية لم تجد نفعا لتخليصه من إعاقته، بل جعلت من الجبس رفيقه الدائم، أطلق الطفل زكريا حريتي نداء استغاثة على أمل أن ولد زكريا حريتي في 24 سبتمبر 1998 بتشوه خلقي على مستوى العمود الفقري، وصفه الأطباء في تقاريرهم أنه نوع من التشوه الخلقي والذي يأتي مصحوبا بصغر في حجم الجسم مقارنة مع الحجم العادي الطبيعي للأطفال. تظهر معه مجموعة من الأعراض التشوهية الأخرى ما صعب من مهمة الأطباء الجزائريين في التدخلات حسب ما ورد في التقارير الطبية المحررة من قبل الدكتورة ''سايغ بوعوينة'' رئيسة قسم الجراحة الأورطوبيدية بمستشفى الدويرة في 2003 و2007 والتي تحصلت (الحوار) على نسخة منها، يظهر جليا صعوبة ومدى خطورة إخضاع الطفل زكريا لجراحة أخرى داخل الوطن، فكما أوضحت الدكتورة في تقريرها فإن الخطر متعدد الجوانب انطلاقا من مشاكل التخدير، التجهيزات جد العالية والمتطورة التي يجب أن تتوفر عليها غرفة العمليات، ونقص التكفل التأهيلي بعد الجراحة .. أمام هذه الوضعية وبعد إطلاع البروفيسور الفرنسي ''سارانج'' على الوضع الصحي لزكريا، صرّحت ''بوعوينة'' في تقريرين متتالين بأولوية تلقي زكريا العلاج على يد الأخصائي الفرنسي في قسم جراحة الأطفال بمستشفى سان فانسون، هذا الأخير الذي رد بدوره على عرض الدكتورة بالموافقة على التكفل التام بحالة المريض لمدة شهرين بإجراء العملية على مستوى مصلحته أو بتتبع علاجه من خلال عمليات إعادة التأهيل الحركي التي تتطلب على الأقل من 12 إلى 18 شهرا. كل هذه الجهود من طرف الأخصائيين داخل وخارج الوطن، حال دون تحقيقها على أرض الواقع قلة الإمكانيات المادية، وبالتالي تبخر حلم زكريا في الوقوف على قدميه والتوجه على مقاعد الدراسة كباقي أقرانه سيرا على الأقدام. أما تكاليف إجراء العملية بفرنسا جد باهظة ما لا تستطيع عائلة حاريثي توفيره لتغيير مستقبل ابنها، فلم تتحصل إلى حدّ الساعة ومنذ عشر سنوات على ردّ من السلطات المعنية للتكفل بمصاريف علاجه في الخارج. فلقد توجهت العائلة برسائلها المفتوحة إلى رئيس الجمهورية بعدما ضاقت بها السبل في توفير المبلغ الكافي لإجراء الجراحة بفرنسا، ولم تجد اليوم من حل آخر سوى توجيه ندائها على وزير التضامن الوطني للنظر في ملف زكريا لإنقاذه من الضياع.