أكد الأطباء لوالديه أنه وبالرغم من إعاقته الحركية والذهنية إلا أنه يوجد أمل كبير في أن يتمكن الصغير ''علاء الدين'' من الوقوف على قدميه والنطق ببعض الكلمات أو العبارات التي تأخر كثيرا في النطق بها وهو الذي تجاوز السنتين ونصف. والدة ''علاء الدين'' السيدة ''حياة'' في لقاء جمعها ب (الحوار) نقلت من خلاله أمنيتها في أن تلقى المساعدة المادية اللازمة لإخضاع ابنها لحصص إعادة التأهيل الحركي. قالت إن إعاقته ناجمة عن تعرضها في الشهر الخامس من الحمل لحمى شديدة أثرت على نموه كجنين طبيعي ولم تتفطن إلى إعاقته إلا بعد ولادته وبلوغه 9 أشهر، فقامت بعرضه على طبيب الأطفال شخّص حالته أوليا بإعاقة حركية، لتكشف المعاينات الطبية الأخرى بعد سلسلة من الفحوصات والأشعة أنه مصاب أيضا بإعاقة ذهنية إلى جانب الحركية، ومنذ ذلك الحين والزوجان الشابان ''شبيشب'' اللذان لا يتجاوز سنهما 26 سنة تائهين بين مختلف مصالح طب الأطفال بمستشفيات العاصمة بحثا عن أمل في تحسن حالة ''علاء الدين''. بلا سقف.. تأزمت المشكلة ''حياة'' وزوجها ''محمد'' كأي والدين آخرين شاء الله أن يكون مولودهما الأول - أو كما قالت فرحتهما الأولى - معاقا، تقبلا مشيئة الله وسلما أمرهما له واتفقا على ألا يدخرا جهدا في العناية به والسعي لتحسن صحته، إلا أن ما خبأه القدر فاق طموحهما، وكانت أول عقبة يصادفانها في معركتهما ضد إعاقة ''علاء الدين'' أن وجدت العائلة الصغيرة نفسها في الشارع بين ليلة وضحاها دون سابق إنذار. فبعد أن استفادت العائلة الكبيرة التي كانت تقطن في بيت قصديري بمنطقة بومعطي بالحراش من سكن اجتماعي ببلدية عين النعجة قام والد ''محمد'' ببيعها دون إبلاغ ابنه بالأمر، إلى أن حضر المالك الجديد للشقة منذ 8 أشهر لاستلامها حسب الموعد المحدد في عقد البيع لتعرف العائلة طريقها إلى الشارع. الحالة الصحية ل ''علاء الدين'' استدعت بحث الزوجين وبأسرع وقت ممكن عن سقف يأويهما إلى أن عثرا على شقة صغيرة في منطقة برج البحري ظانان أنهما قد تخلصا من مشكل السكن، ليتفرغا مرة أخرى لعلاج ابنهما والتنقل به يوميا من مستشفى لآخر إلى درجة فقدان ''محمد'' وظيفته كسائق في إحدى الشركات الخاصة جراء التغيبات والتأخرات المتكررة، ليجد نفسه غير قادر على التوفيق بين دفع إيجار السكن والوقوف على احتياجات ''علاء الدين'' المتزايدة بين أدوية وحفاظات وفحوصات وأشعة طبية. التأهيل الحركي مطلبهم الوحيد أن يحظى ''علاء الدين'' بمارد أو يد سحرية تحقق حلم والديه في علاجه عن طريق حصص إعادة التأهيل الحركي، يبقى مطلبهما الأول والأخير من ذوي قلوب رحيمة قد تقدر على ما عجزا عنه، حيث تتطلب حالة الصغير عناية فائقة بنظافته ونظافة محيطه وهو ما لا يتوفر له دون سقف عائلي، أما عن إعادة التأهيل الحركي فقد أكد غالبية الأطباء من المطلعين على الملفات الطبية أنه جد ضروري في مثل هذه الحالة خاصة وأن أطراف ''علاء'' تبدي تجاوبا كبيرا في الحركة ما ينبئ بنتيجة إيجابية إذا ما لقي الرعاية اللازمة، ما يؤكده أيضا رفض الطبيب المعالج التوقيع على ملف الإعاقة حتى يستفيد ''علاء الدين'' من منحة التضامن الجزافي وهذا للأمل الكبير في خروجه من إعاقته أو على الأقل التقليل من نسبتها.